أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - خادم وحامي الحرمين الشريفين !















المزيد.....

خادم وحامي الحرمين الشريفين !


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدت بالأمس برنامجا ً تليفزيونيا ً بثته محطة راديو كندا عـن القدس الشريف وعن الجماعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقود عمليات التنقيب تحته. ومن المعروف ٌ أن حملات التنقيب الحديث حول وتحت الأقصى بدأت في العام 1967 بعد انتهاء مســرحية الحرب مباشرة ولم تتوقف حتى الآن. لن أتوقف عند تفاصيل أعمال الحفر ولكن لابد من القول أن هذه الحفريات تتم على شكل موجات متتالية بدأت بالحفر عند الحائط الجنوبي للمسجد أي خلفه وخلف مسجد النساء والمئذنة الفخرية ومرت بهدم حي المغاربة الذي كان يشكل حصنا ً منيعا ً ملاصقا ً لحائط البراق أو حائط المبكى. ثم كانت حفريات جنوب غرب الأقصى في العام 1969 وجنوب شرق الأقصى في العام 1973 وحفريات باب العامود عام 1975 وتلك الخاصة بباب الأسود أو باب الأسباط التي انتهت في العام 1986. وليس المقصود مما ذكرت أعلاه إعطاء قائمة شاملة بأعمال التنقيب فهي أكبر من ذلك بكثير. أما عن أعمال التنقيب المعاصرة اليوم، فهي تتم على يد جماعة اسمها "إلعاد" تقوم بالتنقيب تحت بيوت العرب الفلسطينيين في حي سلوان. تقوم هذه الجماعة بعمل المستحيل للاستيلاء على بيوت المقدسيين وأملاكهم كي تتابع أعمال التنقيب والهدم بحرية وسرعة أكبر. هذا ولايعتبر المسجد الأقصى مسجدا ً حراما ً ... وفقا ً لرجال الفقه والعلم في الدين الإسلامي، لكنه من الأماكن التي يشد لها الترحال! فهو بقعة مقدســـة فوق العادة لدى المسلمين وإن كان ليس حراماً. أما الحرمين الشريفين فهما حصرا ً الحرم المكي في مكة أو كل أراضي مكة وفقا ً لرأي بعض الفقهاء والحرم النبوي في المدينة المنورة.
ترى هل يكفي هذا المنطق، أي كون المسجد الأقصى ليس حراما ً، كي يخرج المسجد الأقصى من دائرة الحماية الملكية التي يوليها ملك آل سـعود للحرمين الشريفين المذكورين أعلاه؟ هل أهمية هذا المسجد الدينية والدنيوية لاتكفي كي يتحرك آل سعود حُمــاة ديار الإسلام وحرميه الشريفين بشكل فاعـل ومباشر لنصرة هذا المسجد الذي تشير كل الدلائل إلى أنه بات في دائرة الخطر الأولى المباشرة. والخطر هنا يعني الانهيار الفيزيائي الكامل جراء أعمال التنقيب أسفله! ألا تكفي مكانة هذا المسجد وموقع القدس الشريف في قلوب المسلمين في العالم أجمع كي تنتعش النخوة العروبية في قلوب آل سعود ويقوموا بفعل ٍ آخر غير الاستنكار والعويل والندب على ماآلت إليه الأمور، وهم على ذلك، لو أرادوا، قادرون؟ للإجابـــة على هذا السؤال لابد من بعض المعرفة بتاريخ آل سعود والمسار الذي ارتضوه لأنفســهم عبر التاريخ. هذا التاريخ الذي يجب أن يكون مشرفا ً للغاية بخاصة وأنه يخص من يدعي إن الله (!) قد " ائتمنه على خدمة الحرمين الشريفين وأوكله بهما وأن على الأصدقاء إعانته لحمايتهما من المخربين والثوريين والاشتراكيين والشيوعيين" وطبعا ً هذا القول يعود للملك فيصل بن عبد العزيز من خطابه الذي ألقاه في العام 1970 أمام مجلس الشعب الإندونيسيي.
في العام 1979 وفي السابع والعشرين من شهر كانون الأول تحديدا ً وبعد أن نزل ناصر السعيد من مبنى مجلة السفير في بيروت. توقفت سيارة داكنة الزجاج. ترجل منها عدد من الأشخاص لطيفي المعشر وأدخلوه فيها عنوة ثم غادروا المكان بالسرعة القصوى إلى جهة مجهولــة. طبعا ً لم يــُعثر للسيد ناصر السعيد بعد ذلك أثر. ويقال إن من خطفه كان جماعة ماكان يعرف بذلك الوقت بجماعة أبو الزعيم. وأن هذا الاختطاف كان بناء على طلب سفير المملكة العربية السعودية في بيروت في ذلك الوقت العصيب الذي كان لبنان يمر به. أما الهدف من الخطف فكان تسليم ناصر السعيد للملك السعودي الذي يروى أنه تولى عملية تعذيبه بيده ثم ألقاه حيا ً من الطائرة.
ناصر السعيد هذا كان واحدا ً من السعوديين القلائل الذين تجرأوا أن يكتبوا عن تاريخ ونشـأة آل سعود. وهو من بيــَّن وبالأدلـــة القوية أن الأصول الإثنية لهذه العائلة مشبوهة للغاية. هو من كتب عن الاحتلال السعودي، نسبة لآل سعود، لأراضي شبه الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ودور المخابرات الإنكليزية والأمريكية في تقوية وتعزيز هذا الاحتلال وترسيخه عميقا ً في الأرض محميا ً بقوة البترو- دولار. هو من كتب عن إصرار الأسرة المالكة السعودية على تعيين أنور السادات نائبا ً لجمال عبد الناصر كي يستطيع لاحقا ً لعب الدور الذي لعبه بتحييد مصر من ساحة الصراع العربي الإسرائيلي. لقد كتب ناصر السعيد عن الدور السعودي في إخماد ثورة 1936 الفلسطينية والبرقية التي أرسلها الملك عبد العزيز والتي كتبها له الإنكليزي جون فيليبي المعروف لاحقا باســم "محمد عبد الله فيليبي !". في هذه البرقية يقول الملك عبد العزيز: "إلى أبنائنا عرب فلسطين... لقد تألمنا كثيرا ً للحالة السائدة في فلسطين، ونحن بالاتفاق مع ملوك العرب والأمير عبد الله ندعوكم للإخلاد للسكينة وإيقاف الإضراب حقنا ً للدماء، معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية (؟!) ورغبتها المعلنة في إحقاق العدل وثقوا أننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم!". وطبعاً كان من نتائج هذه البرقية أن انقسمت القوى الفلسطينية المقاومــة بين مصدق ومكذب وانتهى الإضراب وتوقفت الثورة. بعد هذه الأحداث بزمن ليس بالقصير قال الكاتب الفلسطيني الشهيد غـسان كنفاني "السعودية وراء كل خيانة". ويتكرر هذا الأمر اليوم بتزعم السعودية لما بات يعرف بمعسكر الاعتدال العربي الذي يدعم جدار العزل العنصري الفولاذي المصري على حدود غزة. ويدعم نظام الحكم في مصر وكل ديكتاتوريات الدول العربية. ويدعـــم فتح ضد حماس (؟) ويقاوم الاحتلال بالتنديد وإطلاق المبادرات العربية للسلام الواحدة تلو الإخرى... ثم الاهتمام بتمويل وإقامة مؤتمرات حوار الأديان والصداقة مع التيار المعتدل الإسرائيلي! ثم نراه يدعم التعصب الإسلامي الوهابي التكفيري في كل مكان من العالم العربي وغير العربي.
إن الكتابات عن عمالـــة خــُد َّام الحرمين الشريفين أكثر من أن تحصى. ودور هذه الأسرة، المالكة لأرض النجادة وشعبها، بات معروفا ً للجميع. ومن أواخر ما وهبتنا إياه هذه الأسرة المعطاءة كان منظمة القاعدة الوهابية المجرمـــة وأحداث الحادي عشر من أيلول التي لم يتضرر أحد منها في العالم أجمع قدر تضرر القضية الفلسطينية العادلـــة. فقد بات كل من يلبس الكوفية الفلسطينية ويقاوم الاحتلال إرهابيا ً في نظر العالم أجمع.
لمن مازال يتأمل بتحرير القدس الشريف وحماية مسجده الأقصى على يد حماة الحرمين الشريفين أقول إن انتظارهــــم قد يطول للغاية... وقد نرى المسجد الأقصى ركاما ً قبل أن يحدث ذلك. لابل ربما كان لزاما ً على العرب أن يحرروا شبه الجزيرة العربية من آل سعود قبل الوصول لتحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى.
يقول الشاعر عبد الرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة في العام 1948 للأمير سعود إبان زيارته سالفة الذكر لفلسطين لإخماد ثورة الـ 1936 :
يا ذا الامير أمام عينك شاعــر ضمّت على الشكوى المريرة أضلعه
المسجد الاقصى أجئت تزوره؟ أم جئت من قبل الضيــــاع تــودّعـه؟
حـُــرم تبـاع لـكـل أوكـع آبـــق ٍ ولكــلّ أفـَّــاق شـريد ٍ أربعه
وغدا ً وما أدناه لا يبقى سوى دمـــع لنــا يهمي وسـنّ نقـرعـه!
وهــذا ماكان ...



#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى نغير ما بأنفسنا
- صديقي خليل
- ما لقيصر لقيصر ... ومالسليم لسليم
- الأستاذ سليم زبال
- رسالة إلى المواطن اللبناني العنيد
- والله زمن يا سلاحي !
- النار هذه المرة
- علهم في آخر الأمر يعرفون
- أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
- مصر يامّه يا بهية
- العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - خادم وحامي الحرمين الشريفين !