أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد القادر الحوت - إيران و تركيا... أيهما نختار؟














المزيد.....

إيران و تركيا... أيهما نختار؟


عبد القادر الحوت

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 00:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في ظل ضياع أي مشروع سياسي عربي و في ظل غياب اليسار العلماني عن تقديم أي طرح جديد بعيدًا عن الفلسفة الإيديولوجية، تعيش دولنا و شعوبنا حالة ضياع.
تُترجم هذه الحالة عبر فقدان الثقة بقدرتنا على القيام بنهضة تنويرية ثقافية و إقتصادية. فنلجأ إما إلى الحنين إلى الماضي بكل ما يحمله من أخطاء و أفكار سلبية (كما تفعل الحركات الإسلامية) أو إلى السير بمشروع أجنبي و التحول إلى دول ذمّة لهذا المشروع.

بعد سقوط المشروع الأمريكي أو على الأقل إضعافه بشكل كبير أفقد أي تأثير له، تتأرجح شعوبنا بين ثلاثة خيارات :
1- الخيار الإسلامي بمختلف أشكاله، إخوانية، طالبانية، إعتدالية، وهابية، صدرية...
2 - المشروع الإيراني
3 - المشروع التركي

الخيار الإسلامي الأول قديم. بدأ بالصعود بشكل جدي بعد الأزمة البترولية عام 1973، على الرغم من أن خلفياته السياسية بدأت مع هزيمة حرب الـ67 و وفاة عبد الناصر عام 70.
إستفاد هذا المشروع إذن من إنهيار سياسة و شرعية القيادة المصرية بعد وفاة عبد الناصر، بالإضافة إلى تدمير لبنان، "قلم العرب الثقافي"، في الحرب الأهلية عام 1975.
سقوط العراق بيد صدام حسين و سوريا بيد الأسد، بالإضافة إلى الثورة الإسلامية في إيران، كلها جعلت هذا المشروع ينفجر سياسيًا في الوطن العربي.

و لكن هذا المشروع لم يتحول إلى خطر عسكري إلا بعد بدء الحرب في أفغانستان و الدعم الأمريكي الكبير للحركات الإسلامية.
بعد تشريع القتل بإسم الدين، إنتشرت الحركات الإسلامية بشكل كبير في الوطن العربي و بدأت بإرتكاب المجازر و الإغتيالات.
فمن الإغتيالات بحق المقاومة الشيوعية و اليسارية في لبنان إلى المجازر و عمليات السبي في الجزائر، مرورًا بمجازر الإخوان المسلمين في مصر و سوريا.
مع بزوغ نجم القاعدة و بن لادن، إنتقلت الحركات الإسلامية من الفكر الإنقلابي إلى الفكر التكفيري. بحيث لم يعد الهدف الإنقلاب على النظام و الوصول إلى السلطة، بل أصبح أيضًا تغيير عادات الشعوب و قتل كل من يختلف عن رأيهم و فكرهم.

اليوم، رغم فشل هذا التيار الإسلامي فإنه ما زال يحاول عبر ممارسة التقية السياسية و الإجتماعية فيما يُسمى "بالإعتدال". أي إدّعاء قبول الآخر و الظهور بمظهر جميل على الفضائيات من أجل إغراء الشعب العربي.
و ما إن يصلوا إلى السلطة حتى يظهروا بشكلهم الحقيقي الذي لا يختلف عن الحركات المتطرفة.

في المقابل، يظهر المشروع الإيراني بثوب ديني محافظ و لكنه رغم الحملات الإعلامية التي يشنها منذ ثلاثين عامًا، فهذا لم يشفع حيث ما زال يُعتبر مشروع "شيعي" في الشارع العربي.
صحيح أن بعض القوميين السابقين قد إنضموا لهذا المشروع و أن جزء من الشعوب العربية تتعاطف مع مواقفه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. و لكن رغم ذلك، فما زال الحقد الطائفي واضح لدى الطرفين.

أضف إلى ذلك أن الأدب العربي منذ أكثر من ألف عام يشمل على العديد من النقد و الشتائم بحق الفرس و يحمل نظرة إستعلائية عنصرية عربية ضد الشعب الفارسي المهزوم... فإقتصار التأييد للمشروع الإيراني على العراق و سوريا و لبنان يُصبح مفهومًا.

أما المشروع التركي الذي ظهر فجأة مع وصول الإسلاميين إلى السلطة في تركيا، فإنه لا يختلف إطلاقًا عن المشروع الإيراني.
و لكن رغم أنه مشروع قومي يهدف إلى حماية مصالح تركيا و تقويتها على حساب شعوب المنطقة، فهذا المشروع يحظى بصدى عاطفي لدى الشعوب العربية. لماذا؟

لقد أيقن أردوغان أن شعوبنا هي شعوب عاطفية تُحب المظاهر و هو أمر إستغلّه بشكل محترف.
على الرغم من أن بلاده تطبّع مع إسرائيل و تقيم معها علاقات تجارية و حتى عسكرية.. فإن أردوغان يعرف أن جزء كبير من الشعب العربي، و بالأخص اليوم بعد مرور أربعة عقود من سطوة أساطير و رجعية الإسلاميين، سينسى كل علاقات تركيا بإسرائيل و بأمريكا مقابل بعض الكلام المعسول إعلاميًا.

و يعرف أيضا أردوغان أن الكلام مجاني و لا يُلزم أحد. يستطيع أردوغان أن يغري شعوبنا ببعض العبارات و الشعارات المؤيدة لفلسطين أو بمسرحية إعلامية في دافوس.
تركيا إستفادت من هذه المناورات، و لكن هل تحسّن حال الفلسطينيين؟ هل إنفكّ الحصار على غزة بسبب أقوال أردوغان أو الغول التركي؟
كم أسير فلسطيني حرر أردوغان؟

الواقع أن المشروع الإيراني و المشروع التركي مشابهًا جدًا. كلاهما مشروعان قوميان يهدفان إلى حماية مصالح إيران و تركيا.
الغلاف الدين هو مجرد حصان طروادة تسخدمها هذه الدولتان من أجل تمرير مشروعها عند الشعوب العربية، السنية و الشيعية.

أما المزايدة في قضية فلسطين، فهي قمة العجرفة من قبل دولة تقيم علاقات مباشرة مع إسرائيل (تركيا) أو تشتري السلاح سرًا من إسرائيل (إيران).
ثلاثة مشاريع، كلّها تهدف إلى تدمير أي أمل لشعوبنا بنهضة عربية ثقافية و إقتصادية جديدة.

الحل الوحيد هو بمشروع عربي يساري علماني يحمل تطلعات شعوبنا نحو الحرية الإجتماعية و تحرير أراضينا المحتلة و المساواة الإقتصادية و الإجتماعية.
أما لهذا اليسار أن يستفيق؟



#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و أخيرًا.. أصبحنا بلد عربي
- النفط... سبب خراب أمتنا العربية
- حين يتحدث القذافي
- عشرة طوائف صغار
- ثلاثة أشهر من الفشل الطائفي
- من هو الطائفي؟
- خبث الرأسمالية الطائفية
- نعمة الإنقلابات العسكرية
- هل بنادق العسكريين مختلفة في الضاحية؟
- لول يا رجال الدين... لول!
- إنتحار شيوعي (قصة قصيرة)
- صدق المنجمون و إن كذبوا
- أختاه...
- لا لإختيارية الزواج المدني
- دروس كوريا الشمالية
- وهم إلغاء الطائفية السياسية
- الحركات الإسلامية، نقاط الخلاف الأساسية
- إلى اليسار اللبناني... إقتراحات


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد القادر الحوت - إيران و تركيا... أيهما نختار؟