أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-














المزيد.....

حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 14:08
المحور: كتابات ساخرة
    


في السابق كنا نشعر بالخجل من مصاحبة محرري وكالات الانباء، فمعظمهم مغرورون ويشعرون انهم اعلى مستوى من اي صحفي آخر.
تعرفنا على كثير من صحفيي هذه الوكالات حين اصبحت بغداد في السبعينات محطة للعديد من الدورات الصحافية التي تنظمها الجامعة العربية في مختلف المجالات المهنية، وكانت تلك المعرفة قد زادت يقيننا بان محرري وكالة الانباء العراقية ليس وحدهم المتعالين على زملائهم ولكن يبدو انه مرض يصيب كل من يعمل في وكالات الانباء العربية.
كنا نعرف انهم مطية السلطة وخدامها في نقل اخبارها واخبار من لف حولها وكانت الصحف اليومية آنذاك مضطرة لنشر هذه" الاخبار" والا تعرض اصحابها الى الويل والثبور.
وكنا نضحك من اعماقنا حين كان محرر هذه الوكالة او تلك يكتب خبرا يقول فيه ان الرئيس الفلاني (....) التقى ممثل الامم المتحدة ودارت بينهما الاحاديث الودية وجرى تبادل وجهات النظر في القضايا ذات " الاهتمام المشترك".. والويل ثم الويل للذي يحاول منا معرفة ماهي القضايا ذات الاهتمام المشترك والا تعرض للمهانة وسحب عضويته من نقابة الصحافيين.
جملة اعتراضية: بالمناسبة كنا نشبه نقيب الصحافيين العراقيين في السبعينات "بجني الفانوس السحري" اذ لايمكن ان تراه الا بعد "حك" الفانوس، ومد "ايدك" للسماء اقرب من الحصول عليه.. وكان هذا النقيب يرأس تحرير احدى الصحف ورئيس مجلس ادارة دار الجماهير للصحافة التي تضم العديد من الصحف والمجلات وكان كاتب هذه السطور احد المحررين فيها ، وكنا حين نراه مرة واحدة في العام نتهامس فيما بيننا حول كيفية كتابة خبر هذه الزيارة "المقدسة" لجريدتنا الغراء دون الاشارة الى مغزاها.
المهم ايها السادة ان تلك السنوات مرت واعتقدنا ان قضايا "ذات الاهتمام المشترك" قد ولت دون رجعة، ولكن المفاجأة التي حصلت قبل يومين حين زار علي عبد الله رئيس اليمن امير قطر.
وقال الخبر المنشور في معظم الصحف العربية: استقبل امير قطر شقيقه الرئيس اليمني وتم تبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولولا بقايا شيء من الحلم لقلعت الشعرات المتبقية في راسي... هل يعقل ايها الناس ان الرئيس اليمني المثقل بحرب الحوثيين وتربص تنظيم القاعدة بكرسيه كما يقول وفقدانه لكثير من افراد جيشه الذين يتحسرون الان على "لفة" من القات يسدون بها رمقهم الاخير.. اقول هل يعقل ان يركب الرئيس اليمني طائرته "الخاصة" اذا كان يملك واحدة و"يتعنى" الى امير قطر ليتبادل معه قضايا ذات اهتمام مشترك ؟ وهل يعتقد هو وغير من قواد العرب الامعات ان زمن هذه القضايا مايزال موجودا بعد اكثر من ثلاثين سنة مضت؟ هل مازالوا يعتقدون ان قارئنا العربي مايزال على نفس جهالته قبل خمسين سنة؟.
لقد اسبشرنا خيرا بكلمة امير قطر في اجتماع القمة العربية الاخير حين سلم الراية الى فقيدنا الغالي معمر القذافي ، اقول استبشرنا خيرا حين قال في كلمته بان شعوبنا العربية لم تعد تحتمل هذه الضغوط النفسية ولابد من العمل على اشراكها في الحياة السياسية والا فسوف يطفح بهم الكيل ويلقون بنا الى "مزبلة" التاريخ.
ولكن هذا الامير وبدلا من يأمر المحرر الذي يغطي فعاليات استقبالاته الرسمية في كتابة خبر الزيارة بايجاز مفصل ينوه فيه الى ابرز ماجرى نقاشه، تركه يكتب الكليشة التي اعتقد انها ترضي رئيسه و"طز" بالقراء.
وبيني وبينكم حتى لو امر الامير هذا المحرر بكتابة تفاصيل المحادثات التي جرت بينه وبين الرئيس اليمني فانه لايجرؤ على ذلك اذ من يضمن انه لايقع في سوء "الفهم" وكثرة التفسيرات التي تودي به ومهنته الى مالا يحمد عقباه... بايجاز انه وامثاله جبناء حد النخاع مطبقا المثل المصري "ظل راجل ولا ظل حيط" او متشبثا بالمثل العراقي "وآنه شعليي نارهم تاكل حطبهم".
وحين ينشر خبر "ذات الاهتمام المشترك" يسعى ركضا الى حيث مقر الصحافيين ليستطلع في وجوههم رد فعل الزيارة لكنه يصاب بالاحباط، خصوصا وانه جلس بالقرب من القائدين العربيين وشم عطرهما الفواح وتحسر على الاناقة التي ينعمون بها، ويرى ويالهول مايرى... ملامح تفيض بالغيظ والحنق من الخبر والاشمئزاز من كاتبه.
يلعن هذا الزمان الذي لايعرف فيه بعض الصحافيين الا "القضايا ذات الاهتمام المشترك".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقول تآمرية
- الهاجس الملعون
- صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
- طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
- رجل الدين وانا
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك
- دجاجة -المرجعية- ليست لها مؤخرة
- ارجوكم اقرأوا هذا الايميل
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة
- ولك والله احترمك ياعدنان الجنابي
- الى كتاب وقراء الحوار المتمدن.. تعالوا نلعب هذه اللعبة
- جميلة بوحيرد عراقية الهوى.. جزائرية الاصل
- مخابرات ايرانية في البرلمان العراقي .. ياسلام
- حشاش من غير حشيشة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-