أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي - القوة والمثال-















المزيد.....

طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي - القوة والمثال-


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 19:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدرت في بغداد الطبعة الجديدة لكتاب البروفيسور ميثم الجنابي (الإمام علي - القوة والمثال) عن دار ميزوبوتاميا . وقد طبع الكتاب مرات عديدة ونفذت جميعها. وهذه الطبعة هي الخامسة. والكتاب بحدود 160 صفحة من القطع الوسط ، وصمم الغلاف علي الزيدي .
يحتوي الكتاب على بابين. يتضمن الاول (الامام علي وكينونة الاسلام الروحية) ثلاثة فصول هي على التوالي
الفصل الاول: الغلاة وتعبير المصير الوجداني
الفصل الثاني: المصير التاريخي للإمام علي في الفرق الإسلامية
الفصل الثالث: التشيع - السمو الروحي للشخصية العلوية
اما الباب الثاني (التراجيديا السياسية للطوباوية الثورية) فيحتوي على ثلاثة فصول أيضا هي على التوالي
الفصل الأول: قوة المثال ومفارقات التاريخ السلطوي
الفصل الثاني: مثال القوة ومفارقات المصير السلطوي
الفصل الثالث: الانتصار والهزيمة - المثال والواقع .
وجاء في مقدمة الكتاب "ليست هناك من شخصية كبرى في تاريخ الإسلام استطاعت أن تستثير خفايا الوعي والضمير وتضارب المشارب والتقييمات كشخصية الإمام علي بن أبي طالب. فهو يبدو في كيانه الواقعي لغزاً، وفي صورته التاريخية كياناً يصعب احتوائه أو المسك به. وهنا تجدر الإشارة إلى انه لا يمكن الانسياق الكلي وراء لغزه الواقعي وكيانه التاريخي دون الوقوع في متاهات التبرير والتغرير، انطلاقا من الإمام علي هو الشخصية التي يصعب التعامل معها على أساس قواعد المنطق الصارمة أو الانتماء المذهبي. فكلاهما يضعفان البحث، وفي أفضل الأحوال لا يبقيان فيه على غير ما يريدانه منه. بينما حقيقة الإمام علي تقوم في ذاته القادرة على العطاء بوصفه القوة السارية في منطق الحقيقة التاريخية للعراق، ونموذج المثال الإنساني (الإسلامي). ومن هاذين المكونين تبلورت شخصيته في التاريخ والوعي والثقافة والروح. بمعنى تغلغلها في العقل والضمير والوجدان، في الباطن والظاهر، والحس والحدس. مما جعل منها على الدوام طاقة المتناقضات المغرية، شأن كل ما هو ملازم لوحدة الجمال والجلال في الحياة".
فكما يقول المؤلف في المقدمة بان الإمام علي من الشخصيات، التي لا يلزم بالضرورة التعامل معها بمقولات الأحكام المجردة ومنطق السياسة المعاصرة وهمّ المصالح. فالتاريخ في شخصياته النبيلة أوسع وأعمق من أن يخضع لميزان تناقضاته المباشرة. كما أن التاريخ الإسلامي سوف لن يكون بمقدوره أن يتجاوز تلك الذروة التي يستطيع معها القول بان ما وراء علي يمكن أن يكون علياً آخر. وليس ذلك انتقاصاً من قدرة التاريخ على صنع شخصيات عظمى ونماذج رفيعة، بقدر ما يعني أن مجرد إقناع الذات واقتناعها بمحاكاة شخصه سوف تجعل من النفس كيانا مقلدا وفاقدا بالضرورة لبريقها الحيوي. وهو تقليد لا يعدو كونه افتعالا لما هو معدوم أو سار في سمو المرجعية الروحية. ومن ثم لا يفعل إلا على افتعال وحدة ظاهرية أولها تقليد وآخرها زيف، وما بينهما اصطناع سريع الزوال".
وقد حدد ذلك بدوره المهمة التي وضعها المؤلف أمامه والقائمة فيما اسماه بعدم إقناع القارئ بضرورة التشبّه بالإمام علي، بل باتخاذه "عبرة للآخرين"، كما قال هو مرة عن نفسه. وهي العبارة التي كانت تشكو في معاناتها الباطنة من ثقل تواضعه المتسامي. فهو لم يقصد بذلك فرض مثاله الفردي على الآخرين، لأنه نفسه لم يجد مثالاً يستحق الإسلام له سوى الله! وهو موقف يشير إلى انه انتزع منذ البداية معالم التقليد الأعمى ونوازع التعصب المتلونة، التي أبى الصراع اللاحق إلا أن يغرسها في أفئدة قواه المتصارعة. وبهذا المعنى، فان التاريخ يكون قد حولّه إلى أحد المصادر المفرقّة للأمة".
إلا أنها قضية وظاهرة لا علاقة لها بشخصه كما يقول الجنابي. إنها من معيار ومقدمات أخرى. فالقرآن نفسه وكذلك النبي محمد، كما يكتب الجنابي في المقدمة قد تحولا لاحقا إلى مصدر الشقاق والخلافات الكبرى رغم دعوتهما الدائمة إلى توحيد الله ووحدة الأمة. كما لم تعق الوحدانية نفسها، من حيث كونها فكرة ومبدأ، من أن "تبدع" وتستثير صيغاً متنوعة من افتراق الأمة. إلا أن هذه العملية ذاتها أفلحت في استثارة المساعي الباحثة عن أسلوب النجاة، أو ما دعته تقاليد علم الملل والنحل (علم تاريخ الفرق الإسلامية والمدارس الفلسفية والأديان والعقائد) بمفهوم الجماعة والفرقة الناجية. إلا أن ما يميز جمالية التاريخ الأول للإسلام هو افتقاده لروح العزلة والخلاف بين الفرد والجماعة، أي بين المسلم والأمة على أساس الانتماء العقائدي للفرق. وقد أعطت هذه الميزة للصراع المتراكم والمحتمل بين مكونات الأمة الناشئة قيمته الرفيعة. وفي هذا تكمن إحدى قيمه الخالدة التي تضع المرء في حال من الاحتكام الدائم أمام الضمير والقناعة الشخصية. مما يجعل لكل فعل قيمته الخاصة به. وهي قيمة عادة ما يحدد مضمونها وأثرها التاريخي كل من تعمق الوعي الاجتماعي ومستوى تمثلها في الأفعال. ومنهما تتبلور وتتراكم أهمية وفاعلية ما يمكن دعوته باللغز الدائم في الشخصية. وليست حقيقة هذا اللغز في الواقع سوى الوحدة الخفية والمثيرة للحس والعقل والحدس في محاولاتهم إدراك حقيقة الشخصية في تمثلها وتمثيلها للحق. وقد وعى الإمام علي هذه الحقيقة بصورة نموذجية، قد تكون الأرقى في تاريخ الإسلام، عندما قال في إحدى كلماته البليغة بان "الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال تعرف بالحق!"
وهي الفكرة التي تشكل من حيث الجوهر صلب الشخصية العلوية من حيث كونها نموذجا للمرجعية المتسامية في القول والفكر والفعل. إذ لا تعني أولوية الحق على الرجال سوى أولوية الحقيقة المتسامية، والمجردة من الرؤية الضيقة والمصالح العابرة. وهي الفكرة التي كانت تحتوي في أعماقها على مبدأ الواجب الأخلاقي (العملي) في التماهي الفردي معها. بمعنى تطبيقها على النفس بوصفه المحك الحقيقي للبرهنة على ما فيها من أبعاد غير متناهية. وهو تطبيق أعطى ويعطي لشخصية الإمام علي بعدا لا يتناهي في التاريخ والفكر والعقل والوجدان والحق والحقيقة. وهو تطابق صنع فيه هالة كونية وأبدية، بحيث تحول في الوعي الجمعي والفرداني المتسامي إلى نموذج تتجلى فيه وتتماهى حقيقة الوحدة الحية بين الخالد والعابر، والتاريخ والمعاصرة، والإلهي والبشري.
كما كثف الجنابي محتوى ومغزى ومعنى موقفه مما وضعه في الكتاب في الخاتمة المكثفة التي نقرأ فيها ما يلي: إن دعوى امتلاك ناصية الإدراك الكامل للمكونات الوجدانية للتاريخ العربي الإسلامي لا تؤدي إلا إلى محاصرة النفس بمعضلات لا يمكن حلّها دون الوقوع في تهافت منطقي وتناقضات أخلاقية لا تحصى. إذ سيكون من الملزم حينئذ إقناع الجميع بما لا يمكن الإشارة إليه. وذلك لأن المكونات الوجدانية الحية هي الخميرة التي لا تفترض شيئاً غير شعور الاضطراب والتفاعل. والإمام علي هو دون شك، أحد مكونات هذه الخميرة التي تفعل في الكيان العربي الإسلامي .
فقد أبدع في مجمل كيانه التاريخي والروحي ما يمكن دعوته بالإسلام العلوي، أو إسلام الحق. لهذا فهو ليس جزء من الماضي، بل الماضي كله. كما انه ليس الماضي كله، بل الماضي الحق. وبهذا المعنى يمكن النظر إليه باعتباره ممثل الوحدة الاجتماعية الحقة، مما يجعله خلواً من المذهبية الضيقة".
إلا أن المحتوى الأوسع والأعمق لكل ما جرى وضعه في هذا القديم ليس إلا المقدمة التي تعطي للقارئ مهمة بل وضرورة الرجوع إلى النص بوصفه وحدة متكاملة وذات طراز خاص وجديد كل الجدة في إعادة رسم وتصوير وتحليل شخصية الإمام علي وديمومة أثره الخالد في التاريخ والوعي الإنساني.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
- الحداثة في العمارة الاسلامية
- رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
- النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
- د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع ...
- الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي - القوة والمثال-