أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - البرادعي وفضائيات رجال الأعمال















المزيد.....

البرادعي وفضائيات رجال الأعمال


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


برامج التوك الشو على الفضائيات الخاصة التي يملكها رجال أعمال مصريون تبدو وكأنها (مرآة الصراع) في المجتمع المصري حاليا.. وفي الأيام الأخيرة تلك – خاصة منذ سفر الرئيس للعلاج ثم عودته وما تلاها – فإن نظرة تأمل في زوايا تلك المرآة قد تمكننا من رؤية تفاصيل أكثر للصراع الدائر في مصر اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا..
في حلقة من حلقات أحد تلك البرامج على قناة المحور استضاف المذيعان مالك القناة د. حسن راتب وهو رجل أعمال لا يمل من تكرار التصريح بأنه منتمِ لهذا النظام ومستفيد منه وأحد أذرعه التي تدير مصر كشركة.. وفي نفس الحلقة تحدث هاتفيا رجل أعمال آخر هو المهندس أحمد بهجت.. وهو الآخر يملك فضائية دريم.. وبالطبع كان حديثهما الاثنين معبرا أوضح تعبير عن علاقة رجال الأعمال الكبار بنظام الرئيس مبارك.. وهو حديث ينضح (بحالة امتنان) متهالكة لنظام أعطى رجال الأعمال كل شيء.. على حساب المواطن المصري الذي يئن بسبب تلك الزيجة غير الشرعية بين الحكم والمال..
الحرية الزائفة
على مدى السنوات القليلة السابقة شكلت الفضائيات الخاصة ظاهرة في مصر.. بدت للوهلة الأولى مبهرة، كان هناك سقف لم نشعر في البداية أنه (مدروس)، قدمت لنا تحته بضع عمليات (نقد) للأوضاع العامة في المجتمع المصري، أعجبنا الأمر في بدايته وتصورنا أنه حالة (حرية تعبير) متاحة، ومقدموا تلك البرامج (مثلوا) علينا أنهم خائفون من الأمن وكأنهم (مناضلون)!، وظللنا نتعاطف معهم لفترة طويلة (وإن كان بتردد وشك مستحق) حول تخوفهم المزعوم كل ليلة من (إغلاق البرنامج غدا)! لم تغلق تلك البرامج بالطبع فهي تؤدي دورا مرسوما! لكن لم يكن هناك امتحان حقيقي يظهر كم هي لعبة مخادعة أصلا وحريتها زائفة وخيوطها مشدودة على وتر (تنسيق بوليسي) بين الأمن وتلك الفضائيات، لا بأس من (شوية نقد) لوزير هنا أو هناك.. لمسؤول هنا أو هناك.. لا بأس حتى من نقد رئيس الوزراء وحكومته على طريقة (إدانته لأنه أخفق في تنفيذ سياسة الرئيس) الأب الكبير الإنسان رب العائلة الزعيم القائد السيد الرئيس! لا بأس حتى من كلمتين يقولهم أحد الضيوف عن ضرورة التغيير.. باعتبار التغيير مطلوب حتى عتبة الرئيس الذي لا يخطئ أبدا وإنما يخطئ موظفوه! ولا بأس من شوية كلام عن توريث الجمهورية! فهو كلام يمكن استخدامه لتكريسه أصلا أو لتمريره أو لإطلاق بالونات اختبار.. كل شيء مدروس! قدمت لنا وجبة (حرية التنفيس) وأطلق عليها تزويرا لقب (حرية التعبير)! وعلى المدى الطويل تصبح حرية التنفيس تلك (صماما منظما للغضب) فيهدأ الناس وتطول فترة تحملهم.. واستمرت تلك اللعبة إلى أن جاء امتحانان حقيقيان.. من وجهة نظري سقطت فيهما كل تلك القنوات بحرياتها الزائفة..
الامتحانان
الامتحان الأول عندما فرض البرادعي نفسه في الصورة.. ووجد مالكو تلك القنوات أنفسهم في مأزق.. فهم ممتنون بتهالك مخجل لنظام استجاب لجشعهم وباع لهم مصر أرضا وشعبا وثروة.. والبرادعي يهم الناس (بمشروعه وليس بشخصه) ويهدد النظام الذي يحميهم في قلبه ووجوده.. وفي ذات الوقت لابد من استمرار تصديق الناس لهم وتصديق أنهم بالفعل يخدمونهم ويرصدون مصالحهم.. وتغييب مشبروع البرادعي وتجاهله سيقلل من مصداقيتهم عند الناس فتفشل تدريجيا تلك اللعبة المدروسة وبالتالي يفقدون التحكم في صمام تنظيم الغضب، فكان أن تعاملت تلك الفضائيات جميعها مع الدكتور محمد البرادعي بأسلوب مباحثي أقل ما يقال عنه أنه (مقرف)! وحدث ما يشبه (التواطؤ) بين تلك البرامج المشهورة وأمن النظام البوليسي وصحافته (الرداحة) والمعارضة المتهالكة الفاشلة.. جميعهم توتروا بسبب هذا (الطارئ) الذي لم يحسب حسابه في لعبتهم المدروسة! الآن.. ما يحدث هو أنه إما يتم تجاهل تطور حركة البرادعي أو تعلن باقتضاب يقلل من أهميتها أو تستخدم طريقة (الردح) المباشر.. كما يحدث في أسوأ برنامج توك شو من قـِـبل أسوأ مذيعين عرفتهما مصر في برنامج (48 ساعة) على قناة المحور! وبالطبع الباقون مثلهما بدرجات متفاوتة!
الامتحان الثاني كان محنة الرئيس الصحية! وكأن رجال الأعمال هؤلاء اكتشفوا فجأة أن الرئيس مثله مثل بقية البشر الذين يولدون ويموتون! ظهر (الخوف) على شاشات فضائياتهم! فمصيرهم مرهون بنظام لو تهاوى.. تهاوا معه! كان أدق تعبير عنه كلمة أحد رجال الأعمال أثناء غياب الرئيس للعلاج حين قال بصوت إذا تأملته تجده مرتعشا:" كلنا منتظرون"! وبعد عودة الرئيس بدأت (وصلات النفاق) التي تشبه (وصلات العوالم)! والعوالم كما تعرفون هو لقب الراقصات من الدرجة العاشرة! لا حديث عن مصر بدون مبارك! حسنا.. ماذا لو ألقيت إليكم بتلك (القنبلة المفاجئة): سيأتي يوم وتصبح مصر بدون مبارك؟! مفاجأة أليس كذلك؟!
هذان الحدثان أظهرا في مرآة تلك الفضائيات الخاصة أطراف الصراع في مصر: نظام بوليسي فرط في مصر أرضا وبشرا.. يساند - ويسانده بالطبع- رجال أعمال استفادوا من هذا التفريط فراكموا ثروات معظمها غير شرعي وغير أخلاقي ومن دم المصريين.. ثم معارضة رضيت بفتات ثمنا لقضايا وطن ومجتمع.. تواطأت مع النظام ورجال الأعمال وشاركت في عملية (التنفيس) على فضائياتهم.. لضمان استمرار التحكم في صمام تنظيم الغضب.. إن وجد.. ثم شعب فاتت فرصة انفجاره عندما كبت.. فالكبت يولد الانفجار لكنه كبت ولم ينفجر عندما لم يجد قيادة فسحق.. والمسحوقون لا فعل لهم.. ثم فئة واعية من نخبة كانت تفهم ما يجرى ولا ترضى به لمصر لكنها لم تكن تملك أي أداة.. إلى أن تعلقت بالبرادعي.. فبدأت تحاول الوصول إلى عموم الناس.. لكن بالطبع وفي ظل هذا الصراع وتفاوت المصالح لن تتاح فضائيات رجال الأعمال لهم.. وعموم الناس في مصر ليسوا على صلة بالفيس بوك.. فما العمل؟!
فضائية تنوير
لا مناص من إطلاق فضائية شعبية تكون بعيدة عن أنف كليهما.. النظام ورجال الأعمال.. لتنشر بين عموم الناس دعوة (التغيير الحقيقي).. ولأن القناة الفضائية تحتاج إلى تمويل.. فلابد أن تنظر الجمعية الوطنية في أمر (حملة اكتتاب شعبي) لتأسيس تلك الفضائية.. لنسمها مؤقتا (فضائية تنوير).. فالاكتتاب الشعبي سيعني أنها ليست مملوكة لأحد وإنما مملوكة للناس.. بالطبع تفاصيل مثل هذا المشروع الشعبي يمكن مناقشتها.. لكنه في رأيي ضروري، فمصر تحتاج إلى غضب شعبها كي تتغير، وغضب الشعب لابد من تجميعه بوسيلة اتصال مناسبة للحظة الحالية.. وتلك الوسيلة كي تكون واسعة الانتشار لابد أن تكون فضائية وليس مواقع على الانترنت.. فالتليفزيون قدرته رائعة في جذب الجميع.. الفلاح والعامل والمرأة والشباب والمثقف والجندي .. بل وحتى الشرطي! فالجميع يعاني.. والجميع يبحث عن خلاص من فخ زواج المال والحكم.. الذي دمر مصر وحول حياة المصريين إلى جحيم..
أبريل جمال حمدان
في مثل هذا الشهر عام 93 رحل عالم مصري أدين له بتفتيح عيني على بلدي وحقيقتها.. رحل جمال حمدان عالم الجغرافيا الذي كتب الجغرافيا بلغة أدبية رفيعة في موسوعته الشهيرة عن شخصية مصر.. وصف مصر بأنها تلك (الديكتاتورية المصرية الغاشمة الجهول)! هكذا كانت طوال التاريخ.. ومازالت، قال في كتابه العظيم هذا إن (مصر لابد أن تخرج من جعبة حاكمها).. والآن ونحن نحلم بالخروج من هذه المحنة الغاشمة الجهول.. أتذكر قولة هذا العالم العظيم بأن مصر تحتاج إلى (فورة شعبية) قبل الثورة الشعبية، هذه الفورة تحتاج إلى أداة تواصل.. يمكن للجمعية الوطنية تأملها، نحتاج إلى تجميع الناس.. عموم الناس.. على هدف واحد.. ليس قلب نظام الحكم وإنما عدله! تحويله من ديكتاتورية غاشمة جهول امتدت عبر التاريخ إلى نظام ديمقراطي حديث يحترم الفرد ويساوي بين الناس عبر سيادة قانون عادل، وليس سيادة قانون الأثرياء! وإلا كما قال عالمنا العظيم جمال حمدان: أمام مصر طريقان لا ثالث لهما.. إما الثورة التاريخية أو.. الانحدار التاريخي!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفان عربيان من اليسار: مصر وعُمان
- البرادعي وعواجيز المعارضة ومحبطي النخبة وقوة الشباب
- خواطر مواطنة مصرية استقبلت البرادعي في المطار
- فلندعم البرادعي مثل حسن شحاتة
- كيف يدعم المصريون البرادعي
- أعداء مصر ثلاثة.. الجزائر ليست منهم
- خواطر حول الطبقة الوسطى المصرية (1)
- هل يكون البرادعي رئيس مصر القادم؟
- نقاش حول المسألة المصرية العربية
- ما هكذا تورد الإبل.. ياعرب
- على هامش الاضراب: مصر هرمة ترحل.. مصر شابة تولد
- توريث السلطة في مصر: الملف الكامل
- طبعا كله إلا السمعة
- قاض نزيه وقضاء مشلول
- نحلم بسينما متمردة
- مستقبلنا؟! هل لنا مستقبل؟!
- سينما بلا هواجس
- مصر في قبضة رئيسها
- غريزة القتل في فلسطين والعراق
- ابتزاز العمائم للمبدعين


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - البرادعي وفضائيات رجال الأعمال