أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل النوري - (هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)














المزيد.....

(هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)


جليل النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسمه تعالى
(هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)

قد يذهب فكر القاري العزيز الذي قرأ عنوان المقالة إلى انَّ ما أراد بيانه كاتبها هو انَّ الكتل السياسية وبسبب ما يجري على أبناء شعبنا الحبيب من ماسي ومظالم، ستلتفت – أي القوى السياسية - وتصحو من سباتها المُتَعَمَّد وترضى بأي حل يساهم بإيقاف شلال الدم العراقي، ومن ثم تتوصّل هذه القوى فيما بينها إلى مرشح تسوية ترضاه كل الأطراف الفائزة ليُكَلَّف بعدها بتشكيل الحكومة العراقية في سنواتها الأربعة القادمة.
إلا انَّ الذي عنيته من عنوان المقال غير هذا جملة وتفصيلاً، وإنْ بدا للقاري العزيز ذلك، ولسبب مهم وواضح وهو انَّ السياسيين هذه الأيام خصوصاً المعروفين والبارزين منهم وبسبب مواقفهم الهزيلة جَرّاء ما مر علينا من تجارب وأحداث متعددة طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي البغيض، لا اعتقد يوماً ما - وحتى نكون منصفين باستثناء القلة القليلة منهم - أنْ يشغلهم ما يجري اليوم وغداً من دمار وخراب وقتل، لانَّ اغلبهم يحمل الجنسية المزدوجة فمتى ما شعر بإحباط او تعب او ملل او خسارة سيغادر هذا البلد المسكين وتحط رحاله من جديد في تلك الدولة الأوربية التي يحمل جنسيتها، حاملاً إياها أرصدة مفتوحة من الدولارات تعيّشه وعائلته وأحفاده إلى مدى بعيد.
اما الأمر الآخر في عنوان المقال هو مرشح التسوية، فمن البديهي والمنطقي انَّ الذي يقبل بمرشح التسوية ووفق المنطق المتعارف والعرف السياسي في كل دول العالم هي الكتل السياسية التي فازت بالانتخابات، وهو مبدأ محترم في كل بلدان العالم التي تدّعي الحرية والديمقراطية.
إلا انَّ واقع ما أردتُ بيانه وذكره لكم هو غير ذلك وعلى عكس ما فُهِمَ منه من عنوان المقالة، وقبل بيان ما أود توضيحه اذكر هذه الفكرة المختصرة وهي، انَّ كل رؤساء العالم في هذه القرية الصغيرة لا يمكن لأحدهم اليوم تولّي رأس السلطة إلا بموافقة أمريكية كما يعرف ذلك الجميع، او على الأقل المجزي كما يقولون الرضا عنه من قبل الولايات المتحدة، وهناك شواهد عديدة ليس هنا محل ذكرها وشرحها منها ما حصل في آخر انتخابات لرئاسة الوزراء في ايطاليا.
إلا انَّ الموضوع في العراق يختلف تماماً عنه في بقية دول العالم لسبب بسيط وهو، انَّ المرشح لرئاسة الوزراء لا يمكن أنْ يكون حليفاً للولايات المتحدة فقط بل عليه اخذ الضوء الأخضر من قبل إحدى دول الجوار وليس فقط من قبل أمريكا.
ولكي اثبت ذلك للقاري العزيز أرجعهم بذاكرتهم إلى انتخابات العام 2005، حينما فرض الصدريون على الجميع مرشّحهم لرئاسة الوزراء إبراهيم الجعفري كاسراً بذلك إرادة تلك الدولة الجارة للعراق ومعها إرادة الاحتلال الأمريكي بسبب تنحيتهم – أي الصدريون – لمرشح تلك الدولتين المُسَيطرتين على الأرض العراقية لرئاسة الوزراء عادل عبد المهدي.
وعلى اثر ذلك احترقت العاصمة الحبيبة بغداد في حينها وتناثرت الأشلاء في كل مكان، ودُمِّرت الدور والعجلات والبُنى التحتية وكل شيء يقف في طريق المُنفذّين، إلى أنْ تنازل الصدريون وبتدخّل مباشر من قبل المرجعية الأبرز في النجف الاشرف عن فكرتهم تلك، لشعورهم بالمسؤولية الشرعية التي تحتم عليهم غض الطرف عن مرشحهم الجعفري.
وفعلاً حصل الذي رغبت به الدولتان المُتنافستان على هذه الأرض المظلومة، وظهر الجعفري معتذراً للشعب العراقي عن فكرة تسلّمه مسؤولية الرئاسة التنفيذية لهذا البلد.
وللعلم فقط انه ليس بالضرورة أنْ يكون البديل عن الرئيس المخلوع بالثورة السياسية البيضاء التي قادتها الدول الغير راغبة به هو مرشح تلك الإدارتين، إنما الهدف من ذلك هو الغاية منه وحسب، أي بعبارة أكثر وضوح انَّ كسر إرادة الرافضين لسياستها في عدم وصول من أرادوه للسلطة يكفي جداً في نظر تلك الجهات التي رغبت بذلك ما دام لم يتحقق ما أراده المناهضون لها.
وهذا السيناريو عاد اليوم وكما هو جلي وواضح وبنفس الحلة التي كان يلبسها هذا البلد المظلوم في تلك السنوات، فرجعت معه التفجيرات والإرهاب والقتل والتشريد وكل ظليمة، والغريب انَّ الجميع ومن دون استثناء عاجز ومشلول عن فعل أي شيء يساهم في إيقاف حمام الدم الذي أصبح يأكل ويشرب مع كل إنسان يحمل جنسية العراق.
فعليه وبسبب عودة الصدريين للواجهة من جديد وإمكانية تحكّمهم بأهم واخطر قرار في هذا البلد وهو قرار تنصيب رئيس الوزراء، عمدت على اثر ذلك القوى المحتلة ومعها القوى المناهضة للمشروع الصدري الرافض للاحتلال والتبعية، إلى إحداث ما يمكن إحداثه من بلبلة وفوضى عشوائية ستجبر الصدريين لاحقاً في نظر هذه القوى اللاعبة عن تخلّيهم – أي الصدريين - عن فكرة اختيار ما يرونه مناسباً لرئاسة الوزراء، وكما حصل ذلك من قبل لهم في العام 2005، و على اثر ذلك سيترك الصدريون اختيار رئيس الوزراء مرة ثانية لأهم لاعبين أساسيين في الساحة العراقية هذه الأيام لتحديد الشخص الذي يرونه مُناسباً لهما.
وفور ما تتوصل القوى الحقيقية المُسيطرة على المشهد العراقي إلى مرشح تسوية فيما بينها وليس بين القوى السياسية العراقية كما يظن البعض، فانَّ الأوضاع حسب وجهة نظري القاصرة المُقصّرة ستعود إلى ما هي عليه وينتهي كل شي ويرجع إلى وضعه الطبيعي، لأنه ليس لنا من الأمر شيء وإنا إليه وله راجعون.



جليل النوري
يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من شهر ربيع الثاني للعام 1431
المصادف للسادس من شهر نيسان للعام 2010



#جليل_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (دولة القانون.. تتحدّى القانون)
- (ما الذي خَبَّأهُ الاحتلال من ضجيج اجتثاث البعث؟!)
- (عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)
- (بين جريمة الدويجات وموعد الانتخابات.. ضاعَ ألاستفتاء على ال ...
- (ولسوف ترضى)
- (لو انَّ أبا جَعفَر حاضِرٌ...لأَفتى بِقَتلِكُم؟!)
- (سلام على زين عباد الله وسجادهم)
- (يا صاحب السيادة أينَ هي السيادة؟!)
- (غَزَّةُ العِزَّة)
- قصيدة بعنوان(كَريمُ المَنحَر)


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل النوري - (هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)