أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ورغمي الورغمي - تونس : المعنى العميق للاستقلال














المزيد.....

تونس : المعنى العميق للاستقلال


ورغمي الورغمي

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 13:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


صدفة جميلة أن يواكب عيد الاستقلال في وطننا الحبيب (تونس) بداية الربيع من كل سنة والشباب هم ربيع الأمّة، حيث تتناغم الطبيعة مع الإنسان في هذا الوطن العريق، ولكن الاستقلال بقدر ما يمثل من انعتاق وحرية وفرح هو دعوة لاستنهاض الهمم واستلهام العبر من تاريخ نضالي مجيد خطّه أبطال كانوا على موعد مع التاريخ عبر مسيرته الطويلة منذ الأقلّيد ماسينيسا(1) صاحب المقولة المدوّية في التاريخ :(أفريقيا للأفارقة Tafriqt I yfriqyen) ومنذ خالد الذكر هانيبال، وإذا كانت وقائع التاريخ قد جعلت كل واحد منهما في معسكر إلاّ أنّ حب الوطن كان دون ريب هاجسهما معاً .

منذ الأقلّيد يوبا الأول (Juba I) الذي دافع عن أفريقيا (تونس) وضحى بنفسه من أجل عزّة وكرامة الأمة الأمازيغية إلى سيّدة النساء الكاهنة (2) رمز انعتاق المرأة وبراعتها القيادية

إلى الزعيم الخالد المؤسس الحبيب بورقيبة الذي قفز بتونس إلى فضاء الحداثة بإعلان الجمهورية ونهاية نظام القرون الوسطى ، ثمّ التشريع للحداثة للانطلاق بتونس نحو التطوّر والعصرنة. ولم تفض روحه الى بارئها حتى كان قد اطمأنّ على البلاد وهو يضعها في يدٍ أمينة عندما سلّم الأمانة لنخبة الصادقية (3).

كان الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة سياسيا ومربيا ومشرّعا ومعتزّا بهويته الأمازيغية وكان يرى في تونس قومية قائمة بذاتها متحدّيا تيار القومجية الأعرابية مسلما حداثيا متحدّيا الطغمة الثيوقراطية التي تريد ضرب تونس من بوابتي العروبة والاسلام.

لقد حمى تونس من الفكرة الشوفينية البعثية لدى اصطدامه بالمناضل بن يوسف، وتصدّى للديماغوجية الاشتراكية في توقيفه لمخططات بن صالح واختار للقيادات العليا في البلاد نخبة الصادقية ذات التكوين الحداثي وكان قراره غاية في الحكمة وهو ينتزع جامع الزيتونة المعمور من أيدي من يريدون اتخاذه بؤرة للاضطراب ومقاومة الحداثة، وهذه السياسة الرشيدة هي التي حمت تونس من العواصف التي هبت على أوطان غير بعيدة عنا كانت معادية للإصلاحات البورقيبية.

ونحن واثقون بأن النهج الذي بدأه المغفور له الحبيب بورقيبة سيأتي اليوم الذي يلتفت فيه إلى الهوية الأمازيغية وسيتكفل بها وسنرى حينئذ افتتاح قسم تعليم اللغة والحضارة الأمازيغية التونسية وبذلك يتحقق المعنى العميق للاستقلال في احتفاظ تونس بهويتها وخصوصيتها دون ان يجرفها تيار الذوبان في الشرق او الغرب.

_________________
(1) ماسينيسا Massinissa (؟- 148 ق.م.) ملك نوميديا الموحّدة -التي تكوّنت من توحيد مملكتي الماسيل والماسيسيل- وكانت بلادنا التونسية جزءا من هذه المملكة،
وآقلّيد Aguellid كلمة أمازيغية تعني الملك.
(2) الكاهنة الاسم الوارد في المصادر العربية لملكة أمازيغية قاومت جبش الغزو الأموي الذي قاده حسان بن نعمان وألحقت به الهزيمة وقد كانت تونس جزءا من
مملكتها / اسم الملكة الحقيقي هو تيهيا Tihya ورثت الحكم عن زوجها الملك سكرديد ... قتلت في المعركة خلال الغزو الثاني الذي قاده حسان بن نعمان وهي التي
قالت كلمتها المدوّية : أنا ملكة والملوك لا يفرون لأنني ان فعلت ذلك سأقلّد قومي عارا إلى الأبد، يراجع في هذا الباب كل المصادر العربية : ابن عبد الحكم، ابن
خلدون، ابن الأثير ... مع أن هذه المصادر تنقل روايات تحطّ من قدر هذه المرأة النادرة .
(3) الصادقية معهد ثانوي شهير تأسس سنة 1875 على يد المصلح خير الدين التونسي ليقوم بتدريس المناهج الحديثة ومنه تخرّجت النخبة التي صنعت أمجاد تونس
وقادت البلد إلى الاستقلال والحداثة ولا تزال.



#ورغمي_الورغمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعراب تونس : الفقهاء يعبدون الطريق للقومية العربية
- قرطاج أمازيغية
- جنيالوجيا الشعب التونسي
- الموقف من الهوية الأمازيغية بين الاستعداء وسوء التقدير وقليل ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ورغمي الورغمي - تونس : المعنى العميق للاستقلال