أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في عقر دارك يا أوباما!















المزيد.....

في عقر دارك يا أوباما!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 14:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



هل تَذْكُرون ما حَدَثَ في تموز 2009 عندما أعلنت حكومة نتنياهو خطَّة لبناء نحو عشرين منزلاً (فقط) للمستوطنين في حيِّ الشيخ جرَّاح في القدس الشرقية، والذي يقع في خارج أسوار البلدة القديمة من المدينة المقدَّسة؟

نتنياهو، الآن، في واشنطن، يصول على إدارة الرئيس أوباما في عقر دارها، وكأنَّه يريد أن يقول للدول العربية، التي ستجتمع عمَّا قريب في ليبيا، إنَّني أنا النمر الحقيقي، فارهبوني، وإنَّ الرئيس أوباما نمر من ورق، فلا تُعوِّلوا عليه.

في تموز 2009، وللتذكير إنْ نفعت الذكرى، كَتَبْتُ، تحت عنوان "الشيخ جرَّاح هو رودوس التي تتحدَّى أوباما!": حصل في واشنطن، ولم يحصل في القاهرة أو عمان، فالسفير الإسرائيلي اسْتُدْعي إلى وزارة الخارجية لِيَنْقُل إلى حكومة نتنياهو رسالة مؤدَّاها أنَّ إدارة الرئيس أوباما تقف ضد خطة إسرائيلية لبناء منازل (نحو عشرين شقة سكنية) للمستوطنين في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، وتدعوها، في الوقت نفسه، إلى وقف هذا النشاط الاستيطاني الجديد، الذي يرفض نتنياهو تصويره على أنَّه نشاط استيطاني؛ لأنَّ "القدس الموحَّدة"، في زعمه، ليست بـ "مستوطنة" حتى يشملها "تجميد" النشاط الاستيطاني، وإنَّما هي، في الزعم الإسرائيلي التلمودي، "عاصمة الشعب اليهودي، ودولة إسرائيل"، والسيادة الإسرائيلية عليها ليست، ولن تكون، على ما صرَّح نتنياهو، محل جدل.

على ما عَلِمْنا وفَهِمْنا، قالت إدارة الرئيس أوباما لحكومة نتنياهو إنَّ عليكم أن تتوقَّفوا عن بناء تلك المنازل في حيِّ الشيخ جراح في القدس الشرقية، فردَّت عليها حكومة نتنياهو قائلةً إنَّها لن تتوقَّف أبداً.

إنَّه، وإذا ما كان على هذا النحو، وفي هذا الوضوح والتعيين، لموقفٌ جيِّد لإدارة الرئيس أوباما؛ وإنَّه لجيِّد أيضاً أن يركب نتنياهو رأسه، وأن يَظْهَر متحدِّياً تلك الإدارة على هذا النحو؛ ولكنَّ الأهم من ذلك، وبعد ذلك، والآن، هو "الخطوة التالية" التي ينبغي لإدارة الرئيس أوباما أن تخطوها، فهل تكون خطوة إلى الأمام، في مواجهتها هذا التحدِّي الاستيطاني والسياسي الإسرائيلي، أم خطوة، أو أكثر، إلى الوراء، وكأنَّها مستعدة لفعل أي شيء من أجل التوصُّل إلى حلٍّ نهائي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، على ألاَّ يتسبَّب فعلها هذا بإغضاب نتنياهو وحكومته!

حتى الآن، لم تتخلَّ إدارة الرئيس أوباما عمَّا أعلنته من قبل من اعتراض على كل نشاط استيطاني جديد، ولو كان من ذاك الذي يَسْتَذْرِع بـ "النمو الطبيعي"؛ وها هي الآن تُظْهِر وتؤكِّد اعتراضاً آخر، هو اعتراضها على كل نشاط استيطاني جديد في "القدس الشرقية"، فهي فهمت إعلان حكومة نتنياهو عزمها على بناء نحو عشرين شقة سكنية (فقط) في أحد أحياء القدس الشرقية على أنَّه "بالون اختبار"، فهذه الحكومة تريد جس نبض تلك الإدارة، ومعرفة ما إذا كانت تَفْهَم تجميد النشاط الاستيطاني على أنَّه تجميد يشمل حتى القدس الشرقية؛ ولقد أتت نتائج الاختبار بما يؤكِّد (حتى الآن) أنَّ إدارة الرئيس أوباما لا تستثني المدينة المقدَّسة من دعوتها إسرائيل إلى التوقُّف عن كل نشاط استيطاني.

بناء عشرين شقة سكنية للمستوطنين في حيِّ الشيخ جراح ليس في حدِّ ذاته بالشيء الذي يَزِن وزناً يعتدُّ به بالميزان الاستيطاني العام؛ ولكن في هذا "الشأن الصغير" تكمن الآن معاني كبيرة وعظيمة، فالنتائج التي سيتمخَّض عنها هذا "النزاع الاستيطاني الجديد والصغير" بين إدارة الرئيس أوباما وحكومة نتنياهو هي أهم "بالون اختبار"، فارقبوا هذه النتائج فإنَّها كالسيف، أصدق إنباءً من الكتب، في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعب. إنَّها رودوس التي تتحدَّى أوباما أن يقفز منها!

والآن، وَقَفْنا على "المعاني الكبيرة والعظيمة" التي كانت كامنة في ذلك "الشأن الصغير"، وعلى النتائج التي تمخَّض عنها ذلك "النزاع الاستيطاني الجديد والصغير" بين إدارة الرئيس أوباما وحكومة نتنياهو، والتي كانت أهم "بالون اختبار"، وكالسيف، أصدق إنباءً من الكتب، في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعب؛ و"رودوس" تلك، أي الشيخ جرَّاح، تحدَّت أوباما أنْ يقفز منها، فما كان منه إلاَّ أن عاد القهقرى إلى الوراء، فها هو يستقبل، في البيت الأبيض، نتنياهو الذي قرَّر أن يبني ليس عشرون منزلا للمستوطنين، وإنَّما 1600 منزل، في "عاصمة الشعب اليهودي منذ ثلاثة آلاف سنة"!

في وضوح ما بعده وضوح، قال "أسد الاستيطان"، في واشنطن، إنَّ تلك القدس ليست "مستوطنة؛ بل عاصمة (لدولة إسرائيل)"، وإنَّ البناء (الاستيطاني) فيها مثل البناء في تل أبيب، وإنَّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والفلسطينيين أيضاً، يعرفون هذا الأمر، ويعرفون أيضاً أنَّ "الأحياء اليهودية"، في القدس الشرقية، والتي يقطنها الآن نحو 200 ألف مستوطن، ستكون، أو ستظل، جزءاً لا يتجزأ من إقليم دولة إسرائيل، وأنَّ اتفاقية الحل النهائي مع الفلسطينيين ستتضمَّن، حتماً، إقراراً فلسطينياً بأن تلك الأحياء ستبقى مشمولة بالسيادة الإسرائيلية.

وفي وضوح مماثِل، قال نتياهو، أيضاً، إنَّ اتفاقية الحل النهائي يجب أن تتضمَّن بنداً، بموجبه يحق لإسرائيل أن تحتفظ بوجود (عسكري وأمني) دائم لها على طول الحدود (أي حدود الدولة الفلسطينية) مع الأردن.

ولكنَّ نتنياهو، وعن عمد، تحدَّث بشيء من "الغموض البنَّاء"، أي الذي يسمح بابتناء مزيدٍ من الأوهام في رؤوس الفلسطينيين والعرب، فهو "أوضح" أنَّ البناء الاستيطاني في القدس الشرقية سيستمر (فحسب) في "الأحياء اليهودية"، وعددها 12 حيَّاً، يقطنها نحو 200 ألف مستوطن، وأنَّ خطَّة حكومته لبناء نحو 1600 منزل للمستوطنين في القدس الشرقية (أو في تلك الأحياء، أو في حي، أو مستوطنة، "رامات شلومو") لن تكتمل تنفيذاً إلاَّ بعد ثلاث سنوات، وأنَّ كل هذا الذي "أوضحه"، في شأن الاستيطان في القدس الشرقية، التي يقطنها الآن نحو 270 ألف فلسطيني، يجب أن يُقْنِع حتى إدارة الرئيس أوباما بأنَّ سياسة "البناء في القدس (الشرقية) مثل البناء في تل أبيب" لا تتعارض ومبدأ "حل الدولتين".

وهذا "الغموض البنَّاء" يمكن أن يُساء فهمه، فلسطينياً، وفي القمة العربية المقبلة، فيُفْهَم على أنَّه حلٌّ إسرائيلي لمشكلة القدس الشرقية، يقوم على إطلاق الاستيطان في تلك "الأحياء اليهودية" فحسب، والتي ستصبح جزءاً لا يتجزأ من إقليم دولة إسرائيل، وعلى جَعْل بقية القدس الشرقية (الأحياء العربية أو الفلسطينية) والتي يقطنها الآن نحو 270 ألف فلسطيني جزءاً من إقليم الدولة الفلسطينية.

ودرءاً لسوء الفهم هذا نقول إنَّ "القدس الموحَّدة"، عند نتنياهو، لا تشتمل على أرض، هي القدس الشرقية، يمكن وصفها بأنَّها "محتلة" إسرائيلياً، فـ "العاصمة الموحَّدة" هي ثمرة "تحرير" لِمَا كان "محتلا"، عربياً، من أراضيها، التي كُبِّرت ووُسِّعت، في استمرار، من خلال ضم مزيدٍ من "أراضي الضفة الغربية" إليها. وحتى الآن، ليس ثمَّة ما يمنع إسرائيل من أن تقتطع الجزء الأكبر من "أراضي الضفة الغربية" لـ "تُطْعِم" به ما تسميه "عاصمتها الأبدية الموحَّدة"، وتوسِّع وتزيد مساحتها، التي لا تعيين لها في كل النصوص الدينية الوهمية الخرافية لهذا الذي يسمُّونه "الشعب اليهودي".

وبفضل هذا التكبير والتوسيع يمكن أن يحصل الفلسطينيون على "قدس شرقية" مساحتها هي نفسها مساحة القدس الشرقية في الرابع من حزيران 1967.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!
- -أزمة الفهم والتفسير- في عالَم السياسة!
- متى تتحرَّر المرأة من -يوم المرأة العالمي-؟!
- -فساد الانتخابات- يكمن في -فساد الدَّافِع الانتخابي-!
- موعدنا الجديد في تموز المقبل!
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!
- قانون -ولكن-!
- المواقع الأثرية اليهودية.. قائمة تطول!
- حَلٌّ يقوم على -تصغير الضفة وتكبير القطاع-!
- حكومات مرعوبة تَلِدُ إعلاماً مرعوباً!
- -تحرير- السلطة الفلسطينية أوَّلاً!
- صناعة التوريط في قضايا فساد!
- -فالنتياين-.. عيدٌ للتُّجار أم للعشَّاق؟!
- الأمين العام!
- عصبية -الدَّاليْن-!
- مجتمعٌ يُعسِّر الزواج ويُيسِّر الطلاق!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في عقر دارك يا أوباما!