أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها














المزيد.....

هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصل الفكر الديني المتشدد إلى مديات ونهايات لا معقولة بعد أن ترك له الحبل على غاربه ليفعل ويقول ويطرح ما يشاء بغير حساب. وآخر ما حرر في هذا الشأن هو دعوة الشيخ الوهابي السعودي يوسف الأحمد لهدم المسجد الحرام، وبناء آخر مكانه، يراعى فيه عدم حدوث اختلاط بين الجنسين، والعياذ باله، لأن الشيطان ثالثهم حسب الخطاب إياه. إذن يمكن هدم المساجد، حسب الشيخ وحتى المسجد الحرام، ولكن لماذا يزعل الشيخ وأترابه حين يدعو العلمانيون لوقف بناء المساجد، وليس لهدمها؟

ومع هذه الفتوى التهريجية العجيبة الجديدة التي يتحفنا بها الزمن البدوي الأغبر ، والتي لا يمكن النظر إليها إلا من باب طغيان ثقافة الفرج والنكاح التاريخية، والهوس الجنسي الذي يسيطر على عقول الفقهاء منذ فجر التاريخ، وتجعل ذلك محور تفكيرهم ونشاطهم العقلي والذهني والسلوكي العام.

ولا بد للمرء إلا أن يتساءل ما دام الحال على ما هو عليه، وما دامت عملية الضخ الدعوي المستمرة منذ ألف وأربعمائة عام، لم تفلح في تهذيب وترقية نفوس المؤمنين ومنعهم من ارتكاب الفاحشة والرذيلة، فما الداعي لها من الأساس؟ ألا تبدو العملية عبثية ولا طائل منها إذا لم تستطع كل وسائل الترهيب والترغيب من خلق إنسان ملائكي طاهر نظيف لا ينظر لعورة امرأة ولا يحاول افتراسها بمجرد رؤيته لها، واختلاطه بها؟ ولم لا يتم الاستعاضة عنه بأساليب وآليات جديدة وناجعة بدل هذه التي يبدو أنها لم تجد ولم تنفع؟

والسؤال الآخر أي مؤمن ومؤمنة، هذا الذي لا يستطيع أن يضبط نفسه حتى داخل حرم المسجد الحرام من التفكير بالحرام والفاحشة، وهو بين يدي الله كما يقول الخطاب إياه؟ وهل مكان هذا وتلك هو المسجد الحرام أم مكان آخر يسمو المقام الرفيع من ذكره؟ ولماذا يتخيل الشيوخ والوعاظ ويفترضون، على الدوام، سوء النية وليس حسنها في المؤمن؟ أليس هذا هو المفروض؟ أليس من المفترض أن تكون النظرة للمؤمن والمؤمنة على أنهما طاهران، نقيان، زاهدان، نظيفا القلب واليد واللسان؟ نعم إن افتراض سوء النية "بالمشركين والنصارى والكفار واليهود والعلمانيين الملاحدة الملاعين والمراكسة"، وكله حسب الخطاب، إياه، أمر قد يكون مفهوماً من وجهة نظر هؤلاء الوعاظ وطريقة تفكيرهم التي لا نحسدهم البتة عليها، ولكن هل من الجائز واللائق والمقبول أن يكون هناك سوء نية، وشك بالمؤمن المتعبد الزاهد الذي أتى لملاقاة وجه ربه، في الديار الطاهرة؟ ألا يشكل هذا الطرح، ومن وجهة نظر وزاوية أخرى إهانة بالغة للمؤمنين والمؤمنات وتشكيكاً بأخلاقهم والتزامهم السلوكي بأن يتم تخوينهم واعتبارهم مشاريع لارتكاب الموبقات والفاحشة والزنا بالنظر لمجرد التقائهم، حتى لو كان بالمسجد الحرام نفسه، أقدس بقعة في العالم بالنسبة للمؤمن؟ ثم من أعطاهم الوصاية على أعراض الناس وأخلاقهم؟ أليس كل إنسان مسؤول عن عرضه ودمه وشرفه، لماذا يعتبر هؤلاء أنفسهم أوصياء على أعراض وشرف الناس الذين-الناس- هم الأولى بالحفاظ عليها.

ولماذا يذهب المؤمن برأي الشيوخ والوعاظ إلى المسجد، هل للتعبد وتطهير الذات والروح، والسجود والركوع لله في أطهر المقدسات الدينية، أم لممارسة الشذوذ والانحراف، والتلصص على النساء والاحتكاك بهم، وإثارة الغرائز والشهوات؟

ثم الأمر الأهم وهو أن معظم الحجاج والذاهبين إلى المسجد للحرام، هم من كبار السن، والشيوخ الكبار، والآباء والأجداد، الذين لم يعد في واردهم وتفكيرهم الشيطان، وهم ليسوا أصلاً بقادرين على ذلك، لو حاولوا، فكيف يتجرأ هؤلاء الوعاظ على الشك بنوايا وسلوك هؤلاء الأجداد والآباء الطبيبين الشرفاء المساكين الودعاء البسطاء الذين هم آباؤنا وأمهاتنا وجيراننا ومعارفنا وأصدقاؤنا وأهلنا، الذين قضى معظمهم حياتهم بكل احترام والتزام؟ والأهم من هذا وذاك أن من يفكر بالإثم والخطيئة والرذيلة لا يأتي إلى هذه الأماكن، بل يذهب إلى أماكن "سياحية"، أخرى يعرفها الشيخ الجليل يوسف الأحمد، من خلال السياحة الجنسية التي تزدهر هذه الأيام، ويقصدها الكثيرون من العرب أفواجاً وأفواج. لذلك فإن هذه الفتوى مردود عليها، وليست في محلها، كمعظم الفتاوى الوهابية المضحكة التي تصدر هذه الأيام، وتغزو العالم، لكن إيجابيتها وفضلها الوحيد أنها تكشف بؤس وتواضع ووضاعة هذا النمط من التفكير المتحجر السقيم.

لقد هدم هؤلاء كل شيء، ودمروا الحياة، وأتوا على الحرث والضرع والأخضر واليابس وأحالوا الحياة إلى يباب وخواء وفراغ تصفر فيه الرياح، وها هم يهدمون المعبد والهيكل على رؤوسهم ومقدساتهم بالذات، فحتى المسجد الحرام لم يسلم من نواياهم وشرورهم، إنهم كالنار التي تأكل وتأتي على كل شيء، وأن لا قدسية حتى للمسجد الحرام أمام هوس الاختلاط وأن هالته لا أهمية لها وعدم الاختلاط أهم من أي شيء آخر عند الفقهاء, وها هم يأتون على مسجدهم الحرام بالذات، أقدس مقدساتهم على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها