أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجاح العلي - ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي














المزيد.....

ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 16:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مازلنا في عالمنا العربي بين مؤيد ومعارض ومتحمس وناقم على العلمانية كاسلوب حياة واسلوب حكم في مجتمعات تتميز بالتنوع الديني والمذهبي والفكري والثقافي والاثني.. بينما نجد ان اتجاهات فلسفية وفكرية تتجاوز العلمانية لما بعدها امثال هابرماز ورث وهو الفيلسوف الاول في العالم بعد نيله مؤخرا جائزة كيوتو للفلسفة باشارته الى مجتمع ما بعد العلماني، ومحاولته اشاعة مصطلح (تلسين المقدس) والذي يقصد به ان المفاهيم الحديثة من قبيل المساواة والعدل هي صيغ علمانية لمفاهيم دينية متأصلة وهذا ما نتفق معه ونؤيده ونعتقد بانه الاكسير والحل الناجع للقضاء على الكثير من مشاكلنا وبخاصة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ومن المهم الاشارة هنا الى ان العلمانية نشأت في الغرب بشكل طبيعي نتيجة لظروف ومعطيات تاريخية، دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية، خلال قرون من التدريج والنمو، والتجريب، حتى وصلت لصورتها التي هي عليها اليوم.. والعلمانية تعني ببساطة شديدة حرية الاختيار في الشأن الديني على المستوى الفردي.. والفصل بين المؤسسة الدينية والمؤسسات الدنيوية في الشأن العام.. اي بمعنى اخر فصل الدين عن ادارة الدولة.
وتختلف الظروف التي نشأت فيها العلمانية وتكامل مفهومها عبر السنين اختلافاً جذرياً عن ظروف البلدان التي جلبت إليها جاهزة متكاملة في الجوانب الدينية والأخلاقية والاجتماعية والتاريخية والحضارية، كما هو الحال في الدول العربية ودول الشرق الاوسط مثل تركيا، فالشرط الحضاري الاجتماعي التاريخي الذي أدى إلى نجاح العلمانية في الغرب مفقود في بعض البلاد الإسلامية، بل فيها النقيض الكامل للعلمانية، ولذلك كانت النتائج مختلفة تماماً.
فقد اشيعت العلمانية في اوربا وانحسر الدين بشكل تدريجي طيلة ثلاثة قرون من الصراع الفكري قام باثارته داروين بتفاحته التي اثبتت الجاذبية وغاليليو وتلسكوبه الذي اثبت ان الارض دائرية ومارتن لوثر ومواقفه الجريئة ضد ألوهية وتقديس الكنيسة.
ومنعا لسوء الفهم انا لست ضد تقديس الدين بل ضد تقديس وتأليه رجال الدين.. وهذا ما اشار اليه القرآن الكريم في اكثر من موضع.. والذي اكد على التبصر والتفكر في الامور الدينية والدنيوية والنقاش والمجادلة بالتي هي احسن وفق المعطيات والاستدلالات المنطقية والعقلية لاقامة الحجة على الخصم.
,ومن المهم هنا الاشارة الى اتجاهين ادبيتين وفكرييين في منطقتنا العربية تاثر بالعلمانية الاول كان يرفض كل ما هو قديم واعتباره من مخلفات عصور الظلام والتخلف، انطلاقا من مقولة هيجل (ان دقة العقل المفهومة التي تتسم بالتفوق قد تجاوزت الدين).. ومقولة ماركس الاكثر تشددا ومصادرة لحريات الاخرين ومقولته الشهيرة التي لا تخلو في الغلو والتشدد (الدين افيون الشعوب) واعتقاده ان الغاء الدين ومنعه شرط ضروري لرفاهية الانسان..وابرز رجالات هذه الاتجاه (أدونيس) و(البياتي) و(محمود درويش) و(جابر عصفور).
أما الاتجاه الاخر فيسعى الى إعادة قراءة التراث من وجهة نظر عصرية وتأويله وتوظيفه بشكل يحقق مواءمة بين التراث والعصرنة وابرز رجالات هذا الاتجاه (محمد أركون) و (حسين أمين)، و(حسن حنفي) و(محمد عابد الجابري).
والاتجاه الثاني اكثر مقبولية وقدرة على التحقق في عالمنا العربي الذي يتميز بتمسكه الشديد بتراثه وقيمه الدينية والاجتماعية على ان يقود هذا التيار شخصيات دينية وفكرية وادبية لها القدرة على الاقناع بالرجوع الى ادلة وحجج من تراثنا بدل التعكز والاستدلال بمدارس واتجاهات فكرية غربية لاتجد قبولا لدى مواطنينا الذين تتملكهم (فوبيا الغرب) ومؤامراتهم من اجل الاستجواذ على خيراتنا وقيمنا وغزونا ثقافيا وسياسيا.. وابرز مثال حاضر ونموذح يحتذى به حاليا تركيا التي تشترك كثيرا في خصوصياتها مع عالمنا العربي ونجحت فيها العلمانية دون المساس بالحريات الدينية او الاجتماعية بل ان من يقود العلمانية هم حزب اسلامي.
*اعلامي واكاديمي



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء على الامية في العراق
- تنظيم عمل شركات الانترنت وليس منعها
- مفارقات في نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية
- المشككون في نتائج الانتخابات .. التهنئة والمصافحة ام الشتم و ...
- يا ليتهم يتعضون ويجربوا حياة الفقراء!!
- إدارة الأزمات في عالم متغير.. كتاب جديد للدكتور إدريس لكريني
- قانون المساءلة والعدالة.. ملفات مؤجلة !
- أحلام من أبي .. كتاب يوثق سيرة حياة اوباما
- هل سيكون رئيس الوزراء المقبل من بغداد؟
- غياب البرنامج السياسي الواضح للتكتلات السياسية العراقية
- سن قانون للاحزاب في العراق هو استكمال للعملية الديمقراطية
- عصافير عراقية تحت القيد
- ماذا بعد اقرار قانون الانتخابات؟
- تعاطي الاعلام العراقي الرسمي مع اعمال العنف
- قناة العراقية الفضائية والذروة الاعلامية
- ملاحظات على تعديل قانون الانتخابات
- تعسف مجلس محافظة واسط في استغلال صلاحياته
- بريتي تانيجا وتقريرها عن صهر ونزوح واستئصال الاقليات في العر ...
- قياديات عراقيات بافكار رجعية


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجاح العلي - ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي