أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عويل وطن














المزيد.....

عويل وطن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مالذي أجج شهوة القتل؟ ما الذي زرع فتنة الطوائف وعمق هوة الإخفاق، وذبح ماتبقى من خُلق ‏وانتماء؟ من زرع أشباح الرعب فوق شفاه الطفولة واختصر أيامهم ليكبروا قبل الأوان؟ مَن يحفر ‏موت وطن رويداً رويداً ويسلخ عنه رجولته؟..مَن جعل من الكلام خطيئة ومن المغفرة جريمة؟ من ‏حرم النوم على العيون اليقظة؟ وامتهن فعل الموت بدلاً عن فعل الحياة؟ مَن فتح أعشاش الغربان ‏وطوق بيوتكم بالأحزان؟مَن اختصر خارطة الوطن ورتل آيات دجل تخجل من ذكرها شياطين ‏الأرض؟مَن أعلن أن الحُجُب مكشوفة عنه وأنه وليكم بإرادتكم وأنتم نيام لاقيام؟ مَن كتم على أصواكم ‏وقص ألسنتكم من منابتها قبل أن تولد؟ مَن علمكم حروف الزنى في السياسة وحروف الكراهية ‏لبعضكم ولجيرانكم؟ مَن غسل بصابون إبليس أكبادكم وعقولكم وجعل منكم مسخاً بشرية مسلوبة ‏الإرادة ومسلوبة الكرامة؟
مَن رش حنطتكم بداء العته والبله السياسي ،؟ مَن قتل فيكم روح العشق للياسمين وروح المحبة بين ‏العالمين؟مَن أفشى أسرار أرضكم لعدو يتربص بخضرتها وشمسها؟ مَن جعل ميزان عدلكم خاوياً ‏وكفة الظلم فيه راجحة على الباطل؟ مَن أزهق روح المواطنة وكبلكم لينتقص من قدرتكم على ‏الانتفاض؟ مَن أرضعكم حليب الزيف والفساد والسلب والسبي لبعضكم ...لخيراتكم...لمنابع الماء ‏فيكم...لمنابع النار وأطفأ لهيبها كي يروضكم ويربيكم عبيداً لسلطته وعبيداً للغة هجينة على تاريخكم؟
أي داء أصاب مفاصل حياتكم اليومية وعششت فيه ديدان الخراب وأنتم صامتون ؟ مَن أماتَ ‏أحلامكم وآمالكم...وقتل شهوة الخلاص وتراتيل صلاة فجر ينتظره أبناءكم...فهلا استيقظتم؟
ــ وطن أقرأ فيه انتشار اللواطة، وتجارة الأجساد والمخدرات، وانتشار الجريمة، وقتل العذارى ‏وتفجير الوحشية في قلوب أبنائه...‏
ــ وطن تسجل يومياته جوعاً يتضخم وعوزاً يتفاقم، وجرذان تنخر مخزونه التمويني وجراد يأكل ‏مواسمه وهو غائب مُغَيَب عن الفعل.‏
ــ وطن يأكل الذباب والقذى عيون أطفاله، يبعدهم عن مقاعد الدرس وباحات اللهو فيحملون أكياس ‏العمل ويشربون حنظل المسؤولية ويعتقدون أنهم رجال الغد.‏
ــ وطن يستبيح لحم نسائه دون رادع ويحمي قتلتهن دون عدل، ويتاجر بإنصافهن وهو المغتصب، ‏وطن يحرمهن انسانيتهن ومسؤوليتهن عن أولادٍ كُنَّ سِرَ حياتهم وأوكسجين حياتكم.‏
ــ وطن لايحمل حكامه سوى المطارق والعصي ولا يستخدمون سوى الدواليب والكابلات لترويضكم ‏، لإخضاعكم، لتربيتكم...لأنكم بنظره لم يحسن أهلكم تربيتكم ..(.وطنياً )!...فما علمكم التاريخ وما ‏تركه لكم الأجداد من تضحيات ، ماهي بنظرهم إلا خزعبلات...يتبنوها ويجعلون منها لبوساً لهم ‏ويسخرونها لدروس في الانتماء لعشيرتهم...لأنها غدت وطنكم الجديد...كي تنسوا وطناً اسمه ‏سوريا...فغدت سوريتهم وأنتم الأتباع...أنتم رعاياهم...‏
ــ وطن لاتطير فيه الأفراح ولا تلهج الأغاني إلا لتبجل حكامه، لايرتفع فيه آذان ولا تدق فيه نواقيس ‏كنائس إلا لتدعو لحكامه بالثبات والنبات وطول البقاء أسياداً عليكم.‏
ــ وطن يسير رعاته في جنازاتكم كل يوم وجنازات نساءكم وشبابكم وخير مثقفيكم وكتابكم...تبكونهم ‏بالصمت ...وحتى لاتستطيعون أن تجهروا بالدعاء على يد قتلتهم بالكسر!...‏
ــ وطن صار لكم سجناً كبيراً، حُراسه تأكل لحومكم ولاتبقي فوق موائدكم إلا فتاتاً لتقتاتون به ‏ويقولون أنكم تنعمون بالخير وبركات زعمائكم...ترضون بالصور الخادعة وتجبرون على النطق ‏


بما لاتفكرون به أما م عدسات كاميراتهم وكاميرات العالم...لكنكم تندمون لاحقاً..فإلى متى سينفعكم ‏الندم؟.‏
ــ وطن أقرأ وتقرأون في صحفه الرسمية يومياً ، أنباء الغش في اللحوم والألبان والأجبان والخبز ، ‏ويبيعكم تُجَارَه ُما يسرطن حياتكم ومايلوث هواءكم وماءكم..دون أن يمنحكم حقكم في دواء أو ‏استشفاء، فقد باتت مشافيكم أقفاصاً للموت...، لكنها دواء لمن يدفع ولمن يملك قوارض السلب...في ‏سياسة العهر والدجل...وأنتم تطأطئون الرأس وتنتظرون فرجاً يأتيكم من عالم الماورائيات!...مع ‏أنكم تعلمون أن خروجكم من نفقكم المظلم...لن يكون إلا إذا استخدمتم لغة الوطن..لغة الصراخ ‏‏....لغة مقاومة اللاعدل...لغة التضامن بينكم...لغة استعادة وعيكم وايقاظ النائمين منكم...لغة الاجتماع ‏على حب سوريتكم والانتماء لها فقط...الاجتماع على حريتكم...ومن أجلها...يجب أن تفهموا أنها ‏تحتاج لرجولتكم ونخوتكم ...تحتاج لتضحياتكم ولو غلت...أما كفاكم تضحون دون طائل؟...تضحون ‏بصمت وتغمضون العين والمخرز قريب منها...قفوا بوجهه ولتكونوا عورا ...بعين واحدة لهو أفضل ‏من العمى المستمر والمتواصل.‏
ــ وطن أضاع حكامه اسكندرونكم ووقعوا على بيعته، وهاهم يستنجدون إسرائيل علها ترضى ‏وتتبسط معهم وتعيد لهم ماتاجروا به نصف قرن ..جولانكم..وما قالوا فيه خطباً على المنابر وجعلونا ‏مسخاً وأضحوكة بين الدول...يُبَرمجون عسكراً وسلاحاً لايستطيع مواجهة أحد سواكم...لأنكم عدوه ‏الأول قبل إسرائيل...لأن ثورتكم تعني غيابه في مجاهل التاريخ...ولعنته الأبدية على لسان أجيالكم ‏القادمة، فهل سيبقى نهر الأحزان رفيقكم؟هل سيبقى ياسمين آرام .." اسم دمشق قبل الإسلام" ذابلاً ‏وحواريها مغلقة الشرفات؟ متى تخرج مواكب الأطفال بثياب العيد الملونة ورايات الحرية بأيديهم ‏ترشهم نساءكم بعطر البهجة وحنان الفخر؟ متى تعلن منابر الوطن ووسائل إعلامه موعد صلاة ‏الفجر ، وفيضان المحبة من عيون أمهاتكم...أما حانت لحظة انفجار صبركم؟. ‏

ــ باريس22/03/2010‏



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال وطن
- باقة من الورود البيضاء لفداء حوراني ولكل المناضلات في سورية ...
- في عيد المرأة ...نحتفل بها كضحية من ضحايا العنف!
- مراقبون داخل السجون وخارجها
- تلوث الثقافة وتلوث السياسة
- ألقي القبض عليه متلبساً...بالحب !
- أجانب الحسكة!
- حكومة الله المختارة!
- مخاطر العقد القادم ابنة العقد الراحل
- هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟
- ترحموا على القومية العربية!
- رسالة مفتوحة للأشراف من حزب البعث السوري الحاكم!
- تعددت الأوبئة والسبب واحد!
- عورة العقل!
- نجاح العرب خارج أوطانهم وفشلهم داخلها!
- كي لاننسى
- الرجولة في السياسة
- سياسة خريف أم خريف سياسة؟
- بين انحطاط السلطة وإحباط المعارضة
- هل لديكم تفسير؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عويل وطن