أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تانيا جعفر الشريف - عذرا أبا إسراء...كان لابد أن تخسر!















المزيد.....

عذرا أبا إسراء...كان لابد أن تخسر!


تانيا جعفر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألتوقعات التي سبقت إجراء الإنتخابات العراقية صبت بمجملها إلى إن السيد المالكي سيكتسح الجميع عطفا على إنجازه العظيم باستتباب الأمن الذي هو كما يفترض أن يكون محور العملية السياسية ومقياس فشل أو نجاح السياسيين .. لكن مالذي حصل ولماذا فشل المالكي في الحصول على نصف ما كان يتوقعه من أصوات وبالتالي من مقاعد ؟
من خلال قرائتي المتواضعة واستقرائي للأمور التي سبقت وواكبت العملية الإنتخابية يمكن لي أن أستخلص الأسباب التالية التي أطاحت بالمالكي(إلى حد ما) شعبيا:
1....فشل السيد المالكي إبتداءا في كسب أي حليف لاحق بسبب عدم مرونته في معالجة نقاط خلافه مع شركائه في العملية السياسية وعدم قدرته على توظيف نجاحه الأمني في سائر خطواته اللاحقة بل العكس هو الذي حصل .. ففي الوقت الذي اتسعت مساحته الشعبية ضاقت مساحته السياسية وطبعا الخصوم السياسييون سخروا انجاز المالكي الفردي لخدمتهم من خلال الترويج إلى إن تصرف المالكي ينم عن استبدادية جديدة وإنه يتصرف بفردية ودون استشارة الغرماء ..
2.... وعطفا على أولا ففي الوقت الذي ينبغي بالسيد المالكي أن يستغل حالة(الرضا) التي ترتبت على إنجازه الكبير أمنيا وخصوصا من المشككين (العرب السنة) أقول حتى في هذه فشل فشلا ذريعا أعاده إلى دائرة الإتهام بالطائفية وذلك بسبب تضييق الخناق على أبناء الصحوات الذين لولاهم لما تمكن ولا أمريكا من بسط نفوذه على الأنبار وصلاح الدين وغيرها فلمجرد أن شعر بالقوة ارتأى القضاء على الصحوات في وقت دعم مجالس الإسناد المرتبطة به رغم عدم الحاجة لهم .
3... وعطفا على ثانيا إرتكب خطأ" كبيرا آخر بدمجه الميليشيات (الشيعية) عدا الصدريين بمراكز أمنية وإدارية حساسة دون مؤهلات وأعطى للبعض منهم مراكز إدارة واتخاذ القرار وقيادة القطعات العسكرية على حساب الكفاءات العراقية التي يئست من أن تنال فرصتها وحقها ورفض للأسف دمج أفراد الصحوات الأبطال إلا بنسبة 20% وبتدخل أمريكي مباشر.
4....ألدور السلبي للدائرة الإستشارية المحيطة بالسيد المالكي فهذه الدائرة طائفية بامتياز وتصريحات أفرادها تستفز الشعب لدرجة كبيرة ناهيك عن عدم وجود خطاب سياسي موحد يجمعهم وأعتذر إذ أورد أسماءا من قبيل سامي العسكري وعلى الدباغ الناطق الرسمي للسيد المالكي وكمال الساعدي وحيدر العبادي وغيرهم كثير..
5....محاباته المبالغ به جدا تجاه بعض المحسوبين عليه في الحكومة لدرجة روج خصومه السياسيين إلى إن المالكي يرأس مافيا المفسدين في الحكومة خصوصا ما تعلق بوزارات خدمية قدر لوزراء من حزبه أن يستأزروها كالكهرباء والبلديات والتجارة والتربية وإصراره غير المبرر على عدم فتح ملفاتهم لأسباب لازلنا لانعرفها إلى الآن
6.... وفي ضروف بالغة الحساسية سياسيا أناط بأشخاص محسوبين عليه مناصبا حساسة دون مبررات بتنصيبه فردا من حزبه لرئاسة هيئة المساءلة والعدالة وتلاها توليته لآخر رئاسة جهاز المخابرات والأعتى مكافئته لمن عد شعبيا فاشلا في إدارة الملف الأمني ببغداد (عبود قنبر) ونقله معاونا لرئاسة أركان الجيش بدلا عن محاسبته..
7.... وعد البعض زياراته الإنتخابية الأخيرة للمحافظات تبديدا للثروة الوطنية وهدرا للمال العام وإنها ليست زيارات رئيس وزراء يتفقد أحوال شعبه وطبعا هذا الأمر إستغله خصومه السياسيون أحسن استغلال.
8... ولعل أكثر التصرفات إضرارا بموقفه الشعبي كان توقيت صدور قرارات هيئة المساءلة والعدالة في خضم بدأ العملية الإنتخابية وشمول شركاء الأمس السياسيين بقراراتها الغبية كالمطلك والعاني بل عد البعض ونجح في تصوير الأمر على إنه إقصاء لقيادات مكونات أخرى وليس للبعث الصدامي علاقة بها فتعبأ الشارع السني وجزء من الشارع الشيعي ضده وكل هذا صب بشكل كامل في صالح خصمه السياسي الأول السيد أياد علاوي
9... فشله الذريع خلال سنوات رئاسته الأربعة في رسم صورة عربية للعراق وبقائه مراوحا في مكانه مما فاقم من عزلته العربيةواتساع دائرة اتهامه بمولاة إيران
10.... حادثة الفكة وما رافقها من سكوت غير مبرر من الحكومة متمثلة به ودائرته في وقت أجج خصومه الشارع العراقي على ما حصل والأسوء قمعه من خلال الأجهزة الأمنية لأي توجه شعبي للتعبير عن رفض ما حصل .ألأمر الذي ألقى بضلاله على تولد تصور شعبي جديد مفاده إن القادم أسوء في ما يتعلق بالموقف من إيران الطامعة .
11... تخليه المطلق عن حلفاء الأمس وعزل مكون سياسي مهم أوصله لسدة الحكم وعدم قدرته أو محاولته إستمالة البعض منهم (التيار الصدري) وإقصائهم بعد خطة فرض القانون من كل منصب إداري أو وظيفي مهم فابعد مدير شبكة الإعلام ومدير القوة الجوية فقط لكونهم صدريين وطبعا سواهم كثر وعين عوضا عنهم من التابعين لحزبه
12.... وتلك نقطة مهمة تتمثل بعدم مصارحة شعبه بحقائق الأمور فهو وللسنوات الأربع كان يصرح بأن الحكومة هي حكومة وحدة وطنية ولكنه فاجأ الجميع خلال الإنتخابات بأن القوى السياسية المشتركة معه في إدارة الدولة تحجمه من الإضطلاع بدوره فعد البعض تصريحه ذاك من باب الترويج الإنتخابي والنيل من الخصوم ..
13... وتلك ايضا نقطة غاية في الأهمية ربما غفل السيد المالكي عنها وتتمثل إنه وبعد فوزه الكاسح في إنتخابات مجالس المحافظات مارس حزبه في تلك المحافظات دورا سلطويا إستبداديا وحاول تطبيق نظرية الحكومة كحزب ديني لا سياسي ومن تلك الممارسات مثلا عد مجلس محافظة واسط تعاطي الخمور أوبيعها أو تداولها جريمة قانونية(خلافا للقانون طبعا ) وكذلك مرافقة محرم لكل عضوة في المجلس وتحريم مجلس البصرة حلق الذقون وأساليب أخرى لم يكشف عنها في بقية المحافظات
14... وليعذرني السيد المالكي أشعر إنه أصيب في ضوء تعاظم شعبيته لفترة ما بالغرور وتصور إن الأمور بدت في متناوله متناسيا إن أغلب أبناء الشعب العراقي سياسييون محنكون أيضا وقد يفوق بائع الشاي المتجول أو الإسكافي البسيط أو عامل البناء فهما بالسياسة ومجريات الأمور أكثر مما يفهمه وزير في حكومة المالكي كخضير الخزاعي مثلا الذين اطلق النار من مسدسه الشخصي على جموع من طلاب إعدادية إعترضوا عنده لتأخر توزيع أسئلة الإمتحان الوزاري.
15... ويؤاخذ عليه كثيرا عدم جديته في حسم قضايا مهمة وتركها مركونة وخصوصا قضايا المعتقلين بلا مذكرات قبض والموقوفين بلا دعاوى جنائية وكذلك تفشت في فترة حكمه وبسكوت منه ظاهرة (المخبر السري) والتي على أثرها يقبع آلاف المعتقلين في السجون والمواقف ناهيكم عن الإنتهاكات التي طالت الكثير من أبناء الشعب خصوصا ما تعلق منها بالصحفيين والنساء وتفشت في عهده ظاهرة غاية في الخطورة وهي ازدياد نسبة المتسولين وخصوصا المتسولات وأطفال الشوارع دون معالجة تذكر..
كل هذه الأمور وربما سواها لابد أن يكون لها أثرا في توجه الشارع العراقي للتغيير(أي تغيير كان) وهنا لاأدعي إن البديل يكون افضل فالعراقي لسان حاله يقول جربنا فلان وفشل فلنختر سواه لعله أفضل وتلك محنة هذا الشعب مع السياسيين الطارئين الذين أتت بهم أما الصدفة أو أمريكا إلى الحكم فمتى يتوقف جرح الجسد العراقي عن النزف؟



#تانيا_جعفر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية وإضاعة الفرصة..
- .....عليك.. عنوان أول مقالة نشرتها...
- ليس دفاعا عن دين/2
- قراءة في قراءة الأستاذ عبد القادر أنيس مقالتي الأخيرة
- ألعداء للإسلام بين رغبة الغرب وقسوة الشرق...
- ما أحقر الإسلام السياسي.؟
- الجامعة المستنصرية..تشكو لمن؟ لا تدري!
- نفاق الإسلام السياسي في العراق..عادل عبد المهدي نموذجا..
- تعقيبا على تعليقات قراء ...وفاء سلطان كيف ولماذا تكتب؟
- تعقيبا على مقالة ..وفاء سلطان كيف ولماذا تكتب؟(1)
- ألدعوة لضرب سوريا ..وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان 2 مع الردود ...
- ألدعوة لضرب سوريا ..وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟...1
- ألشعائر الحسينية والشعائر الصدامية .. وجهان لشعب واحد! !!
- تعقيبات وردود على معلقي مقالتي(إذا كانت إمرءتان....)
- إذا كانت إمرأتان .. مامصير الثانية؟ ..تعقيب حول مقالة (إمرأة ...
- هذه أخلاق إبن المعلمة (ألسيدة وفاء سلطان)
- في العراق الجديد... الوطنية تهمة..!
- ألعراق يحاكم كرامته...!
- ألكتابة حق فلا ينبغي التعسف باستعماله(حول ضاهرة مقالات التعل ...
- نبيك هو أنت ..وليس وفاء سلطان....


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تانيا جعفر الشريف - عذرا أبا إسراء...كان لابد أن تخسر!