أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - صور ديمقراطية .. المعارضة تتعارض مع نفسها














المزيد.....

صور ديمقراطية .. المعارضة تتعارض مع نفسها


باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 16:00
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


حلم العراقيون بعد هزيمة الدكتاتورية وموت الفكر الشمولي،وتسلم المعارضة العراقية الحكم إثر كتابة الدستور وإقراره بالتصويت الحر(مع وجود الأمية التي قدرتها اليونسكو بستة ملايين أميا) ،وتوالت على السلطة السياسية شخصيات نعرفها،حتى حلت اللحظات البنفسجية ومعها تنفسنا أجواء الحرية ولمسنا بأم أعيننا بهجة النظام الديمقراطي،وحين شيعنا عار العراق إلى جهنم وبئس المصير تأملنا إقامة دولة مدنية كاملة لا تشوبها النواقص،وكنا في يقظة لا في منام،وكنا أيضا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نتائج باهرة وساطعة لتطور شعبنا وبلدنا المذبوح من الوريد إلى الوريد،فما الذي حدث حتى بدأنا نضيق ذرعا بأوضاعنا المشلولة؟
من الواضح أن المعارضة العراقية للدكتاتورية ،لم تعد برنامجا وطنيا يخدم الأهداف العليا للعراق،وليس لديها أية خطة اقتصادية واجتماعية وتربوية ترفع عنا كاهل تخلفنا وتنقذنا من اجتراحات الماضي القاتل،وبات العراقيين يئنون من هول الفقر والجوع،وأنكشفت اللعبة ،فلا إصلاح ولا تنمية،وحل الفساد وتكالب مزراعو وبدو السياسة الماضوية لينهشوا مؤسسات دولتنا الفتية،وكثرت خطاياهم،وحل اليأس والبؤس،بدلا من السعادة والمرح،فأنعدمت الابداعات ،وتراجعنا إلى الوراء عشرات السنين،وتدهو الانتاج الزراعي والصناعي،ليحل المتزلفون والمحتالون (تجار السياسة بكل تملقاتهم وأهدافهم النفعية) حتى تشوهت صورة السياسة مع انها توصف بـ ( العلم النبيل ) لسعة إطلاع السياسي وثقافته العالية والحيادية تجاه الشعب،وعدنا إلى جو التهميش أو إنعدمت الضرورة الديمقراطية(المعارضة البرلمانية) فكل الأطراف السياسية تريد أن تشارك في الحكم ،طبعا معلومة النوايا ،لأن الكعكة دسمة وفيها من المنافع ما يسيل لها لعاب النفعيين والضيقي الأفق ،وحتى العقائديين،تخلوا عن مبادئهم ،فأنتجنا طبقة سياسية(لا تعرف غير مصالحها أما العراق وشعب العراق فتلك لعبة يتأرجحون حولها كلما دعت الضرورة لها)،وهنا ضاقت بنا الأحلام،وخرجنا كرة أخرى يوم السابع من آذار متوجهين إلى صناديق الاقتراع،بعد أن نزفنا سبع سنوات،طالنا فيها الارهابيون بمعية احزاب مفسدة (كانت تدعي أنها من المعارضة) وتاخرنا بدلا من التقدم،ومعروف ان المتأخرين لا يؤمنون بالتقدم لأنهم ليسوا أصلا تقدميون،وبسبب عقولهم الظلامية مستنا ريح صحراوية إقتلعت بعض مكتسباتنا الحضارية الباقية وزادت الطين بلة حين حاولت ترسيخ الطائفية ونتاجها المحاصصة لتركن الديمقراطية،فأسيادهم مزقوا العراق وحولوه إلى جغرافيات سياسية طائفية،ومن دونها لن تظهر إلى العيان حكومة وطنية مطلقا!! وهنا كنا قدارتكبنا اخطار حقيقية،فقد صوتنا من دون إدراك او عن شحذ بدائي مثلما حصل في المرة الأولى،ومثلما صنعنا دكتاتور أجهض العديد من توجهاتنا الحرة بالرقي واللحاق بالأمم الحرة،صوتنا للأفراد،فأنكشف المستور،فلا نحن سياسيون ولا هم ساسة بالمعنى الخدمي التطوري للعراق ولم وحدة الشعب العراقي والمحافظة على ازدهاره ورفاهية المواطنين، إذ يفترض بالناخبين أنهم سياسيون أيضا !!
وتشير النتائج المعلنة أن السادة الساسة تحايلوا مسبقا،إذ أن مشاركتنا لم تكن مطلقا لقائمة مفتوحة،بمعنى آخر نتائج هزيلة لمرشحي الائتلافات المخلوطة (علمانيين + متأسلمين + عقائديين + إنتهازيين + بقايا الاقطاع + نفعيين + وهلم جرا ) فأغلبية التصويت لهؤلاء كان تحت خط فقر القاسم الانتخابي ،والحقيقة المرة أن 95 % منهم لا يتجاوز التصويت لهم اكثر من خمسة آلاف صوت !! وأدنى من ذلك بكثير ووصل حد الألف وأقل ، نعم كانت القوائم مغلقة عن عمد وسبق اصرار، فأية ديمقراطية هذه التي خضناها،في ظل غياب الوعي السياسي،حتى صار واضحا،نتيجة التقارب في التصويت أن الحكومة عسيرة تأليفها،ولا يمكن لها تجاوز المحاصصة بألوانها المتنوعة (توزيع الكعكة لا خدمة العراق ومصالحه الوطنية)،وأصبحنا نعيش تفاصيل الغرف السرية،لمعالجة الخلل السياسي ،والنفع السياسي الشخصي والفردي او الحزبي،هنا تقاسم المراكز السيادية مخزي لأقطاب المعارضة وحتى أصحاب السلطة الفعلية في العراق الجديد،والراجح أن الحكومة المقبلة سيترأسها شخصية غير معروفة سياسيا،لتتوافق عليها أربع الائتلافات ،وتتحكم بها وتشل حركتها وتفرض عليها ما تشاء (وهوبالتأكيد مضر بمصالح وطننا)،بمعنى صريح (حكومة ضعيفة)،فالهدف واضح(عراق متخلف منقسم على نفسه او ربما يقسم بالمستقبل القريب)،وهذا بعينه مشروع الشرق الأوسط الكبير!! ويتطابق مع وسائل دول الجوار المتبعة لإضعاف بلدنا وإظهار عجزنا عن إنشاء دولة حديثة وطنية ديمقراطية،وهنا نصل إلى أن احزاب المعارضة تقاطعها نابع من هشاشة وجودها في غائية تطور مجتمعنا وسلبية تقبل شعبنا وانضمامه أو انصهاره في هذه الأحزاب .إذ أظهرت نتائج الانتخابات إفلاس حزبي أو في الحقيقة ضيق صدر العراقيين بتلك الأحزاب،حيث لم تنجح في كسب ود المواطنيين او تؤسس لحياة سياسية أساس نجاح العملية السياسية في عراقنا الجديد،وهكذا النخب السياسية تدرك قوة الشعب العراقي الذي انساق آنيا خلف شعاراتها البراقة،مع أنه متأكد من عدم جدواها،لكننا هنا نوضح أن الشعب محافظ،نتيجة تراكم معرفي بدوي وزراعي،واستهلاكي ،حتى أننا لولا النفط لكنا من أفقر شعوب الأرض.
والسؤال المهم هنا،ماذا يحدث وراء كواليس المشاورات،وهل هم سعداء حقا،لما آلت إليه النتائج،لا بد في هذه المرحلة سيهبط الأداء الحماسي،وتخفت الأصوات،وسيتحدثون عن المشاركة عكس التقاطعات،فعراقنا أصبح في خبر كان،وما فعلناه يعد جريمة بحق تقدم العراق وسلامته،لكننا سنبقى متفائلين برغم من هذه الهفوات ،ورغم تصدع الوطن ،ونكوص الوعود الانتخابية وعودة المحاصصة،فالحتمية التاريخية حاصلة بتوفر الظرف الموضوعي،ولا عزاء لشعبنا غير المزيد من الانتظار والكثير من الصبر.



#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق انتخابية .. القائمة المفتوحة نموذجا
- فضيحة الانتخابات في بغداد .. ستة مرشحين فازوا فقط!!
- الشعب العراقي قال كلمته .. فماذا انتم فاعلون؟
- سلتنا بنفسجية مليئة حصرم!!
- نتائج الانتخابات حكومة غير فعالة
- حياة سياسية أم قبلية طائفية
- ثلاثة أعراس وثلاثة خنادق
- لا تبتئس ..نجحنا في ترسيخ الفردانية والطائفية
- مشعل الحرية والاشباع هدف انتخابي
- عرسنا الديمقراطي .. مهمة وطنية عراقية
- رسالة خاصة إلى ناخبي بغداد
- أيها العراقيون لنصنع معا تاريخنا العتيد
- المشروع الليبرالي لنهضة العراق
- أما آن للعراق أن يستفيق .. تراجيديا الانتخابات
- ثقافة الناخبين .. التاريخ لن يكتب مرتين
- لتهب عاصفة الديمقراطية بقوة
- الليبراليون أمل عاصفة الانتخابات
- العراقيون يرفضون المفسدين ويختارون العلمانيين
- سلطة العقل تعلو ..
- العراقيون يفضلون مخاطر الحرية على أهوال العبودية


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - صور ديمقراطية .. المعارضة تتعارض مع نفسها