أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - احادية العقلية و العمل














المزيد.....

احادية العقلية و العمل


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 23:09
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يحتاج الانسان ان يعيش من شئ سواء كان منتج او مستهلك لهذا الشئ. يتوجه الانسان بحكم التطور الى التبادل و التجارة و التعامل و التخصص في المهن التي يجيدها. ادى هذا التطور الى تقسيم المجتمع الى طبقتين طبقة ارباب العمل و طبقة الايدي العاملة تعتمد على بعضها البعض. و لكن طريقة عمل الانسان للحصول على لقمة العيش تؤثر على ثقافته وطريقة تفكيره. لا تختلف الدول عن الافراد في سلوكها من هذه الناحية. هناك دول منتجة ومستهلكة (مصدرة) و دول مستهكلة (مستوردة) فقط. في الواقع لا تستطيع دولة ان تستهلك فقط دون ان تنتج و لكن هذا السلوك اصبح ممكنا باكتشاف النفط و الموارد الطبيعية الاخرى في بعض الدول لترفع الحكومات الى طبقة ارباب العمل وتنزل المواطنين الى درجة موظفين تابعين لها.

اذا كانت الدول مصدرة و اكثر الدول الاوربية هي مصدرة ليس لديها موارد طبيعية فان جميع طاقات شعوبها تتوجه الى التصنيع و التصديرو التسويق. جامعاتها القديمة اما توقفت عن البحث ام تستمر بالبحث فقط لاغراض التصنيع و التطبيق و التسويق. حياة مواطني هذه الدول خاضعة الى نظام السوق و نظام عمل معين و جدول مدرسي ترمي الى انتاج اجيال تخدم التصنيع و التسويق. كل شئ حتى التدريس و الجنس يتحول الى سلعة لها قيمتها يمكن شراءها في السوق. جامعات اوربا تتحول الى مؤسسات للعلاقات التجارية بين الشركاء (الطالب و الاستاذ). الاستاذ في حاجة الى عدد معين من الطلاب ليبدأ بالتدريس اي تحت رحمة الطالب الذي فوق ذلك يشتري بطاقة الاشتراك و الحضورفي درس الاستاذ. تغيير كلمة teacher اليوم في الشركات الى كلمة facilitator

المجتمعات المصدرة تنتج اجيال تكبر و تتعود على عقلية تصنيعية تسويقية تحكمها نزعة المتعة و الربح ليست ثنائية او ثلاثية الابعاد و انما احادية one-dimensional man كما سماها الفلسوف Herbert Marcuse 1898-1979. يصبح الانسان مدمن و عبد بعض السلع و طرق العمل و العيش لا يستطيع و لو لليلة واحدة ان يعيش بدون كهرباء او قهوة او شاي او تلفزيون. الانسان في هذه المجتمعات ليس حرا و انما عبد انظمة اقتصادية سياسية ادارية. كل شخص بضمنه الطفل والمراهق عبد لتقويم خاص مزدحم بمواعيد مختلفة من تعلم الموسيقى و الرياضة و الرقص و دروس اضافية في اللغات و العلوم الاخرى.

اما المجتمعات المستهلكة النامية فهي منشغلة بالزواج و بناء بيوت و شراء سيارات (تكوين النفس للوصول الى السعادة النهائية) و مقارنة النفس مع الاخرين والاحزاب و المسابقات الدائمية للحصول على مؤهلات اعلى و وظيفة لها راتب احسن بغض النظر عن نوع العمل. المجتمع الذي عاش تحت دكتاتور لمدة 30 سنة لا يمكن ان يشفى من بصماته بسهولة. لقد تربى اجيال عديدة على عقلية الاحزاب و الهتافات القومية و الوطنية و الدين و لاتزال تعيش تحت ظروف قاسية لايمكن ان تحرر نفسها من هذه القيود بسهولة يبقى تفكيرها احادي ضيق لفترة طويلة في المستقبل . يجب على الاقل المحاولة لمنع وقوع الاجيال القادمة في نفس الورطة والمأزق.



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد دكتاتورية وعنف التلفزيون
- المشكلة مع التأريخ
- مشكلة التعريف 3
- مشكلة التعريف 2
- مشكلة التعريف
- اهل الكتاب
- الخسارة و الفشل
- استعمار جسم الانسان
- لا حرية بدون كذب
- حيرة الانسان مع الحياة
- تأريخ العقل البشري- 2 -
- التطرف و وجوهه
- تأريخ العقل البشري
- تأملات فلسفية في الحب والمعرفة
- تنبؤات عن مستقبل اللغة العربية
- رأيتها يوم السبت - 2 -
- و اكثرنا من الضعفاء بدون شخصية
- لا يوجد انسان نزيه
- عندما تتحول النعمة الى النقمة
- في الاقتصاد و السياسة و الاجتماع SP


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - احادية العقلية و العمل