أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - ذكرى اصطياد الفيل العراقي















المزيد.....

ذكرى اصطياد الفيل العراقي


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما ترتفع موجة العنف الدامي ، يمسك الذين احترفو الكرسي الأداتين معا ،
حوارات الكتل السياسيه وادوات ارهاب الدوله ، وتلخص عبارة تفجير الوضع الأمني كما وردت في خطاب سابق ، الواقع الحالي ، فلقد تحدث رئيس الحكومة الحاليه من قبل عن الأستقرار الأمني معتبرا القاعده صارت من الماضي ، ترى من يقتل العراقيين اليوم .. و هل ان الفشل والخراب والفساد يدفعان الى ارهاب الدوله ام ان التمسك بالسلطه هو المطلوب ، حتى لو تم على انقاض ماتبقى من بلاد وشعب ..
*
يأتي تعيين الجنرال لويد . ج . اوستن خلفا لقائد القوات الأمريكيه في العراق إدموند اودرينو ،
ليحمل دلالات ومعان افرزتها تحليات الوجود الأمريكي في العراق منذ ثمان سنوات حتى الآن . فهو قائد الفرقه الثالثة التي احتلت بغداد في نيسان 2003 وواحد من رجال العسكرتاريه الأمريكية الذين يطالبون بأبقاء القوّة العسكريه الضاربه في بغداد بأعتباران العراق بؤرة التوترالأقليمي التي تتواصل تنسيقا وعنفا مع بؤر اخرى من كابول الى الجزائرلصالح قوى الأرهاب الديني حسب التعبير الرائج في التقارير والأخبار .
لقد تدرب اودرينو على شؤون الصراع في العراق من خلال تواجده على رأس الفرقة الرابعه في محافظة صلاح الدين لسنوات ، اذ تعرف الى بيئه اجتماعية وقبليه تقطن تلك المحافظه ، حيث طور عام 2003 مع فريق عمل صغير يضمه هو وسيمون درايز والجنرال آروس بيكومان ، نظريته حول اختفاء الرئيس الراحل صدام حسين بين افراد وتجمعات عايشها ويعرفها ويأتمنها هناك ، حتى انجبت تلك النظريه لحظة الأعتقال التي توجت اودرينو خلفا للجنرال شانسيز على راس القوات الأمريكيه التي تحتل العراق .
*
ويترك اوديرنو قبل مغادرته العراق اواخر 2010 تقريرا خطيرا عن الوضع في البلاد امام روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي يؤكد فيه الحقائق التي نبّه اليها كثيرا في تقارير سابقه عن مشكلات العراق السياسيه والعسكريه التي تواجه القوات الأمريكيه . فهو بلد تتكرّس فيه الطائفيه كثقافه متأصّله ؛ وهي اداة مغذيه للمحاصصه السائده في عقل السياسيين . كما تدعم المليشيات السريه والمعلنه اطراف المعادله السياسيه من المكونات الشيعيه والسنيه التي تمتلك زخما دينيا للصراع . وهو بلد تتفجر فيه عناصر الحرب الأهليه لولا بعض الأصوات القليله التي تريد تحييد الصراع الداخلي واطفائه والوصول بالعمليه السياسيه الى مستوى التقاليد الديموقراطيه واخطر مافي تقرير اوديرنو الأشاره الى سرقة السلاح وتسربه من التشكيلات العسكريه وتشكيلات الشرطه العراقيه ، حيث يشير التقرير الى اختفاء كميات كبيره من الأسلحة الخفيفه المتنوعه التي يصعب استعادتها واكثر من 135 الف ستره مضاده للرصاص و11 الف خوذه واكثر من 190 الف بندقيه آليه ومسدس من الأنواع الحديثه مما يثير الشك بتسربها من يد الشرطه الى مليشيات وقوى مناهضه للوجود الأمريكي وقد غمز التقرير من قناة رئيس الوزراء المنتهيه ولايته نوري المالكي حين اشار الى توزيع الآخير الاف المسدسات كهدايا تروج لأنتخابه بين رجال القبائل وبين مؤيديه ..
*
في مثل هذا اليوم وفي برنامج العراق وسط التيار الذي ظلت تقدمه قناة ام بي سي مع تحرك القوات الأمريكيه عبر الحدود الكويتيه الى داخل العراق منذ آذار – نيسان 2003 حتى دخول بغداد ، سالتني مقدمة البرنامج نيكول تنوري وكنت خارج العراق مع وفد ثقافي ، عن امكانيات الخيانه في الجيش العراقي التي تتمثل في انهيار تشكيلاته ، وكنت أظن ،على عكس مايعتقده المتحدث على الطرف الثاني من لندن العميد سعد العبيدي ، اذ اكدت ان لاخيانه بين صفوف الجيش العراقي لأسباب امنيه واخلاقيه لامجال للحديث عنها هنا ، بل ان الذي يتحكم في ساحة القتال هو منهج الجيل الرابع للحرب الذي تمثله القوات الأمريكيه المندفعه ازاء جيش يتسلح بمنهجيه عقائديه شموليه الغت العقل العسكري وسترتيجيته ، وهمشته ، وسلاح قديم يعود بعضه الى الحرب العالميه الثانيه فضلا عن عناصر سياسية وعسكريه اخرى معروفه . وحين سألتني المقدمه عن صفات التفوق لدى الجيل الرابع هذا اشرت ككاتب وصحفي متابع الى طبيعة الحرب التي نشاهدها كل يوم على الشاشه والتي تقوم على : استخدام احدث تكنولوجيا الحرب السريعه ،و تدمير كل وسائل اتصال الخصم ،و التسديد عن بعد واختيار طرق الحركه غير المتوقعه عند الطرف المقابل ، وضرب كل هدف مدني او عسكري يتحرك ، وعدم السماح للخصم ان يراك ، والضرب على طرق التمويل ،و ابادة الدروع والتحصينات والسدود بأكثر وسائل التدمير ، والسيطرة على السماء ، ولاتترك فرصة للخصكم ليسدد ضرباته اليك ولاتمييز بين ماهو عسكري او مدني .. وكان كل ذلك سببا لوضع العسكريين العراقيين امام بصيرة التفوق العسكري لصالح قوات الأحتلال الأمريكي ابان المواجها ت العسكريه يومذاك ، ومن هنا كان انسحاب القوات العراقيه وتبعثرها وتششت آلياتها ورجالهاو قياداتها .. حتى ان الكولونيل ديفيد هانت مايزال يردد في سلسلة احاديثه على الفوكس نيوز ( اننا كسبنا الحرب هناك بسبب تفوقنا التكنولوجي لكننا نسينا كل العناصر التي ستواجهنا في المستقبل من الدين الى مشاعر المواطنه ) .. وفيما يتابع الجيش الأمريكي سحب اكثر من52 بالمائه من موجوداته في العراق الى الكويت كما تشير التقارير ، فأن اشكالات الاحتلال ماتزال تتفاعل سياسيا وعسكريا بعد مرور ثمان سنوات على احتلال بغداد .. وبرغم ان التقرير الذي اعدته المخابرات التابعه للبنتاغون دي اي ايه حول اداء الجيش العراقي بعد انسحاب القوات الأمريكيه والذي يشكك بقدرة هذا الجيش على القيام بمهماته المطلوبة دون اشكالات وصعوبات ميدانيه فهو على حد تعير التقرير ( جيش بحاجه الى تدريب ورفع للمعنويات فهو امام خروقات تتسلل منها مليشيات وارهابيون وقوى مسلحه يرى التقرير صعوبة المخاطرة بهذا الجيش كعنصر للرهان عليه بعد الأنسحاب في ايلول 2010 ويشير التقرير الى احساس بالأسف والخشيه من الجيش العراقي الجديد الذي صرفت عليه اكثر من عشرة مليارات دولار لتدريب وتسليح عناصر لم تشفى من انتمائها المذهبي – بحب التقرير - والتحقت بالجيش دون تعميق اية عقيده وطنيه مما يشكل خطرا على مستقبل البلاد ويضع القوات الأمريكيه الباقيه في العراق في وسط مسؤوليات المتابعه والتحقق والمراقبه لنشاطات الجيش العراقي الجديد ) *
واني لأذكر تلك اللحظة في اوائل مايو آيار 2003 التي اجتمعنا بها كعناصر ممثلة للعاملين في وزارة الثقافه العراقيه لنطالب بحماية الآثار والمكتبات والمواقع الثقافيه والمؤسسات المنهوبه حين واجهنا احد مساعدي الجنرال جي غارنر، السفير جون ليمبرد قائلا:
( نحن لانستطيع ان نوفر الحماية للمواقع هذه فنحن للتو اصطدنا الفيل ولكننا لانمتلك الاّ ملعقه واحده ) ترى هل أصبتُ في التذكرو استعادة الدرس ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقلب الطاوله على الأمريكان ..
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد
- الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - ذكرى اصطياد الفيل العراقي