أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة العراقية - للحزن وللموت عيون لاتحصى














المزيد.....

للحزن وللموت عيون لاتحصى


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 01:14
المحور: حقوق الانسان
    


نهار ليس ككل النهارات .والجمعة كعادتها عند العراقيين تكون ثقيلة مابعد الظهر .
الا تلك الجمعة التي تاطرت بحضور كل الاخوة والابناء والعائلة .
وهي تحتضن الوالدة المبجلة التي اعطت الزوج والولد البكر .في حرب غبية كحرب الثمانينات .وحمدت الله على حفظه لباقي اولادها ..
مبتهجة والاولاد وزوجاتهم يطوفون حول حدقاتها متمنين لها جمعة مباركة وهانئة ..كل هذا ورائحة الوجبة المعدة تعبق باجواء البيت السعيد .
افترشوا الصالة الكبيرة حول المائدة التي تتوسطها (صينية الدولمة الشهية )
والكل يمزح وينتقد هنا .ويمتدح هناك لتلك الانامل التي اعدت وساهمت بالاعداد لهذا (القدر الكبير ).
انقضى النهار مستعجلا .ليسرع الابن الثالث لتسلسل الابناء .بالمغادرة الابن الذي يحمل علامة مميزة من الفطنة والذكاء .وكانه ابن السبعين في اعطاء المشورة لاخوته والحرص عليهم وحمل همومهم كلها وفض احتياجاتهم .الابن الذي
.ذاع صيته بحب الناس وتقديم المعونة للصغير قبل الكبير... غادر المنزل مستعجلا من .
شمخ به اخوته وامهم المكلومة.وهي تشكر ربها بكرة واصيلا بانها به نفضت عنها غبار ورماد سنينها المرة ..
لكن الجمعة التي اختلفت في مرورها السريع هذه المرة لن تكتمل بعد وتتم السعادة للجميع .(وان عين الكلادة )خرج مسرعا لمشوار يقضيه في السوق القريب .
ولم يدر بخلده ان هناك من يتربص به وبمئات من الشباب امثاله .وهم بين مرح الفتوة التي تعبق برائحة القداح والشبوي ...وعبق السمك النهري الذي ينبعث من نهر الخالص .وهو يسير بطيئا مهملا .
ضج المساء مدويا وارتفع فائرا بدم الابرياء حاملا اشلاء متناثرة ترتفع الى عنان السماء .مكلمة ربها باي ذنب قتلت ..وباي ذنب ذبح ذلك المساء وتسخم .كمن تتقيئه مداخن المواقد ..تهاطلت الاشلاء وقطع الحديد المتطاير وهو يطيح برقاب ..واضلع .وايدي .وارجل .ووو (والله اكبر )وياايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك ؟؟!!
من ارجعك ايتها النفس .ومن اباح لهذا السفاح ان يقطف تلك الارواح الطاهرة والبريئة .بعجالة البرق ..نعم قامت القيامة وفار الدم العراقي من جديد .وتحطمت كل الامال .وارتعشت مرعوبة الارض من قسوة ابناء البشر وظلالتهم المتوحشة ..
رن هاتفي معلنا ان لي بين اهل عراقي من يمت صلة لرحم امي واهل مدينة الاجداد ..
وان القريب المجتهد بينهم .. ومن القريبات الائي ترملن .وهن في سن العشرين والثلاثين .وبيوت فقدت الاربعة اشقاء .والثلاثة .. ومن لم يعثر عليه حتى ولو يد او رجل .او حتى عظم ..فقط خاتم يحمله اخيه ...تصدقون ؟؟!! ...نعم وهو يذرف الدموع حرقة ولوعة وتساؤل ...(هذا الي بقى من اخي )
اذن انقضت الجمعة لم تكن خفيفة اومستعجلة .وخمد هديل حمامها ..ونامت الازقة والبساتين نائحة .لاسراب الملائكة الغضة التي ارتفعت روحها الى السماء .... ولازال الدم يراق ..وياكل لحم العراق ..
وهناك البقية تغزل من لحمنا ودمنا افراحا ومسرات ...

فاطمة العراقية



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من التغير
- لايعتبر المجتمع نفسه متحررا ونصفه عبيدا في المطبخ
- اليك سيدتي
- كهرمانة
- للمراة العراقية فقط
- المحور .هل ستستبعد الانتخابات الاطراف السياسية المستحوذة على ...
- الدكتورة خيال الجواهري ضيفة مضيف ال السهيل
- خادعني رحيلك
- طريق الخالدين
- متاهات زمكانية
- اقبل شباط يرمد الذكريات
- نقد ليس له مبرر
- انه الاثنين الدامي كما تعلمون
- الى مدينة البرتقال
- اعترافات امراة مخذولة
- العراقيين بين سلطة ومسلطين
- حييت مطر بغداد
- في تساؤل يقول هل تؤيد مشروع الكونغرس الامريكي الرامي لمعاقبة ...
- فيتسؤل يقول هل تؤيد مشروع الكونغرس الامريكي لمعاقبة الاقمار ...
- قصة لقاء


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة العراقية - للحزن وللموت عيون لاتحصى