أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - أليسار في دول العالم العربي ، ومقاومة التجديد .















المزيد.....

أليسار في دول العالم العربي ، ومقاومة التجديد .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 19:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الموضوع المطروح لإبداء الرأي من قبل الحوار المتمدن ، حول فشل اليسار في عالمنا العربي من أن يحقق نجاحا ملموسا في الانتخابات .. هذا الموضوع ، طالما تناولته الاقلام المتخصصة في عملية الاستقراء الواعية ، لطبيعة الحركة اليسارية العالمية عموما ، وفي بلادنا على وجه الخصوص .. ولم تلتبس على المفكرين السياسيين ، على حد علمي ، من خلال اغلب الدراسات المتعلقة بهذه الظاهرة ، تلك الاسباب المنطقية ، والتي كانت وراء حدوث انتكاسات متتاليه ، لمجمل المسارات اليسارية ، سواء على مستوى التنظيمات الحزبية ، أو الانظمة القائمة على أسس الفكر اليساري بشقيه ، المتطرف والمعتدل .

حيث بدأت تلك التداعيات المؤدية الى ترسيخ عناصر الضعف في القوى الداعية لبناء الحياة على أسس البناء الاشتراكي ، والاشتراكي العلمي على وجه التحديد ، من النقطة التي هوت عندها تجربة الاتحاد السوفيتي ، حين اهتزت أقوى حجة للمراهنة بوجه التيارات اليمينية والدينية المتحالفة معها ، تاركة روح اليأس تفعل فعلها في نفوس وعقول الملايين من المناضلين في سبيل نصرة هذا الفكر .. وما يدعيه البعض ، من ان تلك النكبة الكبرى ، والتي احدثها انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي برمته ، ما هي إلا نتيجة أخطاء في سياسة القائمين على إدارة البلاد السوفيتية من مسؤولين على مستوى الدولة والحزب فقط ، دون الدخول الى لب الفكر السياسي ذاته لمحاورته وايجاد الصيغ الجديدة الاكثر تجانسا مع مستجدات الحاضر ، ما يدعيه البعض في هذا الاتجاه ، هو أمر يجانب الصواب .. ومجانبة الصواب هذه سببها ذلك الشعور المشحون بالعاطفة المتأججه ، سيما لدا الشباب ممن كانوا وقودا لنار الدكتاتوريات الحاكمة في بلادنا ولزمن طويل ، جراء عدم اقتناعهم بضرورة المناورة السياسية والفكرية في ميدان النضال ، وعلى أسس يفرزها الواقع لا الخيال .

لقد مرت الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي ، بتجارب نضالية مريرة ، كان من المفروض ، أن تكسبها من خلال تمرسها بسبل الكفاح اليومي ، خبرة عريضة في مجال التصدي لكل مرحلة من مراحل التطور المجتمعي في بلدانها .. وكان لابد من أن تقرأ اللجان المركزية والمكاتب السياسية لتلك الاحزاب ، وقائع الوتيرة التي تسير عليها عملية الحراك السياسي والفكري ، وظواهر البناء الاقتصادي والتنموي وبشكل ينسجم وواقع البلدان التي تنتمي اليها ، حتى بمعزل عن تلك التجارب التي كانت تعتبر مثلا أعلى لها ، بحيث عندما انهارت تجارب الاخرين ، أصبحت هي في مأزق فكري وتنظيمي لا تحسد عليه .

ومن هنا ، فان القوى اليسارية بمجملها في الوطن العربي ، أضحت على مسافة تزداد في طولها ابتعادا بينها وبين حركة الجماهير ، تلك الحركة المتفاعله دوما ودون توقف مع الاحداث ، والتي لا تقبل وباي شكل من الاشكال ، الانتظار فقط ، عند مهام التنظير واقامة الاحتفالات الموسمية لاحياء الذاكرة لا غير .

لم يقتنع اليسار العربي ولحد الان ، بأن ثمة تغييرات جذرية حصلت في طبيعة النهج الفكري والنضالي على المستوى العالمي .. وحينما يصار الى الدعوة الى الالتصاق بجسد الجماهير مباشرة ، ورفع راية التعبير عن مصالحها الآنية ، وبشكل قوي ومباشر ، وترك الشعور بدفيء المقرات المزينة برموز عهود تخطتها التغييرات المستمرة ، والمبنية على ملامح من البناء الفكري التقليدي القديم ، حينما تجري الدعوة الى ذلك ، تحدث ردود الافعال المتشنجة ، واستنفار كافة مشاعر التنصل المؤسف عن شواخص فكرية مخلصة ، تريد لذلك اليسار ان ينتصر .

إن ظاهرة انحسار الرصيد الانتخابي لقوى اليسار في بلداننا ، ليست هي المعيار الوحيد لتبيان مدى القوة او الضعف في حضورها ضمن الحراك السياسي والاجتماعي في البلاد .. وانما يحدده ذلك العزوف المتزايد لدا شرائح واسعة من ابناء المجتمعات العربية وغيرها من الاقليات المتعايشة معها ، عن الاستمرار في ركوب متن المخاطرة غير المنقطعة بالاموال والانفس ، من خلال الانتماء الى جبهة الفكر اليساري ، دون التيقن من أمر التأثير الفعال في الساحة لذلك الفكر، تلك الساحة التي دخلتها قوى لم يكن لها من قبل اسم ولا أثر، عدا عن أنها دخلت بثقلها الديني والمالي ، واستغلت يأس الجماهير من طول مدة انتظار ما يعدها به اليسار وعلى مدى عقود طويلة من الزمن .

ولو أخذنا ما جرى ويجري في العراق اليوم ، باعتباره قد مر بتجارب فريدة على مستوى الوطن العربي ، من حيث نوعية الانتخابات الحاصلة فيه ، فاننا يمكننا ان نتمثل خيبة الأمل ، والتي اصيبت بها جبهة الفكر اليساري ، وعلى مستوى محافظات العراق جميعا ، بحيث جاءت النتائج مرعبة وقد ارتدت في محصلتها بالنسبة للقوى اليسارية حتى عن تلك التي تمخضت عن الانتخابات السابقه .

فلماذا مثلا ، لا يتم التوجه الى تشخيص الحالة الحاضرة ، وبالتجرد عن ذلك الالتزام المميت بنهج معين من التفكير ، لوضع الامور المتعلقة بواقع اليسار في العراق ، وفق ما عكسته الانتخابات الاخيرة من نتائج ، ليصار الى اعتماد سبل جديدة تساهم في خلق واقع جديد ؟ .. أليس التمحور حول تحليل ثابت بعينه ، لتبرير الاخفاقات المستمرة في عملية الوصول الى مواقع متقدمه من قبل قوى اليسار في العراق ، سيؤدي بعد حين ، وبالضرورة ، الى تكرار وتعميق تلك الاخفاقات وبشكل يدعو للندم فيما بعد ، حين لا ينفع الندم ؟ ..

إن القوى الحقيقية في تمثيلها لجبهة اليسار في العراق ، وكساحة يمكن ان تؤخذ مثلا مناسبا ، لما هي عليه ذات القوى في بقية البلدان العربية ، مدعوة الان وبدون تأخير ، لاعتماد السبل الاستثنائية التالية ، لكي تستعيد عافيتها ، وتجدد حضورها في اذهان مناصريها ، ومن تمثلهم من الطبقات :

أولا – عليها ان تتداعى فورا لتوحيد صفوفها ، وتكوين نسيج متجانس تنظيميا ومن حيث الرؤى المستقبلية لمصير البلاد .
ثانيا – عليها ان لا تعزف عن عقد تحالفات مرحلية مع بقية القوى المتنفذة على الساحة السياسية ، كونها إن تكابرت عن عقد هكذا تحالفات ، فستبقى حتما في مؤخرة الركب كما هي عليه الان ، ولن تعكس تأثيراتها في مجمل حياة الناس ليشعروا بحضورها وفعالياتها .
ثالثا – عليها ان تدعوا كافة المفكرين والمثقفين لاستقراء الوضع التنظيمي والفكري ، ومحاورة اساليب التحرك الجماهيري ، وان تتقبل كافة الاراء المطروحة في هذا المضمار ، والتخلي عن روح الشعور بمقاومة كل نقد هدفه ترسيخ عملية التقدم وعلى أسس اكثر متانة وأجدى نفعا .

وإلا .. فستبقى الحالة كما هي .. عبارة عن سلسلة من الاخفاقات المتتاليه .. والمعمقة لروح اليأس وفقدان الثقة بالنفس ، لدا المناضلين المنتمين لجبهة اليسار ، وجماهير الشعب التواقة للخلاص على حد سواء .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الحرب المجنونه
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي .. 2
- ألحريه .. حينما تولد ميته .
- الزمن العربي .. وسوء التسويق
- حلوى التمر
- سلام على المرأة في يومها الأغر
- مراكز نشر الوعي في الوطن العربي .. الى أين ؟
- بغداد ... متى يتحرك في أركانها الفرح من جديد ؟
- أفكار تلامس ما نحن فيه من أزمه
- نحن والتاريخ
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي
- حينما يصر أعداء العلمانية على رميها بحجر
- عمار يا مصر ... 2
- عمار يا مصر
- نذور السلطان .. 5
- ما لا يدركه الرجال .
- نذور السلطان ... 4
- نذور السلطان ..3
- نذور السلطان ..2
- نذور السلطان


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - أليسار في دول العالم العربي ، ومقاومة التجديد .