أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب محمد تقي - ٍالثقافة : بين الواقع وبين البحث عن هوية تكافلية تكاملية مستقبلية !














المزيد.....

ٍالثقافة : بين الواقع وبين البحث عن هوية تكافلية تكاملية مستقبلية !


حبيب محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 16:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ولادة الثقافة :
الثقافة منتج أجتماعي متغير موغل في القدم ، لمعارف وسلوكيات أجتماعية وأنسانية خالصة . ولدت الثقافة من رحم الجماعات الآدمية الأولى ، والتي كانت تحيا حياة بيولوجية صرفة . تحكمها الغرائز والفطرة ليس ألا . فبتزامن مع تحول هذه الجماعات الآدمية ، الى مشاعات أجتماعية ، ظهرت الثقافة . فولادة الثقافة لم يقترن ، بمجرد ظهور التجمعات البدائية الأولى . إنما أقترن بفترة تحول تلك التجمعات ، من جماعات تحيا حياة بيولوجية غريزية ، الى مجتمعات مشاعية تحيا حياة أجتماعية واعية . بدليل أن الكائنات الأخرى من حيوانات وحشرات على مختلف سلالاتها وأنواعها . هي الأخرى تعيش في جماعات ومجتمعات . لاكنها لم تنتج لنفسها ثقافة . لأنها وببساطة ، عجزت عن التفوق والخروج من أطارها البيولوجي ، الغريزي والفطري المحكومة بها . إذاً : الثقافة هي أنتاج أنساني مئة بالمئة . ظهرت مع ظهور أول بشائر وطلائع الأنسانية . وهي تمثل خبرات و طرائق وأسلوب المجتمع الأنساني في الحياة . وبعبارة أخرى ، هي موروث معرفي ومسلكي أجتماعي لمجمل أنجازات البشر .


ماهي الثقافة ؟
الشائع بين البعض الغير قليل من العامة . أن سعة المعرفة والأطلاع والألمام بالمعلومات الموسوعية العامة ، هي الثقافة !
ومثل هذا الفهم والتصور القاصر والتسطيحي الفقير للثقافة . هو فهم أحادي ، يفسر جانب من الثقافة كمكنون شخصي ، ويغفل المفهوم الأعمق والأشمل والأكثر غنى للثقافة ، كتشكيل أجتماعي أعم .
الثقافة : مفهوم موغل في العمق وضارب في الجذور . من حيث المعاني والدلالات والتفاعلات والأنفعالات والتجليات والتأثيرات . وبسبب من الكثافة والأحاطة الغزيرة لهذا المفهوم بالمقارنة مع مفاهيم معرفية أخر ، كالدين والفلسفة والأيديولوجية والمدنية والحضارة . والتي بدورها تمثل ، أنصع الصور لتجليات الثقافة التي سبقت هذه المفاهيم . بل هي ذاتها التي أنتجتها و أفرزتها و صاغتها ، وهي الأطار المرجعي الفاعل والمؤثر لها ( أي الثقافة ) . ونتيجة عمق و تنوع وسعة وكثافة مفهوم الثقافة هذا ، فأنه من الطبيعي أن يحتمل أجتهادات مختلفة وعديدة في تفسيره وتحليله وتبسيطه . ووصولا الى صياغة تعريف مقتضب وموجز ومنصف . شامل وكامل في أطار مقال مقتضب كهذا . نقول : أن الثقافة هي موروث متنقل ، كمي ونوعي من المعرفة المتحركة وسلوكها التعليمي والتلقيني والتوجيهي المكتسب . ضمن أطار الجماعة وللفرد الواحد . فمنها وبها ، تتشكل وتتأثر وتؤثر على العقول وتتبلور وتبلور العواطف . ومعارفها ومسلكياتها تشمل وتحيط بجميع شؤون وتفاصيل الحياة ، المعنوية منها والمادية . ومع تقادم العمر للبشرية تقطع االثقافة أشواط من النضج والنمو .


أهم ما ميز ويمز الثقافة هي صفة التهذيب ، للمحرك البيولوجي الغريزي والفطري للأنسان والجماعة . أيضا تتميز بألتصاقها الحميم بالفرد ، لاتنفك عنه بسهولة حتى وأن تذمر منها ، فلن تصد عنه . أنها بأختصار آسرة ، فعلها فعل العشق . الذي يدفع العاشق أن لا يغني إلا لليللاه ! لا ينفك عنها عشقا إلا أذا أدرك عمى ودمار هذا العشق . وحتى لو قدر لهذا العاشق ، الأنفصال عن معشوقته والطلاق منها . فتبقى رغم الأنفصال رواسب عشقه فيه . تداعب فكره وتغازل عواطفه . ففعل الثقافة فينا كأفراد ، لايوازيه سلطان . على فكرنا و وجداننا وميولنا وتوجيه رغباتنا . فالثقافة هي التي تؤثر في تأسيس حاضرنا . ولها فعل نافذ في رسم معالم مستقبلنا .

القلق المؤرق يأتي من بعض الثقافات ، تلك العابرة للقارات . ثقافات الهرولة وراء هوس المكاسب المادية المبتذلة . ووراء الغرائز الوضيعة . على حساب المادي المتوازن والروحي المهذهب والمترفع . وأخطر ما في هذه الثقافات ، نزعتها التصادمية مع الثقافات الأخرى . وميولها للغزو الثقافي المسنود بقوة الفتك والدمار . لتكون هي ودون سواها المتسيدة والغالبة . إذ أن تلك الثقافة لاتكتفي بالقانون السوسيولوجي الذي توصلة اليه شيخ علم الأجتماع ( أبن خلدون ) في أن ( " المغلوب مولع بالأقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده " ) . ووفق هذا القانون الأجتماعي . والذي يضمن لها الأنتشار التلقائي والصمود لزمن أطول . إلا أنها تسعى الى الأمعان في فرضه بأستخدام أدوات القهر الهادفة الى أقتلاع جذور الثقافات المغلوبة ومسح أي رواسب و أثر لها . وهذه النزعة اللصيقة بثقافة الغالب العابر للقارات لن تدم طويلا لأن " دوام الحال من الحال " ولأن الحياة الأنسانية حافلة بالثقافات المقاومة للنزعة العدوانية والساعية لتلاقي الثقافات المضطهدة والأنفتاح على بعضها البعض والتصاهر الحر فيما بينها وصولاً الى هوية ثقافية تكافلية تكاملية مستقبلية تتوحد عليها الأمم عاجلاً أم أجلاًَ



#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الفكري الخلدوني : بعيون مفكري الغرب !
- أحلام ... ممشاها شوك !
- القصيدة تترقب خبزها
- شرود
- من هم المتهمون الحقيقيون في الترويج لثقافة العنف بين أطفالنا ...
- لكراهية أمريكا أسباب ، لن تزول إلا مع زوال المسببات !
- أمريكا : ومحاولات غزو وأحتلال وتصفيرالعقل العربي وأمركته قسر ...
- في عيدُهنّ ( ٨ أذار )!
- طبول الصمت ...!
- شعر / كل ثانية وأنتي لستِ أمي...أنتِ كل شيء !
- ضمير يعرق ...وعقل يأرق ...!
- أرفعوا أصواتكم ضد ظاهرة التسول المستشري في بعض المطارات العر ...
- قصيدة / بغداد
- قصيدة / سلاماَ للأنوفهم صوبَ السماءِ...!
- قصيدة / أنوثتها فرات تطهر الأوزار
- العمارة : مآساة مدينة سومرية ، تُبكي الحجر قبل البشر !
- قصيدة / فيها الجسد ...!
- أيران الملالي وطموح الدولة الأقليمية العظمى ...!
- شعر / حبة أسبرين ...!
- التحرير والأعمار والديمقرطية ، ومفردات الحصة التموينية الأجر ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب محمد تقي - ٍالثقافة : بين الواقع وبين البحث عن هوية تكافلية تكاملية مستقبلية !