أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القاضي منير حداد نموذجا















المزيد.....

أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القاضي منير حداد نموذجا


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت خبرا صغيرا عن خلاف سياسي ــ إداري أدى إلى تشويه سمعة قاض عراقي هو السيد منير حداد باتهامه بتزوير وثائق رسمية أو ما شابه . هذا الخبر لا يدل على (نهوض قضائي جديد) كما تشير الكثير من التقارير الصحفية ذات الصبغة الدعائية حول نمو مبدأ العمل المفترض من اجل عدالة المستقبل ومن اجل (استقلال القضاء العراقي) الذي لم تتوفر ، حتى الآن ، نتائج تعزز هذا التحول المهم . يبدو واضحا من بعض المواقف القضائية ذات الجهود المترتبة من الوضع الجديد ان الشيء الوحيد المستقطب في المحاكم العراقية ما بعد عام 2003 هو تقدم بعض مشاهد وصور المحاكمات الكبرى التي جرت بحق الدكتاتور صدام حسين وبعض رموز نظامه . غير أن الملاحظ من قصص وشكاوى المواطنين ومن رسائل تصلني شخصيا من بغداد كلها تعبر وتكشف استمرار الوضع القسري في المسرحيات اللا أخلاقية الجارية في كثير من مراكز الشرطة العراقية ومن مئات الأمثلة في المحاكم العراقية بمختلف أنواعها ، الجنائية والجزائية ومحاكم البداية والأحوال الشخصية وغيرها . كل عيون المواطنين الواعين والصحفيين المراقبين تؤكد أن القضاء العراقي لم يقدم أي نموذج عن نشاطات القضاة من حيث التحرر من النفوذ السلطوي والفساد المالي ومن حيث التجرد من الانحياز . ربما هذا الاتجاه القضائي العام يشهده الناس في محاكم كثيرة ، في بغداد وجميع المحافظات ، هو تعبير عن الاستجابة لضغط من قوة سياسية معينة أو من ميليشيا معينة أو من تهديدات سرية وعلنية تقع على هذا القاضي أو المحقق أو ذاك .
المثال الذي تقدمه قضية القاضي منير حداد ، التي كانت خلال الأيام الماضية قد برزت فيها إلى السطح القضائي والسياسي والصحافي العراقي ، يدل بوضوح على وجود تجاذب سياسي من قبل القوى والتكتلات الحزبية المتعددة ، الموجودة في مختلف نواحي الحياة العراقية بما فيها الناحية القضائية .
لا شك أن وجود مراكز قوى سياسية متعددة ضاغطة على القضاء وعلى القضاة الافراد وعلى هيئات قضائية تؤدي حتما إلى :
(1) نشوء مجابهة فوضوية داخل السلطة القضائية كانعكاس للمجابهات الموجودة في السلطتين التشريعية والتنفيذية مما يعزز نظرات الشكوك إلى العدالة .
(2) تجعل القضاة فريسة لفاسدين من غوغائيين ، برلمانيين ووزراء ومدراء عامين ، تصبح فيها الساحة القضائية خاضعة تماما للخلفيات السياسية وللطبيعة المزاجية لبعض قادة الدولة .
(3) نتائج النقطتين الأولى والثانية تؤدي حتما إلى تفكيك المجتمع والى عودة الشعور بالمرارة والألم لدى المواطنين الذين يراجعون سوح المحاكم علاوة على حاجة الوطن إلى إجراءات طويلة باهظة من اجل تحقيق استقلال القضاء كأجراء أساسي مرتقب لصيانة الديمقراطية وحقوق الإنسان .
مهما قيل ويقال عن (استقلال القضاء العراقي) فأن شكله التقليدي الموروث عن النظام السابق ما زال مطبقا في التصريحات الصحفية والتلفزيونية ، لكن الواقع يؤكد أن روح اليأس والكآبة ما زالت تغشى المواطنين عموما عند شعورهم بهزيمة العدالة العراقية ، التي لم تظهر بعدها ، كما هو متوقع ، طليعة القضاة المتميزين بــ(إرادة الاستقلالية) من القادرين على مجابهة الخيار المستحيل المفروض من الميليشيا ومن بعض قوى الحيتان السياسية.
ليس في مجتمعنا المتخلف حق مضمون ولا عدالة كاملة .اغلب القضاة الشرفاء ما زالوا عاجزين عن أن يصبحوا قوة ذات قيمة تناضل من اجل تحقيق التغيير القضائي العراقي وإنقاذه من مأساة الإكراه .
لو ثبتنا أنظارنا على المنطق الذي خضعت له أحكام معاملة القاضي منير حداد ، المتهم بالتجاوز والتزوير ، لوجدنا خضوعها لمعطيات (الحرب الباردة) بين مراكز القوى السياسية المتعددة في البلاد ، مما جعل قدرها ليس بيد الله ولا بيد القانون ، بل بيد قيادات سياسية متنازعة ، تكشف عن الوجه الحقيقي لبعض وقائع القضاء العراقي ، التي تدخلت فيها بشأن القاضي منير حداد بما فيها ( نزعات حسن النية ) من قبل كبار قادة الحكومة من قبل مكاتب القادة السياسيين في البلاد ، مثل الرئيس جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي . حتى وزير المالية تدخل على خط الوساطة في القضية .
بالمقابل اتهم وجه السيد منير حداد اتهاما صريحا ، في مقابلة تلفزيونية ، موجها إلى مكتب سكرتير رئيس الوزراء باستغلال نفوذه في وضح النهار من اجل إبعاده من مركزه القضائي . فقد بيّن منير حداد أنه "نقل إلى إقليم كردستان قبل سنتين، وأعيد عن طريق مجلس الرئاسة الذي يمتلك صلاحية إلغاء نقله وإعادته نائبا لرئيس المحكمة عارف شاهين الذي أصدر أمر مباشرته بالدوام.." .
غير أن التصرفات الاجتماعية ذات الطابع الريفي البدائي لبست لباسا رسميا من قبل شخص (رسمي) كبير الشأن في الحكومة العراقية يحمل اسما حركيا (أبو جهاد) يعمل بوظيفة سكرتير رئيس الوزراء في محاولة لفرض رغبة شخصية لأغراض شخصية ، غير منفصلة عن سلطة الفساد الإداري ، التي تؤثر بالنتيجة على هيبة الدولة وعلى موضوعة استقلال القضاء . ففي أول يوم من تعيين القاضي منير حداد( كان مرشحا في قائمة الائتلاف العراقي ) تلقى اتصالا هاتفيا من سكرتير رئيس الوزراء ( رئيس قائمة دولة القانون ) ويدعى كاطع الركابي والمعروف بكنية أبي مجاهد، ناشده فيه بعدم التوجه إلى المحكمة، والبقاء في منزله، لتهدئة الأمور"، وفق قول القاضي منير حداد .
كان الشعب يتوقع ان الفساد القضائي قد ولى مع الدكتاتور صدام حسين ونظامه ، لكن يبدو أن ضجيج المفخخات والخلافات السياسية ومشاكل الانتخابات البرلمانية وصراعاتها المثيرة ، غطت على معاناة الكثير من القضاة كما اخفت حقيقة ان النظام القضائي العراقي ما زال كما كان في اغلب مسيرته التاريخية يحكم بين الناس ليس بالعدل والحرية وبمبادئ الديمقراطية ، بل كما في السابق اعتمادا على الجزمة والخوذة ، أي بالقسر والقوة . بتخطيط مسبق أو من دونه فأن من كوارث القضاء العراقي الجديد أن قاضيا كبيرا معروفا وقع تحت عسف وقسوة جزمة وخوذة ( أبو مجاهد ) بمعناها السلطوي الإداري . هذا العسف باقل الحالات هو صورة من صور الاستبداد تحت الشمس .
الممارسة الحقيقية للحرية غير موجودة في كثير من القضايا العراقية كما أكد القاضي منير حداد على مثال واحد يتعلق بقضيته . هذا المثال يكشف عن انعدام علاقة العدالة بين قادة الدولة أنفسهم ، كاشفين ، بذات الوقت وبجلاء تام ، عن استمرار(المعارك الوظيفية) بين الخصوم السياسيين والفكريين ، رغم الإشارات الصحفية التي تشير إلى قرب اتحاد الائتلافين دولة القانون والوطني العراقي .
إن التناقض بين رجل يتصور نفسه (فوق القانون) هو السكرتير أبو مجاهد وبين رجل آخر يتصور نفسه انه يدافع عن القانون إنما هو تعبير عن جوهر القضية السياسية داخل اطار الطائفية السياسية ، وهي بلا ريب ، شكل من أشكال الفساد الإداري واستبداده إذ عبر عن هذا الجوهر القاضي منير حداد بتصريحه عن عبث الإدارة السياسية في سكرتارية رئيس الوزراء بقوله : "حقيقة الأمر هي أن أبو مجاهد يحاول تنصيب أحد الأشخاص المقربين إليه ويدعى ناظم فرمان العبودي بصفة رئيس للمحكمة"، لافتا إلى أن هذا الشخص "هو عضو في محكمة التمييز، وتم ترشيح ابنه ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون".
أي أفكار هذه التي صرنا نسمعها على الشاشات الفضائية ..؟ فقد غدا الصراع على المناصب شكل من أشكال التواطؤ مع الفساد لإلحاق الأذى بمصالح الناس والشعب كله حين نلاحظ في بعض ردود منير حداد رؤية استبدادية عدوانية واقعة عليه من خلال قوله "هذه الإجراءات التي تحدث هي عبارة عن مؤامرة يقودها أبو مجاهد سكرتير رئيس الوزراء ، من دون علم رئيس الوزراء أو مدير مكتبه بالأمر، بهدف إبعادي عن منصبي لمصالح شخصية"، موضحا أن "أبو مجاهد أكد لي في الاتصال أن قوة عسكرية ستتوجه الى المحكمة وستمنعني من الذهاب إليها، وفي حال مخالفتي للأوامر، فأنني سأتعرض للقتل".
كانت قوة أمنية من مكتب رئاسة الوزراء طوقت مبنى المحكمة الجنائية العليا داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ومنعت القاضي حداد من الدخول إلى المبنى، وهو ما اعتبره منير حداد تعديا على سلطة القانون واستقلالية القضاء. وأكد حداد أنه كان يحمل كتابا رسميا من رئاسة الجمهورية بإعادة تعيينه في منصبه.
أقول أن وجود هذه الأمثلة من السلوكية التسلطية تؤدي أولا وقبل كل شيء إلى حرمان مجتمعنا العراقي من التوجه نحو الديمقراطية إذا ما حرم هذا التوجه من قيادة واعية في السلطة التنفيذية . التاريخ الإنساني ، كله ، يعلمنا بأمثلة كثيرة وعديدة ترينا أن الديمقراطية إذا انقلبت إلى فوضى فأن الفوضى تنقلب إلى استبداد حتما .
أظن أن مكتب رئيس الوزراء مطالب الآن باتخاذ خطوات حرة منفتحة لكي يمكن حل مشكلة انعدام الاستقلالية في القضاء بنوعية هذا التصرف من قبل سكرتير أعلى مسئول في السلطة التنفيذية ، كما هو معلوم أن أي تدبير وقائي كفيل وحده باستئصال أمراض بعض سكرتاريي القيادات السياسية المتمتعين بصلاحيات مطلقة تجنح إلى الاستبداد ومعاملة الآخر كعبد يستحق العقاب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 3 – 4 - 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
- تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!
- مياه العراق عام 2222 كما أنبأتني العرّافة..!!
- في السراء والضراء كانت قمرا لا يغيب
- السينما الصينية تعتمد على مصادر القوة الداخلية في تطورها
- بعض الملاحظات عن التعاون بين السلطات الثلاث لحل الأزمات السي ...
- إلى النائب بهاء الاعرجي : اعتذر مِنْ شَرِّ ما صنَعْت وما قلت ...
- احتمال بابلي : عضوات مجلس محافظة الحلة في حالة حب ..!
- تخصيب يورانيوم هيفاء وهبي لشهر رمضان النووي ..!
- اوكازيون المعركة الانتخابية بين أليسا ومليسا ..!!
- خلف السدة .. تعزيز الثقة بمقدرة الذات الروائية
- المزاج السياسي وتأثيره على القرار السياسي
- أهم ما يشغل القادة الكربلائيين نهارا هو الشغل ليلا ..‏!
- تنزيلات لمؤسسة السجناء السياسيين العراقيين في زواج المتعة في ...
- السيستاني والعريفي والكاتبة الجميلة سمر المقرن ..!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القاضي منير حداد نموذجا