لاتبكي ملكاً مضاعاً كالنساءِ

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 11:44
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

ستصدر غداً الجمعة النتائج الاولية للانتخابات النيابية(ان صدقت وعود مفوضية الانتخابات اللامستقلة ) هنا يجب ان نتوقف وقفة متمعنة ومتبصرة بما دار ويدور منذ فتره من سجالات واتهامات وتباكي ولطم على الخدود على هذه النتائج وحتى قبل صدورها . المهم بالنسبة لشعبنا المظلوم وكما يقول المثل العراقي ( ليس المهم كتل الناطور وانما المهم اكل العنب) وللاسف الشديد مارست الكتل الكبيرة كل انواع الخدع للشعب ومنذ اليوم الاول لبدء مجلس النواب التداول حول تعديل قانون الانتخابات الحالي (تمخض جبل فولد فأراً) ان معظم النواب السابقين وللاسف الشديد قد باع نفسه للشيطان فلم يكون على قدر المسؤولية فخذل الشعب وكل مايحدث اليوم وربما في المستقبل نتيجة لخيانتهم الامانة التي أوكلت اليهم فلو شرعُوا قوانين تنظم عمل الدولة والرئاسات الثالث وفي مقدمتها قانون ينظم الرواتب والامتيازات ووفق سلم الرواتب الحقيقية التي تتناسب مع رواتب بقية الموظفين للرئاسات والوزارات والنواب لما حدث هذا التهالك على مجلس النواب والوزارة ولو شرعُ قانون حقيقي لتنظيم عملية الانتخابات يلبي طموحات الشعب ولايزيف ارادتهم وبنفس الوقت تشريع قانون عمل الاحزاب وتشكيلها لما حدثت هذه الفوضى التي نشاهدها اليوم وعلينا ان نعترف .. الدستور الحالي هو اساس بلاءنا (والذي فرضهُ المحتل بعجالة وكتبهُ العملاء الطامعون بتقسيم العراق وارضاء المحتل) والذي سبب اليوم مليون مشكلة . فمثلاً انتهت شرعية مجلس النواب ولا احد يعرف ولايوجد نص قانوني كيف ستتعامل رئأسة الجمهورية او الوزارة مع القضايا الحساسة للبلد وربما لاتشكل الوزارة قبل 6 اشهر من الان . هل هذا الوضع بالتعامل مع العراق ومصالحه الجوهرية مقبول دوليا وداخليا .. بالتأكيد لا.. العراق لم يكن دولة قيد الانشاء عند اسقاط نظام صدام.. وكان فيه من القوانين والانظمة والتعليمات التي سنت وشرعت وجربت طيلة عقود طويلة . واذا بالسيد بريمر ينسف كل شئ ويعيدنا من جديد الى نقطة الصفر ( هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة) ايعقل ان يتنافس على قيادة شعبنا الممزق اصلا 600 حزب هزيل بعد ان كان حزبا واحدا(خلوها ياناس لاشيش لاكباب ) و 6500 الكثير منهم انتهازي ومرشح طامع وحالم بالامتيازات على 325 مقعد نيابي ؟؟؟؟ بحساب بسيط نجد ان 6000 مرشح منهم خسروا و فشلوا في هذه الانتخابات بعد ان باعوا دورهم ومايملكون ليخوضوا معركة انتخابية فاشلة غير متكافئة وربما غير نزيهة وفقدوا كل شئ ..الحمقى و الاغبياء منهم لم يدركوا ان الحيتان الكبيرة تأكل الاسماك الصغيرة مخلفةٍ غير اللطم والبكاء على الاموال التي فقدوها اما بالنسبة للمقامرين والمغامرين فهي لعبة قمار قد يخسر اللاعب وقد يفوز فوزا عظيما ..أما بالنسبة للكتل الكبيرة فلم تستفد من التجربة وترفض من صفوفها الفاشلين من وزراء ومستشارين ووكلاء وزارات ومدراء عامين احتلوا هذه المناصب بغفلة من الزمن وتحملوا عاقبة هذا العمل بخسارة اصوات كان بالامكان ان تناصرهم وهم ايضا يتباكون حالهم حال الاسماك الصغيرة .
كلنا يذكر الضجة التي اثيرت على اجتثاث شخصين من البعثين .. الم تكن هذه خدمة مجانية للبعثين او انصارهم ؟؟؟ومزقت لحمة الصف الوطني واعادت للساحة ثانية الاصطفاف الطائفي البغيض ؟؟ في سبيل الوصول الى البرلمان بافتعال معارك وهمية ؟؟ وعلى الطريقة الامريكية ؟؟بافتعال اعداء مفترضين ..وسيناريوا معارك وهمية ؟؟ لتحقيق هدف مرسوم يستفيد منه المخطط والضحية في كل الاحوال الفقير والمواطن البسيط ..
اليوم يريدون ابعاد علاوي بحجة ان امه لبنانية الاصل .. اليست هذه الام مقبولة عند العراقيين أكثر من ام لسياسي اعجمية الاصل ؟؟ فالى متى نبقى بهذه العقلية .. متى تفهمون مقالة الامام علي ( الفتى من قال ها أنذا ..ليس الفتى من قال ..كان ابي )
قبلتم بالمحاصصة والتوافقية التي سببت الكوارث للشعب العراقي واليوم تريدون العودة اليها تحت اسم مشاركة كل اطياف الشعب العراقي الم تعرفوا ان المفوضية التي تتحكم بنتائجكم اليوم هي نتاج للمحاصصة فتعيين مسؤول المكتب الخامس السابق في الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيساً لمفوضية الانتخابات كان ثمار هذه المحاصصة اللعينة ؟؟؟ هل من المعقول ان ينسى الرجل انتمائه الحزبي ويصبح بقدرة قادر مجرد العواطف والمصالح ومحايد لكي يدافع عنكم وينصفكم ؟؟؟ باي طريقة سطحية تفكرون ؟؟ واليوم على نتائج الانتخابات تتباكون ؟؟ لاتبكو ولاتلطموا فانتم السبب وانتم الفاشلون انتم من ينطبق عليكم القول (اني اللي جرحت ايدي وسموني جريح الايد)في العديد من المرات قدم المخلصون لكم النصائح ولكن لاتستمعون الى نصيحة الناصحين وتعتبرونهم اعداء لكم و للطائفة والدين .. فلاتحزنوا ولاتيأسوا واحترموا النتائج وجنبوا الشعب الفوضى والارتياب وكفاية تمزيق لصفوفه .. امنوا بالديمقراطية واعملوا من اجل تحقيقها وتطبيقها على الاقل في صفوف احزابكم وكما فعل المجلس الاعلى والتيار الصدري عندما اجروا انتخابات ابتدائية لاختيار مرشحيهم للانتخابات ( ولو انني اعتقد بعدم مصداقيتها ولكنها افضل من لاشئ ) حاربوا .. لكي تنجحوا في المستقبل فحاربوا النزعة الدكتاتورية وحب المال والذات وحب المنصب بدأ بانفسكم واتباعكم و تعلموا تتداول السلطة سلميا اسوة بالديمقراطيات الغربية وتجنبوا المحاصصة الطائفي والقومية كي تنجحوا في انقاذ العراق من الورطة الحالية .
حفظ الله العراق واهله

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات