الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟

ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مرة اخري
الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟

بالرغم من قناعتي ان ردي او كتابتي، لن تغير من وجهة نظر بعض الكتاب المتحمسين لصدام او من يشاطرهم التفكير، بل وثقتي بان الكتاب والمفكرين (الظالعين بامور العراق) لايقرأوا ولا يسمعوا أي رأي مخالف مهما فيه من حقائق ، ربما خوفا من اثارته لأمور قد تجعلهم يترددون اويفكرون كثيرا بما سيكتبون او ماسيقولون...
مع ذلك اكتب ليس لهم، بل للقراء الذين قد يصدقون مايُكتب، حتي لو كان بعيدا عن المنطق !
اوهي اشبه بصيحة كصيحات الملايين من العراقيين الذين مازال الاعلام بكل فصائله مصرا علي خنقهم، استمرارا لحالة التعتيم التي مُورست ضدهم علي مدي العقود الفائتة.
في مقال له يستنكر د.حمدان حمدان محاكمة صدام ... بالرغم ان الاعلام العربي بالامس القريب، كان يدعو لمحاكمة عادلة لصدام من قبل سلطة عراقية..
لكنهم اليوم يدينون اي حكومة مهما كانت، ويتهموها بالعمالة مادامت ضد (عزيزهم الغالي)صدام.. وبذلك لن يحضي اي عراقي برضي هؤلاء االسادة الا اذا شاركهم بالدفاع عن صدام، حتي لو كان في ذلك خيانة للشعب والوطن والعروبة والاسلام!!
فالسيد حمدان يضع كل السادة العراقيين من د.علاوي ــ الي د.الباججي مرورا بكل الشخصيات العراقية.. بسلة واحدة، هي العمالة لامريكا ... بالرغم ان اغلبهم ومنهم الباججي كان بعيدا عن امريكا وعن صدام واحتفظ باستقلاليته ونزاهته، ولكنه ككل المخلصين اراد ان يخدم شعبه الذي عاني علي يد صدام وامريكا الويلات..
واذا تحدثنا عن العمالة، نجد ان صدام كان سيد العملاء قاطبة.. بما قدمه من خدمات (ذليلة) لامريكا وخاصة بعد لبسه قناع معاداتها..
يدين السيد حمدان الضوء الاخضر الذي اعطاه بوش، للخلاص من صدام ويصف العراقيين الذين يطالبون بمحاكمته ب(الهمجية) ، وكأن المطالبة بالعدل ــ همجية ــ بمنطوقه!!ــ او المطالبة بوضع حد للمعاناة التي لا تخطر ببال كاتبنا او غيره، علي يد القائد (الضرورة لحمدان وزملائه) والكارثة علي العراق والامة العربية والاسلامية علي حد سواء، فيها خيانة للعروبة؟ التي انهارت قيمها علي يد صدام نفسه..
فبعض الكتاب العرب ومعشر المدافعين عن صدام سكتوا عن الضوء الاخضر الذي اعطاه (بوش الاب) بالامس القريب، لصدام باحتلال الكويت وماجرّه ذلك الفعل الغير مسؤول من كوارث علي الشعب العراقي، وعلي المنطقة كلها.. لاننكر فوائد تلك الكارثة لامريكا والاخوة (الاعداء) اياهم.. فلانلومهم علي الاستماتة بالدفاع عن هكذا قائد كارثي...
ولاغرابة من تصديق بعض دعاة الثقافة والاطلاع، كذبة صدام التافهة (عن تهديد الكويت لشرف العراقيات).. لم يسألوا انفسهم من الذي دفع بعشرات النساء العراقيات للساحة الهاشمية، ليكونن فريسة لذئاب الاردن وغيرهم المتكاثرين هناك؟؟
ولاعتب علي الذين يتهيئون للدفاع عن صدام من موريتانيا الي الاردن وغيرهم ، الذين يذكرونا بجموع المتسولين علي باب السيدة او سيدنا الحسين، فما ان يشموا رائحة وليمة ما، يتصدق بها احد الاغنياء، حتي يهبوا جميعا لعل يصيبهم شئ من (الحمص)..
بل صارالبعض يكذّب اي معلومة عن معاناة العراقييين وينكر حتي اكتشاف المقابر الجماعية، والجرائم التي ارتكبها قائد (العروبة) بحق الجنود الشجعان الذين رفضوا الانصياع له..
فلنسألهم اذن لماذا لم يستغل صدام تلك المقابر، علي الاقل اعلاميا للدفاع عن شعبه؟، أليس في سكوته (ان سلمنا جدلا بما يقولون) مايثبت خيانته لشعب العراق، حين يسكت عن جرائم امريكا الفضيعة التي ارتكبتها بحق الشعب العراقي؟؟ اذن الا يستحق الاعدام من خان شعبه وتسبب بالاحتلال وفضائعه؟ او من خلع بدلته العسكرية وهرب امام جيش الاعداء وهو القائد (الفذ)، اليس في ذلك خيانة (عظمى) يستحق عليها اقسي العقوبات؟؟

بالنسبة لنا نحن العراقيين ندين صدام اولا لعمالته لامريكا، حتي لو بح صوته صراخا بعدائه لها...
ولا نحفل بمن لم يظهر له قبح السياسة الامريكية الا حين ارادت التخلص من احد افراد عصابتها؟
حتي لو لجأ البعض من هؤلاء المفكرين!! الي ادانة الشعب العراقي كله، او اتهام اكراد العراق بالتعاون مع اسرائيل، ــ دون براهين ولا اثباتات ـــ .. فهم يسكتون ويتجاهلون سياسات الدول التي ينتمون اليها من التي تتعامل مع اسرائيل علنا ، عسكريا وسياسيا وحتي اقتصاديا...!! مثل الاردن، ومصر.. وحتي قادة فلسطين ذاتها يتوسلون الهدنة والسلام مع اسرائيل.. فلماذا هذا التلاعب بالمشاعر والرقص علي ذلك الحبل لتمرير افكارهم بالدفاع عن (ابا عدي) الذي خدم الاعداء ودمر الوطن (القضية العربية)؟ وشوه الاسلام والوطنية؟؟
أم هي وسيلتهم اليتيمة لابتزاز عواطف الناس المغلوبين والمخدوعين..


ابتسام الطاهر

كاتبة عراقية
لندن 20/7/2004

#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات