أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كمال رؤوف - الرهان على التغيير














المزيد.....

الرهان على التغيير


كمال رؤوف

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 21:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ت: أدهم ميران

الذي يظهر بشكل جلي الآن للشارع الكوردي ويشعر به هو اتساع رغبة التغيير داخل المجتمع، ولكن مع اتساع هذه الرغبة، يمكن تلمس حقيقة ان التغيير الجذري ليس بالعمل السهل.

يعتقد البعض بأن صعوبة هذا الامر مرتبط بالجمود السياسي الذي وقعت فيه الاحزاب الكوردية لما بعد الانتفاضة، ولكن الحقيقة ان تاريخ هذا الجمود عمره اكثر من نصف قرن وتاريخه يرجع الى عهد انشاء الاحزاب السياسية الكوردية.

ولعله يكون جزءا من المشكلة الكبيرة لعالم السياسة والحزبية الكوردية الى حاضر الكورد الحالي بمختلف ارائهم السياسية والفكرية وبمختلف الأسماء والمواقف السياسية للاحزاب، إلا انه في خضم ذلك التاريخ استطاع الكورد انتاج اسلوب واحد في العمل الحزبي ولم يتمكن من التوصل للعمل باسلوب مختلف عن النمط التقليدي للحزب. لذلك ليس غريبا أن نرى ان اليسار واليمين الاسلامي والعلماني، جميعهم تمسكوا بنمط واحد في العمل الحزبي, وهو طراز قديم وتركة بقيت منذ عهد الحرب الباردة لقطبي المعسكرين الشرقي والغربي ونسخة مشوهة عن الاحزاب التقليدية العربية.

فرغبة التغيير الكوردي اليوم تتصارع مع رؤية جامدة، وهي صاحبة تاريخ طويل ولديها جذور ومكانة داخل المجتمع، واحتل موقعا مؤثرا في قلب الحركة التحررية الكوردية، لذا من الخطأ احداث تغيير يختصر الحركة الاصلاحية ويقتصر واجبه على الحصول على رغبة العيش الرغيد وتنظيم ادارة الاحزاب، بل ينبغي لهذا التغيير ان يرى واجبه من ذلك المنظار الذي يصبح فيه بديلا للحركة التقليدية ويسعى لكسب ثقة الجماهير، وتقوية مكانته بين الحركات القومية الكوردية.

ويمكن لطبيعة رغبة حركة التغيير ان تتميز عن طبيعة الحركة الحزبية والسياسية وذلك حينما تجمع الحركة من حولها تلك المساعي التي لها رغبة في التغيير. وليس شرطا ان يكون كل شخص عضوا ليتمكن من المشاركة. وكذلك ليس شرطا ان تحتكر الاعلام والمنظمات المدنية لتوجيهها حسبما تشاء، بل بالعكس فوج التغيير ذلك الفوج الذي لا يأخذ ايعازاته من الحزب والذي لا يعترف بشكل رسمي بأي حد لنطاق نشاطاته.
ومن هنا يصبح من الاستحالة على الأصوليين والمتعصبين ان يتمكنوا من خلال لعبة سياسية ما افشال رغبة التغيير. لأن التغيير في جوهره رغبة وارادة اجتماعية متواصلة لفعل رحب وليس مجرد ان يكون ارادة سياسية وحزبية لوقت ومرحلة معينة.

ان ضغط وتأثير رغبة التغيير داخل المجتمع يبدأ حينما يكون لتلك الرغبة مقدرة تشد انتباه الشباب اليها، مقدرة تطرح اسلوبا جديدا في العمل، وحينما تنسل تلك الرغبة الى روح وتفكير قسم كبير من الناس، سيطرق حتى ابواب الاعضاء اليائسين ومؤيدي تلك الأحزاب المعروفة الى حد كبير بالاحزاب الأصولية، وحينها لن يخشى على تلك الرغبة الباعثة للأمل من شيء، ولكن ومع وجود هذا الامل والحق وابدية وجود رغبة التغيير في المجتمع فإنه من الخطأ المميت لهذا التيار ان يتقولب ويتحجم في مجموعة سياسية او رغبة سياسية تدعي بأنها صاحبة هذا التيار.

وبشكل آخر يمكننا القول انه من المناسب ان يكون طرف ما منخرطا في تلك الرغبة، بيد انه ليس من الملائم اقدام طرف على تحجيم تلك الرغبة واعتبارها ملكا له، لأنه قبل ان يكون شغف التغيير ميزة سياسية لمجموعة ما وارادة سياسية مجردة فهي ميزة اجتماعية وارادة مهمة لتطوير المجتمع وحمله نحو الاقتراب من العدالة الاجتماعية وتأمينها.

يكمن تأثير وقدرة رغبة التغيير في ألا يسجن في حلقة ايديولوجية وحزبية، وهو بعكس التيار التحزبي، من حيث ان هذا التأثير يضمن لهذه الرغبة ان تكون المحرك لثورة العصر وألا تكون ديكتاتورية في المستقبل.

التغيير محاولة لمحو الجمود ومحو لرغبة فرض النفس، باعث للأمل وفسح المجال لقدرة الشباب، واشراكهم في ادارة البلاد. وهذا ما يجعل دائما من حركة واستمرارية رغبة التغيير تتمثل في الشباب بشكل اقوى، الذين حاليا قد لا تكون السياسة همهم الرئيسي، ولكن بطبيعتهم اصحاب تغيير، والاكثر من ذلك ينبغي عدم اختصار رغبة التغيير في لعبة سياسية مجردة، بل بالامكان مشاهدة تأثيرها وهي شبيهة بجبهة غير معلنة تضم اليها اناسا فاعلين ومخلصين في المجتمع وتضم جميع تلك المؤسسات والمكونات المدنية التي جعلت من هم التغيير همها.

...........
• رئيس تحرير صحيفة "هاولاتي" الكردية



#كمال_رؤوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كمال رؤوف - الرهان على التغيير