أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - ورحل شامخاً!!















المزيد.....

ورحل شامخاً!!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 188 - 2002 / 7 / 13 - 07:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

 

 

في مساء الخميس، 4تموز، انطفات اجمل شموع الدنيا، كف قلب منصور حكمت (زوبين) عن النبض. سلب السرطان منا ذلك المناضل الذي ليس لعزيمته حد. ان خسارته امر لايعوض. ان خسارته بين صفوفنا كانسان، كصديق، كرفيق، كقائد، كنبراس دربنا، كملهم حركتنا، كمفكر، كمؤسس حزبنا، كمناضل وضع هدف ارساء عالم افضل نصب عينيه وجعله همه وخبزه اليومي امر يبعث فعلاً على اعمق درجات الحزن والاسى. ان مايُسكن الامنا بعض الشيء هو اننا اردنا الحفاظ عليه اكثر من الحفاظ على حدقة اعيننا، ولكن ....

غاب عنا ذلك الثوري الذي جر الكثير منا، ابان متاهات انهيار الكتلة الشرقية وقبلها، من متاهات عالمنا الموغل بالمتاهات وسار بالاف الشيوعيين في العراق وايران والمنطقة نحو ضفة ماركس والشيوعية. اذ ليس بقليلين اولئك الذي قالوا "لانعرف اين كانت سترمي بنا الدنيا لو لم نعرفه". ليس بقليلين الذين قالوا "ان انقاذ حياتنا في جبال العراق وايران مديون له". ليس بقليلين اؤلئك الذين كانت ستجرفهم الاحداث والاوضاع صوب القومية والليبرالية والديمقراطية باشكال ملطفة. ليس بقليلين اؤلئك الذين "خلق" منهم انسان اخر، بفهم اخر، بمعنى للحياة والموت اخر، بمعنى للنضال والانسانية اخر، بمعنى اخر للطفولة، للمراة، للانسان، للكهولة. انا احد اؤلئك.

من اين يبدأ المرء بالحديث عن دوره ومنجزاته. من "سهند"، "اسطورة البرجوازية الوطنية"، "اتحاد المناضلين الشيوعيين"، "تاسيس الحزب الشيوعي الايراني"، "كومه لا"، "ابحاث الشيوعية العمالية"، "انهيار الكتلة الشرقية"، "حرب الخليج وفرض الحصار الاقتصادي على جماهير العراق"، "النظام العالمي الجديد"، تاسيس "الحزب الشيوعي العمالي"، "تاسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي" وكل لحظة من لحظات حزبنا وحتى اليوم"، موضوعة "السلطة السياسية"، "المؤتمر الثالث للحزب" و...ولان عشرات الصفحات غير كافية لتعداد هذه المكاسب والمنجزات رغم عمر منصور حكمت القصير، من الافضل ان اغلق باب الحديث عنها. ولكن شيء واحد احب الخص به قولي في الوقت الذي كان يجر ريغان وبوش وكلنتون وصدام وخميني وبن لادن وهتنغتون نحو جحيمهم، كان يجر العالم نحو افق اكثر انسانية يكون فيه للجنين حرمة وكرامة، للمراة، للطفل، لبائعة الجسد، للعامل، للانسان ولقيم الخير معنى. اي فخر لنا ان كنا قرميد حركة اوقفها على قدميها. اوقفها على قدميها بالاخص ابان الشدائد والاوقات العصيبة، ابان المنعطفات التاريخية. 

رحل منصور حكمت وهو على اعتاب مرحلة اخرى مهمة من نشاطه السياسي. مرحلة ان يكون  للشيوعية  راي اخر في مصير ومستقبل البشرية. للاسف، غادرنا في وقت نحن، البشرية، التحرر والمساواة في اقصى درجات حاجتها له. انها طامة كبرى.

 لقد رحل ذلك المتيم بالحياة. ونظراً لتيمه بالحياة وعشقه لها، شحذ قلمه ولسانه وجسارته وكل حواسه الانسانية من اجل ان يكون للبشر حياة تليق بهم.

برحيل منصور حكمت، فقدت الطبقة العاملة والجماهير في العراق اعز واغلى اصدقائها. ستتذكره بوصفه اول من وقف، ومن اللحظات الاولى، ضد فرض الحصار المجرم عليها، ستتذكره بوصفه من سلح عمال العراق بحزبها السياسي المناضل من اجل ارساء المجتمع الاشتراكي.

 رحل منصور حكمت ولكنه باقي بيننا، بفكره، بكتاباته، باحاديثه، بنهجه، بتقاليده السياسية والحزبية، بعمق فهمه، بممارسته السياسية، بخلاقياته وابداعه، بعمق نظرته للتحرر والمساواة، باهدافه واماله بعالم افضل. ان منصور حكمت خالد للابد بيننا.

 

الى العزيزة اذر ماجدي

قلبنا معك لحظة لحظة. اية شجاعة تقتضي من امرء في وضعك لتحمل هذه الحقيقة المرة! لاشيء ابداً بوسعه ان يخفف من وقع هذا الحادث المؤلم. لكنك والاطفال بيننا، في اعماق اعماق قلوبنا. لااعلم ماذا يمكننا قوله او فعله كي نبدد جزء، وان يكن ضئيل، من سرابة الحزن هذه؟  العمر المديد لك.

 

رفاقي اعضاء واصدقاء كل من الحزبين الشيوعي العمالي العراقي والايراني!

مَنْ يواسي مَنْ؟ لاسبيل لتجليل منصور حكمت سوى السير على دربه، سوى ارساء العالم الذي سعى منصور حكمت اليه. عالم خال من الجوع والفقر وانعدام الحقوق، عالم خال من القسر ومن مجمل اشكال الاغتراب والقسر، عالم اشتراكي. ان اوضاع العراق وايران تسير نحو اوضاع مهمة وحاسمة. بغياب منصور حكمت، تقام عقبة جدية كبيرة امامنا. ليس امامنا سوى مضاعفة طاقتنا ونشاطنا لايفاء الدور الذي كان يتوخاه منصور حكمت والمجتمع منا. ان هذا اكبر احترام واكبار لذكرى الرفيق العزيز الخالد للابد منصور حكمت.

 

10 تموز 2002

   



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان شيعة العراق.. سيناريو جديد مناهض للجماهير
- قرع امريكا لطبول الحرب سياسة مناهضة لجماهير العراق
- الاوضاع الاخيرة في فلسطين!!
- الاحزاب الشيوعية العربية والاصطفاف في خندق الاسلام السياسي


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - ورحل شامخاً!!