أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - العلاقمة الجدد قادمون














المزيد.....

العلاقمة الجدد قادمون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 10:59
المحور: كتابات ساخرة
    


ابن العلقمي هو وزير الخليفة العباسي المستعصم، رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل ان يسلمه هولاكو إمارة المدينة. قال خير الدين الزركلي في كتاب الأعلام: "ابن العَلٌقَمي (593هـ- 656 هـ/ 1197 - 1258 م) محمد بن أحمد (أبو محمد بن محمد بن أحمد) بن علي، أبو طالب، مؤيد الدين الأسدي البغدادي، المعروف بابن العلقمي: وزير المستعصم العباسي. وصاحب الجريمة النكراء، في ممالأة "هولاكو" على غزو بغداد، في رواية أكثر المؤرخين. اشتغل في صباه بالأدب. وارتقى إلى رتبة الوزارة (سنة 642) فوليها أربعة عشر عاماً. ووثق به "المستعصم" فألقى إليه زمام أموره. وكان حازماً خبيراً بسياسة الملك، كاتباً فصيح الإنشاء. اشتملت خزانته على عشرة آلاف مجلد، وصنف له الصّغاني "العُباب" وصنف له ابن أبي الحديد "شرح نهج البلاغة "ونفى عنه بعض المؤرخين خبر المخامرة على المستعصم حين أغار هولاكو على بغداد (سنة 656) واتفق أكثرهم على أنه مالأه، وولى له هولاكو الوزارة مدةً قصيرة، ومات ودُفن بمكان قريب من مشهد الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بالكاظمية ببغداد،وخلَفه في الوزارة (عند هولاكو) ابنه عز الدين "محمد بن محمد بن أحمد" وهناك روايات، بأن مؤيد الدين أُهين على أيدي التتار، بعد دخولهم، وقد شوهد يركب حماراً فنظرت له امرأة وقالت له (أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟) فلم يلبث أن خرج بعدها من داره ليومين والسبب أنه مات مهموماً مغموماً. (ويكبيديا ومصادر أخرى).

يسرد كثيرون قصة ابن العلقمي، في التاريخ العربي والإسلامي، كمثل، وأنموذج قريب المنال، ومتوفر على الخيانة والتواطؤ والتمهيد للاحتلال. وسواء كانت قصة خيانة وتواطؤ ابن العلقمي صحيحة، فإن تاريخ العالم والشعوب لا يكاد يخلو، في الحقيقة، من الكثير من "العلاقمة" والخونة والمتواطئين مع الاحتلال والساكتين عن جرائم كبرى تحصل تحت أبصارهم، ويشيحون الطرف عنها ولعل أبرزهم في العصر الحديث حكومة فيشي في فرنسا التي تعاونت مع النازيين الغزاة البرابرة الألمان. وبرز في الآونة الأخيرة طابور الكرازايات في أفغانستان والعراق وفلسطين "بني العباس"، الذي يمكن تصنيفهم جميعاً تحت باب العلاقمة الجدد. ولقد ظهر مع احتلال العراق عشرات من الشخصيات والدول في الإقليم، الذين بزوا ابن العلقمي، وظهر أمامهم درويشاً بهلولاً ، ولا يقوى على شيء، ولا شيء يذكر بالمقارنة مع حجم الكارثة والتداعيات والآثار الناجمة عن احتلال العراق، وعدد الضحايا الذي أسفر عنه. فقد قدم العلاقمة الجدد الأرض والسلاح، ومولوا عملية احتلال العراق بالكامل من الباب للمحراب، وكانوا المنصة السياسية واللوجيستية والإعلامية التي انطلقت منها ماكينات الاحتلال الجرارة لتنقض وتدمر على أروع وأقدس وأعرق الحضارات البشرية في التاريخ. وهؤلاء العلاقمة الجدد لا دين، ولا هوية سياسية أو طائفية لهم، ولا يمكن حصرهم بفئة من الناس، دون غيرها، فهم في كل قوم، ومتواجدون عبر التاريخ والزمان، وأعتقد أنه أصبح من العبث الإشارة لابن العلقمي الأصلي كرمز للاحتلال في ظل سطوع نجم العلاقمة الجدد الذين استحوذوا على الريادة والأسبقية في هذا المجال.

ويواصل العلاقمة الجدد اليوم نفس الدور التاريخي المنوط بهم وعرفوا من خلاله وعرفهم الناس من خلاله. فأبصارهم جميعاً تتجه صوب إيران التي تمكنت من خلال نجاحاتها النووية والعسكرية والدبلوماسية من فضح وتعرية جميع أنظمة العلقمية الجديدة وبيان مدى هشاشتها ورثاثتها وخوائها وتواضع تركيبيتها وتطلعاتها الإنسانية والاستراتيجية والسياسية، ولكي يتساوى الجميع فلا بد من عودة إيران إلى حظيرة الضعفاء والعاجزين الخانعين الطائعين التبـّع للسيد الأمريكي المطاع، كما هو حال العلاقمة الجدد الساجدين أمام الجبروت الأمريكي، لا يقوون أن يقولوا له لا، ويتكاثرون ويتناسلون بكثرة غير معهودة، ويفرخون الكثيرين من أتباعهم وأشباههم ومستنسخاتهم على صفحات الإعلام ومنابره بمعية مموليهم الكبار من سدنة العلقمة المعروفين في المنطقة الذين لا يبخلون في تمويل مشاريع الحروب والدمار. فعملية نشر الدروع الصاروخية في المنطقة، تمهيداً لضرب إيران، وفتح الأرض وتقديم المياه الإقليمية لتتار العصر كما أسماهم صدام، ولحاملات الطائرات، لا تندرج إلا ضمن مشروع العلقمة الجديد الذي يقوده طابور العلاقمة الجدد في المنطقة، هكذا علناً، ومن دون خجل واستحياء والتي لا يبدو أمامها ابن العلقمي الأصلي إلا مجرد قزم صغير وكائن غير مرئي.

وإذا كانت قصة ابن العلقمي التراثية مشكوك فيها وسجالية وغير متفق على بعض تفاصيلها، والغامضة في بعض مفاصلها، والكيدية في بعضها الآخر، وغير موثقة بشكل علمي وبحثي، فالبشرى، وكل البشرى بأن الأنظمة العلقمية باتت، اليوم، حقيقة وواقعاً مثبتاً في المنطقة يعلن عن هويته بكل وضوح جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد ولا يتورع عن الإعلان عن علقميته على الإطلاق. لقد كنا، وبكل أسف، بمجرد ابن علقمي، واحد في تاريخ العرب والمسلمين يضربون به المثل للتدليل على التواطؤ والخيانة والتعاون مع الغزاة وقوات الاحتلال، ولكننا اليوم أمام عشرات ومئات بل ربما الآلاف المؤلفة من العلاقمة الجدد، دولاً، وشخصيات، ومؤسسات، والساكتين والصامتين والمتزلفين للعلاقمة، يصولون ويجولون، ويعزفون جميعاً، نغمة واحدة، تروج وتسوق وتمهد لغزو وضرب إيران وتسليمها لقمة سائغة لهولاكو العصر الجديد القابع في وكره الأسود فيما وراء البحار. وإذا كان تواطؤ ابن علقمي وحيد قد أسفر عن غزو بغداد من قبل التتار وسبب تلك المأساة التي شكلت علامة فارقة في انحدار وتحول تاريخ المنطقة نحو انهيار وموات وسبات تاريخي لم تفق منه حتى الآن، فهل لنا أن نتخيل حجم الكارثة والدمار عن مساهمة وتواطؤ طوابير اللعلاقمة الجدد لضرب إيران؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - العلاقمة الجدد قادمون