أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - !!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة















المزيد.....

!!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 02:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المقدمة :

كنت في كتابي المعنون “العراق بين مطرقة وسندان الولايات المتحدة” قد تطرقت الى دور النفط في اسالة اللعاب الاميركي لتبديل خارطة الشرق الاوسط، وتحديد ستراتيجيتها للقرن الحالي، والذي بدأت به باحتلال العراق. ولقد انهيت الكتاب بفصل خاص عن دور النفط العراقي العالم في فترة النصف الاول من القرن الحادي والعشرين. بالواقع ما ذكرته هو نقطة في بحر من المسألة العامة لمشكلة الطاقة في هذا القرن، ولم يكن الاّ مؤشرات متعلقة فقط بما يتطلبه الكتاب اعلاه. فلقد بينّت الجداول و الملاحظات التي جاءت في الكتاب، إن الاحتياطي العالمي الثابت حالياً للنفط يقدر بين (1015- 1230) مليار برميل، والفرق يعتمد على طريقة احتساب الاحتياطي الثابت ونسب الاستخراج المتوقعة على ضوء التقنيات الحالية، وشمول او عدم شمول مناطق نفطية ضمن ارقام الاحتياطي اعلاه. واوضح الكتاب أن الاحتياطي النفطي العالمي الثابت يكفي لمدة تقارب من اربعين سنة، وهي فترة قصيرة جداً في عمر الزمن. إن فترة الاربعين سنة بدت متفائلة جداً، حيث اعتمدت ارقام الاستهلاك العالمي لسنة 2003، والبالغ (78.51) مليون برميل/اليوم. ولو اخذت الزيادات السنوية للاستهلاك، وكمثال لسنة 2003 مقارنة بسنة 2002، والبالغة حوالي 2% على نطاق العالم، و 11% على نطاق الصين، لتقلصت المدة عن (40) سنة. كذلك اوضح الكتاب إن ما موجود في الشرق الاوسط (واساسا البلاد العربية) من النفط، يمثل 52-67% من الاحتياطي العالمي. والرقم 67% اقرب الى الصحيح على ضوء التقنيات المنظورة لكفاءة الاستخراج وللاسعار السائدة للنفط. كما وأن احتمالات الاكتشافات الجديدة تدور في معظمها في المناطق العربية او الشرق اوسطية، ولقد لاحظنا في خلال الشهور الماضية القليلة تصريحات للمسؤولين النفطيين في السعودية وليبية والعراق، تؤكد بأن الاحتياطي الفعلي الموجود في بلدانهم يتجاوز المعلن بكثير، وتتجاوز الزيادة في بعض الاحيان الـ 50% عما معلن، وقد يكون هذا الامر صحيح، ولكن ليس من الصحيح تبديل ارقام الاحتياطي عن الموثقة. وعلينا أن نوضح بأن العراق، وقبل سنوات قليلة، كان يعتبر الاحتياطي النفطي (او غيره) من الامور السرية جداً، واُعلنت ارقام متحفظة، بعد ضغوط كثيرة، ونتيجة ظروف سياسية لتبيان قوة العراق الاقتصادية، وجلب بعض الدول الغريبة الى جانبه للحصول على حقول نفطية. ولو اخذنا الغاز الطبيعي ايضاً بنظر الاعتبار، وهو المادة الهيدروكربونية الثانية المتممة للنفط، لوجدنا أن الصورة لاتختلف كثيراً، فالشرق الاوسط يحوي حوالي 43% من الاحتياطي العالمي المعلن والاتحاد السوفياتي السابق - واساسا روسيا - 35% من الاحتياطي الغازي، اي كليهما تمثل 78% من مجمل احتياطي الغاز الطبيعي. مع ملاحظة إن الغالبية العظمى من دول الشرق الاوسط النفطية لا تهتم كثيراً في مواصلة التحري عن الحقول الغازية، وتعتبرها احتياطي للمستقبل، وتركز على الاستفادة من الغاز المصاحب لانتاج النفط، والذي كان يحرق هباءاً في غالبيته الى السبعينات من القرن الماضي. علماً إن الغاز الطبيعي والغاز المصاحب ً متماثلان تقريبا، مع الاخذ بنظر الاعتبار أن الغاز المصاحب يخرج جبراً كمادة ثانوية مع انتاج النفط، وكان من المفروض، بدلاً من حرقه هباءاً، الاستفادة منه او اعادة حقنه مجدداً في باطن الارض لحين استغلاله مستقبلاً. على اية حال خسرت الدول العربية المنتجة مبالغ هائلة نتيجة الحرق الغير المشروع!!.

في كل الاحوال فإن المواد الهيدروكربونية (النفط والغاز) محدودة جداً في العالم، ولهذا فإن مسألة اعتبارهما مصدراً مستمراً ومستقراً للطاقة هو امر غير صحيح، ويعاد النظر بها بجدية، وخصوصاً ابتداءاً من العقد الاخير من القرن الماضي بسبب شحة هذه المواد، ولاسباب بيئية سنتطرق اليها لاحقاً، ويجب حل هذه المسألة حلاً جذرياً خلال النصف الاول من هذا القرن، مع استمرار استخدام المواد الهيدروكربونية لانتاج البتروكيمياويات، حيث تستخدم كميات محدودة جداً منه في الوقت الحاضر لهذا الغرض.

ومن الملاحظ ان الشركة العملاقة، النفط البريطانية (برتش بتروليوم BP)، اصدرت في اواسط حزيران/2004، وبعد طبع كتابي اعلاه، تقريراً اسمته “اعادة النظر في احصائيات الطاقة العالمية لسنة 2004"، وهو تقليد استمرت عليه للـ (53) سنة الماضية، اكّدت فيه إن الاحتياطي النفطي المثبت حالياً يكفي لاستهلاك العالم لمدة (40) سنة، في معدلات الاستهلاك الحالية للنفط، وإن 77% منه موجود في دول اوبك. علماً أن BP تقلل دائماً من اهمية احتياطيات النفطية الرملي في كندا في الوقت الحاضر لكلف الانتاج العالية، ولذا تقلل نسبته في الاحتياطات النفطية الحالية، بعكس المصادر النفطية في امريكا الشمالية التي تزيد من نسبته. اما بالنسبة للغاز الطبيعي فإن الاحتياطي، وحسب BP، يكفي لمدة (67) سنة في الاستهلاك الحالي للغاز، وتعتبر الاحتياطي الاكبر له موجود في دول “الاتحاد السوفياتي” السابق. ويضيف التقرير بأن الاحتياطيات المثبتة للفحم الحجري، (وهو مادة كاربونية)، تكفي لمدة (192) سنة في معدلات الاستهلاك الحالية، ويوجد في معظمه في امريكا ومنطقة اسيا الباسيفيكية واوربا الاسيوية. وتؤكد الدراسة إن الزيادة السنوية الاكبر لاستهلاك الفحم تتم حالياً في الصين، حيث وصل الاستهلاك السنة الماضية بـ 15% اكثر من السنة التي قبلها. كما اكدت الدراسة أن استهلاك الصين للطاقة قد تضاعف خلال العشرة سنوات الماضية، مما يجعل الصين “ذا تأثير رئيسي على الرؤيا العالمية في مسألة الطاقة، واعتباراً من الآن”. ثم يتكلم التقرير عن دور “الطاقة المتجددة”، والتي سنتوسع في بحثها في هذه الدراسة.

إن المشكلة الاساسية الحالية في مسألة الطاقة تكمن في السياسة الرسمية المعتمدة في الدولة “الاعظم”، الولايات المتحدة، في محاولتها للهيمنة على العالم، وهي سياسة “الحرب الاستباقية أو الوقائية”، والتي احدى شروطها الاساسية في أن تتأكد الولايات المتحدة من عدم امكانية قيام اية جهة في العالم في المنافسة الاقتصادية او العسكرية لها في المستقبل، وهذا الامر يشمل اوربا واليابان وروسيا وخصوصاً الصين. إن التطور الاقتصادي المستمر في الصين للسنوات العشرين الماضية يجعلها وخلال العشرة سنوات القادمة احد العوامل الاساسية في قلب الموازين الدولية، ومن ضمنها الموازين النفطية. حاليا ًتستهلك الولايات المتحدة ما يقارب من ربع الانتاج النفطي العالمي، ونفوسها في حدود الـ 4% فقط من نفوس العالم، ويذهب حوالي 70% من الاستهلاك النفطي فيها لإنتاج وقود النقل، وهذه حالة فريدة كما سنوضح ذلك في الدراسة. ولهذا تهتم الولايات المتحدة في السيطرة على مصادر النفط، ليس فقط لتوفير حاجتها فحسب، حيث تستورد 55% من حاجتها الداخلية، وانما في محاولة خنق اوربا والصين واليابان لغرض تنفيذ شرطها الاساسي في “الحرب الوقائية”، والتي قال عنها ادورد كندي، عندما عُرضت هذه السياسة رسمياً على مجلس الشيوخ الاميركي في 7/10/2002 (إن مبادىء الادارة الاميركية هذه، -يقصد وثيقة الحرب الوقائية-، هي نداء للامبريالية الاميركية للقرن الحادي والعشرين، والتي لايمكن ولا يجب لأي شعب ان يقبل بها)!. وبالتأكيد ستقاوم الدول “الكبرى” السياسة الاميركية في محاولة “خنقها” نفطياً، ووضح ذلك في مواقف روسيا وفرنسا والمانيا والصين من حرب العراق -حرب النفوذ على النفط- “ومقاومتها” الشديدة لها، بحيث تضطر الدولة “الاعظم” حالياً، في التنازل عن جزء مما تعتقد انها حصلت عليه!!، لإحتواء هذه “المقاومة” في الوقت الحاضر على الاقل، مقابل انهاء مقاومة شعوب الدول “الصغيرة” التي يوجد فيها النفط!. ان الوضع الحالي هو محاولة لإقتسام النفوذ، والحرب سجال للوصول الى ما تسميه الدول الكبرى “حلاً للمشكلة”!.

* * *

في هذه الدراسة سنتكلم عن مشكلة الطاقة ككل في النصف الاول من هذا القرن، او على الاقل للعقدين القادمين، اذ دخلت في الموضوع عوامل اخرى كثيرة ذات اهمية بالغة للبشرية، بالاضافة الى عوامل محدودية النفط والغاز او محاولة الرأسمالية تجديد حيويتها من خلال الامبريالية الاميركية وسعيها بناء “الامبراطورية”!. سنتكلم على هذه المؤثرات الجديدة على النطاق الدولي، وهل هناك فعلاً مشكلة للطاقة لا يمكن حلها من خلال الافكار الحضارية “العقلانية”، وما هو دور النفط والغاز الطبيعي في هذه المشكلة، وماذا على العراق عمله في هكذا وضع معقد ومتداخل و”غير عقلاني”!.

في المقدمة، ارجو من القارىء أن يعذرني، اذ قد يرى، بعض التوسع في مسائل قد يسميها جانبية، مثل الطاقة “البديلة”، او المناخ “المقبل” للارض. وقد اضطر للدخول، وبحدود غير تفصيلية وبصورة عامة نوعاً ما، في بعض المقولات والمفاهيم التقنية والهندسية والعلمية حول الطاقة “البديلة”، او “الانحباس الحراري”، اذ رأيت من المهم جداً التوسع في هذا الموضوع طالما هو حديث الساعة، والذي سيأخذ ابعاداً مهمة جداً في المستقبل القريب. وهذا الحديث يدور حالياً، وفي اعلى المستويات العلمية والسياسية على السواء، في اوربا وامريكا والصين واليابان، وسيدور في بقية انحاء العالم قريباً. وهو الامر الذي ادى الى تكوين تجمعات سياسية مهمة في اوربا وامريكا، وتزداد قوة يوماً بعد يوم، والتي تُسمى “بالعولمة التقدمية”، في مجابهة المشكلة الاساسية الحالية في مآسي العالم الحالية، وهي “العولمة” الاميركية المنفلتة!.
نرى أن نضع في البداية بعض التعاريف المتداولة حالياً حول الطاقة، والتي سيتم تداولها في هذه الدراسة. لنبدأ بالنفط والغاز والفحم الحجري، فالتعبير الانكليزي المستخدم لها هو fossil fuel وfossil energy للوقود او للطاقة. ولقد تُرجمت كلمة fossil في معظم الترجمات العربية الى “احفوري او احفورية”، والمقصود ما يستخرج من باطن الارض لبقايا حيوانات او نباتات تشكلت الى وقود في ظروف طبيعية محددة وفي عصور جيولوجية قديمة. وتُرجمت fossil ايضاً الى “متحجرات”، وهذه تشمل غير الوقود ايضا، كما تُرجمت الى “حفري او حفرية”، اي مستخرجة بواسطة الحفر. لقد اردنا أن نستخدم الكلمة الاضبط وهي الوقود الكربوني (يشمل النفط والغاز والفحم الحجري)، او الهيدروكربوني (يشمل الغاز والنفط)، ولكن هذا التعبير يشمل علمياً الوقود الحديث مثل الخشب او الفحم الاعتيادي او المخلفات النباتية كالبتموس او البيوماس biomass، وهي مركبات كربونية او هيدروكربونية حديثة التكوين تستخدم حالياً لإنتاج الطاقة. لذا سنستخدم اسمها الفعلي -قدر الامكان- مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري، او اذا اردنا العموم فسنستخدم تعبير الوقود “الحفري”. اما ما يسمى الطاقة البديلة replaceable energy، فهي كل انواع الطاقة التي لا يستخدم فيها الوقود “الحفري”. ويستخدم ايضاً تعبير الطاقة “المستديمة او المتجددة” renewable energy وهي لكل انواع الطاقة التي لا تنفذ، وتعوض نفسها باستمرار. وهذه بالاساس الطاقة الشمسية والتي تنتج الرياح وطاقتها، والمواد الخشبية الحالية. علماً أن الطاقة الشمسية هي اصل الطاقة “الحفرية” ايضاً. ويستخدم ايضاً تعبير الطاقة المتجددة على طاقة المياه ايضاً، ولو أن مساقط المياه ومسارات الانهار ليست مسألة دائمية، ولكن الطاقة الموجودة في امواج البحار والمحيطات والتيارات البحرية، والتي اصلها ايضاً من الشمس، هي طاقة “متجددة” ومستخدمة حالياً على نطاق تجريبي او ضيق. وتتضمن الطاقة المتجددة، الطاقة الناجمة من حرق المنتجات الزراعية biomass، والتي هي اصلاً من الشمس، وتجدد نفسها طالما الغابات والمزروعات مستمرة. وهناك طاقة متجددة ولكن من باطن الارض اما يسمى الطاقة الجيو حرارية geothermal energy، حيث أن قلب الكرة الارضية كتلة منصهرة عالية الحرارة، وتخرج من شقوق الارض وفي مناطق مختلفة منها، مياه حارة او بخار ماء، نتيجة مرور الماء بالقرب من الصخور الحارة، تستخدم حالياً في انتاج الطاقة، ومن ضمنها الكهربائية، وهي غير ناضبة الاّ بانتهاء عمر الارض!!. تعتبر الطاقة النووية، طاقة “بديلة” ولكنها غير “مستديمة او متجددة”، اذ في الوقت الحاضر تعتمد على مواد مشعة سيتم نفاذها من على سطح الارض في حالة استخدامها على نطاق واسع. ومن التعاريف المستخدمة ايضاً في الوقت الحاضر، الطاقة “النظيفة” Clean energy، وهي الطاقة التي في انتاجها او استخدامها لا تؤدي الى تلوث الجو او احتمال تلوثه نتيجة الحوادث. ولهذا فهذا التعريف لايشمل طاقة المواد الحفرية، او الطاقة النووية رغم أن انتاج الاخيرة لا يلّوث الجو حالياً، ولكن عند الحوادث، ونتيجة خطأ فني او هندسي، فإنها تؤدي الى تدمير بيئي كبير، وما شارنوبيل في اوكرانيا او مايل ايلاند في امريكا الاّ امثلة ظاهرة للأذى الذي قد تسببه الطاقة النووية. إن الطاقات النظيفة تشمل الطاقات المائية والهوائية والشمسية. وفي بعض الدراسات تدخل طاقة الـ biomass، ضن الطاقة النظيفة، رغم أن حرق الخشب والمخلفات النباتية يؤدي الى انتاج كبير في غاز ثاني اوكسيد الكاربون (الغاز الرئيسي في الانحباس الحراري)، وذلك لأن اعادة زرع الغابات والنبات والتوسع بها يستهلك هذا الغاز كله لاعادة تكوين المواد الكربونية والهيدروكربونية، فهو مادة نظيفة طالما يُعاد الزرع والانتاج بقدر المواد المحروقة. ولعل اهم مصدر للطاقة النظيفة هو الهيدروجين اذ في حرقه يتكون فقط بخار الماء، وهو مادة غير ضارة. ولكن الهيدروجين لا يوجد في الطبيعة لوحده، وانتاجة، من الماء مثلاً، يحتاج الى طاقة اكبر من التي يوّلدها عند حرقه، وهناك دراسات مستمرة حولة، لمحاولة انتاجه بوفر في الطاقة، او جعلة “حامل Carrier” للطاقة للاستفادة من نظافتة.

* * *

لا نعتقد هناك حاجة لتوضيح اهمية الطاقة في الحضارة الحالية، حيث أنها المُحرك لكل شيء. ولا يمكن حتى تخيّل كيف ستكون الحياة بدون حل صحيح لمشكلة الطاقة. ومن الناحية النظرية الصرفة لا توجد مشكلة توفر الطاقة، ومنذ أن وجد انشتاين نظريته للربط بين المادة والطاقة. وانهما وجهان لعملة واحدة، ولو أن هذه النظرية طوّرت في النصف الثاني من القرن الماضي في ادخال “الزمن” كعنصر ثالث. المشكلة هي فنية وهندسية ومالية. فقبل الفين سنة كان العلماء يتكلمون عن “حجر الفلاسفة” لتحويل العناصر الى ذهب!!، وهي مسأله من الناحية النظرية ممكنة ولكن كيف من الناحية العملية؟!. وفي المستقبل ستكون احدى الحلول المهمة هو تحويل المادة الى طاقة، ولقد بدأ فعلاً بالطاقة الذرية بالانشطار النووي وتم السير بالامر بانتاج الكهرباء في المحطات النووية، وثم تطور الامر الى “الاندماج النووي” fusion، لانتاج طاقة اكبر بكثير (نتيجة ادماج الهيدروجين لانتاج الهليوم والطاقة)، ولكن الامر لا يزال على نطاق مختبري. وتم الاتفاق مؤخراً على بناء محطة تجريبية لهذا الغرض، وعلى اساس التعاون الدولي في هذا الامر، ولكن في اوائل سنة 2004 لم يتفق على مكان انشائها، هل في فرنسا او اليابان، ولاسباب سياسية بحتة بسبب الاختلاف السياسي الاوربي الامريكي!!.
هناك عدد من العلماء والمفكرين من يقول ان التطورات العلمية الهائلة التي حدثت في الثلاثين سنة الماضية، وخصوصاً في التسعينات، في تطوير الكومبيوتر والاتصالات، والتي خدمت “العولمة” خدمات كبيرة في انتقال الراس المالي،بحيث حالياً ينتقل ما يزيد عن (1000) مليار دولار من بورصة الى بورصة ومن بنك الى بنك في اليوم الواحد. وإن هؤلاء يعتقدون: كان من الاجدر ان يذهب هذا الجهد العلمي الهائل والاستثمارات الغير محدودة التي صُرفت الى وضع حلول تفيد البشرية اكثر ، وذلك في الوصول الى تطوير طرق جديدة للحصول على الطاقة، وبدون تلويث المناخ والذي له عواقب مستقبلية وخيمة وكما سنوضح لاحقاً. ولكن من الواضح إن مصادر الطاقة والوقود الرخيص موجودة حالياً، وإن الارباح التي تحققت عن التوسع في الكومبيوتر والاتصالات، لايمكن تحقيق حتى جزء بسيط منها فيما لو تم الاهتمام بتحسين الطاقة. وفي الواقع كانت هناك، ولاتزال، معارضة في الصرف على التطورات في الطاقة البديلة وتحسين المناخ من قبل اصحاب النفوذ في المصالح النفطية في الولايات المتحدة. ولكن من الواضح ايضاً إن مصادر الوقود الرخيص في طريقها للنفاذ، كما وان المناخ في طريقه الى التدهور،وسيُضطر،
وبتدخل الشعوب والحكومات (وبضمنها الراسمالية)، الى احداث تطورات كبيرة في مسالة الطاقة.

!!والبقية في العدد القادم



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
- هل نحن على ابواب “قادسية بوش” حفظه الله ورعاه
- سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
- الفلوجة: المقاومة والارهاب والاحتلال و”العراق الجديد”!! هل ه ...
- من الذي شرب الطلا؟ اضواء على مشروع “نقل السلطة”
- قرار مجلس الامن الدولي (1546) في 9/6/2004 هل هذه هي “السيادة ...
- أقوال من الصحف لاتحتاج الى تعليق !!
- من أوراق أنتفاضة الأهوار: شهادة حية من لهيب المعركة
- الولايات المتحدة محور الشر العالمي


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - !!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة