أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - قمة سَرت التي لاتسر















المزيد.....

قمة سَرت التي لاتسر


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي يشهد فيه العالم أحداث سياسية كثيرة ، مؤتمرات أو لقاءات قمة ،بعضها مثير لأنه ينطوي على قرارات وممارسات قد تترك أثارا على مسار العالم وما يمر به من أزمات وصراعات مصيرية وتنافس قوى سياسية وأنهيارات أقتصادية تترك أثرها الاكبرعلى حياة سكان الكرة الارضية وأحداث أخرى لايعيرها الأنسان ووسائل الأعلام الأهتمام الكافي لأنها مكرورة وليست ذات جدوى ولاتعد نقطة فاصلة ومؤثرة في ما يشهده العالم .. ولعل القمة العربية أو قمة الحكام العرب الأخيرة التي أنعقدت في مدينة سرت الليبية واحدة من هذه الاحداث التي باتت تمر مرور الكرام دون أثر أو فائدة تذكر . فما هي الا مناسبة يعقدها الحكام العرب لتذكير دول العالم والمؤسسات الدولية بأنهم موجودين ويمتلكون القدرة على أتخاذ القرارات المناسبة التي تتعلق بمصير الدول العربية ومواطنيها .

حين يعقد بعض الحكام من دول العالم المختلفة مؤتمرا لهم أو يعقدون لقاءا تداوليا في أمر ما فإن وسائل الأعلام العالمية ومراكز الابحاث والمؤسسات الأقتصادية تنظر الى هذا الحدث بالكثير من الأهتمام وتسعى لأستكشاف ما سيتم طرحه من مناقشات والقرارات الختامية التي يمكن ان تصدرعنها وتأثيرات تلك القرارات على قضايا الحياة والمعيشة وتطور الحريات والحقوق الاساسية لبني البشر، لكن القمة العربية الأخيرة ينطبق عليها القول المأثور ( لا بالعير ولا بالنفير) فما هي الا قمة لبعض من منبوذي الدول العربية ولكنهم الأكثر قدرة على فرض القمع والأستبداد وسحق الحريات واستلاب الحقوق . مجموعة من البشر وصلت الى كرسي السلطة فإمتلكت كل شيء ، السلطة والثروة والتحكم بمصير ملايين البشر وأذلالهم وسحق كرامتهم وتحويلهم الى قطعان من العبيد في ممالكهم التي تحولت الى سجون مترامية الأطراف . مجموعة من البشر يتميز الكثير منهم بعدم قدرته على فك الحرف وقراءة ما كتب له وبحرف كبيرعلى ورقة طويلة وكبيرة وملقن لايتردد من الظهور العلني ، لكنه ويعجزعن النطق بكلمة مما مكتوب له حتى لو كان رئيس للقمة .

لم يترك القذافي قمته الأخيرة تمر مرور الكرام ودون مفاجئات مثيرة كما عهدناه ، مفاجئات تبين حجم الخلل الكبير الذي تنطوي عليه شخصيته ، ولكنها تدلل على مدى الأنحطاط الذي تغرق فيه الدول العربية وحكامها وتطرح السؤال الملح دائما ، لماذا يواصل هؤلاء الحكام حكمهم وتسلطهم ، واين هي الطاقات والنخب السياسية والثقافية التي كثيرا ما يتم الحديث عنها وأنها كفاءات تفتخر بها الدول العربية ..؟ لعل مساعي القذافي لازاحة الستارعن تمثال كبير لصدام حسين وسط القاعة التي تعقد فيها القمة لاتختلف كثيرا عن مساعيه في أستقبال وفد من أتباع صدام حسين تحت يافطة المعارضة العراقية . فالرجل اراد من مناسبة أنعقاد القمة أن يوجه رسالة تبين أعجابه بصدام حسين وبممارساته وبطشه ، وهو الذي طالما عبر عن أعتزازه وأعجابه بجمال عبد الناصر وممارساته وحسه القومي . لم يتناسى الحديث عن المقاومة والأحتلال وصمود القدس ولكنه يعلم تماما ان جميع من في القاعة من حكام وملوك وأمراء لايختلفون كثيرا عن صدام حسين ، من جهة الأنفراد بالسلطة والاستناد الى أجهزة المخابرات والقمع وتعزيز هيمنة سلطة الحزب الواحد وأشاعة التمييز بين المواطنين على أسس عرقية ومذهبية وعشائرية وان كل ما يعنيهم هو تجنب المصير الذي آل اليه صدام حسين وحكمه وسلطته الأستبدادية وإن كل ممارساتهم وأحاديثهم التي تتناول الوضع في العراق إنما تتم من هذا المنطلق ، فحسرتهم على صدام حسين تنبع من حسرتهم على المصير الذي يتوقعون انهم سيواجهونه في يوم ما .

حين يعقد قادة دول الأتحاد الأوربي مؤتمرا لهم فإن الحديث عادة ما يتم عن الأرتقاء بمستوى الرفاهية في الدول الاوربية وحقوق الأنسان ومستوى الضمانات والخدمات ومراجعة القوانين التي يتم تشريعها ويجد فيها البعض تجاوزات وأنتهاكات لحقوق الأنسان وأنتهاكا أيضا لتعهدات الدول الأوربية بهذا الخصوص . يتحدثون عن الأزمة الأقتصادية وتأثيراتها على الدول الاوربية وكيفية دعم الدول التي تتعرض الى أزمات حادة كاليونان أو ايسلندا وغيرها من الدول الأوربية وإن كل القرارات والتوصيات التي يتم أتخاذها عادة ما تكون عرضة للمراجعة من الكثير من الجهات والمؤسسات ومراكز الابحاث في الدول المعنية . ويتحدثون أيضا عن مكانة أوربا السياسية والأقتصادية ودورها في تحديد مصير العالم وأفاق المستقبل والسياسات التي يجب أتباعها من أجل تعزيز الأمن والسلم العالميين والتصدي لمخاطر الأرهاب والتطرف الأصولي .

لو وضعنا ما يتم طرحه في قمة الأتحاد الأوربي في مقارنة مع ما يتم طرحه من قضايا وقرارات ومناقشات في قمة الحكام العرب لوجدنا أنفسنا ، قطعا في موضع الظالم وغير المنصف تماما من ناحية المقارنة والتاثير العالمي ومن ناحية المصداقية والمسؤولية في تنفيذ القرارات والألتزام بها .
ما يعني الحكام العرب من مواضيع القمم العربية والأنشغال بها ، إنها تحولت الى مناسبة للعلاقات العامة وألتقاط الصور وتذكير العالم بأنهم حكام ويمارسون الحكم والسلطة في منطقة هي الأكثر قمعا واستبدادا وأنتهاكا للحريات والحقوق الأساسية للأنسان وتحولت الى منطقة يعمها الفقر والجهل والأمية وأصبحت مرتع كبير وقاعدة أساسية للتطرف الديني الأصولي وتفريخ الجماعات الأرهابية . وأنهم ، أي الحكام العرب ، وفي نفس الوقت يمتلكون قدرة على افشال أي مشروع للأرتقاء بأوضاع حقوق الأنسان وتحقيق الاصلاحات السياسية والدستورية التي من شأنها ان تمهد الطريق أمام تحولات في بنية السلطة وعلاقتها بالمواطن المنكوب بحياته ومعيشته وإن أية محاولة كسيحة لأشاعة الديمقراطية وأشراك المواطن في تقرير مصير الدولة والمجتمع الذي يعيش فيه ،فإنها تواجه بخرافة الخصوصية الثقافية والدينية وبالقيم والعادات التي تعتاش عليها هذه الحكومات .

حين يطلق الحكام العرب على قمتهم الأخيرة قمة دعم صمود القدس ، فإنهم يواصلون تخليهم عن كل القضايا الاساسية التي تمس حياة المواطن في الدول العربية ، العمل والمعيشة والحريات والأمان والتعليم والصحة والخدمات ..فتحت ستار القدس وتحريرها مارست الحكومات العربية شتى أنواع الاستبداد وأستلاب الحقوق وتركيز الثروات بيد حفنة من لصوص السلطة ومرتزقتها . الحديث عن تبليط شارع أو بناء مدرسة أو مركز طبي أصبح يهدد جهود تحرير القدس واستعادة الأرض السليبة . موضوعة كهذه باتت لاتنطلي على ابسط أنسان في الدول العربية ، اذ تحولت ممارسات الحكام وأجهزتهم القمعية الى مادة للتندر وأطلاق النكات ولعل النكات والأشعار التي أطلقها المصريون بخصوص مرارة رئيسهم كافية لتبيان الانفصال التام الذي يميز علاقة هؤلاء الحكام بالشعوب التي يتلذذون بإذلالها .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
- إنتخابات العراق... قراءة من الخارج
- عن المخاوف من عودة حزب البعث الى السلطة في العراق..
- مسدسات المالكي
- حرب الرموز
- في الدفاع عن دولة المواطنة - الجزء الثاني
- في الدفاع عن دولة المواطنة -الجزء الأول
- كونونغو ، فصول من ماساة أنسانية
- كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف
- هوامش على معلقة معد فياض
- مآزق العراق ..قرارات هيئة المساءلة والعدالة نموذجاً
- ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك
- صدور كتاب فني عن الراحل كامل شياع
- في الاستنساخ والتناسخ الدكتاتوري
- الإنتخابات الإيرانية ...قراءة في مشهد مخادع
- من أين لك كل هذه اللغة الحاقدة : يا خالد سلطان السلطان ..؟؟؟ ...
- خديعة أوباما
- من الذات الألهية الى الذات الأميرية.. ذوات تتضخم وقهر يدوم
- الشيوعيون لم يفشلوا وحدهم.. لقد فشل الجميع
- ما الذي تبقى من حزب فهد..؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - قمة سَرت التي لاتسر