أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - موحى ولال - الآمازيغية بين الخطاب السياسي والخصوصية الثقافية















المزيد.....

الآمازيغية بين الخطاب السياسي والخصوصية الثقافية


موحى ولال

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 23:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يسعى هذا المقال إلى طرح القضية الآمازيغية بين الخطابات السياسية المغربية والواقع اللسني والثقافي المغربي خلال الألفية الماضية حيت الاستعمار الفرنسي ، تم المقاومة المسلحة ، تم الحركة الوطنية لتتشكل بعدها الأحزاب...
كانت الحركة الوطنية (ح.و) غداة الاستقلال الشكلي وقبله مرتهنة بالفكر المرتبط إيديولوجيا بالمشرق العربي من الجامعة الإسلامية إلى القومية العربية ، وقد كرس الظهير الاستعماري لسنة 1930 صورة شبه سلبية عن الآمازيغية لغة وثقافة ، بالرغم أن الظهير المتكون من فقرتين تتعلقان بتطبيق الأعراف الآمازيغية في المناطق التي يوجد فيها الآمازيغ لم يأتي بفقرة تنادي بتقسيم المغرب أو باستقلال بعض المناطق المغربية ، والذي يمكن أن نقوله كقراءة سياسية لذلك الظهير أنه تم التحنيط الإيديولوجي لذلك الحدث بذريعة الدفاع عن تطبيق الشريعة الإسلامية ، حيت أن (ح.و) كانت تترصد الفرصة لتجد مكانا لها في الواقع السياسي المغربي آنذاك ( دافيد هارت – جريدة تمازيغت ) وبدلك لم تدخر جهدا بقراءة اللطيف في المساجد ، ونعت الظهير بظهير التفرقة بين "العرب" و"البربر" ووجه بشعار ديني "اللهم يا لطيف ألطف بنا بما جرت به المقادير ولا تفرق بيننا وبين إخوتنا البرابر" وضلت (ح.و) تربط أي حديث عن الآمازيغية بخطر التجزيء وتقسيم وحدة المغرب ، وزاد من حدة هذا التهميش ظروف بناء الدولة ( الوطنية ) ولو بشكل مشوه في كل من المغرب والجزائر ، الهاجس الذي يحكم بنائها هو هاجس " الوحدة " التوحيد على جميع الأصعدة ، من هنا اعتماد " المركزية " إداريا ، واحتكار إتحاد القرار السياسي ، والتوحيد الإداري والسياسي واكبته محاولة للتوحيد الثقافي ، في هذا السياق تمت التضحية بالخصوصية . وبذلك دشنت (ح.و) التناقض الموجود بين السياسة الثقافية المعتمدة والثقافات التي تخترق المجتمع المغربي ، الذي يتسم بتعددية ثقافية . هكذا حضر البعد " العروبي " بقوة في عمل (ح.و) وتم اعتماد الإيديولوجية العروبية ، اعتمادا زاد من زخمه الخطاب الناصري في مصر والخطاب العبثي في كل من سوريا والعراق . هكذا سعت (ح.و) إلى إعادة إنتاج " قومية عربية " بالاتكاء على مقولة الانتماء " للأمة العربية " ويرى فيخته أن العناصر المشكلة للأمة هي الجنس ، أو العرق أو اللغة أو الدين ، والتاريخ المشترك والثقافة المشتركة وتلعب اللغة في التجمعات القومية ، والتي تعتبر تجمعات لغوية أن الشعور القومي تظهر أولى إرهاصاته في تمجيد اللغة القومية واسطرة التاريخ، وتشويه وقائعه ، بشكل يضمن استمرارية الأمة وفي ذلك يقول إرنست رينان " نسيان وتجاهل بعض الوقائع التاريخية ، وحتى التزام جانب الخطأ والغلط في تعديل بعضها يعتبر من الأمور الضرورية لتكوين الأمم " هكذا تقوقعت (ح.و) داخل مثالية عبادة " الأصل " النقي الخارج عن تفاعل التاريخ وقوانينه ضدا على حركة الهوية التي تبني نفسها باستمرار ولا تقع تحت سلطان التقديس لأي عرق أو جنس ، وهي لن تصاب بمرض العمى الفكري والسياسي الذي تصاب به عادة نزعات التعصب وتأليه أفكار بعينها والنفخ فيها .
منذ أول لجنة لإصلاح التعليم سنة 1957 تم ترسيم المبادئ الأربعة: الوحدة – التعميم – المغربة – التعريب. فانطلق مسلسل التعريب حيت تم إحداث معهد الأبحاث والدراسات للتعريب في 1961 ، وخلال جل المناظرات حول التعليم ( المعمورة 64 وإفران 70 ) تم ترسيم سيادة اللغة العربية وتغييب أي توازن ثقافي وكان هذا المسار سمة لازمة لكل الحكومات المتعاقبة في ظل الهاجس السياسي الذي حكم السلطة وهو بناء الدولة " المركزية " فعملت النخب المهيمنة على مراكز القرار على تهميش بعد رئيسي للهوية المغربية ، وهكذا كان القوميون المغاربة متحمسين لموجة التعريب على اعتبار " أن انتشار اللغة العربية سيقضي أو يكاد على اللهجات البربرية بعد بضعة عقود من السنين " ( إبراهيم حركات المغرب عبر التاريخ ) إن مشروع النظام المخزني تأسس منذ 1956 على البعد العربي الإسلامي ، وبحكم التحنيط الإيديولوجي لظهير 1930 ضل يرى أن أي حديث عن الآمازيغية هو ضرب للدولة " الوطنية " الناشئة من طرف " ورثة ليوطي " لذلك وبالإضافة للتعليم عمل النظام المخزني على تعريب القضاء بنص قانوني يقصي الآمازيغية من المحاكم بالإضافة إلى تعريب كل المرافق الإدارية " فالنظام المخزني في ضل صراعه مع التيار القومي العروبي ، حاول ترسيخ توجهه بناءا على الرابطة الإسلامية ، وليس على الرابطة العروبية هذا الوضع ضل سائدا طيلة الستينات ومطلع السبعينات لكن موت الناصرية بتصفية خطها السياسي من طرف السادات ولظروف داخلية خاصة ، بدء النظام المخزني في المغرب يتوجه نحو اعتماد الإيديولوجية العروبية شكلانية مفرغة من مضامينها وذلك منذ 1973 لقد حكمت هذا التوجه معطيات إقليمية إضافة إلى متغيرات داخلية منها إبراز الطابع الآمازيغي للمحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين 1971 و 1972 ( محمد ضريف ) لكن مع انتشار الوعي الحقوقي بالمبادئ الكونية لحقوق الإنسان أصبح من الصعب على النظام المخزني أن ينهج سياسة أذن من طين وأخرى من عجين ، إذ تحول التجاهل إلى نوع من الحذر والترقب توج بفكرة معهد للدراسات والأبحاث في اللغة الآمازيغية ، لكنها بقيت مؤسسة فارغة المحتوى وبقي الخط الرسمي للدولة اتجاه الثقافة واللغة الأمازيغيتين ضل هو نفسه ، فقد تم اختزالها في البعد الفرجوي الفلكلوري ، واستمرت مظاهر تعريب أسماء الأماكن وارتفعت حدة الحذر مع صدور دورية لوزير الداخلية تمنع تسجيل الأسماء الآمازيغية للمواليد في سجلات الحالة المدنية ، ومظاهر تهميش البعد الآمازيغي لم تقتصر على إقصاء اللغة والثقافة الأمازيغيتين من الإعلام والتعليم ، بل هو ذو أبعاد متعددة يتداخل فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وبالفعل فإن صراعات ما بعد الاستقلال الشكلي بين النخب كان لها تأثيرها لهيمنة السياسي على كل مناحي الحياة ، وتعتبر انتفاضة عباس المساعدي وشيخ العرب وما حدث من تصفية في جيش التحرير هو نتيجة ضغط النخب المهيمنة داخل الدولة التي اصطدمت بمطالبة الآمازيغ بموقع لهم في السلطة وبسبب مركزة التنمية وإقصاء الهوامش ( المغرب غير النافع ) نما الشعور بوجوده خارج سياق التنمية والتحديث ، لذلك كانت الأنشطة التي مارسها سكان المناطق المهمشة هي المخدرات والكيف والدعارة ...
وزادت أحداث 1959 وإسقاطاتها في الريف على وجود الشمال خارج أي عمل تنموي وساهمت السلطة في تسهيل عمليات الهجرة نحو أوروبا .ومع بداية الثمانينات ارتفعت مطالب الحركة الآمازيغية لكن وبحكم الصراع المغربي الجزائري ومحاولات أجهزة المخابرات الإسبانية والفرنسة اللعب في المطبخ المغربي فقد كان حدس مراكز القرار متجها إلى احتمال تأثير ما يحدث بالجزائر ( الانتفاضة الشعبية بتزيوزو ) فكانت السلط السياسية تستبق الحدث لترسم الطريق بالشكل يؤجل أي صدام فجاء خطاب 20 غشت رغم أن سياقه كان موجها في اتجاه الجزائر فإنه كان محاولة لامتصاص واستيعاب دينامية الحركة الآمازيغية .
تتعامل الأحزاب المحسوبة على التيار اليساري مع القضية الآمازيغية بشكل أخرق ، فهي تحاول طمسها تارة ، واعتبارها بدعة أو نزعة تارة أخرى أو تعتمد منطق الفرملة أحيانا أخرى ، فسواء الأحزاب التي تمخضت من رحم الحركة الوطنية وسواء الأحزاب التي رفعت تنظيماتها سابقا شعار الثورة الوطنية الديمقراطية إلى النضال الشرعي المخزني العلني فقد استنسخت كلها فكر الحركة الوطنية وتبنت إيديولوجية السلطة المؤسسة على تأليه العرق العربي والإنفتاح على كل شيء إلا الآمازيغية المدمجة والمقحمة قسرا فيما سمي بالتراث الشعبي التحفوي المزكي لسياسة الفلكلور والتوظيف السياحي ، فنجد أنفسنا امام أحزاب تناضل خارج الأرضية السوسيو ثقافية للمجتمع المغربي الذي يعاني من هجرتين خطيرتين هجرة جسدية إلى الغرب الأوروبي وهجرة نفسية إلى المشرق فقد لا نستغرب أن بعض الشباب المغربي يعرف عن راغب علامةأ كتر ما يعرف عن عسو وبسلام.
هكذا صارت إيديولوجية هذه الأحزاب عاجزة عن استنطاق تعقيدات الواقع المادي المغربي في تعدده ،والمفروض هو إعادة التوازن إلى الفكر وإلى العقل المغربي بالاحتكام إلى الواقع الثقافي والسني والتعبير عنه في ساحة العمل السياسي والديمقراطي والفكري وليس وراء اليقينيات ويوتوبيا اللغة أو العرق وما في معناها ، أو محاولة تذويب المغرب في عالم عربي أسطوري لإعادة التاريخ إلى الوراء "ان التاريخ لا يكرر نفسه ، وإذا فعل فإن المرة الأولى تكون دراما مؤثرة وأما في المرة الثانية فإنها تصبح ملهاة مضحكة " ( ماركس ) وهكذا يقول علال الأزهر " تحققت أول وحدة عربية مع بداية الإسلام لتستمر حتى نهاية العصر العباسي الأول وقد تمثل الوعي الوحدوي في الوحدة الدينية ( الإسلام ) الوحدة اللسانية ( عربية القرآن ) والوحدة الاقتصادية ( السوق ) ويرى الأزهر أن هذه الوحدة قد قوضها التتار والمغول والتتار عشائر قبيلة بدائية ينبغي محوها من على الأرض ، وهو يرى أن الآمازيغ يتصرفون بنفس " الهمجية " : لم يكن الآمازيغيون قبل الإسلام ( قبل الدولة المركزية ) سوى قبائل بدائية ، لذلك لم يكونوا يقرون الإرث للإناث بينما يمنحهن الإسلام نصف حصة الذكر كما أنه لم يشكلوا أبدا دولة مستقلة وهذا يعني ضمنيا عجزهم عن ذلك " ولسنا في حاجة لإثبات الزيف التاريخي لهذه المزاعم غير أن عرض تقنيات الكاتب المتمركس كاف لإبراز هشاشة بل سذاجة طروحاته.






#موحى_ولال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - موحى ولال - الآمازيغية بين الخطاب السياسي والخصوصية الثقافية