أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - قبل أن أصبح أمّاً !














المزيد.....

قبل أن أصبح أمّاً !


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 16:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل أن أصبح أمّاً !

خلق لله الأمهات لكي يستطيع أن يلبي حاجات البشر كلهم.

قبل أن أصبح أماً... لم أجد يوماً مشكلة في أن أنام عندما أشعر بالنعاس. خلودي إلى النوم لم يكن يخضع إلا لبرنامجي الشخصي. ولم أكن أحلم يوماً بأني قد أصل إلى وقت لا أجد فيه فرصة لأمشّط شعري أو أنظّف أسناني!
قبل أن أصبح أماً... كان منزلي مثال النظافة والترتيب، وكنت أفرح بزيارة أي صديق في أي وقت. لم أتنبّه يوماً إلى أن زوايا طاولة القهوة حادة جداً. ومن كان ليعلم حينها أن بعض النباتات المنزلية سامة؟! لم أسمع حتى عن الجدل الدائر حول التلقيح ومرض التوحّد.
قبل أن أصبح أماً... لم تكن لدي أي فكرة عن أن تأمل طفل يغفو والحب يفيض من قلبي يمكن أن يفرحني مثل قراءة رواية جميلة أو مشاهدة فيلم جيد. لم أعلم أن طفلي سيمازحني حين يكبر معلقاً بسخرية على هذا الشعور الرائع، وعلى كثرة عاطفتي. لم أكن أعرف مدى الخوف والألم اللذين يمكن أن أشعر بهما لمجرد النظر في عيني طفل.
قبل أن أصبح أماً... لم أفهم أبداً العلاقة التي ستربطني بطفلي الصغير الذي أعتني به، وأنه حتى بعد أن يغفو بين ذراعيّ لن أتحمّل فكرة وضعه في سريره. لم أكتشف يوماً الشعور بالضعف إلا عندما وقفت عاجزة عن تسكين ألم طفلي حين وقع وجلف ركبتيه. لم أكن أتوقع أن يتغيّر عالمي بتلك السرعة حين أصبحت العناية بطفلي محور حياتي. لم أفهم أن الاهتمام بتغيير الحفاضات ومسح التقيؤ يمكن أن يتحوّل إلى شكل عملي من أشكال الحب فلا يعود يثير اشمئزازي.
قبل أن أصبح أماً.. لم أكن أعلم أن شرارة الحب يمكن أن تصبح ملموسة بهذه السرعة. لم أكن أعلم أنني أستطيع أن أكنّ حباً كبيراً لهذا الكائن الصغير. لم أقدّر يوماً كم سأحب كل أوجه الأمومة وأستمتع بها. لم أفكّر يوماً بأن تلبية حاجات هذا الطفل الصغير ستجعلني محطّ اهتمام ذاك الطفل وأن ذلك الأمر مفرح جداً.
قبل أن أصبح أماً... لم أكن أعلم أن الحب والعناية اللذين أوفرهما للطفل تتجلّى معالمهما خارجياً.. فأنا لم أنتبه إلى أن قدرتي على التنبّه والسمع تزداد حدة بحيث أستيقظ عند سماع أي صوت صادر عن طفلي. ولم أعرف إلا بعد أن رزقت بطفل أن اهتمامي لن يعود يتركّز بالكامل على شؤوني الخاصة إلا بعد أن يستطيع الاعتماد على نفسه تماماً. أردت أن يكون كل ما حوله وما يتعلق به على ما يرام.
قبل أن أصبح أماً... لم أعلم أن هذه المغامرة ستجعلني أختبر الحب والفرح والحزن والقلق والرهبة والتضحية والإحساس الغامر بالرضى. لم يخطر ببالي أبداً أن أحاسيسي ستزداد إلى هذا المدى. ولم أعرف لحظة ندم واحدة.
لكل طفل ملاك
كان طفل عى وشك أن يبدأ تجربته على الأرض فراح يطرح على الله أسئلة عن حياته هناك.
" كيف سأتدبّر أمري وأنا صغير وضعيف؟ هل سأستمر في الغناء والفرح كما أفعل هنا؟ كيف سأفهم اللغة الجديدة؟ كيف سأكلمك من هناك؟ من سيحميني؟"
كان الطفل يعيش بسلام في الجنة، لكن نداء الأرض راح يجذبه فسأل الله بعجلة:" يبدو أنني سأغادر الآن. أرجوك قل لي ما اسم ملاكي على الأرض؟"
فقال الله:" سوف تدعوها ماما".
حكمة طفل :
سأل ولد صغير أمه:" كم كان عمرك حين ولدتني؟"
فأجابته أمه:" 23 سنة."
- ياه، إنه وقت طويل لم نقضه معاً!

لكل أم في العالم
كل عام وأنت بخير



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه الفصح.. زمن التغيير
- كن ناجحاً فأنت ناجح أصلاً!
- عامل نفسك كما تحب أن يعاملك الناس!
- الحياة لمن يحبها
- الحب، بين الذات والآخر
- ما الفرق بين المدرسة والحياة؟
- السعادة وقف علينا …كن سعيداً


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - قبل أن أصبح أمّاً !