أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (2 - 4 )















المزيد.....

الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (2 - 4 )


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 16:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المجتمع والعلم
كذلك الحال مع المجتمع الذي يكاد يخلو من النظام والمعرفة المنظمة والهادفة في صنع المدينة الحديثة، تلك التي يشيع فيها حرية البحث والفكر واحترام الهوية الابداعية، التطورية لكل ماهو جديد وغريب عن بنية المجتمع الموروثة والتقليدية، فمجتمعاتنا تتعامل مع العلم ضمن حدود النسبي في اتجاهين او طريقين متناقضين، الاول يتسم بالدهشة والاغتراب عن المنتج العلمي لغة وثقافة وممارسة والثاني يتسم بالازدراء والتعالي عليه.

وذلك باعتبار ان كل المكتشفات العلمية الحديثة التي استغرقت من العلماء المزيد من الجهد والبحث والعناء المستمر، وصولا الى الحالة الناجزة له، اي المكتشف العلمي، كل ذلك يواجه بالازدراء وعدم الاكتراث به والتعالي عليه لانه في النهاية مرسوم في ذاكرتنا الثقافية او موجود في نصوصنا الدينية " القرآن الكريم " ولان علاقة المجتمع بالعلم تكاد ان تكون شبه معدومة من حيث الاتصال والتفاعل فانه كثيرا ما يكون ذلك المجتمع " نموذج العراق " اقرب الى الخرافة وانكار قدرة العقل البشري على الاكتشاف
الامر الذي يجعله اقرب الى المجتمع العاطفي البسيط، وان وجدت فيه اشكال ثقافية فانها تكون اقرب بدورها الى الشعري والصوفي الذي يستغرق الواقع من خلال لغة الخيال والحلم وتأثير الافراد عليه من اصحاب " الكرامات " سواء من كانوا عابرين للزمن البشري والذين وجدوا في ازمنة غابرة او من كانوا يمتلكون سمات تحريك وعي الجماهير من خلال لغة الاسطورة والخرافة في العالم العربي في الازمنة الراهنة، وهكذا نقول ان مجتمعاتنا تتعامل مع العلم ليس ضمن مقياس الحاضر والمستقبل وتحقيق التطور والانتقال من طور الى آخر بل ضمن مقياس القدم والاهتمام بالقديم والمعرفة الموروثة، تلك التي تقف جدارا صلبا امام التجديد والتغييروالاهتمام بالعلم، فما دام القديم هو من يرسم طبيعة افكارنا النهائية عن الحياة والكون والانسان، فما هي الفائدة التي ترتجى من العلم والمكتشفات العلمية وما هي اهمية سعي الانسان الى تحصيل العلم مادام كل شيء مرسوم ومعد سلفا في ذاكرتنا الثقافية التي لن تتغير وتغدو صاحبة الاتجاه العلمي وترسيخ النظرة المرتبطة بوقائع الاشياء المشاهدة عيانيا فكرا وسلوكا ومعرفة .

عقبات في طريق العلم

يحدد الدكتور فؤاد زكريا مجموعة عقبات في طريق التفكير العلمي من الممكن ان ندرجها كالتالي .
اولا - الاسطورة والخرافة
الاولى تقدم تفسيرا نهائيا للعالم وتشتغل على وعي الانسان البدائي، وذلك بأعتبار ان الاسطورة تنتمي الى فضاءات ما قبل العلم، ومنتجة للمعلوم من المعرفة الجاهزة التي لا يحيطها السؤال والشك والنقد، وهذه الاسطورة تحاول ان تقلب العالم رأسا على عقب، اي تخرج الميت من الحي وليس الحي من الميت او وفقا لتعبير الدكتور فؤاد زكريا تفسر غير الحي من الحي على عكس ما يسعى اليه العلم من تفسير الحي من غير الحي، اما الخرافة " فانها جزئية تتعلق بظاهرة او حادثة واحدة " (6) ومجتمعاتنا العربية الاسلامية بالرغم من ظهور " الحداثة " بمختلف اشكالها من ثقافية واجتماعية واقتصادية ، فضلا عن ظهور المدن الحديثة وتطور العمران واستخدام التقنية الحديثة، الا انها من حيث التفكير والسلوك والمعرفة ما زالت تعاني من تداخل الازمنة بالشكل الذي يجعلها تتعامل مع العلم ضمن نظرة الفائدة المادية من الاستعمال والتفكير العلمي في مجال العلوم فحسب اي مجال الكيمياء والفيزياء والبايلوجيا ، او مجال استخدام التكنلوجيا الحديثة دون الشعور بالامكانية التي انتجتها او عملية التطور والتوحيد بين العلوم الطبيعية والانسانية . فعملية التفكير بطريقة علمية حديثة بالافكار ذاتها وطريقة انبثاقها من الانسان تخلو من اية علمنة مرتبطة بالوعي بأن هذه الافكار اشبه بالجسد الانساني تمر في مراحل الطفولة والشباب والنضج والشيخوخة وهكذا ضمن جدلية متغيرة ومتطورة بشكل دائم، مازالت مجتمعاتنا تفسر ظواهر الطبيعة والحياة وما يصيب الانسان من كوارث وامراض وحروب .. الخ بطريقة غير علمية من خلال استخدام لغة الاسطورة والخرافة(7) ، وذلك ان دل على شيء فانه يدل على تراجع بنية التعليم والتربية العلمية في هذه المجتمعات، الامر الذي لا يجعل العلم رائدا في تطور مفهوم الحقيقة وجعلها مرتبطة بالبحث والملاحظة الدائمة وفقا لحاجات المجتمعات وتطورها، بل يجعله تابعا، في خدمة الافكار الخرافية وتشجيع محاربة الابداع والجديد والمختلف عن الجاهز الاجتماعي الموروث .
ثانيا - الخضوع للسلطة :
ثاني العقبات التي تقف في طريق الفكر العلمي هي الخضوع للسلطة، وهذه العقبة تمتد في تفرعاتها، لتشمل الافراد والافكار والمعتقدات والانظمة السياسية .. الخ، خصوصا اذا تحولت هذه الاخيرة الى مرجعية مطلقة تحدد مستقبل الانسان ضمن اطارها وتسم المجتمعات بالعجز عن التجديد والابداع بعد ان يتم تمثلها، اي المرجعية المطلقة، من قبل شخصية كاريزمية تمتلك الحضور والتأثير، فيغدو كل شيء مفكرا به من خلال هذه الشخصية ودورها في صياغة الافكار والعلوم والقوانين . والتاريخ زاخر بهذه المرجعيات سواء في مجال العلم او مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية والسياسية، وشخصية ارسطو مثال حي في التأبيد والتقديس الفكري والثقافي اكثر من الف وخمسمئة عام، ولم تتزعزع مكانته إلا من خلال عصر الميكانيك مع غاليلو الذي خاض صراعا عنيفا مع نظرة ارسطو القديمة الى العالم " بوصفه متمركزا حول الارض، كما كانت تقول بنظرية في الحركة مبنية على اسس ميتافيزيقية " (8)، وهذه النظرة لدى ارسطو كانت تمثل سندا كبيرا للقرون الوسطى ومرجعياتها المتعددة في الافكار والعلوم، ونصيبنا نحن المجتمعات العربية الاسلامية كان وافرا من القبول بمطلقات ارسطو بشكل لايقبل الرفض، وصولا الى جعله مع افلاطون في مصاف النص المقدس او بمنزلة الائمة المعصومين لدى الفارابي (9)
ومن اهم الدعامات التي تستند عليها هذه العقبة هي :
1 - القدم : ان السلطة دائما ما تستند الى القديم في تبرير وجودها، وذلك لان القديم قد تمثل في ذهنية الناس واصبح في مجال المقدس، الامر الذي يجعل المجتمع عاجزا عن الاتيان بالبديل والمختلف عنه، ومن ثم يتم تقسيم الزمان بطريقة مقلوبة تقول ان التطور يبدأ مع القديم وينتهي مع الجديد، بحيث يكون الماضي هو الهرم والمستقبل هو القاعدة، وهكذا يكون القديم محور لكل شيء لدى المجتمعات المتخلفة التي تتحكم بها سلط مطلقة من الافكار والانظمة والقوانين، وحال مجتمعاتنا العربية الاسلامية لايخرج من ذلك الامر بكثير، ولكن هذه النظرة سرعان ما تغيرت مع المجتمعات الحديثة، التي بدأت منذ القرن الثامن عشر وما قبله، تعي بأهمية التأريخ للمعرفة البشرية وعدها بمثابة السلسلة المتصاعدة عن طريق التراكم المستمر، وبذلك يكون الحاضر صلة وصل للمستقبل وليس للماضي الذي كان يأخذ في زمانيته صفات الله بإعتباره محركا للمعرفة والافكار والقوانين .. الخ كل ذلك تمثل في طروحات ط . هوبر و باروك اسبينوزا وفيكو وهيوم وغيرهم ممن نظروا الى العصر الذهبي للبشرية في أنه المستقبل وليس الماضي، وبذلك تم الانتقال من الزمن الاسطوري، المقدس الى الزمن الفعلي المرتبط بالتأثير والفعل البشري الى حد بعيد . (10)
2 - الانتشار : من اهم دعائم الخضوع للسلطة، ولكنه يختلف من القدم ان الاخير يسير في الاتجاه الطولي او العمودي للتاريخ اما الانتشار فانه يأخذ الاتجاه الافقي من التأثير على البشر، وكثير ما تكون الافكار المنتشرة بين الناس تمثل عقبة امام التفكير المنفرد والحر في المجتمعات التقليدية، وذلك بسبب ان الافكار العامة تجد التصديق والقبول اكثر من غيرها باعتبار ان الجميع يؤمن بها، ومن ثم لايجوز الشك في مضامينها واسسها، والتاريخ يحدثنا كثيرا عن العلماء الذين تحدوا سلطة الافكار العامة والمرجعيات المطلقة، فهاهو جيمس وات الذي قوبل اختراعه " الآلة البخارية " الكثير من التهكم والسخرية من قبل الناس إلا انه استطاع ان يقدم للبشرية " عملاقا في مرحلة الطفولة غير فيها معالم حياة الناس ومستوياتهم " (11) ولكن قد يكون هنالك بالمقابل تأثير الافكار العامة والمبادئ السائدة لدى العلماء انفسهم، بأن يرفضوا كل جديد في العلم من دون ان يوجد الاتساق المنطقي المرتبط بالمبادئ وقوانين العلم الصارمة ومثالنا هنا عن ( الفريد فيغنر ) عالم الجيلوجيا والظواهر الجوية الالماني، الذي نشر كتابا عام 1915 ( اصل القارات والمحيطات ) تحدث فيه عن نظريته في الانجراف القاري " وهي تنص على ان اجزاء من القشرة الارضية ليست ثابتة بشكل نهائي " قوبل هذا العالم بالرفض النهائي والشرس من قبل العلماء بالرغم من أن نظريته اصبحت معمولا بها فيما بعد (12) يقول غاستون باشلار " لم يوقف شيء عجلات تقدم المعرفة العلمية سوى عقيدة العام الباطلة التي سادت منذ ارسطو حتى باكون ذاته والتي لا تزال بنظر كثير من العقول عقيدة اساسية في المعـرفــة "(13) وبذلك يكون العام والمنتشر في حالة تحوله الى عقيدة عاملا اساسيا في جمود الفكر ونهاية حقيقية لمفهوم الحركة والتسارع في التقدم البشري .
3 - الشهرة : وهنا ترتبط بعلاقة المجتمع مع الافراد المشاهير الذين يأخذون زمانهم وزمان غيرهم او الافراد الذين يمتلكون الشهرة في ازمنة وجودهم ويكون لرأيهم حضور طاغي ومؤثر على الناس بحيث يلغي وجودهم الفكري والانساني حول ما يصدر من هؤلاء المشاهير، ولان هؤلاء يمتلكون الشهرة فان افكارهم سرعان ما تجد القبول والتقليد، بعيدا عن مستوى الحقيقة والعلم حول ما يصدر منهم، ومجتمعاتنا ابتليت كثيرا بسلطة هؤلاء المشاهير بالرغم من اهمية حضورهم في زمنهم الفعلي، ولكن ان يتم ترحيل افكارهم الى ازمنة غيرهم دون وجود عامل النقد ومحايثة البيئة والمجتمع القديم فان ذلك يفقدنا عامل التطور والتغيير وايجاد المختلف عنهم، وهكذا الحال مع الذين يمتلكون الشهرة في الازمنة الراهنة فانهم يشكلون علامة في التميز والاختلاف والتأثير على المجتمع بشكل ايجابي او سلبي وما موجود لدينا لا يحمل التأثير المرتبط بالشخص المبدع، العالم، بقدر ماهو مرتبط بمزدوجتين من الشهرة الاول مرتبط برجل الدين الذي يؤثر بشكل طاغ على الجماهير من خلال لغة المجاز والتعالي الرمزي، الايديولوجي، والثاني يجد الحضور في مجالات الرياضة والغناء والسينما .. الخ، بحيث تصبح العلامة الاخيرة اكثر تأثيرا على الناس الذين يندمجون مع هذه العلامة الاخيرة الى حد التقليد وإلغاء الكيان الشخصي والوجودي .
4 - الرغبة او التمني : من دعائم الخضوع للسلطة الرغبة او التمني، وهي موجودة لدى الافراد بشكل خاص ولدى السلطة الحاكمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فالذي يحافظ على امتيازاته من خلال الافكار والايديولوجيات كافة، دينية او دنيوية، فان خانة الحقيقة والتصديق تكون وفقا لما يتمنى ويرغب ضمن مجال مصالحه وحياته التي يريد، كذلك الحال مع السلطة التي تتشبث بـ " حقيقتها" بعيدا عن درجة وجود الجدوى من التطور او تحقيق العلم بما يفيد المجتمع ككل، والتاريخ يحدثنا كثيرا عن النماذج الفكرية التي حاربت الابداع العلمي والثقافي من اجل مصالح دنيوية بعيدا عن مستوى الحقيقة والعلم، والكنيسة مثال واضح لذلك الامر عندما رفضت النظر بمنظار غاليلوا المقرب جدا، والذي يضع السماء امام العين بشكل دقيق وجوهري افضل من رؤيتها ضمن عالمهم الذي تعودوا وارتاحوا له كثيرا، وذلك باعتباره عالما يسوده اليقين والاطمئنان والراحة لايمكن ان يتنازلوا عنه بسهولة لصالح العلم الجديد، الذي يغير كثيرا وجودهم ويلغي الامتيازات التي يحصلون عليها (14).
ثالثا - انكار قدرة العقل
احدى العقبات التي تقف في طريق التفكير العلمي وهي انكار قدرة العقل البشري في الابداع والاكتشاف، وخصوصا في مجالات المعرفة الادبية والفنية، التي يتم فيها التعويض عن العقل من خلال وجود قوى تتمثل في " الحدس " او الالهام، وهذه القوى لا يستطيع الانسان الحصول عليها من خلال التجربة والملاحظة بل من قبل فكرة الحدس ذاتها التي قد تكون مرتبطة بقوى من خارج العقل البشري، او يكون دور العقل في الابداع دورا ثانويا، وذلك الامر وجد لدى المذهب الكلاسيكي الذي كان يعتقد بوجود عقل اول " خارج الوجود البشري " محرك للعالم، ومن خلاله تصدر العقول الاخرى في حين ان عقل الحداثة كان نقديا او كما يعبر عنه جان فرانسوا ليوتار بانه " يصوغ التناهي ويقدم العقل الذي يحضر المعاقلة على اساس المعاقلة نفسها " اما مابعد الحداثة فانه تجريبي نقدي او ذرائعي (15) .
ان انكار قدرة العقل البشري في الابداع يقود الى فكرة التعميم، ومن ثم الثبات الذي يمثل سمة رئيسة للمجتمعات التي تعجز عن مسائلة مصادرها المعرفية واخضاعها الى مجال العقل والنقد، ومن ثم محاولة تجاوزها، وتاريخ الصراع بين اهل العقل والنقل في الحضارة العربية الاسلامية يشير في حقيقته الى صراعا بين اهل النظر والعقل وبين اهل الثبات والموروث، الاول يتخذ عقله من البرهان والدليل العقلي في الايمان والمعرفة والثاني يعتمد على الفيض والحدس، وما موجود بينهما لا يحتمل وجود المعرفة البشرية المتراكمة التي من شأنها ان تعطي للعقل مساحة اكبر للفهم والحرية، خصوصا بعد ان ساد الشكل الثاني من المعرفة طيلة قرون طويلة بعد ان تخلت الفلسفة عن كونها مرشدة للعقل والتقدم البشري ذاته من خلال مهاجمة العقل المتسائل والمتفلسف في عبارات ( من تمنطق تزندق ) وفي محاربة الكثير من الفلاسفة واحراق كتبهم واتهامهم بالتكفير والخروج على نسق الامة – الشريعة الاسلامية . (16)
رابعا - التعصب
يوجد عندما يغلب الافراد قيم التطرف والعصبية واللجوء الى تقديس الهوية الداخلية للمجتمع سواء كان ذلك المجتمع ينتمي الى حدود الطائفة والقومية والدين او المذهب او التطرف في مجال الرأي العلمي والادبي والمعرفي، فكل ذلك يعيق عملية المسائلة وتفريغ الذات من حدودها المطلقة التي تعتقد انها الاخيرة والنهائية، ومن ثم يكون التعصب عقبة امام المعرفة العلمية الجديدة، التي تتطلب المرونة وعدم اليقين النهائي حولها، والتعصب عادة ما يرتبط بالعقل الجمعي لدى مجتمعاتنا، الذي يصنع لدى الافراد الكثير من الموانع التي تؤثر في سلوكهم على تقبل الاخرين واحترام وجودهم المعرفي والانساني .
خامسا : - الاعلام المظلل
من ابرز " مهددات " المعرفة العلمية، وذلك باعتباره نشاطا يتم بطريقة واعية من قبل العاملين عليه، وذلك الوعي عادة ما يكون مصاحبا لايديولوجيات وتصورات تغيب عنها صفة الحياد والعلمية لتكون المعوض عنها جميع المصالح والغايات التي تقف وراء هذه المؤسسة الاعلامية او تلك بشكل نسبي، ولا توجد مؤسسة اعلامية في العالم العربي تتبنى المعرفة العلمية الهادفة دون ان تكون مصابة بعقد الايديولوجيا التي تتبع مسار السلطة السياسية والاجتماعية السائدة، وهكذا نقول ان الاعلام المظلل يلعب اليوم دورا كبيرا في بناء الكثير من التصورات المغلوطة حول الكثير من المعارف والاحداث والمجتمعات في عالمنا المعاصر، فعلاقة الغرب مع الشرق اعلاميا علاقة مشوشة وغير علمية من قبل الطرفين من خلال التغذية العكسية التي تصنعها مؤسسات الطرفين، فالاول ايديولوجيا تضع العربي الاسلامي في صورة البدائي والمتخلف لغايات سياسية وايديولوجية بشكل نسبي، وكذلك الحال مع ما موجود لدينا من تصورات نسبية حول الاخر المختلف من كونه اكثر " سلبية من حيث الاخلاق والقيم التي يحملها " وهنا يكون التركيز على الجنس فحسب وليس على قيمة الحضارة والتغيرات التي طرأت على المجتمعات الحديثة طيلة اربعة قرون خلت، والتي اسست ماهو موجود اليوم من مجتمع يتبع مسار التقدم ويخضع كل شيء الى العقل والعلم صانع الحضارة ورائدها الوحيد في الازمنة المعاصرة .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العلمية بين الواقع والطموح ( 1- 4 )
- الانساق الثابتة والمتحولة في المعرفة والحرية
- ثقافة الخطأ ومراجعة الذات
- المدينة والفلسفة من القطيعة الى التواصل ( 1- 2 )
- المدينة والفلسفة من القطيعة الى التواصل ( 2 - 2 )
- قواعد السؤال الوجودي للذات
- الايديولوجيا في مناهجنا التربوية
- مسارات التنوع الثقافي في العراق
- المثقف والحرية واسئلة المستقبل
- أطفال في الشوارع بين التسول والضياع
- مفهوم الحقيقة بين العلم والدين
- معوقات ثقافة الابداع في العراق
- في تاريخية الكتابة والموت ( قلق الكاتب من محو الذاكرة )
- فاعلية المثقف من العزلة والرفض الى الممارسة الاجتماعية
- نحو علمنة الزمن الثقافي العربي
- أزمة العقل السياسي العراقي ( بين الخضوع الايديولوجي وإعادة ا ...
- البحث عن مهمة اجتماعية للفلسفة.. فكر لا يغادر مدارج الجامعة
- الذات والاخر في صورة النقد المزدوج
- معوقات مجتمع المعرفة في العالم العربي
- سياسة الاندماج الاجتماعي الفعال في بناء الدولة العراقية


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - الثقافة العلمية بين الواقع والطموح (2 - 4 )