أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختي - ماذا اضافت قمة سرت الى القمم العربية الاخرى؟















المزيد.....

ماذا اضافت قمة سرت الى القمم العربية الاخرى؟


عبدالله مشختي

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد مل العرب من انعقاد قمم رؤساء وملوك وامراء الدول العربية لان هذه القمم لم تقدم طبخة كاملة لمشكلة من مشاكل العرب منذ انعقاد اول قمة والى الان .قمة سرت عقدت للدفاع عن القدس ومنع الكيان الصهيوني من الاسترار في تهويدها وتغيير معالمها الاسلامية وبالتالي الاستحواذ عليها بجعلها عاصمة رسمية وابدية لدولتها ، واخراجها من أي جدول للمفاوضات المستقبلية بين الفلسطينيين واسرائيل .انه لامر مثير للضحك عنما يكتفي الرؤساء والملوك العرب بتنزيل بيان يسمى بالبيان الختامي للقمة يسطرون ما يخالج المقررين للبيان او المدونين من الشعارات والعبارات الرنانة والمتحمسة والخالية من أي فعل جاد على ارض الواقع .
ان قمة سرت كباقي القمم العربية اعلنت انها ستعقد في ظرف استثنائي لدراسة وضع القدس والعراق ايضا حشر موضوعه ضمن جدول اعمال القمة .فما يخص الشأن العراقي اراد رؤساء وملوك الدول العربية دراسة وضع العراق من جانب واحد فقط وهو استغلال الاوضاع في العراق لزيادة تدخلاتهم في الشأن العراقي ومنع شعبه من الاستمرار ببناء وترسيخ اسس الديمقراطية التي اختاروه لعراق ما بعد العهد الدكتاتورى ،عن طريق زيادة هوة الخلاف بين القوى السياسية العراقية والانحياز الى فئات سياسية معنية والعمل على تقويض قوى اخرى وطنية تحت مسميات خضوع هذه القوى لاجندات ايرانية تمنح ايران الفرصة للتدخل في الشأن العراقي .في الوقت الذي لايتورعون هم بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي وتمويل بعض القوى للسيطرة على الحكم في العراق لتقويض الديمقراطية واعادة الحكم الشمولي والدكتاتورية كشرط لاعادة العراق الى الحظيرة العربية كما يريدون ،وليس من اجل الاخذ بيد العراق ودعمه لمواصلة مسيرته الديمقراطية والتعددية والاتحادية .فلو كانت القمة جادة في دعم العراق في ظل الاوضاع الاستثنائية التي تعيشه كان الاجدى ان تطالب الكويت والسعودية للجلوس على طاولة حل المشاكل القائمة بينها وبين العراق والتي اوجدتها النظام المقبور من حيث الديون ومشاكل الحدود والتعويضات ولقدمت ورقة عمل بالضغط على الجانبين وتشكيل لجنة من الرؤساء لاعداد دراسة بهذه المشاكل ومحاولة ايجاد حلول مرضية وباساليب وطرق دبلوماسية واخوية ، لا ان تعمل على زيادة التوترات الداخلية بين ابناء الشعب الواحد واثارة النعرات الطائفية والمذهبية بينهم بالانحياز والدعم لجانب ضد الطرف الاخر داخل الوطن الواحد وفرض اجندات على العراق لتنفيذها بل لتقديم الدعم والعون المختلف اشكاله الى العراق .وكما تحدث علنا احد مستشارى الملك عبدالله ملك السعودية بانه لو بقي المالكي على رئاسة الحكومة العراقية فلن تشهد تقارب عراقي وعربي .
او ان الرئيس الليبي الذي تشهد له العديد من القوى بانه على راس القائمة بين رؤساء العرب في دعمه للواقعية والقضايا العربية والانسانية ،كان قد هيا الارضية لاقامة مراسيم رفع الستارة على نصب اقامه للرئيس العراقي المقبور صدام حسين بمناسبة انعقاد القمة العربية في سرت كهدية ومفخرة ليبية يقدمها الى القمة العربية ورؤسائها .ولولا تدخل وزير الخارجية العراقي والكويتي وتهديدهم بالانسحاب ومقاطعة القمة لكان هذا الرئيس الذي يقال له بانه مؤمن بالديمقراطية والتحرر والانسانية قد اقدم على اعادة الاعتبار لابشع دكتاتور عرفته المنطقة .متناسيا القذافي مئات الالوف من ضحايا الجلاد العراقيين وحتى العرب الذين كانوا من ضحايا الدكتاتور .او اقدامه قبل ايام بلقاء رسمى مع قادة من حزب البعث الهاربين والمنتشرين في اصقاع العالم والفارين من حكم وعدالة الشعب العراقي الذي اراد محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق هذا الشعب على مدى اربعة عقود من قتل وتشريد وذبح ومقابر جماعية ودمار للارض والمياه وهم كانوا اليد الامين للدكتاتور في ارتكاب كل تلك الجرائم ، فلولا هؤلاء لما تمكن صدام حسين من ارتكاب تلك الجرائم ، ولم يتجرأ او لم يريد احد من اولئك الرؤساء ان ينتقد ولو بكلمة موقف القذافي ذلك ،لانهم يفكرون ايضا بمثل تفكيره ويعتقدون بان دماء العراقيين رخيصة ولا قيمة لها عندما كان النظام السابق يبيد العراقيين كانوا يهللون له .والان يحملون الحكومات العراقية ويتهمونها بذبح العراقيين وهم لا يفكرون بان ما ذبح من العراقيين كانت بدعم منهم واموالهم ودعمهم اللوجستي والمالي ورجالاتهم الذين كانوا يسوقونهم لمعسكرات التدريب ويمدونهم بالاموال ويقدمون لهم التسهيلات لدخول العراق وارتكاب افظع الجرائم بحق هذا الشعب الذي لم يرق لهم الخلاص من براثن الدكتاتورية والظلم .وهناك اسف شديد لظهور بعض الشخصيات التي كانت توصف من قبل بالواقعية والديمقراطية ضمن ذلك الوفد الذي كان يمثل توجهات حزب البعث المنحل. وهم يعلقون كل شئ على شماعة الاحتلال نعم ولكن الا يتساءلون من الذي اتى بالاحتلال الى العراق .اذا كانوا يتحدثون عن رفضهم للاحتلال فكذلك الشعب العراقي برمته ايضا يرفض الاحتلال الذي دخل العراق رغم ارادة الشعب ولكن ليسئلوا انفسهم كيف جاء الاحتلال الى بلادهم واقاموا القواد العسكرية والبرية والجوية والبحرية ومراكز التجسس ام انهم يرون ذلك حق لهم للتصرف بشعوبهم ولكن للعراق لا؟؟ علما ان الاحتلال سينسحب من العراق ان لم يكن اليوم فغدا وسيرجع للعراق سيادته الكاملة وسيعود العراق متعافيا ، ولكن هل سينسحب من اراضي دولهم واقطارهم .انه امر مثير للعجب لا يقبلون للاحتلال في العراق ولكنهم يقدمون كل شبر من اراضيهم لذلك الاحتلال لاقامة القواعد والمنشأت !!!!!! يبكون ويتذمرون لان العراق محتل ولكنهم فرحون بوجود المحتل في اراضيهم !!!!!!.الم تكن سوريا محتلة للبنان عشرات السنين والاحتلال هو الاحتلال أي كان ويكون ولكن الدول العربية لم تقاطع لبنان دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا ،لكن لماذا العراق .لان السلطة في العراق يمثل الامتداد الايراني الفارسي كما يدعون .عندا ترى ايران العراق ضعيفا تكون فرصة لها للتدخل ولكن لو امدت الدول العربية العراق بالعون والقوة لما تمكنت ايران ولاغيرها من التدخل في الشأن العراقي ولكن عندما ترى ايران بان العرب يتهربون من العراق ويتركونها وحيدة بين انياب الطامعين فايران تستغل هذه الفرصة وهي تعتبر العراق والخليج امتداد وعمق استراتيجي لامنها القومي .
اما المهمة الرئيسية للقمة وهي القدس ،كيف تعاملوا مع القدس ؟هل ان تقوية العلاقات وفتح السفارات مع اسرائيل او لنسميها سياسة الترضية لاسرائيل ستحل قضية القدس وتنقذها من التهويد ،لا اعتقد ذلك بل ستجعل اسرائيل اكثر غطرسة للاستمرار في سياساتها بشأن القدس وغير القدس كمزارع شبعا والجولان والضفة الغربية وغزة وغيرها .فامريكا ومنذ مجئ باراك اوباما الى رأس الادارة الامريكية وامريكا تطالب اسرائيل وقف بناء المستوطنات في القدس واسرائيل لاتبالي لهذه المطالبات وتستمر في البناء .فهل ان بيانا ختاميا كتبت على ورق من القمة ستمنع اسرائيل من ذلك .هذا غير ممكن اطلاقا لان الجميع يعرفون سياسات اسرائيل الاستيطانية ولايمكن لهم ان يوقفوها .ولن تتمكن عشرات القمم العربية عن تردع اسرائيل عن هذه السياسات بالبيانات والشعارات والشجب والاستنكار .
قمة سرت كالقمم الاخرى لم تضف شيئا جديدا الى الواقع العربي المزرى غير الضحك على شعوبهم ، وشعوبهم تعرف مدى ضعفهم وعدم مبالاتهم لقضياهم القومية التي تهدد واقعهم الاجتماعي كقضايا فلسطين والسودان والصومال واريتيريا والصحراء المغربية وموريتانيا .ولكنهم يطرحون الحلول لمشاكل دول غيرهم عندما رأى القائد القذافي ان مشكلة نيجيريا لن تحل الا بتقسيمها الى ثلاث دول .ولكنهم يعجزون ان يقدموا مشروعا واحدا لحل مشاكلهم التي تنخر في انظمتهم وبين شعوبهم .والشعب الفلسطيني الذي ليس امامه من خيار قد امسى ضحية سياسات المتاجرة لقادة العرب ويقدمون يوميا عشرات الضحايا وتسال انهار من الدماء في الضفة وغزة وغيرها وقادة العرب يتبادلون النخب على مأساتهم ودمار شعبهم ومجتمعهم الذي يهتك بها الجيش الاسرائيلي دون ان يكون هناك رادع لهم .



#عبدالله_مشختي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك السياسي لتشكيل الحكومة القادمة
- اسطوانة التزوير في الانتخابات العراقية
- اقليم كردستان والانتخابات العراقية
- العراق يفوز في الانتخابات
- لقد هيجوا البحر على المالكي فهل ستبلعه
- هل انقلبت الثورة الايرانية على نفسها
- البعثي الصدامي والبعثي الغير الصدامي
- قرار متسرع ومؤسف
- ترسيخ المواطنةفي ذهن الانسان العراقي سيحد من الارهاب
- المشهد السياسي العراقي لما بعد الانتخابات
- لا يؤخذ الحقوق القانونية باللجوء الى الارهاب واسقاط العملية ...
- السياسيون والمحترمون لا يصفقون للاستهزاء بالشعوب
- زيارة متكي الى العراق هل سيحل الازمة
- العام الجديد وامال جديدة للعراقيين ولكن؟؟؟؟
- النفط في بلد النفط يباع باسعار اعلى من العالمية
- الضمانات الامريكية للكرد ومخاوف المكونات الاخرى
- العراق ودول الجوار ما لها وما عليها
- السيد المالكي و دعوات الاحزاب لتهميش دور حكومته
- المعتقلون الكرد فى سوريا يتحدون قمع الاجهزة الحكومية
- الكرد يهددون بمقاطعة الانتخابات


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختي - ماذا اضافت قمة سرت الى القمم العربية الاخرى؟