أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الثقافات المتعددة















المزيد.....

الثقافات المتعددة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 15:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



لا توجد اليوم ثقافة واحدة تحكم وترسمُ للعالم طريقه , بل توجد ثقافات معترفٌ بها رسمياً من (المايا) التي تسحر علماء الآثار إلى الشرق الساحر بكل أيديولوجياته وثقافاته القديمة , والتوازن الطبيعي هو بعدم نفي الآخر بل بالتعايش معه وفق أحدث النظريات السلمية , ولا توجد أيضاً نُخب ثقافية بل جماعات إثنية متعددة الثقافات , وليست الثقافة هي الكلمة الأكثر رواجاً هذه الأيام بل الثقافات هي الأكثر رواجاً, والصراع اليوم هو بين من يؤمن بتعدد الثقافات والنُخب وبين من يؤمن بسيادة روح الثقافة الواحدة حيث تكون المعارك كثيرة وكبيرة وطويلة الأمد وكذلك حجم الضحايا الذين يموتون من أجل الدفاع عن قضاياهم الفكرية في حين أن الثقافات لا يمكن أن يدفع المرء فيها ثمناً لمعتقداته , ولنتخيل اليوم معاً أي حارة أو حي سكني تقطنه فئة اجتماعية معينة تنتسب إلى ديانة واحدة عرقية ومع هذا تجد من بينها أشخاص متعددو المشارب والثقافات والأهواء وهذه هي الثقافات الحديثة وهي وجود عدة ثقافات في كل حارة وقرية ومدينة دولة ليصبح لدينا في النهاية عالم منسرح ومنطلق في الحريات العامة , والثقافة ليست اصطلاحاً مطاطياً وحسب وإنما هي الكلمة الوحيدة التي لها أكثر من 160 تعريفاً,كل تلك التعريفات صحيحة ومتطابقة مع المصطلح والتعريف . والإساءة التي تتعرضُ لها الثقافة اليوم هي بسبب وجود ديانة مثل الإسلام تتعارض مع النُظم الاجتماعية الحديثة , وكذلك تنزلق الأقدام والأقلام خلف أنظمة سياسية عربية تريد تثبيت الثقافة على نظام واحد تمنعُ من خلاله إدراج المسميات والتعريفات الأخرى ضمن قوائم التعريفات الثقافية , فتسعى الدول الاستبدادية بمساعدة الدين الإسلامي إلى نبذ وتهميش الثقافات الأخرى , من هنا لا يمكن أن نعمل على تعميق مفهوم الثقافة المتعددة الإثنيات في المجتمعات التي تتزعمها ديانة واحدة وحزب سياسي حاكم واحد لا شريك له .

إن الثقافة من وجهة نظر أنثروبولوجية لها معاني كثيرة وكذلك من وجهة نظر سسيولوجية اجتماعية معاصرة , وكذلك من الناحية الأيديولوجية لها أيضاً عدة تعريفات , ولا نستطيع أن نحدد ما هية الشخصية المثقفة على حسب فهمنا للثقافة بل على حسب فهم الشخصية التي نتحدثُ عنها , فالفنان والرسام ريشته هي التي تعني ثقافة والممثل دوره وإتقانه للسيناريو هو الذي يعني ثقافة , ولكن الأهم من كل ذلك أن الثقافة اليوم لها أكثر من 160 تعريف قد أصبحت تعني التعايش مع الآخرين وتقبل سلبياتهم وإيجابياتهم وخصوصياتهم , فلكل إنسان خصوصية خاصة به هي التي تشكل مُدخلاً مهماً إلى الثقافة والثقافة التي نتحدثُ عنها هنا ليست هي الثقافة التي تحدث باسمها المثقفون العرب الأوائل والفرنسيون الأوائل لأن تلك الثقافة كانت تعني فقط المهتمين بالسياسة وبالشعر وبالقصة وبالروايات وبالفنون الكلاسيكية وكانت تلك الثقافة عبارة عن نوع من التعصب ومحاربة الثقافات الأخرى , أما الثقافة التي نتحدثُ عنها هنا فإنها ليست كذلك ألأمر بل هي التعددية والتعايش السلمي مع كل الثقافات .

والثقافة اليوم لا تعني المهتم بالعمل الأدبي أو أننا لا نريد أن نقول بأن الشاعر هو المثقف أو الصحفي هو المثقف لأن الثقافة أخذت اليوم مفهوماً شمولياً آخر حتى أنني نعتبر الإنسان المهني مثقفاً والتي تقوم بتنسيق الزهور مثقفة والعامل مثقف في عمله أي أن الثقافة منجز آنساني حضاري شمولي يعبر عن روح العصر ومعطياته وفنونه الإبداعية , وكل جماعة لها رغبة عليها أن تمارس رغبتها وأن نعتبرها ثقافة , وهذا الاهتمام بالثقافة ليس من منظور أحادي الجانب بل من منظور حضارة ليبرالية حديثة تحترم الآخرين وثقافاتهم , وما عدى ذلك تصبح الثقافة لواط وشذوذ تمارسه وتحتكره جماعات معينة لها أساليبها الخاصة واللواط الثقافي هو ممارسة نوع واحد من الثقافة داخل الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد والدولة الواحدة , بحيث لا يكون في الأسرة إلا ثقافة واحدة , فإذا كانت كل أسرة (نُواتية) تريد أن تحتفظ بثقافة واحدة في ذاكرتها وذاكرة أبنائها وكتاب واحد ومركز ديني واحد وانتقلت هذه الظاهرة إلى كل الأسرْ والعوائل وشرائح المجتمع فهذا معناه لواط ثقافي تمارسه جماعات شاذة اجتماعياً عن أعراف وتقاليد الثقافة الحديثة الشمولية , ذلك أن الثقافة بتنوعها ليست (إثنية-عرقية) وليست خاصة بجماعات عرقية معينة , بل لكل جماعة ثقافتها الخاصة بها ومن حقها أن تمارسها داخل منظومتها العرقية ,هذا من المنظور السوسيولوجي لها ومن المنظور البيولوجي لها ليست عضوية وليست ملتصقة بالإنسان مثل يده وفمه ولسانه أو مثل أي عضو من أعضاء الجسم , ولكن دراسة الثقافة من منظور واحد مُتخلف هو الذي جعلها تعصبية ووراثية تنتقلُ من جيل إلى جيل من خلال وراثتها ونقل جيناتها بالتربية وبالخلايا.

ليست الثقافة من أهم انجازات هذا العصر وحسب بل هي المنجز الإنساني الوحيد الأكثر تعقيداً , ولو درسنا الإنسان من ناحية أنثروبولوجية لوجدنا أنه ولد بلا أي ثقافة ولا أي ديانة ولكن ظروف التنشئة هي التي تجعلُ منه كائن يرتدي لباس الثقافة , ومن الملاحظ جيداً أن صور ومنحوتات الإنسان المتعري ليست للزينة أو لإثارة الشهوة الجنسية بل للدلالة على أن هذا المخلوق ولد بريئاً ليس عليه أي غطاء ثقافي كيوم ولدته أُمه , ولا يوجد مخلوق على وجه الأرض لديه ثقافة إلا الإنسان , فباقي المخلوقات تعيش حياة طبيعية وعادية بلا ثقافة , أي بلا ديانات وبلا أيديولوجيات وبلا قراءة وبلا كتابة وبلا صحف يومية أو أسبوعية , والإنسان المخلوق الوحيد الذي يهتم بالثقافة فيبني المعابد وينشأ الأحزاب السياسية والجمعيات والمؤسسات الحاكمة , ولا يمكن أن تنتعش هذه الممارسات المتعددة من الثقافة في ظل وجود نظام قمعي أحادي الجانب يسخر من الآخرين ويسفههم ويكفرهم ويلاحقهم بشتى وسائل الملاحقات الأمنية , وهذه هي الثقافة العصرية وبخلاف هذه المؤسسات لا يمكن أن نقول عن الإنسان بأنه مخلوق مثقف , وكل الدول والمجتمعات الأوروبية لديها مثل تلك المؤسسات ما عدى الدول العربية فهي تخلو من وجود مثل تلك المؤسسات الحاكمة ,والمؤسسات المدنية هي الهوية العصرية للإنسان التقني الحديث, فالمؤسسات هي ميزة من ميزات الجماهير الحديثة وهي التي تتشكلُ وفق متطلبات الإنسان العصري الحديث , والإنسان العصري الحديث لا توجد قيود على مقترحاته ونشاطاته وتطلعاته بل له الحق في الدخول والخروج من أي باب يريده , وبدل أن يختبأ أو يتعرض للحرق هنالك جماعات أثنية في مؤسسة مجتمع مدني تحميه من نفسه ومن الآخرين , وللإنسان الحق في تأليف الجمعيات والمؤسسات والأحزاب والانخراط فيها وفق القوانين واللوائح والتعليمات وليس لأحد الحق في التدخل بتلك المؤسسات إلا إذا كانت نشاطاتها مشبوهة وغير مرغوب بها أو لعدم التزامها بنظامها الداخلي الخاص.

والثقافات المتعددة هي التي تلبي طموح الإنسان الحديث العصري ولكن ما شكل الثقافة المطلوبة ؟
هي على الأغلب الثقافات المتنوعة وليست المحصورة في ديانة معينة أو في حزبٍ سياسي واحد , والدولة الأكثر فخراً في العالم بهذه الثقافات هي الولايات المتحدة الأمريكية والتي يجد فيها أي إنسان ما يريده , فالمسلم يجد هنالك مسجداً بل ومن حقه أن يبني مسجداً , والمسيحي يجد كنيسة , والعاهرة تجد بيتاً أو مؤسسة ترعاها صحياً وترعى وتهتم بصحة الداخل والخارج من وإلى المؤسسة , والحزبي الشيوعي يجدُ حزباً شيوعياً والشعراء يجدون أندية ثقافية وجماعات ماركسية تجتمع وتؤلف الجماعات , والإسلامي السياسي يجد أحزاباً سياسية إسلامية يجتمع فيها ومعها , ومعظم الأحزاب المحظور تواجدها في الدول العربية والإسلامية تجدها في انكلترا والولايات المتحدة الأمريكية , وكذلك من حق البوذي أن يعبد بوذا ومن حق أي إنسان أن يبحث عن أي مؤسسة أو أي جماعة تتوافق معها نظرته للحياة .

هذه التوليفة الموسيقية الرائعة هي منجز من منجزات الحضارة الحديثة ومسألة الهويات الثقافية محلولة وليست معقدة فلكل جماعة الحق في الحياة الكريمة , ولم تعد اليوم الحكومات تحاسب اللواطين على لواطهن أو السُحاقيات فلكل إنسان الحق في الحياة الكريمة التي يتمناها لنفسه , وهذه الميزة هي التي جعلت دول أوروبا من فرنسا وبريطانيا وأمريكيا دولاً تفتخر بحضارتها , فالحضارة الأوروبية والتي نسجلُ اليوم إعجابنا بتا ليست حضارة القنابل الذرية والهيدروجينية بل حضارة الحريات العامة وحقوق الإنسان .

ولم يكن للثقافة المتنوعة أي دور في المجتمعات القديمة, لأن التعصب للثقافة الواحدة كانت إحدى أهم العلامات البارزة في تاريخ الإنسان منذ 2500ق.م-700 بعد الميلاد , ففي هذه المدة التاريخية كانت كل بقعة جغرافية تنتج ثقافتها الخاصة بها وتتعصب لها حتى تصبح ديناً سماوياً , أما اليوم فإن التعدد الثقافي وتعدد الاثنيات الثقافية هي الميزة الوحيدة التي بدأت تميز الإنسان العصري الحديث عن الإنسان القديم القرون وسطوي .

بل كان كل الدور للتعصب وللتخندق في خنادق ضيقة من الأيديولوجيات القديمة , والثقافة منجز من منجزات الإنسان وليست هبة من الحُكام أو الحكومات , فالثقافة لا تهبها الحكومات إلى شعوبها هبة , ولكن من الممكن لأجهزة الحكومة أن تساعد في خلق الظروف الملائمة للثقافة , والصراع اليوم هو صراع ثقافي بين من يؤمن بتعددية هذه الثقافة وبين من يؤمن بأنها عرقية (إثنية) تعصبية ليست تعددية , وهنا تظهر أهم المسائل الثقافية الشائكة وهي مسألة الهويات الثقافية المعاصرة .
ويقالُ بأن سلامه موسى هو أول من استخدم مصطلح الثقافة في اللغة العربية, ولكنه لم يستعمل مصطلح الثقافات المتعددة داخل المجتمع الإثني العرقي الواحد , وكانت الناس قبله تستخدم كلمات بديلة مثل عالِم و إمام وخطيب جمعه, وكانت هذه المصطلحات تعني بأن المثقف هو فقط من كان مهتماً بتلك الأمور الإبداعية مثل الحفظ والتلاوة وكتابة الأشعار.

ويقال أيضاً أن أول من استخدم كلمة ثقافة في أوروبا هم الفرنسيون وذلك في إثناء دفاع بعض الجماعات اليسارية عن ضابط في الجيش الفرنسي كانت قد اتهمته وكالة الاستخبارات الفرنسية بالتجسس لصالح المخابرات ألألمانية فأصدر اليسار الفرنسي بيانا تحت عنوان بيان المثقفين وذلك سنة 1894م وكانت أيضاً كلمة ثقافة تعني العمل الحزبي والسياسي وكتابة الأشعار والرسوم والمنحوتات , على أن أصول البحث العلمي لا تشير إلى هذه الرواية التي كتبها وأشاعها محمد عابد الجابري في كتابه ( المثقفون في الحضارة العربية) الصادر عن مركز الوحدة العربية-بيروت في عام 1995م

ولكن الصحيح هو أن ماوتسي تونج هو أول من أطلق اصطلاح الثقافة في خطاب له ضد خصومه في الحزب الشيوعي حين قال cultural- revolution الثورة الثقافية .


ويكاد أن يكون رأي الجابري بعيداً عن الموضوع لأنه يحاول أن يرد الاستخدام إلى الأصل الفرنسي وهو-intellectual-وهو مشتق من العقل في الثقافة الفرنسية ومن الزراعة في الثقافة الانكليزية.

وقد استخدم سلامه موسى اصطلاح الثقافة في بداية العشرينيات من القرن المنصرم إي 1922م-1923 تقريبا ولم تكن العرب قبله تعرف ما الثقافة؟ وكانت تعني لديه كل نشاط عقلي وذهني وإبداع آنساني , وكتب بعدها (يحيى حقي) منتقدا سلامه موسى قائلا : كان يجب على سلامه موسى أن يعيد كلمة الأدب إلى مجدها لأن كلمة الثقافة في اللغة العربية تعني سن الشيء وحده فكانت العرب تقول ثقف السيف إي حده وسنه حتى يكون ماضيا وحادا وثقف العود ليكون سهما وكلمة أدب براي يحيى حقي أفضل من استعمال كلمة ثقافة لأن كلمة الأدب تعني تهذيب الشيء وتقول العرب أدب فلان من الناس بمعنى انه اعد وليمة طعام.


وان ما ذكره يحيى حقي في كتابه -هموم ثقافية- قريب جدا من جدة الموضوع وطرحه علميا ولكن الرأي الأخير للجدل التاريخي التصاعدي في ثقافة سلامه موسى الباحث دوما عن التطوير بحيث تكون كلمة ثقافة تعبير ديالكتيكي جدلي عن استخدام أدوات التعبير حسب ما تمليه علينا وعلى كل عصر أدوات الإنتاج وهي ترجمة صحيحة للاشتقاق الانكليزي فهم استخدموا كلمة ثقافة من الأدوات الزراعية لن الإنسان المتمدن كان حتى قبل 200 عام من هذا التاريخ يوصف بالزراعي وكانت المجتمعات الزراعية هي الأكثر ثقافة وعلما وتنويرا وتشترك في هذه الصفات كل المجتمعات الحضرية وما زلت أنا اشهد مثل هذه العادات في المجتمعات العربية حيث ما زلنا إلى اليوم نصف الإنسان المتعلم والجيد والماهر والحاذق بكلمات لها مدلولات زراعية مثل : فلحا و فلحه و فلاحه و فالح و مفلح.
وقد استخدم القرآن في ذلك مثل هذه المواصفات حيث جاء به : فأولئك هم الفالحون
و: المفلحون
و قد افلح المؤمنون

وقد مر التاريخ البشري في عدة أطوار : فقد كان الإنسان المتحضر يدعى بالصياد قبل 100000 قبل الميلاد إلى بداية استئناس الحيوان وتدجينه وبعد ذلك أصبح الإنسان المتحضر يدعى بالحجري الأعلى والأدنى ثم أصبح أخيرا الإنسان الزراعي هو المتحضر والمدني بلغة أهل تلك العصور وذالك منذ 9000 ق.م تقريبا
وبعد ظهور عصر الحديد بدء ينظر إلى الإنسان المستخدم للحديد بالمتحضر وذلك منذ 300 قبل الميلاد تقريبا إلى بداية عصر النهضة في أوروبا ونهاية العصور الوسطى ولكن الحضارات كانت تنشأ على مواقع الرعي والزراعة معا لذلك كان الناس يتأثرون بالأدوات الزراعية علميا واصطلاحيا لذلك فأن استخدام سلامه موسى لكلمة الثقافة فيها كثير من هذه الدلالات الزراعية كما وسبق أن أشرنا, وكانت الحضارات والثقافات تتلاشى بسرعة أيضاً بسبب قرب حياة الناس من مصبات الأنهار فقد كانت الشعوب تتعرض للطوفانات المفاجأة لذلك كانت تنقرض تلك الشعوب بفعل عوامل التجريف والفيضانات وكثرة الأمراض , وكانت الثقافة تأخذ شكلاً واحداً تريد به الهيمنة على كل الثقافات الإثنية العرقية السائدة لذلك كان الضحايا كثيرون وخصوصاً حين يعلن أحد القادة أنه يحملُ رسالة من خالقه ويريد أن ينقلها إلى الناس أو إلى جماعات أخرى بالقوة وبحد السيف.

واليوم ندخل عصر المدنية والصناعات وأصبح لدينا أكثر من 160 تعريفا لكلمة الثقافة وذلك يعود إلى كثرة المخترعات والاكتشافات فلا نستطيع أن نحدد معنى زراعيا أو رعويا لكلمة الثقافة فالمثقفون اليوم هم صناع برامج الكمبيوتر والانترنت والأطباء ورجال الدعاية والإعلان والصحفيون والمهنيون بكل قطاعاتهم ومنسقو الزهور والورود والسياسيون وكل إنسان أو جندر على حسب هوايته سواء أكان شاعرا أم ملحنا أو مغنيا أو أديبا أو طبيبا أو أستاذا جامعي أو مهندسا وبالمناسبة كان المهندس المثقف والحاذق والناجح في حياته يقاس نجاحه بكم يملك من العبيد والأرقاء أما اليوم فيقاس نجاحه بكم يملك من الآليات والمخترعات والإبداعات وكذلك الطبيب والمغني والملحن.


لقد دخل العالم اليوم مرحلة الإنسان المدني وكلمة مدنية سوف تحل في المستقبل محل كلمة مثقف كما حلت قديما كلمة الإنسان الحجري محل كلمة الإنسان غير العاقل وكما حلت كلمة فلاح وفالح ومفلح محل كلمة الإنسان الحجري وكما حلت كلمة الإنسان الصناعي محل كلمة الإنسان الزراعي واليوم سوف تحل كلمة الإنسان المدني محل كلمة الإنسان المثقف

أن الثقافة في عمومها مجموعة تراكمات من الاختراعات والمكتشفات وهي تصبغ الإنسان بطابعها المهني الحديث وتحيله إلى كم هائل من المعلومات والخبرات الذاتية بسبب تقدم وسائل الإنتاج المعرفي والمهني .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية
- فتنة المسلمين
- الحكومات العربية ضد الشعوب العربية
- الاسلام من وجهة نظرأنثربولوجية
- امرأة من أهل النار
- -كلب العَربْ بسكُت من حاله-
- هل أنا كاتبٌ مأجور؟
- الاسلام هو الاعلام الأقوى في العالم
- الحاكم العادل
- الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل
- لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار
- المجتمع المدني الاسلامي
- بيته مقابل مسجد الأبرار
- الجيوش العربية1
- توقفوا عن بناء المساجد
- أنا غيور على الاسلام
- الطفل الذي ابتلع عشرة قروش


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - الثقافات المتعددة