أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سامان كريم - حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نتائج الانتخابات العراقية















المزيد.....


حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نتائج الانتخابات العراقية


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 17:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نتائج الانتخابات العراقية
سايت الحزب: أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق ، نتائج الانتخابات التشريعية في عموم المحافظات بعد ثلاث اسابيع من التأخير، حيث حازت القائمة العراقية على المرتبة الاولى بحصولها على 91 مقعدا، وجاءت ائتلاف دولة القانون في المرتبة الثانية بحصولها على (89) مقعدا، فيما جاءت الائتلاف الوطني العراقي الشيعي بالترتيب الثالث بحصولها على (70) مقعدا، كما نال التحالف الكردستاني (43) مقعداً. هذا باضافة الى عشرات المقاعد الاضافية للكتل الاخرى.
السؤال البديهي الذي يطرح نفسه في اذهان الكثيرين هو كيف تكون صورة الوضع السياسي في العراق في مدى الاربعة السنوات القادمة وكيف سيكون مستقبل الخريطة الجديدة للقوى السياسية من خلال تحليل تركيبة وماهية القوتين الفائزتين المتمثلة بالقائمة العراقية بزعامة علاوي و ائتلاف "دولة القانون" بزعامة المالكي . الاولى مدعومة من اميركا والتيارات القومية العربية والقائمة الثانية تدعم من قبل ايران و حلفائها في المنطقة. كيف تنظرون الى هذه المسائل والتطورات وما هو الأبعاد الاستراتيجية للانتخابات وانعكاستها على المستقبل السياسي للعراق؟

سامان كريم: برأيي إن من الصعب ان نحدد الملامح السياسية كلها للسنوات الأربعة القادمة، اطارها وتفاصليها، هذا امر صعب في اي بلد كان وخصوصا نحن نتحدث عن العراق بكل تعقيداته وصعوباته السياسية. لكن بإمكاننا ان نحدد الاطار العام للفترة القادمة او لأربع سنوات القادمة كما جاء في سؤالكم. ان مسارات سياسية ستتغير بإستمرار، لان الوضع السياسي في العراق هو أساساَ مدول عالميا وإقليميا. عليه ان الوضع السياسي في العراق سيتغير وفق توازن القوى بين القوى العالمية الكبرى وخصوصا بين أمريكا من جانب و روسيا والصين من جانب اخر، هذا اولا وثانيا، هذا ينعكس على توازن القوى في المنطقة لصالح احد القوى الاقليمية، بالتالي ينعكس هذا على القوى المحلية. وثالثا: ان القضية الرئيس في منطقتنا اي الشرق الاوسط هي القضية الفلسطينية كمركز لأزمات سياسية و كمفتاح لحل قضايا اخرى في المنطقة.
برأيي ان قوة ومكانة امريكا في المنطقة وبقائها كقوة اولى في المنطقة يتوقف على حل القضية الفلسطينية بقيادتها. يجب ان يكون هذا الامر واضح للجميع .
اما بخصوص الاطار السياسي العام في العراق وفي ظل الظروف الراهنة وما افرزتها عملية الانتخابات اي ما افرزتها تلك العملية لشرعنة الصراع كحمالة لنقل وضع ماساوي الى وضع أسوء، كحمالة لنقل الصراعات السياسية بين الحركتين الاجتماعتين الحركة القومية العربية بقيادة البعث و حركة الاسلام السياسي الشيعي في العراق بقيادة مجلس الاعلى والتيار الصدري وحزب الدعوة الى صراع اكثر إشتدادا وعمقا وعنفاً.
إذن الصراع الرئيسي خلال الفترة القادمة هو صراع بين الحركتين في سبيل طبع الدولة بطابع احد هذين الحركتين. دولة العروبة او الدولة "الاسلام" بمقدمة او مؤخرة ما. برأيي بدأ هذا الصراع بشكل لافت للنظر منذ ان بدا البرلمان بالتصويت على قانون الانتخابات وأشتد في الحملة الانتخابية و تعمق اكثر جراء الاعلان عن نتائج الانتخابات وبدات معها التفجيرات في خالص و كربلاء ومناطق اخرى... هذه هي مناوشاتها ومناوارتها العسكرية. لكن مناوراتها السياسية تتلخص في إقصاء احد من هذين الحركتين من قبل الاخرى. حيث بدأت المناوشات السياسية لاعادة العد والفرز، ومن ثم حيلة من يشكل الحكومة؟ هل هي الكتلة الفائزة او الكتلة التي لديها اكثر عددا في داخل البرلمان، وهذا قضية سياسية بحتة. انهم يقولون ان الدستور ليس واضحا في مادته 76، ولكن الدستور كتب من قبل الاسلام السياسي الشيعي و الحركة القومية الكردية بشكل عام كتب من قبلهم ولصالحهم، هذا واضح تماما. لكن الحكومة السابقة اي حكومة المالكي شكلت حسب القائمة الفائزة. القضية هي قضية سياسية وليست قانونية , الإسلام السياسي الشيعي في العراق بقيادة إيران يرغب بالضرورة في إقصاء الحركة القومية العربية في العراق، هذا هو مبتغاها . ان كل كتل الفائزة ذهبت إلى ايران لتشكيل الحكومة ماعدا كتلة علاوي وهذا دليل واضح لا لبس فيه لتأثير الدور الايراني والصراع بين الحركتين وبين امريكا. غير انه من جانب آخر، متى يتحول هذا الصراع الى صراع عسكري مكشوف هذا الامر يتعلق بعدة محاور سياسية اخرى، منها العلاقة الامريكية الايرانية و توافقاتهما الوقتية على قضايا المنطقة ومنها العراق و القضية النووية في ايران ، وخروج القوات الامريكية في العراق، حيث امريكا ترغب في سحب قواتها بشكل هادئ و مع درجة من ماء الوجه، وان يكون العراق في هذه الفترة اي لغاية خروجها عراقا هادئا نسبيا.
عليه وفي هذا الاطار وفي سبيل ادارة هذه الصراعات من قبل القوى الدولية والاقليمة ايضا، يجب ان يكون كردستان العراق هادئا. هادئا بمعنى تاجيل او تعليق المشاكل الموجودة والمستعصية حلولها الى أشعار اخر. ان الصراع بين الحركة القومية الكردية بقيادة الحزبين الحاكمين في كردستان والحركة القومية العربية بكافة تفاصيلها والحكومة المركزية ايضا ستؤجل الى وقت اخر، وذلك لادارة الصراع الكبير بين الحركتين الاسلام السياسي الشيعي و الحركة القومية العربية كما ذكرنا اعلاه. عليه يظهر لنا الدور التركي من خلال الإشراف على هذه التهدئة سواء أكان في كركوك او في الموصل او تلك المناطق التي سميت بالمناطق " المتنازع عليها". في هذا الحال ان الحزبين الحاكميين في كردستان سيكون لهما دور المراقب بين الحركتين الأخيرتين ويحاولان حد امكانهما اغتنام هذه الفرصة لتوسيع رقعة سلطتهم ونفوذهم بصورة سياسية في هذه المرحلة، على الاقل لغاية خروج القوات الامريكية.
ولكن ان خروج القوات الامريكية برأيي ليس مطلقة، لان لدى امريكا ورقة كبيرة دوليا وهي البند السابع , بامكانها ان إبراز هذه الورقة لبقاء قواتها ولو بنسبة اقل في العراق، وخصوصا اذا أدركت ان خروجها سيؤدي الى فقدان دورها بالكامل في العراق لصالح ايران، وهذا ما تخاف منه أمريكا عليه تحاول ادخال تركيا والبلدان العربية في هذه اللعبة. خصوصا ان البلدان العربية يؤيدون الدور التركي في العراق والمنطقة لوقف الطموحات الإيرانية في المنطقة والعراق.
كما قلت اعلاه ان الانتخابات التي جرت ليس لها اي موقع حسب رأيي انها نقطة انعطاف فقط لانكشاف الصراعات بصورة اعمق واشد، انها الفقاعة التي تشظت وانتهى امرها. انها ليس بانتخابات، انها ليس عملية لحسم امر الدولة او لحسم الفائزين او لتغير ما في العراق، ولكن فقاعة تشظت وخرج منها كل الأوضاع المأساوية في العراق منذ احتلاله. أنها عملية لكشف الواقع امام عيون العامة، حيث ليس امامهم طريق اسهل من هذا وباسم الديمقراطية و المفاهيم الزينة (تجميل) السياسية .
هذا هو واقع حالنا كما ارى في المستقبل المنظور.
سايت الحزب: يتبين من خلال اجابتكم على السؤال الاول، بان العراق لا يشهد اي استقرار نسبي ولا تتمكن الكتل والقوائم الفائزة من تشكيل حكومة ذات طابع مؤسساتي ومدني مغايرة لسابقتها وليست بإمكان الحكومة القادمة الشروع بمهامها وواجباتها في العمل على الملفات التي تنتظرها اهمها تأمين وتوفير الخدمات الأساسية ، توفير الأمن ، البطالة وتوفير فرص العمل للعاطلين ، الفساد المالي والإداري ، الأمن الغذائي ....... الخ. اي بمعنى اخر بان هذه الانتخابات كانت تتمة لنفس الدائرة المغلقة التي يسير فيها المشهد السياسي في العراق. حكومة محاصصة طائفية و قومية ، نهب الثروات والاقتصاد العام للدولة، التلاعب بمصير ومقدرات الجماهير.أذن ما هو الجديد؟
سامان كريم: نعم هذا برأيي هو المشهد المقبل مع الأسف الشديد، مجتمعنا في العراق لا يشهد الامن والاستقرار في اكثر مناطقه وخصوصا بغداد. ولكن هناك جديد وهناك تغيرات كبيرة طرأت على الساحة السياسية والاجتماعية في العراق. تغير الوضع طبعا. ولكن ليس كل تغير ما هو إيجابي، ونحن لسنا اكاديمين ولا صحفيين لا مثقفين حتى نصفق لكل الذين يرفعون شعار التغير. نعم هناك تغير ولكن مع الاسف نحو الاسوء، هناك جديد ولكن هو الاسوء.
أن الانتخابات هي حلقة وصل للمرحلة الماضية وفي الوقت نفسه هي عملية لفك هذا الارتباط ، وهذا بحد ذاته تناقض ولكن تناقض واقعي على الارض. أشبه هذه القضية بصعود نجم حركة الطالبان في افغانستان، انها دمرت وسحقت جراء الحملة الامريكية، ولكن عادت و لملمت قواها واليوم أمريكا تحاول ان تتفاوض معها. في العراق الموضوع نفسه ولكن لا تمر عبر القنوات نفسها. في العراق سقطت الحركة القومية العربية بقيادة البعث، واعدمت رموزها، وبعد سبعة سنوات يعودون بقوة كحركة وليس كأسم " البعث" او قائمة ما، يعودون تحت لافتة ديمقراطية وبرلمانية و انتخاباتية ليس بامكان المالكي اجتثاث تلك القوة، حتى اذا بحوزتها هيئة المسألة والعدالة سيئة الصيت.
هذا هو التناقض وهي مصيبة وفشل امريكا وإستراتجيتها بالكامل. في افغانستان تتوسل لكي تتفاوض مع طالبان لكي تهدأ الوضع وفي العراق تتوسل و وتطلب من السعودية والمصر و سوريا وتركيا لكي يتحالفوا معها لإعادة الحركة القومية العربية!!. هذا هو مصير امبرطورية الامريكية و اخلاقياتها السياسية الحقيرة.
على اية حال ان الدورة القادمة وبعكس ما يروجون له أصحاب الشأن في الحكومة ليس دورة لبناء البلد و لا لتوفير الخدمات بل دورة لادارة الصراع بشكله الأكثر اشتدادا وعمقا. هذا على الصعيد العام ولكن ربما في بعض المدن وخصوصا في كردستان وبعض المدن الجنوبية التي حسمت فيها السلطة بشكل كامل لصالح احد الاطراف نرى قليل من الخدمات وما شابه ذلك.
سايت الحزب: كيف تنظرون الى موقع ومكانة الحركة القومية الكوردية المتمثلة بالتحالف الكردستاني في هذه الانتخابات بعد حصوله على 43 مقعداً ؟ والى أين تسير الملفات العالقة مثل ملف كركوك والمناطق المتنازع عليها!؟
سامان كريم: حسب المنظور العام و كما اكدت في ابحثانا السابقة ان دور هذه الحركة محصور في كردستان العراق وتأثيراته على الوضع العراقي هو فقط في شمال العراق. حسب رأيي ان هذه الحركة وحزبيها الرئيسين لهما دور اكثر من موقعهما الطبيعي، وهذا يفرزه الوضع السياسي في العراق بالدرجة الأولى ومن جانب اخر الوضع الامني المستقر نسبيا في محافظات كردستان بدرجة ثانية. ولكن موقعها و دورها تراجع بصورة عامة مقارنة مع بدا الاحتلال. لكن كما قلت في معرض اجابتي على سؤالكم الاول، ان هذه الحركة وحزبيهما ونتيجة للوضع السياسي العراقي و الصراع الحاد بين الحركة القومية العربية و الاسلام السياسي الشيعي وصراعهما بالنيابة عن امريكا و الدول العربية من جانب وإيران ومن وراءها من القوى الدولية من جانب اخر، في وضع متوازن و جيد نسبياً بصفتهما يعتاشون على الصراعات السياسية سواء أكان بين دول المنطقة او بين القوى المحلية في العراق في الوقت الحاضر هذا هو احد اوجه تقاليدهم النضالية منذ نشأتهم كحركة وكأحزاب.
ان هذا الصراع اعطى للحركة القومية الكردية وحزبيهما موقع ومكانة المراقب وحسم التوازنات السياسية بين الجانبين على الاقل في الفترة المنظورة القادمة. وهذا يعني بالنسبة لهم فرض بعض الشروط الصغيرة على هاتين القوتين المتصارعتين سواء أكان لتشكيل الحكومة او على المناصب السيادية اذا صح التعبير لان العراق وبصراحة ليس دولة ذات سيادة. هذه الحالة للحركة مدعومة من قبل امريكا وتركيا وحتى البلدان العربية في المدى القريب. وذلك في سبيل ادارة الازمة يجب ان تكون كردستان هادئة و شمال العراق هادئا حتى تخرج نتيجة ما من الصراع بين القومية العربية والاسلام السياسي الشيعي.
أما بخصوص المادة 140 هي قضية اخرى وقضية معقدة وكبيرة. انا قلت في اكثر من عشر مقالات وأبحاث ، ليس بامكان الحركة القومية العربية و اية من كتلها وقوائمها واحزابها وشخصياتها ان توقع وتوافق بشكل فعلي على هذه المادة وُيقر بان كركوك هي مدينة كردستانية، وقلت ايضا ليس بامكان الاسلام السياسي الشيعي ايضا ان يقر بهذا قلت هذا في سنة 2005 ولحد الحظة انا أومن بهذا الراي. ان هذه القضية هي قضية مدولة اساسا، ومرتبطة من جانب اخر بهوية الدولة في العراق تلك الهوية التي لحد الان غائية ولم تحسم.
ولكن اوكد ان القضية ليس بعدد مقاعدهم قليلة او كثيرة هي 43 معقد او 70 معقد، لا تؤثر على هذه القضية بشكل مؤثر.
ان هذه الحركة لديها مشكلتها الداخلية ايضا، وخصوصا بعد أنشقاق حركة التغيير منها وخصوصا ان لدى التغيير اتجاه سياسي مغاير الى حد ما مع الحزبين الحاكميين في كردستان في ما يتعلق بعلاقة إقليم كردستان مع المركز ونوعية هذه العلاقة. ان تيار التغيير اقرب من المركز بأشواط كبيرة وهذا ربما يشكل قلاقل للحزبين الحاكمين لان بدون وجود سياسة مغايرة لم يبق من التغيير شيئا. ظهرت هذه الممارسات السياسية ابان الحملة الانتخابية الاخيرة وحتى قبل 25.7 ابان الانتخبات في كردستان. ولكن في المدى المنظور ليس لتيار التغيير دور مؤثر ما , لأنه مقيد من كل الجوانب الدولية و الداخلية للسبب الذي ذكرناه اعلاه.

سايت الحزب: ذكرتم في مقالكم الاخير حول خطورة ظهور أعمال العنف والصراعات الدموية مجددا في العراق بسبب الاجواء التي هيئتها العملية الانتخابية و التهديدات الواضحة من قبل رموز تلك الحركات والكتل المتنافسة للحكم. هل من الممكن اعطائنا تصوير أدق حول هذه النقطة بالذات؟ وهل هناك اجراءات أو خطوات عملية عاجلة للحزب الشيوعي العمالي العراقي للوقوف والتصدي لظاهرة العنف التي عانى منها الجماهير في العراق ولاتزال تدفع ضريبتها حتى الان؟.
سامان كريم: نعم قلت هكذا ولكن اليوم وبعد صدور بيان الحزب حول انتخابات في يوم 27 آذار أصبحت التصورات بصورة عامة هي تصورات عمومية داخل قيادة الحزب. بيان الحزب اشار الى هذه القضية بصورة واضحة وجلية.
النقطة الرئيسة هي ان هاتين الحركتين ليس بامكانهما ان يعيشا جنبا الى جنب في داخل قبة البرلمان. ليس بامكانهما ان يعيشا الى ابد الآبدين بصورة سلمية وبرلمانية ويتبادلون السلطة بصورة سلمية، ربما لديهما هامش من الوقت لهذا التعايش ولكن اقول لفترة قصيرة حتى ولو كانا يشكلان الحكومة بصورة جماعية اي تشارك فيها الكتل الرابعة الفائزة. القضية هي حسم الدولة، وهذا القضية وقع ضمن حقبة تاريخية خطيرة على صعيد العالمي والاقليمي. إذن ان قضية حسم الدولة مرتبط الى حد كبير بتوازن القوى بين الدول الكبرى عالميا. لان من تشرف بجرعة الفوز في العراق حينذاك سيكون الخليج في حوزته بشكل كامل على الاقل لغاية عشرات السنوات قادمة ...أمريكا تهدف الى هذا الهدف وان تبقى القوة الاولى في هذه المنطقة، والصين وروسيا تحاولان بقوة وعبر إيران ان تشقان طريقهما نحو السيطرة على الخليج وخصوصا الصين سباقة في الوصل الى هذا الهدف ولكن بحركات مدروسة ودون ضجيج اعلامي.
هذه القضية ستتحول الى صراع مسلح بأنواعه المختلفة أين وكيف وبأية درجة من القسوة؟ّ هذا ليس بامكان التحليلات ان تدقق وتحدد الموعد بالضبط، ولكن سوف نرى هذه المعركة ومع الاسف ايضا.
اما بخصوص الحزب وقيادة الحزب برأيي يجب علينا ان ندرس هذا الموضوع بشكل جدي ودقيق ومن كافة جوانبه السياسية والاجتماعية وبقراءة دقيقة لتلك الحركات وموقعها و الحركة العمالية والحركات الاحتجاجية الاخرى، وتحدد موقعهما في الإستراتيجية العملية للحزب. برأيي يجب أن ندرس هذه الاستراتيجية بشكلها الدقيق. ومن ثم نحدد السياسات العامة لكل حلقة من حلقاتها. هذا أولا وثانيا برأيي يجب ان يكون الحزب في المرحلة القادمة في مقدمة تلك القوى التي تدافع عن الأمن والأمان في العراق يجب ان يظهر الحزب كقوة تحب الامن والاستقرار و هدفه الفورى هو استتباب الامن والاستقرار. يجب ان يعرف كافة القوى سواء تلك القوى التي لا تحب رؤيتنا وتعتاش على الفوضى واللاأمن او القوى والحركات الاخرى التي تريد استتباب الامن والاستقرار في هذه المرحلة، ان حزبنا ماضي في هذه القضية، اي توفير الامن للمواطن والمجتمع. وهذا يتطلب من الحزب مشروعا سياسيا محددا واضحا تقوده قيادة الحزب تزامناً مع خطوات عملية ملموسة على الارض. وبرأيي إن النقطة الثالثة هي كيفية تنظيم القوى ورص صفوفها سواء أكان قوى الحزب و تنظيماته الحزبية، او تنظيم ورص صوف الحركات العمالية و والجماهيرية والنسوية و الشبابية... برأيي هذا يتطلب تغيرات في نوع نظرتنا للحزب، اليات واسلوب عملنا، اشكالنا التنظيمية، درجة إنضباطنا الحزبي، و من الناحية السياسية يجب ان نصفي حسابنا مع الحركة القومية العربية بالتحديد. برأيي أن الشيوعية العمالية في العراق و على صعيد المدن العراقية ماعدا كردستان، لحد اللحظة لم يحسم امرها مع هذه الحركة اي ان صفوف حركتنا ليست محصنة من هذه الزاوية ويجب تحصين هذا الجدار بصورة تامة مثل ما صفينا حسابنا السياسي والفكري مع الحركة القومية الكردية في بداية التسعينات من القرن الماضي. يجب ان تكون صورة ولوحة حركتنا وخطوطها الفاصلة واضحة بشكل دقيق وخصوصا نحن نواجه الان صعود نجم الحركة القومية العربية باسماء مختلفة. يجب تقوية هذا الصف من الناحية السياسية بالتحديد وبصورة واضحة.
سايت الحزب: ان تجارب و تأريخ السنوات المنصرمة الماضية الى يومنا هذا اثبتت ان امكانية بناء دولة علمانية ومدنية لاتأتي من خلال حكومة تستند حتى النخاع على الطائفة والقومية والدين والاتكال على الافكار الرجعية. ولكن في نفس الوقت لم يبرز القطب الراديكالي والحركة العمالية في المجتمع كاداة عملية وواقيعة بيد الجماهير. برأيكم، ما هي الالية المناسبة للتنظيم ورص الصفوف مجددا لمجابهة والخلاص النهائي من هذه الاوضاع؟.

سامان كريم: أينما يتجه الوضع السياسي في العراق، لن نكون أمام دولة مستقرة نسبيا. ان كافة الاحتمالات في العراق مفتوحة على مصرعيها، ولكن برأيي ان قوى البرجوازية الحالية و الحركات الثلاثة التي ذكرناها ليس بإمكانهم ان يشكلوا الدولة، وليس بامكان احد منهم ان يقصى الاخر بشكل كامل خلال المدى المنظور... هذه الحالة الماساوية و الصراعات تشكل بالنسبة للعراق حالة مالوفة... إذن علينا ان نتحرك بدقة و بشكل دؤب. نتحرك على الصعيد السياسي العام ووفق سياسات محددة في كل مرحلة او حتى مقطع من المقاطع المختلفة التي تمر بها مرحلة سياسة معينة، وفي اطار استراتجية عملية معلومة، وستكون هذه الإستراتيجية بوصلتنا في كل لحظة، ونقيس خطواتنا ونقيمها وفقها. اي يجب على الحزب ان تكون صفوفه مسلحة سياسيا بصورة تامة وهذا عمل يتطلب جهد وتنظيم و خطوات عملية كثيرة وكبيرة. اما النقطة الثانية وما دمنا نواجه مجتمعا تتمتع الفوضى والقلاقل والاقتتال حالة مالوفة فيه، علينا ان نحدد خطواتنا العملية و التنظيمية حسب كل مرحلة، علينا ان نركز على موضوع عملنا الاصلي تنظيم ورص صفوف القادة العماليين وفي الوقت نفسه تنظيم ورص صفوف الحركات الاحتجاجية، يجب ان يكون العمل التنظيمي هو عمل يومي وفي كل لحظة من حياة الحزب. اقصد بالتنظيم تنظيما اجتماعيا قويا ومؤثرا حتى ولو كان صغيرا من الناحية العددية، ولكن متراص الصفوف سياسيا وتعلم كيف يتحرك واين يتجه، وكيف يدير أموره السياسية و التنظيمية والادارية و المالية ..الخ. بهذا المعنى يجب ان يكون التنظيم جزء و محور وعمود فقري لتنظيم العمال والجماهير من جانب ومن جانب اخر يتحرك وفق سياسات مرسومة لها في كل مقطع او مرحلة من مراحل تلك الاستراتيجية. بهذه الحالة بامكان اي لجنة تنظيمية او كادر من الحزب ان يقيم نفسه بنفسه وفق هذه الرؤية والاستراتيجية ومدى انسجام اعمال والممارسات العملية للجنته او منظمته مع هذه الرؤية. انا اتحدث عن الجانب العملي وهذا بالنسبة لي معيار للتقيم وليس التصورات. تصورات الشخص تبقى شخصية.
علينا رص صفوفنا وتقوية حركتنا سواء أكان على صعيد الداخلي للحزب او حركة الشيوعية العمالية بصورة عامة، هذا امرنا. حينذاك بامكاننا ان نعلن اننا جاهزون لتحرير المجتمع، جاهزون لطبع تاثيراتنا السياسية على وجه الساحة السياسية. براي ان تقوية الحزب ومقدرته اجتماعيا، الشرط الأول للخلاص من هذه الاوضاع.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الإنتخابات! لا للعنف
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي و يوم المراة العالمي
- بمناسبة يوم المرأة العالمي على النساء في العراق ان تقاطع الا ...
- الأوضاع السياسية في العراق في خضم الصراعات السياسية العميقة ...
- حزب الطالباني في السليمانية، يقمع حرية التعبير عن الرأي
- حكم الاعدام، قتل قانوني، ودفن للحقيقة!
- تغطية خاصة حول العملية المهزلة الانتخابية في العراق - حوار م ...
- تكتيكان لسياسة واحدة!حول مشاركة الحزب و مقاطعته للعملية الان ...
- بصدد الدفاع عن الوطن- على هامش الهجمة الايرانية على الفكة
- لا تنتظروا مهزلة الانقلاب العسكري ولا تتوهموا به، هي توأم لم ...
- -بعثوفوبيا-الحكومة العراقية ومدلولاتها السياسية !
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- انهيار جسر عبور المشاة في سوق الشيوخ
- الحكومة الحالية حكومة لتفشي الفقر والمجاعة ليس بامكانها ان ت ...
- لا لعملية نزف دماء العراقين، لا للانتخابات، لنهب لمقاطعتها!
- بغداد تحترق ، والقوات الامنية مستنفرة للدعاية الانتخابية وال ...
- الذكرى الثامنة لحوار المتمدن
- الدولة المفقودة! على هامش الصراعات حول قانون الانتخابات
- أهالي كركوك، بين مطرقة الحركة القومية الكردية و سندان الحركة ...
- نهاية العملية السياسية الجارية! والعملية الانتخابية القادمة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سامان كريم - حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نتائج الانتخابات العراقية