أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - ويسالونك عن الحب














المزيد.....

ويسالونك عن الحب


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 00:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يلجأ الناس في هذه الأيام إلى رجل الدين لفض نزاعاتهم العائلية ولا يفضلون من اجل هذا اللجوء إلى فنان تشكيلي أو أديب ، لا ادري ربما لكون الأديب يقدس نصه أكثر مما يقدس رجل الدين النص المقدس! .
ولهذا جاءني صاحبي ( عدنان ) بعد أن راحت زوجته ( دلال) تطالبه بالانفصال , راجيا حث احد رجال الدين ممن اعرفهم التدخل للتأثير على (دلال) وأهلها بغية العدول عن قرارها بعد أن قاده حظه العاثر إلى الخيانة، ولو أنها خيانة تعد بحسب رأي العديد من (المحللين) و(المراقبين) الذكور خيانة من الدرجة الرابعة أو حتى العاشرة كونها لا تتعدى مكالمات أجراها عبر الهاتف مع أحدى الفتيات والله اعلم.
قصدت منزل صاحبي رجل الدين الذي فارقته منذ مدة . طلبت منه في بداية اللقاء أن يجمع ما في جعبته من نصوص وأقوال تتعلق بالمغفرة , مغفرة البشر للبشر, نظر إلي مندهشا وقال:-( ما هذا الإيمان الذي نزل عليك من السماء دفعة واحدة ؟ ) !!،طلبت منه ذلك استعدادا للتوجه إلى (دلال ) التي لا تزال تقيم عند أهلها منذ اندلاع الأزمة مرحبا بفكرة الوساطة لعودة الأمور إلى ما كانت عليه.
وفي الطريق إلى منزل أهلها رجوته أيضا أن لا يتحدث هناك عن الجنة والنار،فالجنة في هذه الأيام بحسب اعتقاد العراقيين بعيدة المنال, فهي في تصورهم محجوزة للأثرياء والميسورين القدماء منهم والجدد!، أما النار فلم تعد تخيفهم ، بل هي اليوم تخشى على نفسها منهم نظرا للفواجع والأحزان والكوارث التي أبت أن تفارقهم، عندها وعلى الفور رد علي السيد ساخرا: (أنت بهذا لم تبق لي شيء أتحدث عنه) ،ضحك وضحكت أنا أيضا وواصلنا مسيرنا فيما ظل (عدنان) بعيدا في حالة ترقب شديد ينتظر عما ستسفر عنه المداولات.
انتهت الزيارة وعدنا ادراجنا من غير( دلال ) , فقد ظلت على موقفها المتشدد الرافض للتهدئة الداعي للانفصال , ويبدو أن المرأة لم تستفيق بعد من اثر الصدمة , إلا أننا تمكنا في النهاية من استمالة أهلها إلى جانب عدنان ،وبهذا لم تحقق الزيارة أهدافها كاملة.
شكرت السيد على مسعاه النبيل واعدا إياه بوليمة لا ترتقي في كل الأحوال إلى مستوى الولائم التي يقيمها عادة قادة الكيانات السياسية .
جارنا ( أبو جمان) رماني باقتراح يقضي بضرورة إجراء مقابلة خاصة بين الاثنين على انفراد ولا بأس إذا ما أقيم اللقاء عند أهلها واصفا هذا التدبير على انه الحل الأمثل.
و(أبو جمان) هذا كان يعمل منذ مطلع شبابه معارضا للأنظمة المتعاقبة التي حكمت البلاد ولم يجنِِ من عمله سوى خيبة الأمل .
وافق (عدنان) على فكرة اللقاء بها , ذهبنا سوية , وهناك استقبلنا والدها بحديث جميل دار في حديقة المنزل, لا يخلو حديثه من اهانات مبطنة لـ( عدنان) تجاوزها و غضَ الطرفَ عنها, بعد ذلك تمت دعوته إلى المقابلة بعيدا داخل المنزل .
بعد انتظار صعب مشوب بالقلق استغرق اقل من ربع ساعة اطل علينا( عدنان) وهو في غاية الارتياح تطرز وجهه ابتسامة عريضة و جميلة في إشارة واضحة إلى انفراج الأزمة, عندها أصابتني الدهشة ،ذهلتُ وسالتُ نفسي في تلك اللحظات : ماذا جرى بينهما ليكون الصلح عاجلا على هذا النحو في مدة قياسية بعد المحاولات الحثيثة الصعبة التي جرى بذلها طيلة الأشهر القلية الماضية؟
(عدنان) وضّح لي الأمر فيما بعد بقوله :-( دخلت عليها وكانت جالسة في إحدى الغرف ،أسرعت إليها , قبلتها, فبكت, وراحت تلومني وظلت على هذا المنوال حتى قبلتها ثانية, وعند الثالثة ابتسمت ابتسامة الرضا وبهذا انقضى الأمر تماما )!!.
تأملتُ المشهد بعناية وأدركتُ على نحو سريع : انه الحب,, هذا الذي يمكنه أن يتعرض إلى هزّات أو كبوات لكنه لن يتوارى أبدا .
احد مشاهير العالم قال بعد أن مضى على زواجه خمسة وأربعون عاما :( طيلة السنين المنصرمة لم تخطر على بالي فكرة الطلاق، ربما من جراءها خطرت فكرة الانتحار أو الموت.. أما الطلاق فلا ...لا أبدا ) .



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك
- الطعام.....فقط في وسائل الدعاية الانتخابية
- أين الشيطان؟
- أين الله؟
- شيء من العراق
- من سيحفر قبر الاسلام السياسي في العراق
- تحت تهمة الخيانة الزوجية:تنفيذ حكم الإعدام في بابل بحق احد ا ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - ويسالونك عن الحب