أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - فواصل ُ الوقت المُمل














المزيد.....

فواصل ُ الوقت المُمل


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


(أيُّها الطبري......)

احسبُ أِنّي منذ ُ الف عام ٍ
اقفُ على هذا الطريقِ المؤدّي الى غانية ِ بغدادَ
فلا يمرُّ بي الا شيخُ الطريقة ِ او السكران
يمر ُّ احياناً, شاعرٌ مزعوم ٌ , او تاجرٌ مشبوهٌ...
بالطبع فان سابلة كثار يمرون من غير هذا الطريق
فهم لا يمتلكونَ كُلفةَ المُتعة ِ
يذهبونَ ليتامّلوا من خلفِ السياج ِ البعيدِ
براعة َ الخاتون في امتاع ِ الجميعِ
ويسْتمنون َ علنا ً ....
ما يحدثُ في المخدع ِ
ممكن ٌ لابسط ِ المخائل ِ
ومشجّع ٌ ايضا ً على اباحة ِ الرغبات ِ
غانية ُ بغداد َ الحُرّة َ
تمتلك ُ شيئا ً من الشفقة ِ
لمن لا يستطيعون َ دفع َ التكاليف: ِ
الرؤياعن بُعد ٍ , والغيبوبة َ في الاحلام ِ...

(ايُّها المعرّي ....)

خُذْ بيدي ايُّها الاعمى
الى ضوء ِ النسيان ِ
اتَذكَّر ُ اكثرَ من الف ِ بَيتِ ٍ شعرٍ عن المديح ِ المُظلم ِ
كان َ الشعراء ُ المبصرون َ يغضّون َ النظرَ
عن حوائج ِ الهجاء ِ السائدة ِ في السوقِ...
يبدو طبيعيّاً اذا عرفنا انَّ التجارَ غيرُ مٌضطرّينَ للتسوّق ِ
فما الذي ايٌّها الصديق ُ الاعمى
يجعلُ الشعراء ادرى بمراسيم ِ السراي
من هَرَج ِ الاسواق ِ ؟

(ايُّها الدون كيشوت .....)

يَنبغي ان ْ لا تشعرَ بالوحدة ِ ابداً
رغم َ انّك َ وحيد ٌ تماما ً ,
أَنْ تحيا الوِحْدةَ شيء ٌ , وانْ تشعرَ بها شيء ٌ آ خرَ ,
فقدتَ الكثيرَ منَ الاُلفة ِ
بسببك َ او باسباب ِ الاخرين َ , ولا فرْقَ !
فالحكمةُ تقولُ:
عِشْ كما تَهوى ...
الذين َ حاربوا وانتصروا
والذينَ لم ْ يُحاربوا وخَسروا
لاذوا بالصمت ِ جميعا ً
فالصمت ُ ليسَ فصيلة ً من البَرَص ِ...
تحتاج ُ الحياة ُ لتهذّب َ نَفْسها الى حشود ٍ صامتة ٍ
ليسَ لاجل ِ الاستكانة ِ , بَل لاجل ِ الوجيز من التامّل ِ ,,
تحتاج ُ لاجل ِ البراءة ِ من الحُزن ِ
فراغا ً مديدا ً بحجم ِ الخطيئة
تحتاج ُ نَملةً مجهولة ً
لتقْتفي خُطاها
فها هيَ الدروبُ تُمحى
وها هو النَمْل ُ يواصل ُ عاداته ِ...

(ايُّها الرصافي ُّ ......)


لكانَّني معك َبالفلوجة , تلك َ الفلوجة
صَبيٌّ يلفُّ لكَ التَبغ َ الكردي َّ بورق ِ (البافرا )
وكانّني ولد ٌ عاق ٌ , فالعراقيّون َ لا يَنْحنونَ ِ لابائِهم ْدائما ً
الحياة ُ كما تعرف ُ مُغرية ً , والآباءُ قواميس َ مُسْتنفذة ً...
لكنّني حين اطوف ُ على قبرك َ (ولا ادري اينَ يكونْ! ..)
اشعرُ بانَّ بلادي زوجةُ اب ٍ ...
ياخُذنا الحنينُ لامهات ٍ من الاطيافِ
لا نتذّكرُ الا شهقةَ البلعوم ِ بوابلِ الحُلمة ِ
مُرضعة ً من بني سعدَ ام جارية من داغستان َ ؟
طافتْ على مهودنا مُرضعات ٍ كثارَ
نتشمّم ُ نكهةَ الحليبِ الجبلي ِّ والبدويِّ والهجين
زُفرةُ الحليبِ الحرّيفةِ في انوفنا
لاتُنسينا غياباتَ امّهاتٍ غامضاتِ
(لقيتُها ليتني ما كنتُ القاها ....)
قالَ الرصافيُّ لي
وانا الولدُ العاق ُ
ابرم ُ تبغ َ الشمالَِ بلفّافة ِ( البافرا )...
العراقيُّ يبقى يتيما ً
فلا امَّ , لا امةًّ
يا فِراشا ً بلا زيجةٍ وشُهودْ .....

يا رصافيُّ
يا ابتي الشاهد المُستعاد المُستعادَ الرشيدْ....

( يا ابي........)



كانَ ابي في دُكّان ِ العطّارينَ ذاكَ , قُربَ محطّة ِالقطارِالقديمِ , ببعقوبةَ القديمةَ
يُرتّبُ رفوفَ الخشبِ كلما جاءه ُ المهربّونَ ببضاعة ٍ من الشَّمالِ (وكان َ عبد السلام عارف يرسل ُالجندَ الفقراءَ لقتالِ الكُرد ِ )
وكانوا حين َيعودون َ بقطار ِ الحُمولَة ِ القديم
يبيعون َ للعطّارينَ ما هرَّبوه ُ من الشمال ِ , من خصومهم الكُرد!
وحينَ كان ابي يغيب ُ في قيلولة ِ الظهيرة ِ
كنتُ انبِّشُ في الرفوف ِ مُتأمِّلاً البضائع َ المُهّربة َ
كاري هندي , سكاير كرافن (ام البزّون ) , عِلكة المستيكة , ثوم عجم , سُمّاق ....الخ
كان يستفيقُ من قيلولته ِ احيانا ً :لماذا تُنّبش ُ ؟
اننّي اريد ُ ترتيبَ الاشياء ِ يا ابي ...
بل انت َ تُخرّبُ كلَّ شيء !
كانتْ هذهِ لازمَته ُ الوحيدة َ
ومرّةً رحتُ انبّشُ في مقياسِ الكهرباء ِ الصغير
فاستفقت ُ على صراخهُ وهو يحملق ُ في وجهيَ المخطوف َ
وفي ذاك المساء كنتُ اسمعه ُوهو يهمس ُ لامّي :
هذا الولدُ سيغدو مجنونا ُ ذات َ يوم
لانَّ الكهرباءَ-كما اخبرهُ طبيبٌ –تلوّثُ الدماغََ !!!

مرّةً وجدتُ في احد الارفُف ِ أِبْرةً ناشبة ً في خشب ِالرفِّ
وثمّة َ خيط ٌ اسود َ يتدلّى منها ..
ماذا تنش ُ؟
قلت ُ لاشيء َ يا ابي , ولكنْ هذهِ الابرة ُ والخيط ُ, للبيع ِ ايضاً ؟
قالَ بِنزَقٍ :
لا , انّها (راسُ حاجةْ ! )
في ما بعدُ , في ما بعدُ جدّا ً
حينَ قراتُ عن( راسِ الفتنّة ِ)
وقراتُ في (راس ِ المال ِ)
وقرات ُ (راسِ الحكمة ِ .....)
لم اجدْ موضعا ً (لراس ِالحاجة ِ )تلك َ اللتي كانَ يحتفظ ُ بها ابي
ربّما لانني لم افهم جيّدا ً كلَّ تلك (الرؤوسِ )...اقولُ ربّما دَرْءاً للشُبهات ِ !
وفي ما بعد ُ, فيما بعدُ جّدا ً جدّا ً
حينَ وجَدتْني أَلْهو بالشِعر ِ
كنت ُ اتساءل ُ وانا أُسْحَقُ تحت َ عَجَلة ِ الحياة:
ما فائدة ُ هذا الشيء الذي تلهو به ِ حياتيَ الجريحة َ ؟
تذكّرت ُ ابي , وهو الراحل ُ قبل ثلاثينَ وأكثر ْ....
لقد كان الشعرُ (راسَ حاجة ٍ ) حقّاً
فَهوَ مُجرَّد ُ أِبرةٍ وخيط ٍ
اورثني ايّاهما ابي
لتَرتيق ِ جراح َ الحياة ِ,
شُكرا ً لارْثك َ الوحيد ُ ابي :
حكمةَ الكهرباء ِ وعُدّة َ الرفّاءْ ....



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خماسية الخريف
- طريقُ خُراسان
- شُكرا ً لساعي البريد
- أكثرُ من أَِيماني بك ِ
- في ذكرى شهيد شيوعي
- مضيعة الايام
- قصائد قدر الامكان
- مواعظ النبي المخمور
- ستكونين ..وان بعد العهد بنا
- اتحاد الشعب...قائمة الوجوه المشرقة في ليل الذئاب
- اذكرتني (الهمّ ) وكنت ناسيا ..
- ما مروا عليَّ...(عصرية العيد )
- بين المحبة والعنصرية ...شَعرة
- هل هذه هي حقوق سكان العراق الأصليين؟
- مؤسسة (المدى ) ومؤسسة (البرلمان العراقي) في الميزان
- لنْ أُبْقي شيئاً للحُور العِينْ...
- قصائدٌ بين الضحك والبكاء
- صورة الملك فيصل الأول في ساحة الصالحية
- قصائدٌ اضاعت اسماءها
- ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - فواصل ُ الوقت المُمل