صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 20:23
المحور:
الادب والفن
عارٍ وطيفْ
كآخر سمكة سوداء في الشارع الممتدْ
عارٍ وطيفْ
كآخر سمكة حزينة تحت نخلة
تبتكر البحر
عارٍ وطيف
لأنّكِ أجملْ
وفائقة الرّوح
عارٍ ولي وجهي
ربّما ليس من حق الشعر أن يحبّ غيركْ
ولكن،
من أين آتي لكِ بالشعر
ومن أين يمرّ هذا البحر
وأنتِ معي؟؟
لا زلتِ شمعة في يد القمرْ
والقمر طفل يحترق
لا زلتِ كالطفلة بإنتظار الشمس
يعني إبتسامة الحبيب الذي بجانبها
بإنتظار الظل
نعاس الحبيب الذي بداخلها
بإنتظار المطر
بلل الحبيب الذي على عنقها
بإنتظار اللّيل
الحبيب الذي في الغرفة الأخرى
لا يرى غيرها
بإنتظار مرور السّحب
الحبيب والقدس بخير
بإنتظار صورة فوتوغرافية على الجدار
يعني أن الشاعر مات باكرا هذا الصباح
ليسيقظ صباح الغد باكرا
الشمس منذئذ تضيئ من فوق سريره
كنت أعلم أنني بإنتظار هذا الحبْ
ألم أقل لكِ أنني عندما كنت طفلا
كنت أخرج في سيول الفيضانات
لأستمتع بالدّوار
أنظر إلى الماء فيقفز
كنت أعلم حبيبتي
أنكِ تسبحين ولا تطيرين
وأنني أطير ولا أسبح
كنت أعلم أنّنا سنكون عاشقين
أطير كما لو أنني أسبح
وتسبحين كما لو أنّك تطيرين
ذاكرة إنتظارٍ، هذا الحبْ
إنتظار فقط لا تذكارْ
كلّ هذيانك حبيبتي،
شِعرٌ
حتى شاي العشيّ الذي،
تحبّينه بالزعتر الحرّ لا حلو ولا مر
كآخر ما تبقّى من العمر
لا ينتظر الحبّ سوى الشعر
عيناك الجميلتان
تهزّاني قلبي
من وراء البلّور
أنتظرُ ما أنتظرْ
من أمام البلّور
وعيناك نائمتان
ليكتمل الإنتظار
وتصبحان أحلى
لماذا سأطير إذا كنتِ في الماء؟
لماذا تسبحين إذا كنتُ في الهواء أطير؟
أنا وأنت سنظل نتقلّب إلى أبد الآبدين
ألم نجعل من الحبّ إعصارْ؟
لسعادة الحظ أنّ القلب نصفه ماءْ
ونصفه في السّماءْ
...
صلاح الداودي،
هذا العنوان بإيعاز من الصّديق فيصل المحيمدي
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟