أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر نواف المسعودي - يا لثارات كسرى ...!الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية (23)















المزيد.....

يا لثارات كسرى ...!الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية (23)


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 01:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



إما أهداف الإيرانيين من وراء هذه المؤامرات والاعتداءات ضد العراق والعرب على وجه التحديد فتتمثل في:
أولا :الهدف الديني :تشويه مبادئ الإسلام وهدمها بكل الوسائل، وإحياء حركات الغلو والزندقة منطلقين من مبادئ دياناتهم القديمة كالزردشتية والمانوية والمزدكية، وتصدير حركات مثل البابية والبهائية وغيرها، وإضفاء طابع تحريضي على طقوسهم الدينية من أجل التذكير بالفتن.
ثانيا :الهدف القومي : محاربة وطمس هوية وتاريخ الأمة العربية وإعلاء مكانة القومية الفارسية وإعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية ، والعمل على إزالة كيانها وزعزعة ثقة أبنائها بإنجازاتها وتاريخها، واتخذ هذا البعد عدة أشكال كعمليات اغتيال الخلفاء، والحركات التي حاولت زعزعة كيان الدولة العربية كحركات الراوندية والمقنع وسنباذ وبابك الخرمي والأفشين، ومحاولات أبي مسلم الخراساني والبرامكة.
ثالثا:الهدف الحضاري والفكري: ويستهدف الانتقاص من الحضارة والثقافة العربية ودورهما الفكري، فعمل الفرس على الطعن بالعرب وحضارتهم وإحياء التراث الفارسي القديم والإشادة به وإظهاره بصورة متقدمة على التراث والحضارة العربية.
وقد اتسمت العلاقة مع الفرس بسمات بارزة طيلة العصور التاريخية وقد أثبتتها الوقائع والأحداث المستمرة بين العرب والفرس وابرز هذه السمات :
1. نقض المواثيق والعهود والاتفاقات: والتي من أمثلتها ، نقضهم تحالفهم مع الكلدانيين لكي
يندفعوا نحو بلاد ما بين النهرين وسورية، فكانت حملتهم المعروفة على بابل سنة 539 ق م، خيانتهم العهد مع ملك الحيرة النعمان ابن المنذر واغتياله، خيانتهم للدولة العربية العباسية من اجل إسقاطها وإقامة إمبراطوريتهم وتمثل ذلك في مؤامراتهم ، لنخر الدولة العباسية (أبو مسلم الخراساني البرامكة و البويهيون)، أودع العراق طائراته عام 1990، في إيران والتي رفضت تسليمها له بعد انتهاء حرب 1991، واعتبروها جزءا من تعويضات الحرب.
2. احتقار العرب والتعالي عليهم والاستهانة بهم: وهذه الصفة معروفة عن الفرس قديما وحديثا ، فهم لازالوا يعتبرون العرب قوما متخلفين لا يفقهون شيئا يعيشون في الصحراء ويركبون الإبل حتى الآن ولا يمتلكون حضارة ، وفي إحدى المرات سألني احد الإيرانيين قائلا : ( هل لديكم شوارع وسيارات ) .
ومن شواهد الاحتقار الفارسي للعرب ما امتلئت به مناهجهم الدراسية الحديثة من أفكار تحريضية ومسمومة ضد العرب ، ففي المرحلة الابتدائية، تضمن كتاب الاجتماعيات للصف الخامس الابتدائي الكثير من الإساءات إلى العرب. وجاء فيه أن الحركات التي ظهرت في إيران في العصر الإسلامي كانت تهدف جميعها إلى (تحرير الإيرانيين من العرب) وأن (أبا مسلم الخراساني) صمم على أن (يضع نهاية للخليفة العباسي ويريح الإيرانيين بصورة قطعية من سيطرة العرب).
وفي المرحلة المتوسطة ورد في كتاب التاريخ للسنة الأولى ( في مدة قصيرة استطاع العرب الجياع أن يقضوا على القوى العظيمة الإيرانية والرومية)، وإمعانا في إثارة الفرس ضد العرب ذكر مؤلفو الكتاب (أن العرب الحفاة الضائعين استطاعوا أن يتغلبوا على الجيش الإيراني العظيم والمنظم وذلك في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند).
أما هذه الأبيات من قصيدة لمهيار الديلمي فهي مثال صارخ على التعالي والغرور الفارسي،مفتخرا بفارسيته وأصوله القومية مقدما اياها على الفخر بإسلامه فيقول:

قومي استولوا على الدهر فتىً.... ومشوا فوق رؤوس الحُقُبِ
عمموا بالشمس هاماتهمو ...... وبنوا أبياتهم بالشهبِ
وأبي كسرى على إيوانه ...... أين في الناس أبٌ مثل أبي؟
قد قبست المجد عن خير أبٍ ... وقبست الدين عن خير نبي
فضممت المجد من أطرافه ..... سؤدد الفرسِ ودين العربِ!

إما الشاعر بشار بن برد(الفارسي) فقد مثّل قمة الصراع الإسلامي العربي ـ الفارسي، وهذا الصراع اختصره ببيتين من الشعر يوم كان الإسلام والعرب والخلافة في عز عزّهم، قال بشار:

إبليس أفضل من أبيكم آدم......فتنبهوا يا معشر الفجّار
النارُ عنصره وآدم طينةٌ....... والطينُ لا يسمو سموّ النار.

بعد هذه القراءة التاريخية في حقيقة الصراع العربي الفارسي عموما والفارسي العراقي خصوصا ، نفهم جيدا تداعيات وأسباب الدور الإيراني المرير والمؤذي في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا.
فلا احد ينكر دور إيران في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وفي السودان وفي أفغانستان ومن قبل في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وفي اليمن مؤخرا ، هذا الدور المتمثل في إشعال الصراعات الداخلية في هذه الدول صراعات طائفية ومذهبية أو صراعات ضد السلطة أو بين القوى والأحزاب في هذه الدول هذا من جهة ، أو تأجيج الصراعات والخلافات الخارجية بين هذه الدول بين الدولة وجاراتها أو بين دولة ودولة كما حدث في الصراع والخلاف بين سوريا ولبنان بسبب الدور الإيراني في لبنان وتحريضها لسوريا وحزب الله ضد حكومة وأحزاب لبنان وإشعال الحرب بين حزب الله وإسرائيل وما سببه من دمار للبنان.
ولعل ابرز وأسوأ هذه الأدوار هو الدور الإيراني في العراق والذي تمثل بعدة أشكال منها:
1. دعم المليشيات وتسلحيها ودعم عصابات الجريمة والقتل والتجسس .
2. دعم عدد من القوى والأحزاب والشخصيات السياسية الموالية لها مباشرة، والسيطرة على الحكم ومركز صناعة القرار السياسي وتنفيذ أجندتها السياسية وتامين مصالحها وفرض هيمنتها في العراق بواسطة هذه القوى والشخصيات.
3. إثارة الفتن والخلافات المذهبية والصراعات السياسية والحزبية وكذلك القومية وإشعال القتال بشكل مستمر وإبقاء البلد في دوامة اقتتال واحتراب دائم .
4. الاحتلال غير المباشر للعراق بواسطة شبكات التجسس والمخابرات والقوى والشخصيات العميلة وتمكينها من الهيمنة والنفوذ والانتشار في مختلف مدن العراق وفي اخطر وأكثر مفاصل السلطة والدولة تأثيرا وحساسية.
5. تصدير الفساد والمخدرات وإغراق المجتمع والشباب العراقي بهذه الأمراض.
6. احتكار السوق العراقية وجعلها سوقا لتصريف البضاعة والمنتجات الإيرانية الرديئة بدءا بالمنتجات البلاستيكية والغذائية وانتهاء بالسيارات.
7. تخريب بنى العراق من اقتصادية وبيئية ، بدء بتفكيك الكثير من البنى الصناعية والمعامل والأسلحة ومحركات الطائرات وتهريبها إلى إيران ، ثم إغلاق المياه عن العراق ، وإلقاء نفايات المصانع في شط العرب ، وأخيرا اغتصاب حقل الفكه النفطي .
8. الاعتداءات العسكرية المباشرة على الحدود والمدن الحدودية عن طريق الاحتلال العسكري المباشر تارة كما في الفكه ، أو عن طريق القصف المدفعي المتكرر للمناطق الحدودية.

أما ادوار إيران الأخرى في المنطقة فهي لا تحتاج إلى الكثير من الأحاديث فدورها في فلسطين واضح ولاسيما في تأجيج الصراع والخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني والتسبب بانقسام الصف الفلسطيني ولاسيما بين حركتي فتح وحماس ، ودعمها المباشر لحماس من اجل دفعها إلى الانقلاب على السلطة الفلسطينية وتمزيق فلسطين واستيلاء حماس على غزة وعزلها عن باقي الأرض الفلسطينية ، بالمناسبة فان حماس قد دعت قبل سنوات ما يسمى بالمقاومة العراقية إلى تفجير أنابيب النفط وحرق النفط العراقي لكي لا يستفيد منها الاحتلال الأمريكي وعبر بيانا أصدرته الحركة بهذا الخصوص .
إما دورها في لبنان فهو دعمها المباشر إلى حزب الله لبنان من اجل مقاومة إسرائيل كما هو معلن ، ولكنها حقيقة فإنها تدعم حزب الله وتحرضه من اجل الخروج على السلطة اللبنانية ليتحول إلى ميليشيا وسلطة داخل السلطة حتى أصبح يحتل الجنوب اللبناني ويستعصي على السلطة اللبنانية و، وهذا الدعم بالشراكة مع سوريا وهو احد الأسباب التي دفعت لبنان إلى طرد سوريا من أراضيه نتيجة التدخل السوري السافر في الشؤون اللبنانية والتسبب بتأجيج الصراعات الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار اللبناني وبمشاركة إيران كذلك في هذا الدور ، وبدليل التفجيرات والاغتيالات السياسية التي عمت لبنان ، ثم تحريض إيران لحزب الله على ضرب إسرائيل وإشعال الحرب معها في تموز 2007 والتي سببت دمارا كبيرا للبنان ، وكانت إحدى أسباب تراجع شعبية ومكانة حزب الله بين اللبنانيين وارفضهم واحتجاجهم على حزب الله ، محملين إياه سبب تلك الحرب ونتائجها المريرة ، رافضين أن ينفرد حزب الله بتقرير مصير لبنان وإشعال الحرب وقتما شاء ، وهناك محاولات لبنانية ودولية إلى نزع سلاح حزب الله بعد أن اعتبر ميليشيا .
أما آخر ادوار إيران في تأجيج الصراعات والخلافات الداخلية للدول العربية فهو تأجيجها الأخير للصراع بين الحوثيين والسلطة اليمنية ودعمها للحوثيين بالمال والسلاح من اجل إشعال نار الحرب بينهم وبين السلطة لتقف موقف المتفرج وليدفع الحوثيين الثمن دمائهم وأرواحهم ومدنهم وعوائلهم ، كل ذلك بدعوى أن إيران تريد دعم الشيعة هناك ، بينما تسهم في ذبحهم والقضاء عليهم والتفرج على دمائهم المستباحة ، كما تفعل في العراق وهي تدعم المليشيات والمسلحين والإرهابيين من اجل الاقتتال الداخلي والتفرج على العراقيين مذبحين ، إشباعا لنزوة إيران في الثار واستعادة أمجاد فارس وحكم كسرواتها وشاهنشاهاتها الزائل .



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية ( ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر نواف المسعودي - يا لثارات كسرى ...!الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية (23)