أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير الفارسي - باسم- وحدة الصف العربي- أعمم!!














المزيد.....

باسم- وحدة الصف العربي- أعمم!!


زهير الفارسي

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 20:16
المحور: كتابات ساخرة
    


قرأت خبرا نشرته الجرائد عبارة عن دراسة علمية أجريت في المغرب خلصت إلى أن نصف المغاربة يعانون من أمراض نفسية كالدهان والوسواس القهري والتوحد والاكتئاب.. ولولا ان هذا التقرير صادر عن منظمة حكومية، لهاجمته على دأب الحكومة، كلما نشر تقرير يدينها ، لشككت فيه واعتبرته دعاية مغرضة منظمة من طرف الأعداء والحساد الناقمين الغرض منه التشويش على الانجازات الباهرة التي تم تحقيقها، ومحاولة يائسة لإيقاف عجلة التقدم ..وإلى آخره من العبارات التي ينفثها التلفزيون الرسمي في مثل هكذا مناسبات.
ولأن خبرا مثل هذا لا يمكن أن اقرأه دون أن ينتصب له شعري ويزداد خفقان قلبي تسارعا..وحيث كان يجلس إلى جانبي صديق لي كان هو كذلك يتصفح جريدة حاولت أن ألفت نظره إلى هذا الخبر الصاعقة، لعل عيناه الورديتين أغفلتا قراءته.لكني وجدته قد أخذ علما، به ولاستفزازه خاطبته قائلا:
إنه لأمر عاد ياصاحبي أن يكون نصف الشعب مريضا بأمراض نفسية، فرغم دهشتي من نتائج التقرير للوهلة الأولى إلا أنه إذا تمعن المرء بروية في معطيات كنسبة الفقر والبؤس وسط الشعب، وتفشي الأمية وانعدام الأمل بمستقبل أفضل و.."ا
وقبل ان أتمم كلامي قاطعني، قائلا وبانفعال:
بالعكس علينا أن نفرح بما لدينا، فنحن عندنا:
-حقوق كثيرة.‫.
أجبته مقاطعا:‫
● مهضومة
-وحريات
●مصادرة
-وديموقراطية
●الواجهة
-انتخابات
●مزورة بكل شفافية
-و دولة ومؤسسات..
●طبقية في خدمة الحاكمين
-وتلفزيون
●للبروبغندا الرسمية والتعتيم على الحقائق
-ومغنيين وفنانين
●في التملق للحاكمين
-ولا توجدعندنا مجاعة
●لكن عندنا سوء تغدية
-وعندنا مستشفيات
●لمن هو قادر على الدفع مقابل العلاج
-وبلدنا هوأجمل بلد في العالم
●كما هي الخنفساء أجمل كائن في نظر أمه.

وقبل أن ننهي لعبتنا هاته صاح في وجهي " لماذا يستوطن كل هذا السواد عينيك؟". فأجبته ببرود، لأنه أعطاني فرصة لأشرح دوافعي:
أنا ياصاحبي أسمي الأشياء كما أراها وأن هذا ليس اختياري، فأنا شخص ولد في بيت مظلم وتعلم في مدرسة ليس بها ماء ولا كهرباء.. وأدمن على وجبة وحيدة هي الخبز الاسود..وهذا مايجعلني أرى الأشياء على حقيقتها دون مساحيق. ويوم تتغير الأمور نحو الأفضل كما أرنو إلى ذلك سوف أغير رأيي وأصفق لذلك.

ولكي لا يزداد الحوار بيننا احتقانا خاطبته، ممازحا أن لايأخذ كلامي على محمل الجد وقلت له "أولست أنا كذلك من هذا الشعب؟". فأجاب موافقا برأسه، وأضفت "إذن يمكن أن أكون أنا كذلك مريضا نفسيا، أو للدقة أحمقا، كما يصنف الناس العاديين المرضى النفسيين، والأحمق لا يحاسب على أفكاره..".
يا لحسرتي فقد أوقعت نفسي في حيص بيص، بسبب افتراضي هذا، فكيف أضمن لنفسي أنني حقيقة لست أعد من ضمن النصف المريض؟. ولكي أجد جوابا شافيا يخرجني من الورطة التي أوقعت فيها نفسي، وأستيعيد بعض الثقة في نفسي، قررت ان أقوم بعملية حسابية، بكل أمانة وتجرد، وأن أتوسل منهجا علميا وأول شرط أن أضمن النسبية في تقديراتي، ورحت أحسب:
-نصف الشعب مريض بأمراض نفسية، وهذا حسب التقرير المقرب من الحكومة، ولأنه كذلك فلابد أنه متسامح معها حد الكذب، ولكن لا بأس من ذلك.
-جزء من النصف الباقي مرضى عضويون أي بأمراض الكبد والسكري و..
-جزء من الجزء الباقي مرضى بسرقة المال العام وممتلكات الشعب.
-جزء من جزء الجزء الباقي نصابون ومحتالون.
وأكثر مما قد يستوعبه الجزء الباقي، مع توخي أقصى درجات المرونة، لن يستوعب الانتهازيين ولاعقي اللعاب..، أي أن المحصلة النهائية، وفي تحد سافر للعلم وقوانينه، أكثر من 100في ال100 من المرضى. أي شعب كله مريض.

ونظرا للتشابه الكبير حد التطابق بين "مدن الملح"، وتعميما للفائدة أولا، وثانيا تفعيلا من جانبي لمقررات وشعارات "وحدة الصف العربي" و"وحدة المصير" أعلن أن هذه الخلاصة صالحة لباقي "مدن الملح".



#زهير_الفارسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى امرأة..ر فيقتي
- أشباح..و-أشباح موظفون-!!
- شكرا!، وطاب يومك /قصة قصيرة
- في الحاجة لجعل القراءة حاجة فردية
- حدث في الشاطئ
- العنف المدرسي...و أي دور للأستاذ
- الإشهار..أو الرشوة “النظيفة”
- ماهي الهوية بالنسبة إلي؟ !!
- يوم بدون حاكم عربي!!
- الأعياد الدينية..من الطابع الديني إلى الإحتفالي
- أمريكا تقدم يد العون..والخلاص أيضا!!!
- المال مقابل لقب من درجة حكيم


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير الفارسي - باسم- وحدة الصف العربي- أعمم!!