أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جعفر المظفر - علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان















المزيد.....

علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 09:32
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


خلال فترة حكمه, بدأ المالكي يطرح نفسه تدريجيا كزعيم وطني يتجاوز حدود الطائفية والتكتلات العرقية الأمر الذي أغرى العديد من الكتاب السياسيين للبحث في تاريخ حزب الدعوة وبعض مراحل تطوره الأساسية, لكي يعثروا على ما قد يفسر- استعداد دَعَوِي مكتسب أو ذاتي - للابتعاد عن المذهبية السياسية وإمكانات أن يتطور الدعوة علمانيا لتوفير الضمانة الأساسية والشرط الرئيس الواجب توفره في أي فصيل يتصدى لقيادة وطنية منشودة.
ثمة موقعة أساسية كانت قد عززت تلك المغرية, فلقد حفلت السنون التي اضطرت الحزب للتواجد في إيران بعد الحرب مع العراق بصراعات لم يكن من السهولة إخفائها, مع ميل ( عروبي ) رعته في أرض التأسيس ( النجف ) صراعات أثنية لم يستطع الإسلام والمذهب المشترك تجاوزها نهائيا.
ولقد كان للمرحلة التي تلت سقوط صدام بكل ما سادها من صراعات دموية بين الطائفتين الشيعية والسنية, ومن صراعات بينية بين كل طائفة, تأثيرا أكيدا على بلورة اتجاهات دعوية للاقتراب من طروحات وطنية وحتى عروبية كان صعبا الاقتراب من بعضها ومحرما الاقتراب من بعضها الآخر. وفي كثير من الأحيان بدت التصريحات التي يطلقها قائد الدعوة حينذاك, الدكتور الجعفري, أكثر ميلا وطنيا وحتى عروبيا من مواقف سابقة كان قد غاب عنها تأثير النقلة التي تحققت من موقع المعارضة إلى موقع الحكم بكل ما أملته من اشتراطات غير فئوية ومن انفتاح على الأجنحة ومن ضغوطات الحاجة.
إن ترف العقيدة والنظرية لم يظل بمنأى عن التأثر بطبيعة المصاعب التي تفرضها حاجات الحكم, وإذا كان تأسيس الدعوة قد أرتبط بشكل أكيد بالفقه الشيعي على المستوى النظري, وبالدفاع عن ( الحالة الشيعية ) على المستوى السياسي, فإن مغادرة موقع المعارضة المذهبية إلى موقع تصدر الحكم –الوطني- صار يستدعي الحاجة الأكيدة لتغييرات أساسية على المستويين النظري والسياسي, وسيضعف ذلك, إن لم يلغي, قدرة الحزب على المراوحة في المكان والزمان وأية محاولة له للهروب من اتخاذ قرارات حاسمة باتجاه التغيير, بما توجبه وتدعو إليه حالة الانتقال من المعارضة إلى السلطة وظروف وحاجات ومواصفات الحاكم الوطني.
وحال استلام المالكي للحكم خلفا للجعفري فإن تجربة الحكم دفعت أمامه على خط التماس حالات سياسية وطنية كان الجعفري قد عانى منها وربما كانت السبب الأساس لرفض تجديد رئاسته من قبل أطراف أخرى وفي المقدمة منها الحلفاء الأكراد, ومن أبرز تلك الحالات قضية الصراع حول كركوك. وفي عهد المالكي أضيفت لتلك القضايا مسائل أخرى كالموقف من البيشمركة وقضية ( الأراضي المتنازع عليها ) ومن ثم ايضا عقود النفط والغاز, وبهذا فإن الدفع باتجاه أن يكون الأكراد بيضة ألقبان ربما سيكون مكلفا لأي طرف عربي يتصدى لتشكيل الوزارة, كما إن تمسك الأكراد أيضا بهذه السقوف, ولو لأغراض المناورة, ربما سيجلهم في زاوية حرجة قد تدفع الحلفاء على الطرف العربي للاقتراب من بعضهم على حساب الطرف الكردي. وإذا كان الشيعة غير ميالين لتنازلات وطنية على هذا المستوى, مع استعداد لمزيد من الإقترابات الممنوعة سابقا على الجانب العربي, فإن السنة سيكونوا دون شك أكثر رفضا لتلك المطالب مما يجعلهم أكثر استفادة من ابتعاد شيعي كردي محتمل وأكثر ترحيبا به.
إن الدعوة, والمالكيين فيه, هم الآن على مفترق طرق حقيقية, فأما السير بتجربة الدولة بالاتجاه الذي يجعلهم أكثر اقترابا من العلمانيين والأطراف الوطنية ( السنية ) على حساب تحالفاتهم السابقة, وبالاتجاه الذي يتطلب إعادة بناء ثقافة سياسية توقف مسلسل بناء كراهية للآخر العلماني والسني والعروبي وبعيدا عن الاستخدامات السلطوية التي تضخم الاختلافات وتحول المنافسين إلى أعداء, أو العودة عن كل التجارب المكتسبة إبان مرحلة الحكم السابقة وهي تجارب من شأنها أن تدفع الدعوة, بأدنى الحسابات المنطقية وبضغط من حاجات الحكم الوطني أن يقترب أكثر من ( العراقية ) قبل غيرها.
لقد أمسك السيد عمار الحكيم بشجاعة على مبادرة كان يفترض أن تكون من حصة الدعوة, حينما أعلن موقفا أدى إلى كسر حاجز التناقض النفسي مع المكون السياسي الآخر. فالأرقام الانتخابية لا تكفي وحدها لتحديد استمرارية الفوز أو الخسارة, ولربما استطاعت قيادة هذا الطرف أو ذاك تحويل الخسارة في الأصوات إلى انتصارات سياسية تمكنها من الدخول إلى المرحلة الجديدة بقوة, ولربما وقع الفائز في فخ كان قد نصبه لنفسه حينما تصور إن حصوله على أصوات عالية ستوفر له نصرا تاريخيا خالدا وخاليا من العيوب, إذ لا يوجد تفسير حقيقي لحدة الصراع الذي تُفَعِلَهُ الدعوة مع قائمة ( العراقية ) بمنأى عن واقعية التنافس على السلطة . والثقافة السياسية سيف بحدين, وهناك ثمة سرعة قياسية تتحكم بالزمن السياسي العراقي بحيث إن قدرة العودة عن المواقف الهامة تصبح محدودة جدا كما إن الموقف الاعتيادي قد يرتقي إلى مستوى المواقف الإستراتيجية التي لا يمكن التثقيف بمضادها بزمن يتناغم مع سرعة التبشير به. وإذا ما استمرت قيادة الدعوة بحملة التثقيف المعادية, بهذا الزخم وبهذه الحدة, فإن قدرتها على التراجع والمناورة سوف تتضاءل بما يرجح كفة أطرافها المنافسة أو المخاصمة.
إن الوضع الآن لم يعد كسابقه, ولا يمكن للسيد المالكي ولحزبه ضبط الزمن العراقي على ساعاتهم, فأما التقدم إلى الأمام لتوفير مقومات التحالفات الإستراتيجية بما لا يتناقض مع الالتزامات الوطنية التي ستمليها تجربة العودة مرة أخرى إلى السلطة, وهذا يعني أن يتقدموا خطوات سريعة باتجاه التعاون أو التحالف مع ( العراقية ) لسببين أساسيين, أولهما وجود مشتركات سياسية وطنية لا شك إنها ستكون هي المحطات التي تتحكم بعقد المواصلات العراقية القادمة.
وهذا يتطلب المباشرة وبشجاعة في بناء ثقافة وطنية بديلة للثقافة السياسية التي يجري تعميمها على كوادر الحزب وأنصاره والتي جعلت قائمة ( العراقية ) في منزلة العدو وليس في منزلة المنافس أو حتى الخصم, مما سيؤدي حقا إلى تكريس التجزئة الطائفية والاجتماعية والتي ستؤدي لاحقا للتجزئة الجغرافية دون أدنى شك. وقد كشفت التصريحات الأخيرة المتفرقة من رجالات في حزب الدعوة عن وجود ثقافة ونية للعمل بهذا الاتجاه مثل التصريح الذي هدد بقطع نفط البصرة أو إعلان استقلالها.
وأما السبب الثاني الذي يُفَعِلِهُ الأول فهو إن الاقتراب من العراقية سوف يقلل فرص ( بيضات ألقبان ) للحصول على تنازلات قد تنال من الأداء القيادي بأشكال متفاوتة, مثلما سيتكفل ذلك التحالف بتشكيل أغلبية برلمانية مريحة تمكن الطرفين, دولة القانون والعراقية, على تشكيل وزارة الأغلبية السياسية المريحة التي سيكون لها فضل إخراج العراق من ورطة أغلبية البرنامج الطائفي, وهو الأمر الذي سبق وإن أعتبره المالكي كسبب حال دون وجود وزارة متنفذة ورئيس مقتدر, ولا يمكن أن يفسر تراجعه عن هذه الحقيقة وعودته لنظام المحاصصة بمنأى عن التمسك بالسلطة ولو بتقديم تنازلات أساسية.
الطريق الثانية هي الاستمرار في تأزيم الموقف مع ( العراقية ) ضمن ثقافة البغضاء التي بدأت تسبب إضرارا حقيقة للتماسك الوطني الذي تحقق جزء منه أخيرا بعد سنوات من الدم العراقي وبما يعيد مرة أخرى احتمالات العودة إلى الأيام السوداء. ومن يستمع إلى مفردات الهجوم الذي يشنه ( الدعويين ) على ( العراقية ) لتخيل إن المقصود بالهجوم هو إسرائيل وليس مكونا عراقيا أساسيا يقتضي التقرب منه والتخاطب معه بلهجة سياسية اخف عداء, إن لم تكن ألطف وقعا. ومما لا شك فيه فإن استمرار الدعوة وائتلافها على هذه الطريق سيوجب عليها التحالف مع الأطراف الأخرى, وبالذات مع ( بيضات ألقبان ) مما يحتم على حكومة ائتلافه القادم أن تتنازل عن القضايا الجوهرية التي لا بد منها لبناء الدولة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية
- كما في السياسة كذلك في الطبيعة ... الديمقراطية وأحزاب رد الف ...
- وما زال العراق تحت التكوين
- إني أرى عزت الدوري ضاحكا
- إنها محض أمنيات


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جعفر المظفر - علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان