أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟















المزيد.....

بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعياد اكيتو في العراق القديم او في بلاد ما بين النهرين اوبلاد الرافدين او ميزوبتاميا هي مناسبة للتجدد واستعادة الحياة والنشاط مجدداً ، والشعوب التي قطنت هذه الديار منذ ازمنة قديمة تحيي ذكرى هذه المناسبة بشكل وآخر وتحت مسميات مختلفة فعيد اكيتو البابلي الكلداني في الأول من نيسان حيث كانت هذه مناسبة لممارسة شعائر واحتفالات تدوم اثناعشرة يوماً في بابل ويؤرخها شعبنا الكلداني بسنة 7310 كلدانية وقد اتخذ الآشوريون من عيد اكيتو مناسبة للاحتفال السنوي ايضاً وأرّخوها بعام 6760 وهكذا يحتفل الأزيديون بهذا العيد في الأربعاء الأول من شهر نيسان من كل عام ، ويطلق عليه (سري صال ) اي رأس السنة ، ومن المكونات العراقية الأخرى التي تحتفل بهذا العيد بشكل متميز هم الأكراد ويعطى له اسم عيد نوروز وتمتد جذور هذا العيد الى الحقبة الزرادشتية ، عموماً فإن معظم مكونات الشعب العراقي تحتفل بعيد اكيتو او عيد الربيع وهو عيد تجدد الحياة وديمومتها .
لكن الشعب الوحيد الذي لا يحتفل بهذه المناسبة هو الشعب العربي في العراق ، فالعرب والمسلمين يعتقدون ان التاريخ يبدأ منذ انبثاق التاريخ الأسلامي ، وقبل الأسلام لقب بالعصر الجاهلي ، فكل المناسبات والأحتفالات قبل الأسلام كانت وثنية ينبغي نسيانها ووضعها في خانة الممنوعات . وبعد هيمنة التيار القومي على الدولة العراقية الحديثة تبنى الأمجاد العربية والأسلامية وهي امجاد معظمها يدور في حلقة الفتوحات والتوسع والمعارك والغنائم والجهاد والشهادة .
اراد عبد الكريم قاسم ان يسير في طريق تمجيد العراق وتاريخ العراق ، وقد حاول على الأقل الأحتفال بعيد الشجرة في شهر آذار في الربيع وبادر الى غرس اول شجرة ، ولتكون هذه المناسبة رمزاً لتجدد الحياة ولنشر بذور حب الزراعة والأنتاج في نفوس العراقيين ، لكن القوى القومية العراقية وأفكارها الثورية كانت ابعد من تؤمن بهذه الأفكار ( البالية ) والى اليوم لا يوجد حزب عربي ديني او قومي يخرج من قوقعته الدينية او القومية لينادي بفكر وطني عراقي اصيل ، باستثناء قلة من الكتاب والمفكرين الليبراليين والعلمانيين ، وليس لهم لحد الآن تأثير واضح على الساحة السياسية .
الحضارات كالحيوان والنبات والبشر لها ولادة وطفولة وشباب وأفول وموت ، وقد قامت على ارض العراق دول وحضارات وامبراطوريات ومنها الحضارات السومرية والأكدية والآشورية والبابلية الكلدانية ، وكانت الأخيرة ( الكلدانية ) آخر دولة عراقية شهدت السيادة العراقية وبعدها بدأت مصائر الوطن العراقي يلعب بها الأغراب .
في سنة 539 ق. م انتهى حكم الدولة الكلدانية في العراق باحتلال جيوش كورش الفارسي الأخميني مدينة بابل ومع سقوطها كانت بلاد الرافدين برمتها ولاية تابعة لحكمهم الى حوالي قرنين من الزمان حيث انتهت سيطرتهم بدخول قوات اسكندر الكبير سنة 331 ق. م والذي توفي في بابل عام 323 ق . م . حيث بدأ في بابل وبلاد الكلدان العصر السلوقي والذي استمر حوالي قرنين من الزمن ، حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقيين حوالي سنة 139 ق . او 126 ق . م .
واستمر هؤلاء على حكم العراق القديم وانتهى حكمهم على يد سلالة فارسية جديدة وهي السلالة الساسانية والتي استمر حكمها من سنة 227 م الى سنة 637 م. حيث انتهى حكمهم على يد الجيش العربي الأسلامي .
فكان الحكم الراشدي من ( 636 ـ 661 م) ومن ثم الحكم الأموي (662 ـ 750 م ) ، فالحكم العباسي ( 750 ـ 1258 م ) ، ثم الحكم التتري الذي ابتدأ بالهجوم على بغداد بقيادة هولاكو واستمر حكمهم ( 1258 ـ 1338 م ) ، ثم الجلائريون من ( 1338 ـ 1410 م ) وبعدها دال مصير العرق الى دولتا الخروف الأسود والخروف الأبيض من ( 1410 ـ 1508 م ) ، ثم الحكم الصفوي ( الأيراني ) من ( 1508 ـ 1534 م ) وبعد فترة انتقال حيث استمر الحكم العثماني على العراق من سنة 1640 الى 1917 م. ثم بعد الأحتلال البريطاني كان استقدام الأمير فيصل ثالث انجال الملك حسين ليتوج ملكاً على العراق ، وفي تموز سنة 1958 كان ثورة تموز التي اسقطت الملكية وأسست حكم عراقي جمهوري .
إن هذا السرد الممل أردت ان ابين ان العراق بعد سقوط الدولة الكلدانية البابلية انتهت مصائره الى يد المحتلين وكانت هذه الأرض ساحة مفتوحة للصراعات لكل من هب ودب وكل يعمل على استيلاد انواع الصراعات ليكون وقودها العراقيين . إن ملفات السكان الأصليين لهذه البلاد قد اغلقت وأصبح لهم شأنا ثانوياً فالكلدانيون في هذه البلاد اصبح شأنهم مهملاً إن كان في عموم العراق او في اقليم كوردستان .
لقد كان الخليج العربي وبحر العرب يدعى بالبحر الكلداني والكلدانيون وضعوا الأسس الحديثة لتوزيع الوقت والتقويم ، ولعله من الطريف ومن المفيد ان نكتب ما اورده بطليموس ثم جيمينوس عن الكلداني كيدينو (Kidinnou) وهو استاذ في مدرسة سبار وقد عاش بعد الأسكندر بقليل ورد :
((حدد كيدينو الكلداني مقياس الشهر القمري بدقة عجيبة تقترب الى 0,6 من الثانية من المقياس الصحيح فقد حسبه كيدينو بـ 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و ثانية 3,3 والصحيح بموجب القياسات العلمية الحديثة هي 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و2,7 ثانية )) .
هؤلاء هم اجدانا شادوا لنا الحضارات ودرسوا العلوم والفنون حينما كانت اوربا غارقة في ظلام التأخر ، والجيران يتصارعون من اجل الهيمنة على هذه الأرض ، اليوم ونحن نولج اعتاب القرن الواحد والعشرين نتساءل إن كان ثمة امل بأن يعيد العراق امجاده التاريخية ويصبح منارة مضيئة في عالم اليوم .
ينبغي على العراقيين ان يأخذوا بأيديهم زمام مصيرهم ويحلوا مشاكلهم بينهم دون اللجوء الى الجيران لكسب ودهم واستجداء بركاتهم ، إن الجيران ان كانوا عرباً او اتراكاً او ايرانيين لهم مصالحهم القومية والوطنية ، وهم لا يستشيرون العراقيين في امور بلادهم ، فإلى متى يبقى عراقنا ممزقاً تلعب في رياح التاثيرات الخارجية على قادتنا المنتخبين من قبل الشعب ؟
إن العراق سيعيد امجاده البابلية الكلدانية حينما يضع مصلحة العراق والعراقيين في الدرجة الأولى بمنأى عن التأثيرات الخارجية مهما كانت . إن الأحتفال بعيد اكيتو هو مناسبة عراقية اصيلة وعلى الدولة العراقية ان تأخذ من هذا العيد عيداً وطنياً قومياً ، كما ان السكان الأصليين في هذه البلاد من الكلدان والسريان والآشورين والأزيدية والمندائيين ، وفي مقدمتهم جميعاً شعبنا الكلداني يشكلون الخميرة الطيبة لهذه البلاد وعلى الدولة العراقية رعايتهم والمكونات الأخرى بما يناسب منزلتهم التاريخية والوطنية .
حبيب تومي / اوسلو في 9 / 4 / 2010



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم سُلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية ...
- الكلدان قادمون
- الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين ...
- ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر ال ...
- امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟
- العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء ...
- الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك ...
- اليس من المخجل ان يقف المالكي وحكومته متفرجين على دراما قتل ...
- المالكي والنجيفي يتحملان المسؤولية الأمنية والأخلاقية في قتل ...
- مهنية فضائية سوريويو سات وانحيازية الفضائيات الآشورية
- بصراحة إن القيادة الكوردية لم تُنصف الشعب الكلداني بما يضاهي ...
- لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع ...
- اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟