أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1














المزيد.....

الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 16:45
المحور: سيرة ذاتية
    


2
بعد تخرجى من الجامعة صيف 1969 و بانتظار موعد الألتحاق بالخدمة الألزامية يوم 1/1/1970 التحقت بدورة لتعليم اللغة الفرنسية فى المعهد الثقافى الفرنسى فى بغداد.لم أكن أعرف سبب ظهور هذه الرغبة القوية فى تعلُم الفرنسية وهذه المثابرة فى تعلُمها . فى أحد الأيام ، أثناء الأستراحة، لمحت، من بعيد، المهندس على باقى، الذى تخرج قبلى بسنتين وتعين فى نفس الكلية بصفة معيد فى قسم الهندسة الكهربائية ، فى وضع كأنه يبحث،حائرا، عن شخص معين من بين زحمة من الناس ووهبتُ لنجدته وسألته على الفور: عن من تبحث يأستاذ؟
أجاب : عنك يا خسرو. أصبت باندهاش لأنه لم يكن بيننا أية علاقات شخصيه سابقة باستثناء المحاضرات التى كان يلقيها علينا فى السنة الأخيرة من الدراسة فى موضوع الهندسة الكهربائية وكنا ،فى قسم الميكانيك، نعتبرها من المواضيع الثانوية فى دراستنا.
خير يا أستاذ !
عميد الكلية، حجى جاسم الحيانى، يريدك بصورة مستعجلة وينتظرنا فى بيته.
أثناء لملمة كتبى شعرت بأن فكرى تتشتت،غادرنا المعهد سوية للذهاب الى بيت الحجى . وكانت تدور فى ذهنى، ونحن فى الطريق، أسئلة محيرة : لماذا يريدنى الحجى بهذه العجالة؟ كيف عرف تواجدى فى المعهد الفرنسى وفى هذا الوقت؟ لماذا فى بيته؟ ولماذا على باقى ،بالذات، مندوبا؟ لم أجد الا احتمالا واحدا واردا، وهو ان الحجى قرر تعينى بصفة معيد فى الكلية التى تخرجت منها قبل عدة أشهر بعد أن رفضتُ التعيين فى جامعة البصرة وقد يكون الأستعجال بسبب الوقت المطلوب لأنجاز معاملة الـتأجيل من الخدمة الألزامية ولكن لماذا اللقاء فى بيته مساء؟ لماذا اللقاء فى بيت لم أدخله سابقا وعند وصولنا الى بيت الحجى لم تكن لدى أي سسبب تقنعنى لهذا الأستدعاء وبهذه الكيفية .اذا فلننتظر المفاجئة!
بعد أن دخلنا البيت استقبلنا الحجى فى الحديقة حيث جلسنا. خلا ل السنوات الخمس التى امضيتها طالبا فى مؤسسة علمية كان الحجى مؤسسها وراعيها وحاميها، بمعنى الكلمة، خلال هذه السنوات حفرت الملامح الرصينة والطبائع الحميدة والروح المتسامحة لهذا الرجل فى ذهنى وذاكرتى أخاديدها ولكننى لاحظت، هذه المرة، مسحة من الحزن فى نبرات صوته أثناء ترحيبه بنا بكلمات رقيقة ومختصرة...ثم قال موجها كلامه لى: أخوك سعد فى السجن لا نعرف أين ولماذا ! لقد حاولنا كثيرا ولم نتوصل الى أية نتيجة. لقد علمنا مؤخرا بأن الشخص الذى لا يرُدُ أحمد حسن البكر له طلبا هو والدك بلغُه نيابة عنى بأن يعتبر سعد ابنه كما اعتبرتكم جميعا، بدون استثناء، أبنائى. وبانتهاء هذه العبارة غمرنى شعور غريب، ولم أتحمل أن يتكلم ، معى ، هذا الرجل المزيد من الكلام وهو فى هذه المحنة، وقاطعته بوعدى له باننى سأحول قدر المستطاع ومن ثم غادرت المنزل بعد الأستئذان باتجاه ساحة الأندلس، حيث كانت قريبا من المنزل، لأستقل الباص رقم4 الى ساحة الميدان ومنها راجلا، كالعادة، الى بيتنا فى العيواضية.
وفى الطريق تذكرت يوم 16تموز1968 عندما سافرت ،ضمن وفد من طلبة الكلية، السنة الرابعة لقسمى الميكانيك والكهرباء الى القاهرة لغرض التدريب فى المعامل ذات الطابع المدنى والعسكرى لمدة 45 يوما على نفقة الحكومة، و كانت الطائرة مخصصة، بكاملها للوفد الطلابى برفقة مدرس واحد، الغريب فى الأمركان الوفد كله مجهز بجوازسفر جماعى واحد،ولم تكن عملية الحصول على جواز سفر شخصى هينا و مضمونا لجميع الطلبة. كل هذا كانت من قدرات وتدبيرالحجى واليوم لا يستطيع ان يعرف مكان سجن ابنه سعد ولا أسبابه .حال وصولى الى البيت رويت لوالدى ما حدث مضيفا فضائل هذا الرجل ومثابرته لسنوات طويلة حيث تمكن، رغم كل العراقيل، من تحويل قاعات بُنيت لأغراض عسكرية فى زمن حلف بغداد الى مؤسسة علمية رصينة .... لم يُعلق والدى على الموضوع بكلمة واحدة ولم يمضى وقت طويل الا وغادر المنزل دون أن يبين لى المكان الذى ينوى التوجه اليه كما كان يفعل فى كثير من الأحيان.. ولم يعُد الى البيت الا فى وقت متأخر من الليل،وكنت نائما، وأيقضنى من النوم لأهيئ له شايا ، كالعادة، وبلغنى بأن أذهب الى أستاذى وأُبلغه تحياته وأُبشره بأن سعد بخير والتُهم الموجهة اليه سياسية وهى ........ سيطُلق سراحه عن قريب جدا.
عند المساء ذهبت الى بيت الحجى واستقبلنى فى نفس المكان وكان معه حسن الحيانى وبعد أن رويت له ما حصلت عليه من معلومات ووعود طلب منى أن أغير مكانى من الحديقة الى الطارمة وأن أجلس على كرسى (كرويتة) بجانب شباك الهول وأُعيد الكلام بصوت مسموع وفعلت. ومن ثم استأذنت لأغادر.




#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1