أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلمان الشمس - أزمة المثقف العراقي














المزيد.....

أزمة المثقف العراقي


سلمان الشمس

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 04:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أزمة المثقف العراقي
العلاقة بين المثقف والمجتمع علاقة متخلخلة ،مفككة ،علاقة هزيلة …لقد كان واجبا على المثقف ـ حتى يظل مثقفا ـ أن يلعب دور (الأفندي) ؛ المترفع ، المتغطرس ، الناظر إلى بقية أفراد المجتمع نظرة العطف لأنهم لا يفهمون ما يفهمه ، الناظر نظرة الاستعلاء من برجه العالي إلى قطيع الشعب الجاهل ، الكاتب بلغة طلسمية يستعصي حلها حتى على أقرانه ذوي الطلاسم ……هذا لا يشمل المثقف العلماني فقط ( الذي يتهم الناس عادة بالجهل) بل حتى المثقف المتدين ( الذي يتهم الناس بالمروق عن الدين ومبادئ السلف الصالح ) …..الكثير يشترك في هذه الأكذوبة المستمرة ، أكذوبة هز الرأس أمام اللوحة ، والنظر من فوق النظارة ، والتشدق بحفظ الأسماء مثل سارتر وفوكو وبيكاسو….. ، وسماع بيتهوفن مع الترفع عن ذكر داخل حسن مثلا ليس حبا أصيلا للموسيقى بقدر ما هو وضعا تمثيليا يراد منه تعزيز الإحساس بالعزلة والرفعة والسمو ……………
أن ما حدث في العراق لم يسطر على صفحات كتاب ثوري ولا هو تجليات لشاعر مخمور ، أن ما حدث باختصار هو انهيار كامل لمشروع بناء الدولة العراقية ، بكل ما حمله هذا المشروع من إيجابيات أو سلبيات ، بكل تفاصيله ومكوناته من شيوعية وملكية وقومية….. أنه انهيار الأسس التي تهاوت تاركة المجال لأسس جديدة حتى تتشكل …هذا الانهيار بحاجة إلى مراجعة شاملة وتفحص دقيق ، ربما نجد صدى هذه المراجعة في الصفحات الحرة المفتوحة للناس ، ولكننا لا نجده في الصفحات الثقافية فما زال مثقفونا مشغولين بمشكلة الحداثة وما بعدها رغم أن مجتمعنا لم يصل بعد إلى مرحلة الشك الديكارتي فما زالت تحكمنا اليقينيات المطلقة .
ما الذي يربطنا بمفكر مثل فوكو أمضى حياته في محاولة تفكيك المؤسسات الرأسمالية ، ليخفف من وطأتها على الإنسان الغربي ، هل نمتلك أصلا مؤسسات حتى نفككها ؟
الفقر ، الجوع ، الأمية ، الأصولية الدينية ، البحث عن هوية وطنية ….هذه المشاكل وغيرها لم تعد تعني الكثير للمثقف الأوربي في الوقت الحاضر ، ولكنها تعنينا في الصميم مثلما عنت مفكري القرون الوسطى وعصر النهضة والإصلاح الديني ……والذين هم أقرب إلينا روحيا من الكتاب الحالين المترفين الناعمين ….أولئك الرجال الذين حرقتهم عصور الانتقال والتحول والمخاضات الكبرى ( والتي نعيشها نحن الآن شئنا أم أبينا ) …أولئك الذين دفعوا ثمن الحضارة دون أن ينعموا بها…غاليلو كاد يقتل ، ديكارت عاش متخفيا ، نيتشه جن والقائمة طويلة.
المثقف المترفع ، غير ملام بكل هذا ، فهو ـ حاله حال أي ظاهرة حياتية ـ نتاج عهود الاضطهاد
والتسلط ، في ظل العنف وغياب حرية التعبير أضطر المثقف أن يخلق لنفسه ملاذا مغلقا من الغموض والتعقيد ليعبر عما يجول في نفسه بعيدا عن أعين الرقيب….هكذا صار الغموض الأودنيسي ( مع ما يحمله من جمالية ) شرطا أساسيا من شروط الإبداع….ومثلما المثقف هو نتاج عصر انهارت كلل أسسه الفكرية والنفسية فأن عصر التحول والانتقال سيفرز ناسه ومفكريه مثلما سيفرز أحزابه ورجاله ومنظماته وأدبه وأغانيه ومطربيه……ولذلك على مدراء الصحف ووسائل الأعلام أن يتركوا الباب مفتوحا لكل الأقلام والأصوات حتى تتبلور أفكار ورؤى جديدة وعلى المثقف أن يغادر ملاذه المغلق إلى تفاصيل الواقع العراقي الممتلئ وأن لا يظل أسير كبرياءه وخوفه تاركا الساحة لقوى ظلامية تتلاعب بعواطف وأحاسيس الناس…..
سلمان الشمس



#سلمان_الشمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلمان الشمس - أزمة المثقف العراقي