بدافع الانتماء وليس البرنامج الانتخابي؟

حيدر حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 17:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

يتحدث جميع المرشحين للكتل السياسية التي خاضت غمار الانتخابات التشريعية في العراق مؤخرا بان الناخب العراقي هذه المرة قد صوت بدافع البرنامج الانتخابي لا بدافع الانتماء المذهبي او القومي او الاثني.
هذا الكلام غير صحيح بل ساخر وساذج هدفه الخروج بواقعهم الطائفي والانتقال الى المشروع الوطني لتاسيس دولة المواطنة كما هو مطروح في جميع البرامج الانتخابية لمختلف القوائم ,الاان واقع الامر والحصيلة النهائية للمشهد الانتخابي العراقي يقر بان الانتخابات قد تكرر فيها سيناريو التصويت من قبل الناخب العراقي بدافع الانتماء لمرة اخرى,
بدليل نتائج الانتخابات افضت الى تقدم ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني وثالثتهما القائمة العراقية فالاخيرة التحالف الكردستاني وهذا يدل على توزيع اصوات الناخبين عموما وفق الانتماء المذهبي او القومي للناخب.
فلو نظرنا بحيادية وعلمية وناخذ امثلة معينة:

فوز قائمة ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني في المحافظات الوسطى والجنوبية
بينما فازت القائمة العراقية في محافظة نينوى وصلاح الدين والانبار
وفازالتحالف الكردستاني في المحافظات الكردية (اربيل ودهوك وسليمانية)
فلم تذكر المفوضية عن فوز كاسح للائتلاف الوطني في نينوى ولم تذكر المفوضية فوز قائمة التحالف الكردستاني في الانبار ولم ولم ولم..............

كما ذكر النائب وائل عبد اللطيف ان من غير المعقول ان يرشح احمد الجلبي في الانبار ويحصل على صوت واحد
او يرشح طارق الهاشمي في ميسان ويحصل على صوت واحد.
فلماذا يغطي السياسيون اليوم الشمس بغربال ويسخرون من العراقيين بمفردة البرنامج الانتخابي المقتبس بين البعض مع وجود اختلافات جزئية في برامجهم لاتشكل شيء
فالجميع طرح مفردات مستهلكة لاتقدم شيء سوى الاستهزاء بالناخب العراقي كامتصاص البطالة ومعالجة شحة المياه وتلوث البيئة وحل ازمة السكن والقضاء على الفساد الاداري والمالي وغيرها من المتطلبات الحياتية البسيطة التي يتنعم بها اردء فرد في افقر دولة بالعالم
لذا اصر وانا كلي ثقة بان الناخب العراقي لم يدلي بصوته بدافع البرنامج انما بدافع الانتماء فشيعة العراق معظمهم لا يريدوا عودة البعث من خلال قائمة علاوي كما ثقفوا لسنوات طوال
وسنة العراق لايردوا الائتلافين وحرصوا كل الحرص لوصول علاوي الى منصب رئاسة الوزراء ظنا منهم ستؤول السلطة اليهم مرة اخرى بواسطة اشخاص القائمة العراقية كما ثقفوا لسنوات بالضد من الائتلافين الذي ينظر اليهم من قبل سنة العراق بانهم موالين لايران
والكرد خرجوا بحشودهم وان كانت هناك منافسة بين التحالف الكردستاني وقائمة التغيير الى انهم حاولوا قدر الامكان ان يذهب جميعهم لرفع نسبة مقاعد الكرد في المجلس النيابي القادم لعل تحقيق حلم الدولة الكردية وحق تقرير المصير سينالوه اخيرا بعد معاناة
وهذا هو والواقع التصويت بدافع الانتماء وليس بدافع شيء اخر.

#حيدر_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات