أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم ابراهيم - مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة















المزيد.....

مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 22:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



مقالة في صحيفة البوليتيكن الدنماركية تاريخ14 اذار 2010
للكاتب الدنماركي يانس اندريه هيربينا

الم يحن الوقت لالغاء النصوص الدينية المتشددة المطلقة والعنيفة التي هي جزء من شرائع وقوانين الديانة المسيحية في الكتاب المقدس.

الجميع بات يعلم ان شركة الطباعة الحرة في الدنمارك و كذلك الحزب الشعبي الدنماركي يتنافسون فيما بينهم على نشر اقبح التعليقات عن دين الاسلام والمسلمين بشكل عام.
ومن المعروف أيضا أن من بين أبرز المنتقدين المتحمسين لذلك هم في الواقع من المسيحيين المتواجدين هنا في الدنمارك. وهذا لايمكن ان يكون من قبيل المصادفة.

عندما طلب يسوع المسيح من الناس ان لايرموا الحجارة على المرأة الزانية سوى المؤمن الذي لم يذنب في حياته وعندها لم يستطع احد منهم ان يرمي بالحجارة على تلك المراة لان جميعهم كانوا مذنبين .
ويبقى السؤال الان ما إذا كان الصليبيين المسيحيين في العهد القديم هم الذين رموا الحجارة الأولى تلك التي تحدث عنها المسيح والان يأتون ويحاوروننا باسم الكتاب المقدس.
المقصود هنا لايمكن للمرء المذنب ان يعظ الاخرين ويعطيهم درسا بالاخلاق عليه ان يصلح نفسه اولا.

فاذا اردنا تناول الكتاب المقدس فان اشهر المواعظ فيه انه على الانسان ان ينظف عينه اولا من الاجسام الغريبة قبل ان يحاول تنظيف عيون الاخرين. اي بما معناه لايستطيع المرء مساعدة الاخرين الذين لايرون الاشياء بوضوح اذا كان هو نفسه عاجز عن الرؤية الواضحة.

واذا امعنا النظر في الكنيسة ، وتاريخ تأسيسها لوجدنا ان ذلك من اهم الاسباب التي تدفعنا الى ممارسة النقد الذاتي بل و ربما اتخاذ مواجهة ذاتية بعيدة المدى..

هذا ماحدث العام الماضي عندما اقترح الباحث الدنماركي الديني دكتوراه في علم الاهوت نورايا في قسم اللاهوت في جامعة آرهوس في الغاء احد النصوص الدينية الموجودة في الكتاب المقدس وهو الجزء الخاص بتقديم النبي ابراهيم ولده اسحق كضحية للرب.

من الواضح ان الدكتور نورايا قد فتح حوارا ساخنا ليس فقط على مستوى الصحف المسيحية وانما في وسائل الإعلام المختلفة. وكانه بذلك فتح صندوق باندورا .

"باندورا هي أول امرأة وجدت على الارض طبقا للعقيدة اليونانية. خلقت بأمر من زيوس، وتم خلقها حسب الاسطورة من الماء والتراب ومنحت العديد من المزايا مثل الجمال والإقناع وعزف الموسيقى.
.حسب الأسطورة كان هناك صندوق منعت باندورا من فتحه ولكن حبها للفضول دفعها لفتح الصندق الذي أدى بدوره حسب الأسطورة إلى خروج الشياطين وانتشارهم في الأرض.فكانت الحياه قبل ذلك الأمر تخلو من المشاكل والشر" .

والعديد من الناس وجدوا ان الدكتور نورايا تجاوز حدوده بهذا الحوار والسؤال هنا هل هو فعلا تمادى بحواره هذا.

فالمسألة المهمة هنا هي أن الكتاب المقدس يحتوي على العديد من المواضيع التي هي ليست فقط على نقيض الديمقراطية الحديثة وحقوق الإنسان وألاخلاقيات الحديثة ، وانما هي في الواقع على نقيض اسس الإنسانية.
ومع ذلك فاننا نجد عددا قليلا من اللاهوتيين يريدون التخلي ربما عن فصل واحد لااكثر من الكتاب المقدس.

دعونا نأخذ بعض الأمثلة الموجودة في الكتاب المقدس. *وقال في سفرموسى الفصل الثاني والثلاثين ان موسى ذبح نحو ثلاثة الاف من مواطنيه اليهود لأنهم كانوا يعبدون العجل الذهبي على الرغم من انهم وعدوا نبيهم موسى بعدم عبادة هذا العجل الذهبي .حسنا هل هذا يمنحه الحق بقتلهم جميعا وفوق هذا كله فان راوي القصة يبدي تعاطفا كبيرا مع الرب و موسى وليس مع القتلى .
وربما يظن المرء ان الرب و موسى كان يومهم سئ الطالع لذلك غضبوا على اليهود بهذه القسوة الا ان الحقيقة ليست كذلك . الحقيقة ان التعصب الديني في القانون الالهي كان السبب في عقابهم هذا .ففي كتاب موسى الخامس وفي الفصل السابع عشر يذكر ان الرب يقول بان كل اسرائيلي يذنب في عبادتي يجب رجمه بالحجارة حتى الموت وهي طريقة اعدام بشعة. لكن لماذا؟

حتى الاسرائليين انفسهم لم يكونوا رحماء على الناس عندما ارادوا احتلال ارض الميعاد
ففي سفر التثنية لكتاب موسى الخامس وفي الفصلين السابع والفصل العشرين امر موسى ، ولاسباب دينية بتطهير عرقي كامل للشعب الذي يعيش على تلك الارض اي قتل الكل رجالا ونساءا واطفالا وشيوخا.
وبالقاء نظرة على كتاب يشوع في الفصلين العاشر والحادي عشر نجد ان خليفة موسى وهو زعيم بني اسرائيل قد اشيد به كبطل تاريخي عظيم على الرغم من انه قام بالقتل الجماعي الشنيع.
وفي اول كتاب الملوك نجد ايضا النبي الياس من الذين قتلوا الناس قتلا جماعيا ففي الفصل الثامن عشر وبعد فوزه في اختبار القوة على اربعمائة وخمسين منافس من الانبياء على جبل الكرمل قام بجمع كل الملحدين والذين لا يؤمنون بالاله وارداهم قتلى.
وبالامكان القول ان جماعة طالبان سيشعرون بالغيرة من هذه الحماسة .
و لناخذ مثالا اخر الملك داوود او دافيد وهو ثاني اعظم ملوك بني اسرائيل حيث اشيد بشجاعته لقتله عشرات الالاف من البشر في حين ان منافسه الملك شاول تم تكريمه لانه قتل بضعة الاف وقد اختار الرب الملك داوود لأن يكون مؤسس السلالة الأبدية وليس الملك شاول حسب ماجاء في كتاب صاموئيل الاول.
وفي سفر التكوين الفصل التاسع عشر فان الله غضب على اهل مدينتين سدوم وعمورة واحرقهم وذلك بسبب ممارستهم للشذوذ الجنسي.
مرة أخرى ، هذه ليست مسألة أن الرب كان متعكر المزاج في ذلك اليوم ابدا والا لحدثت مثل هذه الفواجع مرة واحدة او نادرا الا انه وكما ترون تكرر هذه الاهوال . واذا قرأنا في سفر الاولين الفصل عشرين فنجد ان عقاب المثلية الجنسية حسب القانون الإلهي هو عقوبة الإعدام.
فالفتيات اللواتي لسن عذارى عندالزواج ، يرجمن بالحجارة حتى الموت وفقا للكتاب الخامس من موسى الفصل الثاني والعشرين ، باستثناء الفتيات المخطوبات وكن عذارى وتم اغتصابهم فيجب عليهن الزواج من المغتصب وفقا لشريعة الرب.
هذه الفواجع لاتقتصر فقط على التوراة القديمة بل في التوراة الحديثة وعلى عكس مايعلن عنه معظم اللاهوتيين ومايتصوره غالبية الناس. التوراة الحديثة تستطيع ان تظهر مواضيع تتماشى مع بعض الطوائف الأكثر راديكالية في ايامنا الحاضرة مثلا الحقد على العالم , كره اليهود, كره العائلة, ازدراء المراة ويجب ان تلبس الحجاب, التعصب بكل اشكاله و الانتقام الابدي من المذنبين وكذلك يتناول الحقيقة المطلقة وعقوبة الاعدام ضد المثليين او الشاذين جنسيا وجنون العظمة. ساحاول توضيحها لاحقا عند المرور بها.

المصيبة هنا على الرغم من معرفة الكنيسة المسيحية بكل هذه القصص الشنيعة فقد اخذت الكثير من التوراة القديمة والتوراة الحديثة معا. تاريخيا فانها قد تصدرت المرتبة الاولى في الاهوال والمصائب على غيرها من الاديان الاخرى. وهكذا نرى انه باسم نشر الدين في العالم وترسيخه وحمايته فانها قامت برفض وحل الاديان الاخرى وظهرت الرقابة على كل شئ وتشكيل لجان تفتيشية و ظهور الحملات الصليبية, والحروب الدينية واضطهاد المراة وملاحقة الزنديق واذلال السكان الاصليين للمدن وابادة اليهود وحرق النساء التي يشك بانهن ساحرات ووصم المعارضين والاشخاص الذين يحملون افكارا اخرى الخ .

حسنا بعد كل هذا السرد للاهوال والفواجع التي نتجت عن الكنيسة المسيحية فهل يمكن ان نقول ان الكنيسة هي عمل خير يقتدى به الم تكن من اهم المواعظ في الفصل السابع في انجيل متي المبشر اي الانجيل الذي يستخدمه المسسيحيون الان . يقول اذا عرفت الثمار تعرف من اي شجرة اتت فالشجرة الجيدة لاتعطي الا الثمار الجيدة والمقصود منه انه اذا عرفت النتائج التي تاتي من اي عمل عندها تستطيع ان تحكم على العمل كونه عملا جيدا او سيئا. اي اذا نظرنا الى كل تلك الاهوال والفواجع التي نتجت عن الكنيسة المسيحية من قتل جماعي وحرق وابادة للبشر فهل يمكن القول ان الكنيسة خير للناس.
والان ربما يعلق احد القراء بان هذه الروايات المفجعة التي سردتها ما هي الا قصص متنوعة عن العادات والتقاليد وهي تتناسب مع كل الازمان وكل المجتمعات وهي ليست النواة الاساسية للتوراة والانجيل فهي مجرد قصص تتناول كل شئ في المجتمع وكل حكم وعقاب يصدر منها له مبررات .
نعم صحيح نجد كل شئ فيه فمن جهة ياتي الانجيل بقصص يطالب فيه البشر بتعزيز مكانة المراة وقصص اخرى يطالب فيها باضطهاد وتعذيب المراة كحرقها او رميها بالحجارة حتى الموت عند الزنى او الشك بانها ساحرة وهذه القصص لاتنتهي وانا اخترت جزءا بسيطا منها .

انا اتفق مع القارئ انها قصص لا تمثل النواة الاساسية للانجيل والتي تتمثل بايمان المرء بيسوع المسيح ايمانا كاملا عندها سيحمل يسوع المسيح كل ذنوبه لان المسيح تعذب اثناء صلبه وبذلك حمل كل ذنوب االمسيحين الذين يؤمنون به وبذلك فان المرء يصبح نقيا وبدون اية ذنوب و يحيا الى الابد في جنة الخلود.

ولكن هذه النواة الاساسية للانجيل تختلف باختلاف الفترات التاريخية التي تمر بها الكنيسة وهذا يعني ان اهداف الكنيسة واتجاهها يختلف بتغير الفترات الزمنية والاوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع. وبهذا نجد و من خلال الاطلاع على تاريخ الكنيسة الطويل نرى ادلة دامغة على ان احتياجات اللاهوتيين تختلف باختلاف الزمن والسلطة.

على سبيل المثال هناك عدد من النصوص التشريعية في كتاب موسى لعبت دورا بارزا في وضع قوانين واخلاقيات لعدد كبير من الدول المسيحية حتى القرن الثامن عشر وبعض الدول المسيحية مازالت حتى يومنا هذا تستخدم هذه القوانيين في تشريعاتها القانونية.

فالتعصب الديني في الكتاب المقدس في مفهوم انه لايوجد سوى اله واحد حقيقي لبني اسرائيل او اله واحد للبشرية والانسانية جمعاء. وافضل دليل على ذلك الوصايا العشرة لموسى في سفر التثنية الفصل الخامس حيث يقول الرب انا الاله الرب الواحد ولا اله غيري. حسنا اهو اله غيور يغار من ان يكون له منافسون في الربوبية.
وفي الكتاب الثاني للملوك يمكننا ترجمة الفصل الثالث والعشرين الى واقع دموي وحشي وذلك عندما امر الرب الاعلى الى قيام ثورة دينية على العبادات الاخرى التي لاتؤمن بالرب في اسرائيل.
وهذا الاسلوب منهجي تدميري متواصل الى ان يصل المرء الى مايطلق عليه الحقيقة المطلقة للمسيحية. وعلى حسب الفصل الرابع عشر في انجيل حنا المبشر حيث يشير الى ان المنقذ اي يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة ووفقا لانجيل متي الفصل الثامن والعشرين فان يسوع المسيح قد منح ملكوت السموات والارض وعلى كل العباد ان يكونوا عباده وعليهم واجب اطاعته. وان على جميع البشر الركوع ليسوع المسيح والاعتراف بان يسوع المسيح هو الرب وفقا لرسالة النبي بولص التي ارسلها الى سكان مدينة فليبي والتي اصبحت فيما بعد اول مدينة اوروبية تعتنق الديانة المسيحية.
المهم النتيجة الحتمية لهذا التفكير الديني هو الاعتراف بوجود اله واحد ورفض وجود آلهة اخرى والاعتراف بوجود دين واحد حقيقي ورفض كل الاديان والمذاهب الاخرى التي لاتؤمن بالرب الواحد كعبادة الاصنام والجن والشياطين. ويجب القضاء على كل اعداء الرب مثل الوثنيين والكفار والزنادقة وخدمة الشياطين.

وبهذا لايمكننا انكار رسوخ التعصب الديني والحكم المطلق والغاء الاخر في الكتاب المقدس تلك الاسس التي تربي البشر على العنف الديني والتي لاتتفق باي شكل من الاشكال مع حقوق الانسان الاساسية الحديثة مثل الحرية الدينية التي هي حق مهم من حقوق الانسان في المجتمع الحديث. ولكن هذا لايعني ان العنف ظاهرة غير معروفة لدى المجتمعات الشركية اي المجتمعات التي تؤمن بتعدد الالهة.
في العبادة التوحيدية التقليدية كانت تبرر شرعية العنف والحروب و التعصب الديني على اساس انه من اجل نشر الايمان الحقيقي والمحافظة على هذا الدين التوحيدي.

وهذا ما وضحه عالم الاثار الالماني المختص بالحضارة المصرية الثقافية والدينية البروفيسور يان اسمان اكد على انه من اهم خصائص الاديان التقليدية التوحيدية والتي تؤمن باله واحد لاشريك له فمن اهم خصائصها هي الدعوة الى عبادة اله واحد تتمثل بالايمان بالحقيقة الوحيدة المطلقة الله سبحانه وتعالى.و محاربة الاديان الاخرى والالهة الاخرى الكاذبة كالوثنية والخرافات وعبادة الشياطين انها ثورة جديدة وتقليدية أيضا.

تاريخيا ليس غريبا ان تكون لهذه الافكار نتائج سلبية عميقة على العديد من الاديان خاصة تلك الديانات التي تحترم التعددية الالاهية و الراي الاخر المخالف.
ومع هذا وجدت هناك حالات استثنائية وفردية لدى هذه الديانات التعددية اي ان بعضا منها قد رفض دينا اخر ولكن ليس على اساس مبدئي او عالمي كلا وانما لاسباب تتعلق باحداث تاريخية معينة مشروطة بوضع وحدث ما ولم يحدث انها رفضت كل الديانات الاخرى التي لاتؤمن بدينها كما هو الحال مع الديانة المسيحية التي ترفض الاديان الاخرى وتلغيها وتعتبر المسيحية الدين الاوحد وكذلك الاسلام فهو يرفض الاشراك باله اخر غير الله الواحد ومع هذا فان الاسلام لم يرفض الدين اليهودي والدين المسيحي بل الاسلام يعترف بالمؤمنين باليهودية او المسيحية ولايرفضهم ويطلق عليهم اهل الكتاب ولكنهم ياتون بالمرتبة الاقل من مرتبة المسلمين.

ان غالبية الاديان غير التوحيدية اي الاديان التي تؤمن بتعدد الالهة كانت من اكثر النماذج انتشارا في تاريخ البشرية لكنها تقلصت وربما اختفت في يومنا هذا مقارنة مع الأديان السماوية التوحيدية مثل اليهودية و المسيحية والإسلام التي اصبحت أكبر الأديان في العالم ومنتشرة باشكال عديدة.
اذا اخذنا اهم الاعتراضات التي يؤكدها المسيحيون المدافعون عن الكنيسة المسيحية بان النصوص المسيحية المطلقة والتي تدعوا الى العنف لم تعد تستخدم في يومنا الحاضر بل اختفت حيث ان مجتمعنا الحالي يتميز بالعلمانية واحترام حقوق الانسان وتعدد الاديان ووجود علاقة سلمية مع الكنيسة وهذا هو نتيجة حتمية بعد ان قلصت سلطة الكنيسة الى ادنى الحدود والتي كانت نتيجة المواجهة مع الحروب الدينية والتعصب الديني في عصر التنوير الذي جاء في اعقاب الاصلاحات الدينية.
ومع هذا لنعتبر هذا الكلام حقيقة مع بعض التعديلات عليه نجد ان جورج دبليو بوش الزعيم السابق لاكبر دولة في العالم من حيث القوة العالمية و التسليح العسكري الرئيس الامريكي اعتبر الكتاب المقدس هو الالهام االالهي له فلقد استخدم النصوص الدينية الموجودة في الكتاب المقدس لاثبات شرعية حروبه على الدول الاخرى. وكذلك وبنفس اسلوب الدين المسيحي في الفصل الثاني عشر في انجيل متي حيث هناك تمييز واضح بين الشر والخير بين الاصدقاء والاعداء فاما ان تكون معنا او ضدنا وحسب بوش اذا لم تكن معنا فانت اذا مع الارهاب.
ينبغي الإشارة هنا الى اكثر رجال الدين المسيحي نفوذا هنا في الدنمارك ، خاصة في الآونة الأخيرة ، وهما كلٌ من القس سورن كراوب ويسبر لانغ بالة حيث كان لهما دورٌ رئيسي في ابراز الاحكام الدينية المطلقة المميزة في الكتاب المقدس وتعاليم لوثر. فمنذ سنين مضت كتب القس سورن كراوب ان الدين المسيحي هو من اجل خدمة الحقيقة تلك الحقيقة التي لايمكن التصويت عليها او مناقشتها بل يجب ان تطاع كما هي.
وهناك القليل من امثال هؤلاء ساهموا ايديولوجيا في تحديد جدول اعمال السياسة في الدنمارك في السنوات الاخيرة حيث ساهموا في خلق روح عصر جديدة على شكل المواجهة الحاسمة ضد الاسلام الذي يمثل عدو المسيحية كما في العهد القديم, ويمكن ذكر العديد من الامثلة الا انني اخترت هذه الامثلة فقط لاثبت ان الكنيسة التقليدية القديمة لم تنقرض بل مازالت ليومنا هذا مستمرة بافكارها وهي لاتساهم في التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في المجتمع الواحد.
والان ماذا علينا ان نفعل؟

بعد كل هذا السرد هل لدى احد منا الشجاعة لمواجهة الشر والعدوانية لهذا الدين ويمارس النقد الذاتي بشكل متقن فلربما سيتمكن من السير على نفس الطريق الذي خطاه وبحذر شديد السيد نورايا نائب عميد قسم اللاهوت في جامعة اهوس الدنماركية العام الماضي. هل يمكن للمرء الامساك بجذور النصوص الدينية للكتاب المقدس ورفضها كذلك رفض حقيقة تضحية النبي ابراهيم بولده اسحق ورفض كل النصوص الدينية التي تدعو الى التعصب الديني والعنف والحكم المطلق والتي هي تمثل نصوصا تشريعية مختارة في الكتاب المقدس التوراة والانجيل, لانه لايمكن الاستفادة من استخدامها في وقتنا الحاضر.
ان رفض هذه النصوص والغاءها له مزايا عديدة.

اولا فان ذلك سوف يقلل من حدة الانتقاد الموجه للنصوص. وثانيا لن يكون ضروريا ان يقوم الباحث او المهتم باعادة تفسير وشرح وتحليل النصوص الدينية التي ربما تفسر بعكس ماهو مفروض. لان تفسير النصوص الدينية غالبا ماتضع اللاهوتيين والقساوسة في وضع مشكوك فيه.
وثالثا فانه من المحتمل ان المحافظين والاصوليين يقللوا من استخدام النصوص الدينية في الكتاب المقدس لاضفاء الشرعية على التعصب الديني والقمع والاضطهاد الراسخ لديهم بشكل كبير.
واخيرا سيكون بامكان المرء وبدون خوف ان ينتقد التعصب الديني المطلق الذي يوجد ايضا في الكتب الدينية الاخرى مثل كتاب القران الخاص بالمسلمين والدين الاسلامي الذي يمثل ثاني اكبر الاديان في العالم.
وكذلك بامكان المرء ايضا انتقاد الملحدين المتشددين والذين لايؤمنون بوجود خالق لهذا للكون.
والغاء هذه النصوص ستؤدي الى تغيير واضعاف النصوص التقليدية بعض الشئ في الكتاب المقدس وكذلك في الانجيل.
ونظرا لكل تلك المزايا التي نحصل عليها من الغاء تلك النصوص الدينية فالسؤال الان هو ماذا ننتظر؟

ترجمة ومعالجة مكارم ابراهيم
ترجمة عن الكاتب الدنماركي يان اندريه هربينا
ماجستير اداب اختصاص علم تاريخ الاديان واللغات السامية

22 أذار 2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم ابراهيم - مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة