أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - لا يكفي ابطال مفعول فتوى ابن تيمية















المزيد.....

لا يكفي ابطال مفعول فتوى ابن تيمية


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 13:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يكفي ابدا لإصلاح الدين الاسلامي من الشوائب العالقة به عبر غابر وغبار السنين، والاورام المفسدة لدماء قلبه والوتين، والامراض الناخرة في عظامه بعد ان حولته الى رميم الرميم على ايدي المتطرفين، والمخلفات التاريخية الموروثة المعشعشة في مفاصله والتي خرجت هوجاء من الاكواخ الفكرية والخيم الظلامية والكهوف الحجرية والحفر الترابية تريد محاربة العالم اجمع في فشل ذريع وهزائم مميزة في التاريخ البشري لم يسبق لها مثيل على الاطلاق.
لقد اظهر الدين الاسلامي للعالم اجمع انه عاجز في هذا العصر عن تقديم نموذج اجتماعي حضاري اقتصادي علمي صالح ناجح ومتقدم وفالح لقيام دولة مسلمة عصرية نموذجية حضارية ناجحة ومتقدمة تحترم انسانها، وتصون حقوقه، وتحفظ كرامته، وتقدم له ولأطفاله الأمل بمستقبل زاخر بالرفاهة والعدل والمساواة والحرية والعطاء والسلام الاجتماعي.
سوى تكاثروا تكاثروا لأتباهى بكم بين الامم.
وتكاثرنا بمئات الملايين وماذا كانت النتيجة؟ شعوب متناثرة متناحرة.
وهل ممكن ان نتباهى بتأخرنا وتخلفنا عن الآخرين؟ بعد ان تعدينا المليار من التائهين! وتكاثرنا وتكاثرت مذاهبنا وشيعنا وفرقنا وهزائمنا وخيباتنا ونكائبنا ومصائبنا ومآسينا ومشاكلنا وارهابنا الذي تحول الى مشكلة المشاكل.
وتحميل المسؤولية هنا للمسلمين الغلابة فيه كثير من الظلم والاجحاف وهو هروب من مواجهة الحقيقة التي يتحمل مسؤوليتها الأولى الفكر الديني الذي اذا لم يتم اصلاحه اصلاحا جذريا فنحن حتما الى الهاوية ذاهبين.
فالمسلمون هم مثلهم مثل باقي الامم يريدون ان يعيشوا حياتهم ويحققوا آمالهم واحلام اطفالهم ولا ان يدفنوا انفسهم وهم احياء في المغاور والكهوف والانفاق والسراديب. وهناك دلائل كثيرة على نبوغ افراد عرب ومسلمون في الغرب وهم بالألوف:
كالعالم المصري د. احمد زويل المقيم في امريكا والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء. والمخترع اللبناني المقيم في المانيا د. علي زراقط مخترع أول ساعة خيالية ومعجزة ميكانيكية.
واخرا وليس اخيرا أشادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدور العالم المصري د. سمير نجيب بانوب في وضع أسس نظام التأمين الصحي في الولايات المتحدة. معربا عن شكره لبانوب في برقية قائلا: "سمير‏..‏ بسببك أنت أصبح لدى كل أمريكي غطاء للتأمين الصحي‏,‏ ولك كل الشكر‏"
هؤلاء لو كانو في مجتمعاتنا لما نبغوا ولما حققوا تقدما عظيما للبشرية. بل لتم دفنهم فكريا وعلميا وهم احياء. كما حاول الازهر دفن المفكر المصري نصر حامد ابو زيد فكريا لانه انتقد محاولا اصلاح الفكر الديني من الشوائب وتم تهجيره الى اروربا ليبدع فيها.
موقعنا الحالي دولا وممالك وجماهيريات وسلطنات هو في آخر الدول، بل وحتى اصبحنا عالة على باقي الأمم المتقدمة والناجحة والمتفوقة والغنية بحريتها وديمقراطيتها واستقرارها ووحدة شعوبها.
وماذا فعلنا بتكاثرنا لا شيء سوى شعوب جاهلة وجائعة ومهاجرة ومغفلة ترنو بشغف وخنوع الى الزعيم المستبد والقائد الظالم حتى ان عدة ملايين من الاسرائيليين يتحدون ويستفزون فيما يفعلونه في فلسطين مئات الملايين من المسلمين. هذا دليل اخر على عجزنا الذي لا يمكن اصلاحه الا باصلاح الدين الاسلامي. لان الدين على بنيانه واساسة واركانه وافكاره واعتقاداته وثقافته تكاثرت المجتمعات الاسلامية ونمت.
وما دمنا اعلنا الحرب الضروس على الديمقراطية فلا امل في خلاصنا من ورطتنا. فالديمقراطية هي التي ستعيد التوازن والامل للمجتمعات الاسلامية وتخرجها من الظلمات التي تتخبط بها الى النور.
والا لن يبقى لنا سوى الغرق اكثر، واكثر بكثير من تكاثرنا في مستنقع الفقر والفتن والفوضى والدماء والعنف والقمع بالدكتاتورية والمخابرات وكله باسم الاسلام وتحت ظلال فتاوي مشايخه المسيسة منذ غابر السنين الوارفة في تظليل الحكام القتلة والمجرمين باسم الدين.
ولن يبقى سوى الحروب والكوارث والفتن وتفشي ظاهرة الارهاب الذميم على ايدي مشايخ اعتمدت على فتاوى ابن تيمية وغيره من المتطرفين.
عجز المجتمعات الاسلامية دون استثناء وتاكيد ما اسلفناه هو هجرة عشرات الملايين من المسلمين للعيش بكرامة وحرية وامل وعطاء وعبقرية في المجتمعات الغربية المسيحية الديمقراطية. والاهم من كل ذلك هجرة العقول النابغة والمثقفة وهذا يدل على انه من الاجحاف ان نحمل الانسان المسلم المسؤولية وانما يتحملها الدين الاسلامي بفكرة واركان عقيدته الغير قبلة للحياة دون اصلاح جذري وهذا الاصلاح لن يحصل الا عندما يتقبل الاسلام القيم الديمقراطية في الحرية الفكرية وحرية التعبير وتطبيق القول القراني لا اكراه في الدين. حيث لا يساق المسلم بالكرباج الفعلي او النظري الا الصوم والصلاة.
وما تلقيب الامبراطورية العثمانية السنية بالرجل المريض الا الدليل القاطع على ما نقول. لقد ادى مرضها وشيخوختها الى انهيارها الكامل وبزوغ نجم الجمهورية التركية الحديثة على انقاضها.
ونستطيع اليوم تلقيب الجمهورية الايرانية الشيعية تحت ظلال ولاية الفقيه بالأنثى المريضة التي تعدم المتظاهرين العزل وتقتل الابرياء في ظلم واستكبار على شعبها الذي سيبني ديمقراطيته ويحقق حريته على انقاض الجمهورية الاسلامية. فمستقبل دولة ايران شبيه جدا بماض الدولة العثمانية.
ومن هنا لا ولن يكفي ابطال مفعول فتوى ابن تيمية بشأن الجهاد والتكفير بعد ان فعلت فعلها:
فجورا وفسادا، وخرابا ودمارا، وقتلا للأبرياء وارهابا وتقسيم العالم في ذهنية مريضة الى فسطاتين رغم ان العالم تحول الى قرية صغيرة في عصر ثورة المعلومات وفي دحض كامل لنظرية ابن تيمية العقيمة واتباعه الفاشلين.
وكان قد أعلن مؤتمر عقد في ماردين بجنوب شرق تركيا لقادة دين مسلمين أنه لم يعد هناك مجال لتطبيق فتوى الفقيه ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، والتي تقضي بالعنف المتشدد وتقسيم المسلمين في القرون الوسطى للعالم إلى "دار إسلام" و"دار كفر".
وقال المؤتمر الذي عقد في مطلع الأسبوع أن من يلتمس العون في فتوى ابن تيمية لقتل المسلمين أو غير المسلمين ضل في تفسيره.
هذه الخطوة تعتبر خجولة جدا ومتأخرة جدا وصغيرة جدا على طريق الالف ميل في اصلاح الدين الاسلامي وتشذيبه واعادة صياغته جذريا ليناسب العصر والتطور الانساني لا ان يقف في وجهما معاندا عاجزا ومتقهقرا.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الْحَقيقَةُ تَصْفَعُكُم!
- قطارُ الحريةِ انطلقَ يا آلَ أبي جهلٍ؟
- هل حقا أخطأت قوى 14 اذار؟
- حزب الله يدعو بدل ان يفعل
- أين هي قوة لبنان الحقيقية؟
- من علامات قيام الساعة
- شعب العراق يكتب تاريخ العرب الجديد
- اين انتم يا حصى لبنان من صخوره؟
- مشايخ الجهل وقصر النظر
- نبيه بري يكتسح التاريخ ونجاد المريخ
- تهديد نصر الله أم صراخه ؟
- نصر الله يتلقى الاوامر سمعا وطاعةً
- الشاعرُ الثائرُ
- انفلونزا عيد الحب يستنفر الهيئة
- لماذا شعلة ثورة الأرز لن تنطفئ!
- احسد الحيوانات
- نعزي اهلنا أقباط مصر
- الكويت تعلق وساما على صدر نصر حامد ابو زيد
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(2)
- عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم(1)


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - لا يكفي ابطال مفعول فتوى ابن تيمية