أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز














المزيد.....

ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب صالح القلاب في إحدى الصحف الكويتية قبل أيام زاوية بعنوان" لعبة إسرائيل المكشوفة" يتحدث فيها عن تلاعب إسرائيل بمسارات المفاوضات بينها وبين العرب في السنوات الماضية. وأهم ما يلفت الانتباه في ما كتبه القلاب أنه يخفي الحقيقة في جوف الزيف ويخلط الحق بالباطل ليقدم للقارئ قناعة يستند فيها على أنصاف أو أرباع حقائق تساعده في دمج الخطأ بالصواب والوصول إلى نتيجة تقول إن الكل كان مخطئا، وكل الدول العربية كانت تلهث وراء إسرائيل والولايات المتحدة كسبا لودهما ونيل شرف عقد المعاهدات.
يقول القلاب" إنها اللعبة نفسها فبعد مؤتمر مدريد المعروف لجأت إسرائيل إلى ما سمي تنافس المسارات لضرب العرب بعضهم بالبعض الآخر، وإشعار كل طرف (عربي) من الأطراف المعنية، السوريين والأردنيين والفلسطينيين، بأن الطرف الآخر يسعى إلى تقليع شوكه بنفسه". هنا يبدو الخلط بقصد طمس الحقيقة واضحا. فقد كانت الأمانة تقتضي أن يذكر القلاب أن أحد هذه الأطراف، وهو سورية، كان يصر دائما على أن يكون العرب وفدا واحدا في أي مفاوضات مع إسرائيل، وأن لا يتم فصل المسارات العربية عن بعضها. وقد كانت سورية دائما موضع لوم، وأحيانا إدانة لأنها متصلبة أكثر من اللازم، وأنها ظلت متمسكة بتلازم المسارين اللبناني والسوري، كآخر ما تبقى لها، حتى اللحظة الأخيرة. وفي حين شكل مبدأ السيادة جوهر التفاوض السوري حين توقفت المفاوضات بسبب عشرة أمتار فقط على ضفة بحيرة طبريا، كان العرب الآخرون يفرّطون بأرضهم وسيادتهم من أجل كسب ود أمريكا وإسرائيل.
إنها عملية خلط للوقائع التي عايشناها وعرفناها ـ ومن المهين السكوت عنها ما دمنا نعرف الحقيقة ـ بقصد إظهار أن ما جرى كان الخيار الصحيح بدليل أن الجميع مشى إليه وتسابق مع الآخرين لبلوغه، لكن البعض كان أكثر شطارة وحذاقة فحصل على ما حصل عليه. هذا غير صحيح ومن مشى إلى التسوية كان يعرف أنه مخطئ، وأنه يحاول كسب الرضا على حساب غيره، وأنه يتنازل من دون مقابل. وقد ثبتت صحة ذلك مما نراه على الأرض الآن بعدما نجحت إسرائيل باستفراد كل دولة عربية على حدة سواء في عقد التسويات أو إقامة العلاقات الدبلوماسية. وهم الآن يدركون أن كل ما تم بات يشكل عبئا عليهم، ويسبب سخط شعوبهم.
الآن وقد توقف الكلام عن " اللغة الخشبية" التي كانوا يلومون سوريا على استخدامها، عليهم أن يتذكروا أن دمشق هي الوحيدة التي رفضت الركض والهرولة إلى مؤتمر شرم الشيخ في 1996 من أجل مكافحة الإرهاب قبل تعريف الإرهاب. وأن سورية وحدها التي تحفظت على الشهور الأربعة للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل قبل أسابيع من الآن، وثبت أنها ترى أبعد من الجميع بدليل تراجع العرب عنها بعد أيام لأن إسرائيل لم تعبأ بها. وحدها سوريا كانت تدرك، أو لا تريد أن تغطي الحقائق بالأوهام وحسن النوايا الزائف، أن الإرهاب ـ ما لم يتم تعريفه بشكل دقيق ـ سيكون سلاحا بيد الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدمانه ضد الفلسطينيين والعرب وضد كل من لا يخدم مصالحهما. وأن سوريا كانت دائما تطالب بوجود راع نزيه ومحايد في أي مفاوضات مع إسرائيل، بينما سارعت الدول العربية الأخرى لإعطاء "السعدان" الأمريكي كل الجبنة المتنازع عليها. وها نحن الآن نرى كيف يصبح الفلسطيني أو أي عربي يرفض احتلال أو مصادرة أرضه أو هدم بيته إرهابيا.
إن الكتاب والمحللين الذين رأوا فيما يسمى " الاعتدال" حلا لكل مشكلات المنطقة، يكتشفون الآن أن هذا المسار لم يقدم لهم ولا لغيرهم شيئا. وربما كان مصير مبادرة السلام العربية واعتراف قمة سيرت بعجز الأنظمة العربية أوضح مثال على أن مخالفيهم في الرأي والموقف لم يكونوا مخطئين، على الأقل. وقد بات عليهم أن يقولوا شيئا مختلفا ويكفّوا عن طمس الحقائق وتمييع المواقف في وقت تبدو فيه المنطقة مقبلة على أحداث أكثر أهمية وخطورة. فهل يستطيعون أن يقولوا كلمة حق أو يسكتوا؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز