أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كلام حق عن علاوي















المزيد.....

كلام حق عن علاوي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1
لقد تم استهداف علاوي بقضايا لم تحقق لجهة الاستهداف سوى عكس ما قدرته من فوائد, وظلت الحملة ضده ترتكز إلى تاريخه البعثي السابق الذي كان قد انتهى في منتصف السبعينات رغم أن الأحزاب التي تناهضه تضم بعثيين ظلوا إلى الأيام الأخيرة من عمر النظام الصدامي أعضاء عاملين أو حتى أعضاء فرق في حزب البعث. كما يمكن ملاحظة إن بعض هذه الأحزاب يضم لحد هذه اللحظة قياديين بتاريخ بعثي قديم تماما كما كان علاوي. أما ائتلاف دولة القانون, وهو أشد المعادين لعلاوي بحجة دعمه للبعثيين أو التفافهم حوله, فهو كان قد اعتمد على بعضهم في الجيش والشرطة, وظهر إن رتب البعض منهم كانت عالية وكانوا يشغلون مواقع متقدمة في الحزب بما جعل حملته ضد البعثيين انتقائية وغير صارمة إلا إذا تعلق الأمر بالحاجة إليها للهجوم على علاوي.
2
ولقد أدت حملة كهذه إلى الإطاحة بصالح المطلك لحرمان علاوي من قوة تحالفه معه, وليس بسبب تصريحاته بشان صعود البعثيين إلى البرلمان القادم, فلقد ظل المطلك شريكا في العملية السياسية طيلة الأربعة سنوات السابقة من عمر الوزارة, وحدث أن اتخذ مواقف أكثر حدة من موقفه الأخير, إلا أن ذلك لم يكلفه شيء على صعيد علاقته مع أحزاب الحكم, لكن اقتراب موعد الانتخابات وتحالف المطلك مع علاوي قد جعل المطلك فجأة شريكا, ليس للبعثيين وحدهم وإنما للإرهاب أيضا, بما يكشف عن أن المطبخ السياسي العراقي ليس نظيفا بالمرة, وإن أخطاء ( الديمقراطية ) قد تكون بشعة, ورغم إنه كان قد فصل من الحزب نتيجة لموقف مناهض شجاع كان قد اتخذه حينها, وإن القاعدة كانت قد اغتالت أخيه فقد كان عليه أن يصير
( حَمَدْ رغم إنه ليس حَمَدْ ).

3
لكن علاوي يضل من بين هؤلاء جميعا الأكثر تضررا من نظام صدام, فلقد جرت محاولة اغتياله في لندن, ورغم إنه نجى بأعجوبة من تلك المحاولة إلا أنها أدت بالمقابل إلى بقائه طريدا للاستخبارات الصدامية, ودفعته لأن يتحمل أوضاعا نفسية واجتماعية مؤذية وأن تتعثر إلى حين دراسته التخصصية. ومن ثم أضيف إلى سجل تضحيته استشهاد أخيه جعفر على يد المخابرات العراقية في الأردن كجزء من حملة الاقتصاص منه نتيجة موقفه المعادي للنظام. ولهذا السبب وغيرها كانت الأحزاب التي تشن عليه اليوم هجماتها الدسمة تأخذه بالأحضان وترضى به قائدا في مؤتمرات المعارضة قبل سقوط النظام ثم تنتخبه بالإجماع رئيسا للوزراء في أول وزارة تشكلت بعد السقوط.
فما الذي حدث بالضبط لكي تكتشف هذه الفئات فجأة إن علاوي كان بعثيا وصداميا أيضا, وإنه بات يشكل مصدر خطر على العراق وأمة الإسلام, ولكي يصير لقبه الجديد الذي أطلقه عليه سياسيو وكتاب الطرف الآخر هو ( العدو ) حتى يخال المرء أنهم يتحدثون عن ( نتانياهو ) وليس عن أحد أهم شركائهم في العملية السياسية وعن أول رئيس لوزراء عهدهم الديمقراطي الرصين الذي يراد له أن يكون نموذجا تحتذي به دول المنطقة.
وتكشف هذه الثقافة على كذب الإيمان بالمسالة الديمقراطية, وعن نفاق ديمقراطي من الدرجة الممتازة, بما يرشح الديمقراطية العراقية لأن تكون أسوا ديمقراطيات العالم على الإطلاق, وبما يجعلها ليس أكثر من ساحة لتجميع القوى وإرساء ثقافة الانقضاض على الآخر والعودة هذه المرة إلى شكل من أشكال الدكتاتورية يفوق من ناحية الأضرار الاجتماعية ما تسببت به دكتاتورية صدام حسين.
4
لقد ظل علاوي محتفظا ببرنامج ورؤى للتعامل مع البعثيين ومع مؤسسات الدولة القديمة وفي المقدمة منها الجيش وذلك من أجل تلافي ما يمكن أن يحدث من اضطرابات تعيق بناء الدولة الجديدة وتؤدي إلى دخول البلد في حلقة مفرغة من الثأر والثأر المضاد , واشهد له أنه ظل وفيا لتلك الرؤى منذ أن أعلنها, قبل سقوط النظام السابق ولحتى هذه اللحظة, فلم يغيرها ليكسب مقعدا وزاريا لحزبه أو يعدلها لأجل أن تنضبط مع تحالفات تكتيكية راهنة. إن ثباته على مواقفه هذه, رغم ما قد يكون معه من اختلافات سياسية, تكفي بلا شك للتأكيد على مبدئيته أولا وعلى شجاعته للتمسك بما يعتقده صحيحا, خاصة وإن ثقافة المرحلة الحالية قد تشابهت مع ثقافات سياسية سابقة جرى من خلالها (غوغئة ) الوعي العراقي وتسطيحة باتجاهات لا تساهم بتقديم حلول راكزة لأزماته المتراكمة والمستفحلة, وظل أصبع علاوي من ضمن الأصابع القليلة جدا التي تشير إلى مواقع الخطر.
5
وأجزم.. لو إن الرؤيا التي كان قد تمسك بها علاوي بشأن التعامل مع البعثيين ومع بعض مؤسسات الدولة القديمة وفي المقدمة منها الجيش كان قد تم اعتمادها كبرنامج مركزي للدولة لما توفرت للإرهاب حاضنة في العراق, ولما تمكنت القاعدة من أن تصول وتجول وتكون على أبواب تأسيس دولتها اللا-إسلامية, الأمر الذي كان ممكنا أن يتحقق لولا فضل الله علينا وانتفاضة الصحوات ودعم أعمامنا الأمريكان.
وأسأل الأخوة في الأحزاب التي ناهضت صدام وخاصة الإسلامية منها .. لماذا وقفتم ضد صدام بشدة وتعاونتم مع الأجنبي من أجل تقويض نظامه.. ألم تكن بعض أسبابكم إن النظام كان ظالما وقاتلا, فلماذا يعاب على ضباط الجيش السابق حينما يلجئون للقتال ضد النظام الجديد وإلى احتضان القاعدة أو التحالف معها بعد أن تم تصنيفهم دفعة واحدة كعدو وأصبح العدو من أمامهم والبحر من ورائهم.
6

إن رؤيا علاوي لحل الإشكالية البعثية في العراق لا تختلف كثيراعن رؤيا الجعفري وعادل عبدا لمهدي وعمار الحكيم, فكل هؤلاء يؤكدون على الفصل بين ما هو صدامي وما هو بعثي ومحاسبة من تورط من النظام القديم بدماء العراقيين سواء كان بعثيا أم لم يكن, وسواء كان قياديا أو نصيرا في الحزب, فالمسألة هنا جنائية وقانونية ويجب أن تحل بهذا الاتجاه, وقد تختلف رؤية علاوي عن هؤلاء حول قضية الاجتثاث, لكن هذه الرؤيا لا تصل إلى حدود التعاطف مع عقيدة الحزب ومع أفكاره, فالرجل وعلى المستوى الفكري بالذات كان قد تفارق مع هذه الأفكار منحازا إلى الوطنية العراقية على حساب العقيدة القومية, مثلما كان أول المنتفضين على الفكر الأيديولوجي وأكثر المؤمنين بالديمقراطية على حساب الأفكار البعثية النقيضة.
إن أشد ما يغيضني في الحملة ضد علاوي هو الكلام الذي لا أشم فيه غير رائحة الكراسي وما ينتج عنها من روائح تزكم الأنوف.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية
- كما في السياسة كذلك في الطبيعة ... الديمقراطية وأحزاب رد الف ...
- وما زال العراق تحت التكوين
- إني أرى عزت الدوري ضاحكا
- إنها محض أمنيات


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كلام حق عن علاوي