أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شريف فرلال - كراس القبيلة















المزيد.....

كراس القبيلة


شريف فرلال

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 20:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ان فترة ما بعد طرح "الميثاق الوطني للتربية و التكوين " في السوق التعليمية قد أظهرت و كشفت حقيقة الكثير من الفصائل الطلابية المنتشرة في الساحات الجامعية.

لقد كسر هذا الميثاق الزجاج الأسود لعدة فصائل طلابية ليعري عن جسمها الحقيقي ما كان يخفيها هذا الزجاج المطلي بالخطابات الرنانة و الأفكار المزركشة.

لقد اكتشف الطالب المتفحص المدقق لما بين سطور الخطابات و خطوات السلوكات الحقيقة التي وصلت إليها الفصائل الطلابية التي كانت فاعلة وناشطة في الساحة الجامعية .


لقد أزيل الستار عن حقيقة هذه المجموعات و انكشف ضعفها . مجموعات متعصبة قبليا إلى أبعد الحدود. مجموعات تديرها ثلة قليلة لا تجمعها إلا الجغرافيا و علاقة الصداقة الشخصية. لقد ظهر أمام عيان الجميع، الصديق و الخصم و العدو حقيقة ساطعة لا لبس فيها أن المسؤولية الكبرى في استمرار تدهور أوطم تكمن في هذه المجموعات المرتزقة على النضال و المبادئ.


إن فصيل "الكراس" أو فصيل "وجهة نظر 84" كان من أهم الفصائل و أنشطها في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لذا فقد تعرض للكثير من العراقيل و التضييقات من الدولة من جهة و من جهة أخرى من طرف فصائل أخرى لاسيما بعد ظهور فصيل "البرنامج المرحلي " لسنة 86 أو "ورقة الرد على وجهة نظر 84" و ما تمخض عن هذا التوجه فيما بعد، و فصيل الإسلامويون .

و مع ذلك تمكن فصيل "الكراس" من الصمود في وجه العدوين ، عدو من الجسم الطلابي يساند احيانا من طرف الدولة أي العدو الآخر. تمكن الفصيل من الإنتشار في مواقع مهمة ، و وسع من نشاطاته السياسية و الثقافية.

إلا أنه مع فشل محاولة عقد المؤتمر الإستثنائي و تلاشي الأمل في انعقاده، و كذلك التغيرات الهامة التي شهدتها الساحة الجامعية و تلك التي عرفها الشارع السيساسي ، و التغيرات الهامة على المستوى العالمي في تسعينات القرن الماضي ، تقلص نشاط الفصيل السياسي والثقافي.و مع مرور السنوات اختفت فروع الفصيل من عدة مواقع و تقلصت نشاطات الفروع الصامدة بل وصلت الى مستوى شبه إنعدام أي نشاط.
انحصر عدد فروع الفصيل الى عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة. و انحصرت انشطته في بضعة أيام ثقافية في السنة و بعض المظاهرات التقليدية التي يقصد منها أكثر ما يقصد هو تسجيل روتيني للحضور ليس إلا.


لقد صمد اهم فرع للفصيل في موقع وجدة و قد تمكن من التصدي للعدوين مرات عدة و تمكن من تثبيت جذوره بالساحة الجامعية المحلية و ذلك بتظافر جهود مناضلين واعون بما يفعلون و جادون في نضالهم و صمودهم،حيث اصبح موقع وجدة ابرز و أقوى موقع إلى جانب موقع فاس و نسبيا موقع مراكش ، و ذلك بجهود و نضالات فصيل "الكراس" و أعضاءه المنتمين إلى وجدة وعدة مدن مجاورة .. لقد كان الفصيل خليط من عدة مناضلين منحدرين من مدن كثيرة جادين و مستعدين للصمود في أي نشاط.

إلا أن توالي الأخطاء و تخرج العديد من المناضلين المحنكين و تقاعس الآخرين بمن فيه الملتحقين الجدد في نهاية التسعينات و بداية الألفية الثالية جعل الفصيل يكاد ينهار مع أول موسم لتطبيق "الميثاق الوطني للتربية والتكون" في 2003/2004 .. و بتدارك من بعض المناضلين المنحدرين من منطقة الحسيمة و قيادتهم لمعركة التصدي لبعض بنود الميثاق و صمودهم أمام ضغط الدولة و خيانة و تقاعس فصائل أخرى في الدفاع عن المصالح الطلابية ، جعلت الفصيل يبقى واقفا لفترة أطول. و قد أخذ هؤلاء زمام الأمور في الفصيل أمام تراجع ابناء المدن الأخرى أو (و) انضمامهم إلى مجموعات وهمية جديدة كأبناء 94 و أبناء 96 و غيرهم.

إلا أنه ابتداءا من الموسم الثاني لتطبيق الميثاق بدأ تدريجيا إنهيار صمود الفصيل إديولوجيا و سياسا ، فابتداءا من سنة 2005/ 2006 سقط الفصيل في مواجهات عنيفة مع أطراف مشاغبة متواجدة بالساحة الجامعية. لم تكن صراعات من أجل الوجود و الحفاظ عليه كما روج لها ، بل كانت نزاعات و صراعات شخصية و تهورات فردية انخرط فيها أعضاء و متعاطفو الفصيل عن ضعف في الوعي أو انعدامه بالنسبة للأغلبية و بطريقة حماسية. لقد لعب ضعف الوعي السياسي و الإديولوجي او انعدام هذا الوعي لدى الأغلبية، و التعصب القبلي إلى خلق فرص كثيرة لنشوب صراعات غير مجدية ..

كما أن الفصيل سقط في خطأ المواجهة والإصطدام مع اجهزةالدولة لأكثر من مرة، وقد كانت أخطاء عشوائية لى درجة كبيرة من الفوضوية والإرتجالية.

إن ماسكي بزمام الأمور بالفصيل في السنوات الأخيرة و الذين لم يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة نسوا أو تناسوا تاريخ الفصيل و النقاط التى من أجلها ضحا اسلافهم و كذلك نسوا أو تناسوا جهود الذين سبقوهم بالفصيل في سبيل الحفاظ عليه، فسعوا إلى تمجيد الفصيل و تقديسه بطريقة عمياء أعمتهم (أو تعاموا)عن النقد و التطوير و التعلم من أخطاء سلفهم و أخطاء الأعداء.. لقد تصرف هؤلاء في نشاطاتهم و خطاباتهم كأن الفصيل ملكية خاصة لهم، فحتى أغلب أعضاء الفصيل و جميع متعاطفيه كان يساقون كالقطيع.

فإخفاء التاريخ و المعلومات الخاصة بالفصيل كان شديد الحرص لدى هؤلاء الثلة... ليس ممكنا لغالبية الأعضاء و كل المتعاطفين الإطلاع على تاريخ و معلومات الفصيل، بل كانت حتى الكتب المهمة والنادرة تخفى و تبعد عن غالبية الأعضاء و جميع المتعاطفين.. و كأن الفصيل ملكية خاصة جدا.باستثناء جهود فردية معزولة سعت الى المعرفة و التشبث بالمبادئ إلا أنها ووجهت بالعزل و التهميش أحيانا و بالطرد أحيانا أخرى.


لقد احترف هؤلاء الماسكين بزمام الأمور بالفصيل الكذب و التحايل و إخفاء الحقيقة على الأغلبة من الأعضاء و جميع المتعاطفين وعموم الطلبة. ففي كل خطاباتهم و نشاطاتهم الخاصة والعامة يتباهون و يفتخرون بانتماءهم أو بامتلاكهم لتنظيم قوي، صلب و ممتماسك... لكن في الواقع كان العكس تماما. لم يكن يوجد تنظيم بما تعنيه الكلمة من معنى.

لقد احترف هؤلاء الثلة إخفاء حقيقة وجود التنظم ، و حصار و تضييق على توعية القريب و البعيد اديولوجيا و سياسيا ، و كذلك التباهي بالإنغلاق القبلي والعمل به. و هذه الأسباب الثلاثة: التنظيم المزيف الشبح ، التعصب القبلي المستمر ، و الوعي السياسي الإديولوجي الضعيف إلى حد الإنعدام، سببت بنخر ما تقى من جسم الفصيل .

الخطأ كان خطأ ماسكي زمام الأمور بالفصيل قبل و أثناء تطبيق الميثاق و كذلك خطأ ماسكي زمام الأمور بالفصيل بعد تطبيق الميثاق و هم المتحملين للنسبة الكبرى من المسؤولية لما آلت إليه وضعية الفصيل.

ان التعصب القبلي ، الحصار و التضييق على توعية القريب و البعيد سياسيا و اديولوجيا،و نشرالخطابات الرنانة والمزية حول التنظيم.هذه الأسباب مجتمعة جعلت المهتمين و اليقظين من الخصوم و عموم الطلبة أمام واقع آخر غير ذلك المزعوم حول فصيل "الكراس" ما بعد تطبيق الميثاق، و جعلتهم يكتشفون و يتوصلون إلى حقيقة الفصيل وعمله بالساحة الجامعية، بل وحتى حقيقة فصائل أخرى و حقائق حول طريقة عملها.



لا ننفي أن بعض الأفراد حاولوا و لا زالوا أن يهدموا تلك الأوهام و الخرافات التي روج لها من تحكم في فصيل الكراس لعدة سنوات و كذلك أن يبنوا فصيل حقيقي بأساسات و مبادئ القاعديين الحقيقيين... لكن ما يواجه هؤلاء هو التهميش و العزل و نقص التواصل فيما بينهم و ربما أحيانا غياب الثقة فيما بينهم ... فبعد تبيان أن العديد ممن كان في قيادة الفصيل قد انضموا بسهولة إلى اجهزة الدولة و لو بشكل غير مباشر. بدأ آخرون في اتباع نفس الطريق التي سلكها أسلافهم بعد أن كانوا ينددون و ينتقدون بشدة أسلافهم على انخراطم في العمل السياسي الرسمي


تبقى الجهود المعزولة و المشتتة تعمل بدون تنسيق قوي و فعال و بدون تنظيم حقيقي يجمعهم على مبادئ ضحا كثيرا من الناس من أجلها


لذا لا نستبعد استمرار انهيار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، واستمرار انهيار مستوى الوعي العام لدى طلبة المغرب خاصة سياسيا و اديولوجيا.
فالفصائل الطلابية لها أكبر الأثر على هذه الوضعية المتأزمة للطالب المغربي.


05/04/2009
اسبانيا



#شريف_فرلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتحلو اسم - القاعديون -


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شريف فرلال - كراس القبيلة