أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - وعد علاقوب -واحد صفر-














المزيد.....

وعد علاقوب -واحد صفر-


حسين السكاف

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 21:35
المحور: الادب والفن
    



"وعد عرقوب" أغنية تتحدث عن النكث بالوعود، تماماً كما فعل عرقوب – أحد العماليق – الذي وعد أخاه بتمر من نخلته ولم يفِ بوعده. هذا المثل المحلّي السعودي، استخدم في الأغنية التي تتحدث في مفهومها الواضح والبسيط عن قصة فتاة قررت إنهاء علاقتها بشاب خلا بوعوده معها " توعد ولا توفي أبد / هذا الوعد / صاير وعد عرقوب / أخاف لاقي لك أحد / درت البلد / ولقيت لك محبوب " وهنا نسأل، ما علاقة هذه الكلمات ببلد مثل العراق، حتى يتم وضع سيناريو لـ "فيديو كليب" يتحدث عن الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال فتاة عراقية مرتبطة عاطفياً بجندي أمريكي ترفض الاستمرار بعلاقتها معه بعد أن تركها زمناً؟ هذه الصورة المربكة بهذا السيناريو المقحم على موضوع الأغنية يثير الكثير من التساؤلات، لماذا العراق؟ ما علاقة كلمات الأغنية بالاحتلال الأمريكي؟... الواضح أن للقصة أبعاد تخرج عن إطارها الفني!
حين فاز المنتخب العراقي لكرة القدم بكأس آسيا نهاية تموز/يوليو 2007، كان من الطبيعي أن تحتفل الجماهير بفوز فريقها، وتظهر بعض الأغاني "المطبوخة سريعاً" لهذه المناسبة... في تلك الفترة كانت شذى حسون (1980) تعيش فرحة فوزها بمسابقة ستار أكاديمي، ولكونها عراقية، كان من الطبيعي أيضاً، أن تغني لفوز منتخب بلدها، فغنت أغنية "ابن بلادي... منصور بإذن الله" من كلمات كريم العراقي، وألحقتها بمادة إعلانية متلفزة ظهرت فيها مع ثلاثة لاعبين من المنتخب العراقي. والإعلان يتحدث عن "تفاؤل" العراقيين بإعادة إعمار بلدهم الذي أنهكته الحروب... إلا أن المشكلة التي لم تكن تعيها هذه الفتاة الجديدة على "سوق" الفن، هي أن الفريق العراقي كان قد فاز على شركات إنتاج الأغاني والفضائيات المسيطرة على السوق الفنية العربية! فكيف تفرح إذاً ابنة حسون بهذا الفوز، أو بخسارة شركات الإنتاج "السعودية 0-1 لصالح المنتخب العراقي"، دخلت "المسكينة" على إثر ذلك في حرب شرسة لا تعرف أولها من آخرها... استمرت الحرب واستمر الحصار على المغنية الفتيّة الموعودة بإصدار ألبوم غنائي لها منذ حصولها على لقب ستار أكاديمي، حتى وصلت بعد أكثر من سنتين إلى تسوية تخرجها من ممارسات "إيقاف نصيبها في الفن" ولا تدخل مرحلة "العنوسة الفنية" فوافقت على أداء أغنية "سعودية" بعنوان "وعد عرقوب" كلمات عبد الله أبو راس وألحان ناصر الصالح. تتحدث كلماتها عن فتاة هجرها حبيبها وراح يدور بلداناً وينتقل من فتاة إلى أخرى، ثم عاد بعد فترة ليجدها صادة له، رافضة العودة إليه، فتضع كفها بظهره لتدفعه خارج مملكتها "شكراً جزيلاً، أقدر أخيراً، أبعد بعيداً، عن هوى الخلان وأتوب.."... إلى هنا والأمر يبدو عادياً... ولكن، ما علاقة هذه الكلمات ببلد مثل العراق؟ ولماذا العراق؟ حتى يظهر الشريط، فتاة عراقية مرتبطة عاطفياً بجندي أمريكي يزورها أحياناً " تاركني، وآني أنتظر / ما تعتذر / بالله هذا اسلوب؟ / إن جيت، جيت مجاملة / بمعاملة / كأنك عليَّ مغصوب..." هكذا تقول له معاتبةً وهي في "غرفة نومها" ولكن، أية غرفة؟... سرير داخل شاحنة عسكرية، والفتاة تجلس وسط السرير بملابس نومها، ومن قرأ التاريخ الحديث لحروب العالم والحرب العالمية الثانية على وجه الخصوص، يعرف تماماً أحوال الجنود آنذاك وطرق الترفيه التي كانوا ينعمون بها، وبالتالي سيفهم الإشارة التي أريد توصيلها للمشاهد من خلال هذا المشهد، "الفتاة أو المرأة العراقية مستباحة لذكورة الجنود الأمريكان" هذه الصورة البشعة، وتلك التساؤلات، تدفعنا إلى التفكير بالسر الكامن وراء الصفقة التي قبلتها شذى حسون، هذه الفتاة التي وصلت إلى الساحة الفنية بأصوات العراقيين الذين منحوها أكثر من سبعة ملايين صوت، لتقابلهم بهذه الإهانة "رداً للجميل"!! وبثمن شخصي بخس، فقط لتوقف الحرب الشرسة التي تعرضت لها من قبل شركات الإنتاج الفنية الممولة سعودياً، فقبول عمل كهذا، يحتوي على الكثير من الإساءة والتهكم على العراق وأهله، ليس بالسهل قبوله من قبل فتاة أو مغنية عراقية ما تزال في بداية مشوارها الفني... هكذا يسترد المنتخب السعودي ماء وجهه، ويفوز على العراق بأكثر من (1-0) مستغلاً "محنة" مغنية فتية تخطو خطواتها الأولى في مشوارها الفني. إلا أن صفقة فك الحصار هذه ووقف الحرب التي استمرت طويلاً جاءت على حساب شعب ما زال جرحه ساخناً... صفقة عمدت على إهانة المرأة العراقية التي لم تقترف ذنباً... ترى ألا كفي المشهد اليومي لدم الضحايا الأبرياء المراق على أرض العراق منذ سنوات، حتى تستغل الأغنية للنيل من شعب لا ناقة له ولا جمل بكل ما يحدث؟ هل باتت بلاد الرافدين مطية لكل من هب ودب دون رادع؟ أسئلة مرة لواقع مرير...

--------------------------------------------------------------
لمشاهدة الأغنية مصورة على هذا الرابط http://www.youtube.com/watch?v=s1121yHnzgQ



#حسين_السكاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام ثقافية عراقية دون عراقيين
- مَنْ الذي يمثل الثقافة العراقية؟
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الثاني
- حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الأول
- مناجاة عازف عود عراقي
- - الطريق إلى بغداد - ألبوم موسيقي يغازل قامات النخيل
- أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي
- شكوى مدينة تحولت من الثقافة والأدب والفن، إلى مثلث موت
- صديقي الدانماركي والفن العُماني
- سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري
- إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
- ثمن بطاقتي الإنتخابية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السكاف - وعد علاقوب -واحد صفر-