أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمم بلا معنى وبلا قيمة ..















المزيد.....

قمم بلا معنى وبلا قيمة ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


......أراهنكم أن إنشغال وسائل الإعلام بالحرب المستعرة حول مؤخرات الفنانات من أمثال مريام فارس وروبي وغيرهما،من هي صاحبة المؤخرة الأجمل عربياً وعالمياً فاقت الاهتمام بالقمة العربية مئات المرات،فهناك ما هو جديد ومغري على هذا الصعيد وما يستحق الكتابة عنه،أما على صعيد القمم العربية التي قال عنها العقيد القذافي رئيس الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى والتي لا تمت للاشتراكية بصلة سوى بالاسم،والتي عقد آخرها في بلده،بأن أمريكا ومن خلال وزارة خارجيتها دائماً تتدخل في صياغة بيانها الختامي،أصبحت تصيب المواطن العربي بحالة من الغثيان والتقيؤ،فمنذ القمة الأولى وحتى القمة 22 ونفس الديباجات والجمل الإنشائية والفقرات مع تعديل طفيف هنا أو هناك،وبعد أن يعبر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو عن سعادتهم وشكرهم على الحفاوة والاستقبال وحسن الضيافة، وما أن تطأ أقدام أرجلهم درجات سلم الطائرة مغادرين،فإن ما جرى الاتفاق عليه لا تجري له أي متابعة أو تنفيذ،بل كثير من هذه القرارات تتبخر قبل أن يجف حبر أقلامها،وشعبنا الفلسطيني الغلبان،يبدو أنه توسم خيراً في هذه القمة والتي عقدت تحت اسم إنقاذ القدس،حيث أنها أقرت دعماً للقدس وصمودها بقيمة نصف مليار دولار سنوياً،والقرار شيء وتنفيذه شيء آخر،فكم مرة خصصت ملاين الدولارات للقدس،لم يصل أهل القدس منها شيئاً،فهم يسمعون طحناً ولا يرون طحيناً، وهذه القمم حتى أصبحت غير مغرية للقادة العرب أنفسهم،ففي كل قمة ترى الغياب الكبير للزعماء العرب عنها،وهناك من يتمنى الخلاص من عبء بقاء الجامعة العربية،والتي هي جسد بلا روح ودورها لا يتعدى إصدار البيانات والنشرات والتصريحات الصحفية،من أجل رفع العتب والأرشيف الخاص بالجامعة،بل وأبعد من ذلك هناك من يشعر بالدونية بانتمائه لهذه الأمة أو يريد أن يتمرد على هذه الأمة.
المهم يا أخوان أنه قبل شهر أو أكثر تنشط الدبلوماسية العربية وشيوخ العرب من أجل عقد الجهات والصلحات من أجل ضمان حضور هذه القمة ،وتشعر أن هؤلاء القادة الذين يمضون الأحد عشر شهراً من العام في الخلافات والردح والتآمر على بعضهم وعلى مصالح الأمة،لا يفطنون إلى الوحدة والمصير المشترك وقضايا الأمة إلا في الشهر الذي يسبق القمة،وليت الصلحات والجهات والعطوات تفلح في إذابة الجليد بين الدول العربية،أو حتى تحركهم وتدفعهم لاتخاذ قرارات مصيرية تترك آثرها على مستقبل الأمة والمنطقة،فإذا كانت قضية كبرى بحجم قضية القدس وما تتعرض له من تهويد وأسرلة،وكذلك ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر جدية وحقيقية لجهة تقسيمه أو هدمه لم تثر فيهم أي نخوة لوضع خطة عملية لمواجهة ما تقوم به إسرائيل من ممارسات وانتهاكات،فما الذي سيحركهم أو يثير نخوتهم؟،وهم في اجتماع وزراء خارجيتهم الذي سبق القمة قالوا بشكل واضح،نحن لن نحارب إسرائيل أبداً وكلمة المقاومة شطبناها من قاموسنا ومن يتفوه بها أو يستخدمها سنقف ضده بل سنجرمه ونخونه،ومبادرتنا صالحة لكل زمان ومكان وهي خيارنا الوحيد ومن بعدها لا نملك إلا الدعاء ثم الدعاء والتفاوض ومن ثم التفاوض فهو طريقنا ومنهج حياتنا وبالمسيح نسترشد من ضربك أو صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ،وأي قمة هذه التي ترفض الحوار مع طهران الجارة المسلمة والتي تجمعنا معها الكثير من الروابط والوشائج والعلاقات؟،وفي المقابل تبقي على الحوار والعلاقة والمفاوضات مع إسرائيل التي تحتل الأرض وتنتهك العرض،بل وتوجه لنا الصفعة تلو الصفعة،فحتى عندما وافقت اللجنة العربية العليا على عودة الفلسطينيين للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل لمدة أربعة شهور،فحبر القرار لم يجف حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مخطط لبناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية،وأبعد من ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"بكل صلف وعنجهية أن القدس ليست مستوطنة وهي عاصمة"إسرائيل" الأبدية والاستيطان سيتواصل فيها،وكان رد العاجزين على ذلك أن أصبحنا نهلل ونطبل لوجود اهتزاز في العلاقة الإستراتيجية الأمريكية - الإسرائيلية على ضوء خلافات في الجوانب التكتيكية والإجرائية بين الطرفين،وننتظر أن يأتينا الفرج من خلال الرهان على هذا الخلاف الشكلاني.
إن النظام الرسمي العربي ببنيته وتركيبته وما أصابه من تحولات طبقية عميقة نحو الارتداد عن القضايا القومية لصالح أهداف ومصالح قطرية ضيقة،بحيث أصبح الحكام همهم بالأساس الحفاظ على مصالحهم وعروشهم وتحويل دولهم وبلدانهم الى عزب وإقطاعيات للتوريث،يدفع بهم للتضحية بالمصالح والأهداف القومية وحتى التفريط بالكرامة والسيادة الوطنية في سبيل ذلك،حيث نشهد أن الكثير من دول النظام الرسمي العربي في أكثر من قضية مفصلية ومصيرية مثل العدوان على العراق واحتلاله والعدوان على لبنان وحزب الله في تموز/2006 والعدوان على قطاع غزه كانون أول/2008،وقفت الى جانب القوى المعادية وهي لم تكتفي بتقديم الدعم المعنوي والمادي واللوجستي من استخدام أراضي وأجواء ومواني،بل كانت في أكثر من مرة مشاركة في العدوان.
إن هذا التحليل يجعلنا متيقنين من عقم الحالة الرسمية العربية،ولو أراد النظام الرسمي العربي،أن يخرج من حالة الانهيار تلك،لما خرج بقمة مسماة باسم إنقاذ القدس،أن يخرج بقرار تقديم دعم لإنقاذها من التهويد والأسرلة ودعم صمود أهلها بقيمة 500 مليون دولار،تعتبر نقطة في بحر لما ترصده إسرائيل من مليارات لضم المدينة وتهويدها،والمبلغ المرصود عربياً لا يساوي عشر المبلغ الذي رصده الملياردير اليهودي "موسكوفيتش" لدعم الاستيطان والجمعيات الاستيطانية في القدس،ومن جهة أخرى لو أراد النظام الرسمي العربي أن يرد على الصفعة التي وجهها له "نتنياهو" لتم الموافقة على قرار بدء الحوار مع إيران،بدلاً من البقاء في جبهة العداء المشترك لها ،ومثل هذا القرار كفيل بتحريك وحلحلة جدية في المواقف الأمريكية والإسرائيلية،فإسرائيل ترى في ايران اللاعب المركزي والمنافس لها على الدور الإقليمي في المنطقة،كما ترى في إمتلاكها للسلاح النووي عامل ردع وكبح لطموحاتها وتهديد لمصالحها ودورها في المنطقة،وأيضاً لنصرة حقيقية للشعب الفلسطيني،كان بالضرورة أن يكون هناك قرار برفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة،وصياغة موقف عربي موحد وبعيداً عن سياسة المحاور بضرورة إنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية وبالوقوف على قدم المساواة وعلى نفس الدرجة من طرفي الخلاف،وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ولا شيء غير الوحدة.
وما زال النظام الرسمي العربي على هذه الحالة من الإنهيار،فستبقى أرداف ومؤخرات الفنانات العربيات والعالميات مدار نقاش ساخن واهتمام عالي في الصحافة والبرلمانات العربية،يفوق أي اهتمام بقمة عربية لا معنى ولا قيمة لها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسير المناضل ابراهيم مشعل/ يدخل عامه الإعتقالي العشرون ..
- في يوم الأرض .....ماذا تبقى من الأرض ...؟؟
- تجارة المراكز الطبية
- في عيد الأم/ ماذا بشأن الأم الفلسطينية ...؟؟
- القدس / صدر مكشوف لخناجر التهويد..
- دلال المغربي حتى في استشهادها تخيفهم ..
- في يوم المرأة العالمي / الأسيرات الفلسطينيات رحلة عذاب ومعان ...
- الجبهة الشمالية مرشحة للإشتعال عسكرياً ...
- قدسنا ليست بخير يا عرب ...ويا مسلمين ..
- ضم الحرم الأبراهيمي...ضم مسجد بلال ...ضم قبر يوسف ...ضم الأق ...
- من ذاكرة الأسر / الأسير المناضل محمود عطون
- المفاوضات ستستأنف بغطاء عربي ....والمصالحة ستباع عربياً ودول ...
- نحو مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ..
- القدس معارك في كل الاتجاهات/ هدم منازل ...حفريات ....مصادرات ...
- لماذا التقرير والنشر الآن ..؟؟
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المجاهد ابراهيم بارود يدخل عامه الاعت ...
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المناضل ناصر عبد ربه يدخل عامه الاعتق ...
- المفاوضات مارثون غير منتهي ..
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المجاهد فؤاد الرازم يدخل عامه الإعتقا ...
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المناضل حسام شاهين يدخل عامه الإعتقال ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قمم بلا معنى وبلا قيمة ..