أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - يد المنون تختطف النحات إسماعيل فتاح الترك














المزيد.....

يد المنون تختطف النحات إسماعيل فتاح الترك


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 903 - 2004 / 7 / 23 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


مَنْ سيدوّن اسمكَ بماء الذهب في لائحة الشهداء التي إجترحَتْها مخيلتك المتقدة؟

عن عمر يناهز السبعين عاماً، غيّب الموت النحّات والرسام العراقي إسماعيل فتاح الترك إثر عودته من إمارة أبو ظبي ظهر الأربعاء " 21 / 07 / 2004 إلى بغداد. وجدير ذكره أن الترك من مواليد البصرة 1934. درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وتخرج منه عام 1956. ثم واصل دراسته في روما بتشجيع من أستاذه، النحات الكبير، جواد سليم، الذي وفر له سانحة الحظ هذه، لينال درجة الدبلوم العالي في النحت من أكاديمية الفنون الجميلة في روما. وهناك، استطاع الترك أن يقيم أكثر من معرض شخصي في الرسم والنحت، الأمر الذي لفت انتباه النقاد الغربيين إلى تجربته الفنية التي تحمل سمات ومواصفات فنية عالية تختلف عن التجارب السائدة والمألوفة في روما. حيث حصل على أكثر من جائزة حفزته على مواصلة العمل والإبداع. ومن بين هذه الجوائز نذكر، الجائزة الأولى للفنانين العرب في إيطاليا للرسم 1962، والجائزة الأولى للنحت في إيطاليا سنة 1963. وخلال سنوات الدراسة تعرف بالفنانة ليزا التي تزوجها لاحقاً، وأفاد من رؤيتها، وثقافتها، وتجربتها الفنية العميقة التي خلفت أثرها في العديد من نتاجاته الفنية. وحينما عاد إلى العراق، وأصبح رئيساً لقسم النحت في الأكاديمية، سنحت أمامه جيلي السبعينات والثمانينات من طلبة الأكاديمية فرصة ذهبية لأن يتتلمذوا على يديه، وينهلوا من خبرته الفنية الواسعة، وتقنياته الجديدة التي عُرف بها وهو في بداية مشواره الفني. إذ فاجأ الجميع بلوحاته الفنية ذات النفس التجريدي، عندما كانت هذه المدرسة الفنية لما تزل جديدة في العراق، ولم تستقطب جمهوراً كبيراً بعد. خلال رحلته الفنية الطويلة أنجز الترك العديد من التماثيل التي لا تزال شاخصة في ساحات بغداد وميادينها العامة، نذكر منها " تمثال أبي نؤاس " والذي أنجزه عام 1962، والكائن في شارع أبي نؤاس ذائع الصيت. و " تمثال الفارابي " 1965، و " تمثال الرصافي " و " تمثال الواسطي " 1972، والكائن في " مركز الفنون " في شارع حيفا. و " تمثال الكاظمي " 1972 الذي يقع في الساحة المسماة باسم الشاعر عبد المحسن الكاظمي، ورليف برونزي لواجهة وزارة الصناعة، وملحمة كلكامش، ورليف برونزي لدار الضيافة، ورليف من المرمر لمدخل مدينة الطب، وغيرها من التماثيل والأعمال الفنية الكثيرة. على صعيد الرؤية والأسلوب ينتمي الفنان إسماعيل فتاح الترك إلى جيل المجربين والمجددين في العراق، فهو فنان تجريدي بإمتياز حتى وإن كانت النزعة التشخيصية مهيمنة على أغلب نتاجاته التشكيلية المبكرة والمتأخرة ونخص بالذكر منها نتاجات معرض " غرين آرت غاليري " الذي أقامه في دبي عام 2002، عندما عرض " 20 " بورتريها، و" 15 " عملاً نحتياً. لا شك في أن تجربة الفنان الترك مهمة في مجملها، ولكن يظل " نصب الشهيد " هو العمل العملاق الذي كرّس له جزءاً كبيراً من حياته الشخصية، وظل يعمل بدأب حتى أنجزه في عام 1986. وفكرة نصب الشهيد هي رمز واضح وواسع الدلالة، ويصلح لكل المراحل والأزمنة، فهو " رمز لتضحية الشهيد في سبيل وطنه "، ومن أبرز معالمه القبة العباسية، المشطورة، فيروزية اللون، والراية التي ترتفع بطول " 5 م " فوق الأرض، و " 3م " تحت الأرض، والينبوع الذي يتدفق ماءه إلى داخل الأرض ، ويرمز لدم الشهيد. وقد قال عنه النحات الإنكليزي المعروف كينيث أرميتاج " إنه شيء يذهل الناظر ". حينما أنجز الترك هذا النصب الذي يعد عملاً فنياً كبيراً موازياً لنصب الحرية، والجندي المجهول، وجدارية فائق حسن، شعر الترك بنوع من الراحة التي لم تستمر طويلاً، إذ كان يفكر في كيفية تجاوز هذا النصب، أو تجاوز ملَكَته الفنية، فعندما قرر أن يكرس جزءاً كبيراً من وقته واهتمامه للرسم في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين وحتى الأيام الأخيرة من حياته، أنجز بضع مئات من الرسومات والتخطيطات الغرافيكية بعضها بالأبيض والأسود، والبعض الآخر بالألوان، كما رسم العديد من الأعمال الفنية الزيتية التي هيمنت عليها الوجوه، المخذولة، الشاحبة، الحزينة، المنكسرة التي تعكس خيباته المتكرره، وبالذات بعد أن وافت المنية زوجته " ليزا " ورفيقة رحلته الفنية لسنوات طوال، ورحيل أولاده خارج العراق، وانغماسه في عمل إداري لا يليق بفنان كبير وهو إسناد مسؤولية رئاسة منصب الأمين العام لاتحاد التشكيليين العرب الذي سرق جل وقته، وحرمنا، نحن المتلقين، من إبداعات كان يمكن لها أن ترى النور لو لم يتولَ هذا المنصب الإداري الذي يُعد مضيعة لوقت الفنان وجهده الثمينين.

· الفنان في سطور
- ولد في البصرة عام 1934.
- حصل على الدبلوم العالي في النحت من أكاديمية الفنون في روما .
- أقام ستة معارض شخصية للنحت، وخمسة معارض شخصية للرسم في روما، وبغداد، وبيروت.
- شارك في بعض معارض " جماعة بغداد " ومعارض جمعية التشكيليين.
- حصل على الجائزة الأولى للفنانين العرب في إيطاليا للرسم 1962.
- حصل على الجائزة الأولى للنحت في إيطاليا سنة 1963.
- عضو جماعة بغداد 1957، تجمع الزاوية 1966.
- عضو نقابة الفنانين العراقيين. و جمعية الفنانين العراقيين.
- من أعماله المنجزة الأخرى فضلاً عن " نصب الشهيد والتماثيل المذكورة في متن المقال، رليف برونزي لواجهة وزارة الصناعة، ملحمة كلكامش، رليف برونزي لدار الضيافة، ورليف من المرمر لمدخل مدينة الطب.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة السينما العراقية في باريس
- المخرجة هيفاء المنصور أنا ضد تحويل الممثل إلى آلة أو جسد ينف ...
- برلين- بيروت لميرنا معكرون: مقاربة بصرية بين مدينتين تتكئ عل ...
- على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكو ...
- بنية المفارقة الفنية وآلية ترحيل الدلالة في - أحلى الأوقات - ...
- فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي ا ...
- الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد ...
- في إختتام الدورة السابعة لمهرجان السينما العربية في باريس
- الطيب لوحيشي: في السينما استطيع أن أكون واقعياً وحالماً
- إختتام الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- المخرج طارق هاشم في فيلمه التسجيلي الطويل 16 ساعة في بغداد. ...
- فوز الشاعر السوري فرج البيرقدار بجائزة - الكلمة الحرة - الهو ...
- الكاتبة الهولندية ماريا خوس. . قناصة الجوائز، ونجمة الموسم ا ...
- التعالق الفني بين التناص والتنصيص ..قراءة نقدية في تجربة الف ...
- رفعت الجادرجي يسطو على تصميم لعامر فتوحي في رابعة النهار
- بعد أربعين من صدوره يسبّب- منهاج المسلم - بترجمته الهولندية ...
- التابو في المشهد الثقافي العربي والإسلامي إشكالية التحريم وا ...
- مهرجان السينما العربية في باريس يحتفي بالسينما العراقية، ويك ...
- مهرجان الحلقة التونسي في روتردام
- حوار مع الفنانة عفيفة العيبي : العمل الفني أشبه ببناء عمارة ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - يد المنون تختطف النحات إسماعيل فتاح الترك